الكويت استضافت مؤتمرها الرابع استعداداً لمؤتمر المانحين في بريطانيا

342 مليون دولار من المنظمات غير الحكومية لإغاثة السوريين

تصغير
تكبير
الجمعيات الكويتية تعهدت بـ 60 مليون دولار ... والخليجية والإسلامية والدولية بنحو 282 مليونا

المعتوق:
الإنسانية ماتت يوم مات أطفال وشيوخ ونساء سورية

أحمد الجاسر:
الجمعيات الخيرية الكويتية لم تدخر وسعاً في تيسير الحملات الإغاثية لنجدة السوريين

ماثيو لودج:
لم نكن بإمكاننا أن نستضيف مؤتمر المانحين لولا الجهود التي بذلتها الكويت
كعادتها دائماً لبت الكويت النداء الإنساني لإغاثة السوريين، وأعلنت المنظمات غير الحكومية خلال مؤتمرها الرابع الذي عقد أمس تبرعها بـ 341.780.000 لإغاثة الشعب السوري، 60 مليونا و30 ألف دولار تعهدات للجمعيات الكويتية، حيث ستصرف هذه المبالغ في المجالات الإغاثية والطبية والتعليمية بالإضافة إلى اكساب اللاجئين السوريين المهارات المهنية ليصبحوا عناصر منتجة.

وأكد رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المستشار في الديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق إن «هذا المؤتمر الإنساني يأتي في سياق صفحة جديدة تسطرُها الكويت في سجلِها الحافلِ بالعطاءِ، وضمن الموقف الإنساني الرائد الذي يتجلى بمشاركة الكويت في رئاسة ورعاية المؤتمر الدولي الرابع للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية المقرر انعقاده في 4 فبراير المقبل في العاصمة البريطانية بالشراكة مع المملكة المتحدة ومملكة النرويج وألمانيا ومنظمة الأمم المتحدة».


وقال: «إننا نتطلعُ مِن خلالِ مؤتمرنا الإنساني إلى فتح نافذة أمل جديدة للأشقاء السوريين، من خلال حشدِ جهودِ المنظماتِ الإنسانيةِ، وتعزيزِ سبلِ الشراكةِ الفاعلةِ وبناءِ الجسورِ بين شركاءِ العملِ الإنساني، من أجل تلبيةِ المتطلبات المتزايدةِ لضحايا الأزمةِ وتقاسمِ عبءِ احتياجات اللاجئين، ودعم خطط الاستجابة الإنسانية خلال عام 2016م لاسيما في ظل اتساع الفجوة بين حجم هذه الاحتياجات والنقص الحاد في الموارد».

وأعرب عن أسفه من «وقوف الأزمة السورية على أعتاب العام السادس ومازال الشعب السوري يئنُّ وينزفُ ويُهَجَّرُ ويُشَرَّدُ ويُقَتَّلُ ويُعَذَّبُ، وتُدَمَّر أحلامُ أطفالِه بفعلِ آلةِ القتلِ والفتكِ، في مشهد مروع ومفزع أعجز المنظمات الحقوقية والإنسانية عن حصر وتسجيل أعداد ونسب الضحايا الذين يتساقطون يوميا بالمئات، إما من جراء البراميلِ المتفجرةِ أو الغازات السامة، أو الغارات الجوية أو الغرق في عرض البحر، أو الحصار والتجويع، أو البرد والثلوج»، مردفاً «ومن المؤسف أن يقف العالم متفرجاً لا يحرك ساكناً، إلا من بعضِ المساعداتِ الإنسانيةِ غير الكافية، أو القرارات الدولية التي لا تجد طريقها للتنفيذ».

واعتبر ان «الإنسانية قد ماتت يوم مات أطفال وشيوخ ونساء سورية في مـــارس 2011، يوم أن اندلعت الأزمة السورية ولم ينتفض العالم لاحتوائها وإيقاف نزيـف الدم»، مضيفا بالقول «لقد مات الضمير الإنساني بموت أطفال ونساء وشيوخ مدن وقرى وبلدات مضايا والزبداني والغوطة الشرقية وأرياف حمص ومناطق أخرى في حلب واللاذقية جوعا وحصارا دون أن يتحرك المجتمع الدولي وما مضايا إلا نموذج صارخ لما يجري على الأرض السورية».

و أشار إلى أن «اسهامات وتعهدات المؤتمرات الثلاثة التي سبق أن احتضنتَها الكويت خلال أعوام 2013 و 2014 و2015 والتي تجاوزت المليار دولار كان لها كبير الأثر في تخفيف معاناة الشعب السوري، أملا أنْ يشهدَ المؤتمر المقبل استمرارَ هذا العطاءِ، وأنْ تكونَ هناك تعهداتٌ سخيةٌ لاستمرارِ الجهودِ الكريمةِ في إنشاء مشاريع كبرى ايوائية وتعليمية وصحية وإغاثية وتنموية لخدمة اللاجئين».

وحول أوجه صرف التبرعات اجاب بالقول «هناك أوجه اغاثية وتعليمية وصحية، وكثير من الإخوة القائمين على العمل الإنساني لديهم توجه هو مساعدة السوريين لاكتساب حرفة مهنية ليكونوا منتجين ويحصلوا على العيش الكريم».

