لا يتورع بعض الرؤساء أو الحكومات من استخدام أساليب أقل ما توصف به أنها قذرة، من أجل تثبيت كراسيهم أو إزاحة خصومهم، في داخل بلادهم أو خارجها، ولو أدت هذه الأساليب إلى قتل المئات من الناس.
قبل أيام أعلن قاضٍ بريطاني نتائج التحقيق العام حول قتل المعارض الروسي «ألكسندر ليتفيننكو»، وقال القاضي في نتائج تحقيقه إن «عملية جهاز الاستخبارات الروسي التي اغتالت ليتفيننكو وافق عليها على الأرجح الرئيس السابق للجهاز (نيكولاي باتروشيف) وكذلك الرئيس بوتين».
وكان المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو قد توفي في 23 أكتوبر 2006، بعد 3 أسابيع على تناوله الشاي في حانة فندق بوسط لندن برفقة أندريه لوغوفوي العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي.
وليتفيننكو هو ضابط روسي، وعميل سابق لجهاز الاستخبارات الروسية «كي جي بي»، وقد قام في عام 1999 بفضح بعض ملفات الفساد داخل الاستخبارات الروسية، ثم هرب إلى لندن سنة 2000 بعد أن قضى شهوراً عدة في السجون الروسية، وتم منحه حق اللجوء سنة 2006 ثم حصل على الجنسية البريطانية، وبعدها تم اغتياله في 23 نوفمبر 2006.
وكان المعارض الروسي قد كشف في كتابه «تفجير روسيا» أن المخابرات الروسية هي من قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على حرب الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان، والتي أعقبها احتلال روسيا للشيشان.
هذه صورة من بعض الأساليب غير الأخلاقية التي تتعامل بها بعض الدول لإزاحة خصومهم.
ومن الأمثلة الأخرى تفجيرات 11 سبتمبر في أميركا والتي تشير بعض التحليلات إلى ضلوع الحكومة الأميركية في تدبيرها، أو أنها كانت على علم بالتخطيط لها لكنها تغاضت عن بذل الأسباب لمن وقوعها.
البعض لا يستبعد أن يكون تفجير الطائرة الروسية المغادرة من مطار سيناء أنه كان من تخطيط روسي، حيث اتخذت روسيا تلك الحادثة مبرراً لتواجد قواتها في سورية بزعم قتال قوات «داعش»، التي اتُّهمت بأنها وراء التفجير.
ما تزال بعض الدول تقوم بتفجيرات مفبركة تودي بأرواح بعض مواطنيها من أجل اتهام المعارضة بارتكابها ومن ثم إيجاد عذر لنزول الجيش للشوارع وقتل المعارضين السلميين!!
ومن الأمثلة الأخرى قيام بعض الحكومات باغتيال معارضين بارزين من توجه ليبرالي أو علماني، ليتم اتهام الإسلاميين بها، ومن ثم تبرير حملات الاعتقال والقتل وإغلاق المقرات والمراكز التابعة لهم.
وقد يُعلن عن محاولة اغتيال وهمية لبعض المسؤولين، أو يتم بالفعل اغتيال مسؤولين من الدرجة الثانية لتسويغ سياسة البطش والتنكيل ضد المعارضين.
خلاصة القول إنه لم يعد لدى بعض الحكومات والزعامات أخلاق في الحروب والخلاف، وأصبح لديهم كل شيء مباح (الأرواح والدماء والأعراض) فالمهم عندهم هو البقاء على الكرسي.
لذلك أصبح من الواجب علينا التأني قبل إطلاق الأحكام أو الإدانة لجهة ما عند وقوع تفجير أو اغتيال، وغالباً ما يكون الإسلاميون هم في دائرة الاتهام الأولى.
وأن نطبق قول الله تعالى: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
و لا يعني كلامنا انعدام وجود جماعات متطرفة تتبنى سياسة القتل والتفجير، من أجل التغيير، لكن لا بد وأن ننظر إلى كل حادثة من جميع جوانبها قبل إصدار الحكم فيها.
Twitter: @abdulaziz2002