تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل منذ فترة بإغلاق العديد من اللجان الخيرية داخل المناطق السكنية، بناء على توصيات من مجلس الوزراء، وهذا القرار يحتاج إلى إعادة مراجعة لأسباب عدة، منها: أن الكويت وأهلها مجبولون على حب الخير ومساعدة الناس، وإغلاق هذه الفروع سيتسبب بطريقة أو بأخرى بتخفيض عدد المتبرعين وحجم التبرعات.
فالمتبرع يجد هِمّة وحماساً في بعض الأحيان للتبرع أو المساهمة في المشاريع الخيرية، فإذا صعب عليه الوصول لمقر اللجنة الخيرية، فَتَرَتْ هِمّته وربما جاء ما يصرفه عن ذلك التبرع، فنكون بذلك تسببنا في منع الخير.
الأمر الآخر أن مقرات اللجان الخيرية في المناطق السكنية تُسهّل على الفقراء والمحتاجين الوصول إليها، وعندما نُغلق هذه المقرّات، فإننا نُصعّب على الفقير، والذي يأتي بعضهم إلى اللجان مشياً على الأقدام، فكيف إذا أُغلقت اللجان، وأصبح المقر البديل في منطقة أخرى بعيدة؟
نحن في بلد اشتهر بأن الفقير والمسكين يجد فيه من يُقيل عثرته ويسد جوعه، فلماذا التضييق عليهم؟
اللجان الخيرية تضم العديد من الموظفين والذين يعيلون أسراً عدة، وبإغلاق اللجان فإننا نتسبب في هدم بيوت وتضييع أسر عاشت لسنوات طويلة على الراتب الذي يتقاضاه مُعيل الأسرة من عمله في هذه اللجان، فلماذا نتسبب في قطع الأرزاق؟
لا نعترض على تنظيم العمل، لكن ندعو إلى ألا يكون الهدف هو التحجيم والتضييق، وإن كان الهدف التنظيم فأوجدوا مقرات بديلة قبل إخراج اللجان من المناطق السكنية.
«صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، فشجّعوا اللجان الخيرية وادعموها وسهّلوا مهامها وأعمالها، لعل الله تعالى يدفع البلاء عن العباد والبلاد.
****
الهَزة الأرضية
تقع في العالم ظواهر كونية متعددة: زلازل، براكين، فياضانات، كسوف وخسوف، وهي ظواهر بلا شك ترجع لأسباب طبيعية مناخية أو فلكية، ومع ذلك فإننا لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن نعزلها عن الإرادة الإلهية التي تُسيّر الكون كله وتنظّم حركته. فلسنا من بلاد إلحادية لا تؤمن بوجود الإله، وإنما مسلمون نؤمن بوجود إله مدبر للكون يُصرّفه بمشيئته.
الزلزال الذي وقع في الكويت يوم الجمعة الماضي والذي اهتز له العديد من البيوت وشعر به معظم سكان مناطق الجهراء وضاحية سعد العبدالله، استنكر بعض الناس الربط بين وقوعه كظاهرة كونية وبين كونه تحذيراً ربانياً، أو أن يكون بسبب مخالفة الناس لأوامر الله، ونقول لهذا المستنكر ما رأيك بقول الله تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» وبقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف... إذا ظهرت القيان والمعازف وشُرِبت الخمور».
وبموقف عمر بن الخطاب لما اهتزت المدينة في عهده فقال للناس: «والله ما تزلزلت الأرض إلا لأمرٍ أحدثتموه، والله إن عادت لا أُساكنكم فيها».
وبقول ابن مسعود للناس لما رجفت الأرض في الكوفة: «يا أيها الناس إن ربّكم يسْتَعْتبكم فأعتِبوه».
نحن لا نجزم بأن الزلزال بسبب المعاصي، لكننا بالمقابل نؤمن بأنه آية إلهية يُحذر الله بها عباده، ويُنبه بها الغافل.
والزلزال الذي وقع فرصة لكل مسؤول في موقعه كي يراجع ما عزم القيام به من فعاليات للاحتفال بالأيام الوطنية، وينظر هل في هذه الاحتفالات ما يستجلب غضب الله وسخطه أم لا؟
موضوع اللجان الخيرية ومراجعة طبيعة الاحتفالات الوطنية نرجو أن يجد صداه لدى المعنيّين، وألا نكون كمن يصرخ في وادٍ، أو ينفخ في رماد.
Twitter: @abdulaziz2002