ومن جانبه، أكد ممثل الجمعيات الخيرية الكويتية أحمد الجاسر أن «الكويت عاصمة العمل الإنساني حيث انه في الوقت الذي تحتفل فيه بالذكرى السنوية على مرور عشر سنوات لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم في البلاد، فإنها حريصة على مشاركة الأشقاء السوريين أوضاعهم المأسوية كما دعت الى عقد المؤتمر الرابع على التوالي».

وأشار الى انه «على مدى خمسة أعوام ومنذ اشتعال الأزمة السورية في مارس 2011، والجمعيات الخيرية الكويتية لم تأل جهدا ولم تدخر وسعا في تيسير الحملات الإغاثية لنجدة اللاجئين السوريين، بالتعاون مع شركائنا في المنظمات الخليجية والغربية والإسلامية والدولية، سواء بتعهداتها خلال المؤتمرات الثلاثة للمنظمات غير حكومية، او عبر المشروعات الإغاثية المشتركة التي نفذتها في مناطق اللاجئين السوريين في الاردن وتركيا ولبنان لاستكمال الجهود الانسانية الإقليمية والدولية».

وأوضح ان «اجمالي عدد الاشخاص الذين بحاجة للمساعدة الانسانية حسب الوضع في نهاية ديسمبر 2015 وطبقا لبيان الامم المتحدة، بلغ 13.5 مليون شخص، مقابل 4.3 مليون شخص اجمالي عدد اللاجئين خارج سورية في دول الجوار، و 6.6 مليون شخص من المهجرين والنازحين في الداخل السوري».

بدوره قال السفير البريطاني في الكويت ماثيو لودج ان بريطانيا تعمل بالشراكة مع الكويت والأمم المتحدة لاستضافة مؤتمر لدعم السوريين في لندن الأسبوع المقبل، متوجهاً بالشكر للدكتور عبدالله المعتوق على ما بذله من جهود وما بذلته الكويت من جهد مهد لتنظيم المؤتمر المزمع اقامته.

واختتم بالقول «لم يكن بإمكاننا ان نستضيف المؤتمر المقبل لولا الجهود التي بذلتها الكويت ومنظماتها وأميرها القائد الإنساني».

المشاركون: العمل الإنساني مجرد مسكّنات والكارثة تتطلب تحركاً أممياً سريعاً

حذر المشاركون في المؤتمر من ان «العمل الإنساني رغم أهميته ليس حلا للأزمة، وإنما مجرد مسكنات وإسعافات أولية، فضلا عن أن المساعدات أصبحت لا تفي باحتياجات اللاجئين»، داعين إلى «تحرك أممي سريع لرفع الحصار الجائر وغير الإنساني عن المدن والقرى والبلدات السورية، والعمل على حماية اللاجئين الذين فروا من العنف إلى مختلف دول العالم، واستمرار الجهود لوضع حلول سياسية وإنسانية عاجلة لهذه الكارثة غير المسبوقة التي باتت تؤرق الضمير الإنساني».

ووجه المشاركون بياناً للأمين العام للأمم المتحدة جاء فيه «نحن منظمات إنسانية غير حكومية في الدول العربية والإسلامية تحملنا منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، مسؤولية العمل الجاد من أجل إغاثة ضحايا النزاع السوري /السوري، وكنا نأمل أن تنتهي الأزمة في غضون شهور، وإذا بها تمتد وتتعاظم مضاعفاتها الإنسانية لتوشك أن تدخل عامها السادس، في ظل عجز واضح من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي عن تقديم حلول للأزمة».

وقال البيان «طوال سنوات الأزمة لم ندخر وسعا في تلبية النداءات الإنسانية وفي كل مرة تستضيف الكويت مؤتمرا دوليا للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، لم نتردد في الاستجابة لنداء سمو أمير الكويت في المشاركة بمؤتمرات المنظمات غير الحكومية مؤتمرا تلو الآخر، حتى بلغت قيمة المساعدات التي قدمناها للاجئين والضحايا أكثر من مليار دولار».

وأضاف «في ضوء ذلك نشدد على مجموعة من المطالب والتوصيات التي تبنتها المنظمات غير الحكومية خلال مشاركتها في المؤتمر الرابع للمنظمات الداعمة للوضع الإنساني في سورية ومنها استصراخ المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولية جادة وحقيقية لإيقاف هذه المجازر، وطي ملف الأزمة السورية لإدراكنا أن العمل الإنساني رغم أهميته ليس حلا للأزمة، وإنما مجرد مسكنات وإسعافات أولية، فضلا عن أن المساعدات أصبحت لا تفي باحتياجات اللاجئين لاتساع الفجوة بينها وبين نقص الموارد، وهذا النقص مرشح للتعاظم خلال المرحلة المقبلة بسبب التقلبات الاقتصادية وهبوط أسعار النفط، وظهور أزمات أخرى بالمنطقة».

ودعا البيان إلى «تحرك أممي سريع لرفع الحصار الجائر وغير الإنساني عن المدن والقرى والبلدات السورية، والعمل على حماية اللاجئين الذين فروا من العنف إلى مختلف دول العالم، وضرورة أن تتحمل منظمة الأمم المتحدة مسؤوليتها في الضغط على المجتمع الدولي لتطبيق جميع القرارات الدولية التي صدرت منذ اشتعال الأزمة»، آملا «استمرار الجهود لوضع حلول سياسية وإنسانية عاجلة لهذه الكارثة غير المسبوقة التي باتت تؤرق الضمير الإنساني».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي