فتح خزينة أسراره لـ«الراي» وروى عذابات 14 عاماً من سكنى «غوانتانامو» وقبلها «الطعن في الظهر»

فوزي العودة: باكستان باعتني لأميركا بـ 5 آلاف دولار

تصغير
تكبير
سلمت نفسي للأمن الباكستاني كي أصل لسفارة الكويت فتغير طريقي إلى «غوانتانامو»

الأميركان عاملوني كعدو وتعرضت لضرب مبرّح وأذى نفسي

أحد الحراس ضربني وقذفني بالفلفل الحار لأني حاولت رفع مصحف رماه على الأرض

سافرت في أغسطس 2001 لتقديم المساعدات الخيرية على الحدود الأفغانية - الباكستانية

لم أدخل أفغانستان وكنت أقوم بعملي الخيري من الحدود الباكستانية

كل من تعاون مع الأميركان لتسليمي لهم مع علمه أني بريء هو خصمي يوم القيامة

الاتهامات الأميركية لي Rubbish

عملت في بيت الزكاة لستة أشهر ومدرساً بدور القرآن قبل سفري لباكستان

كنت أطلب بيتزا بالخضراوات مع المشروبات الغازية من محاميّ والوالدة كانت ترسل لي بعض الحلويات

نفذنا إضراباً عن الطعام عام 2005 فنقص وزني نحو 50 كيلو

تعرضت للتغذية القسرية عبر أنبوب كان أشبه بالطعن بسكين
أسرار وذكريات وعذابات وأحداث 14 عاماً، لخصها المعتقل السابق في غوانتانامو فوزي العودة في حديث خص به «الراي»، مؤكداً انه تعرض «كأي عربي قاده قدره ليكون موجودا على الحدود الأفغانية مع الدول المجاورة بعيد أحداث 11 سبتمبر، إلى صفقة طلبت خلالها أميركا تسليمها أي عربي مقابل 5 آلاف دولار».

وأشار إلى ان «الأميركان عاملوني كعدو، وتعرضت للضرب المبرح والسب»، لافتاً إلى انه خرج من الكويت في شهر أغسطس 2001 من أجل تقديم المساعدات الخيرية على الحدود الأفغانية - الباكستانية. وذكر انه لم يدخل لأفغانستان وكان يقوم بعمله الخيري من الحدود الباكستانية، لافتاً إلى انه عمل موظفا في بيت الزكاة لستة أشهر ومدرسا بدور القرآن قبل سفره لباكستان.


وتابع «سلمت نفسي للأمن الباكستاني لإعادتي للكويت، فإذا بهم يسلمونني لأميركا، كل من تعاون مع الأميركان لتسليمي لهم مع علمه أني بريء هو خصمي يوم القيامة». وحول طلباته في غوانتانامو قال «كنت أطلب بيتزا بالخضراوات مع المشروبات الغازية من محاميّ والوالدة كانت ترسلي بعض الحلويات». وفيما يلي مزيد من التفاصيل:

• متى خرجت من الكويت؟ خرجت من الكويت في شهر أغسطس 2001، وقبل خروجي عملت مدرسا في دور القرآن التابعة لوزارة الأوقاف، ومن قبلها عملت في بيت الزكاة لمدة ستة أشهر، وبالتالي كان لدي خبرة في الأعمال القرآنية وتدريس القرآن الكريم. وفي ذلك الوقت كان كثير من المواطنين الأفغان يعانون، وكانت وجهتي عند خروجي للحدود الباكستانية مع أفغانستان حيث يتواجد الكثير من اللاجئين الأفغان في حالة مزرية من نقص في الدواء والغذاء والتعليم والمسكن وأبسط مقومات الحياة، ولم أدخل لأفغانستان، وذهبت إلى هناك وأنا أحمل مبلغا بسيطا لأقدمه للاجئين الأفغان. والأفغان ينظرون للمواطن العربي وكأنه ابن الصحابة، ويعتبرون مجيئه ليعلمهم آيات الذكر الحكيم شيئا عظيما بالنسبة لهم، ويرفع من معنوياتهم ويزين الحياة في أعينهم ووفقني الله عز وجل في القيام ببعض الأعمال الخيرية ولكن وقعت أحداث 11 سبتمبر فاختلط الحابل بالنابل.

• ماذا حدث لك بعد هجمات 11 سبتمبر؟ فرضت الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة الباكستانية، والحكومات الأخرى المجاورة لأفغانستان ان يتم إلقاء القبض على اي مواطن عربي في باكستان بغض النظر عن سبب وجوده، وذلك في مقابل مادي يقدر بـ5 آلاف دولار، وتتولى الولايات المتحدة التحقيق مع من يتم القبض عليهم ولا شأن للحكومة الباكستانية أو غيرها من الحكومات بعملية التحقيق. وللأسف هذا الأمر يعد صفحة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وبعد 14 سنة لم تستطع أميركا ان تدينني بشيء.

• هل كان خروجك من الكويت بشكل فردي وشخصي أم كان عملا مؤسسيا ؟ كان خروجي شخصياً بشكل فردي لأنها كانت بداية لي وكنت أود ان أستطلع العمل الخيري.

• خرجت من الكويت بمفردك أم مع مجموعة ؟ وهل دخلت أفغانستان؟ خرجت بمفردي. ولم أدخل إلى أفغانستان أبداً، كنت على الحدود الباكستانية مع أفغانستان.

• كيف حدثت عملية الاعتقال ؟ كنت موجوداً في منطقة حدودية تدعى «كوتا»، وطلب مني الأهالي بعد أحداث 11 سبتمبر ان أبقى في أحد المنازل حتى تستقر الأوضاع، ويتم ترتيب عملية الرجوع للعاصمة الباكستانية ومن ثم للكويت، لكن طال بقائي مع تزايد الأوضاع سوءاً فقمت بنفسي بالتوجه للنقاط الأمنية الباكستانية وقلت لهم أنا مواطن كويتي أقوم بالعمل الخيري، وأرجو منكم التكرم بأخذي للسفارة الكويتية، ولكن للأسف فوجئت ان الشرطة الباكستانية أخذتني لسجن عسكري باكستاني، وبعد مضى قرابة شهر أتت السلطات الأميركية لتحقق معي داخل السجن الباكستاني، ومن ثم تم أخذي من السجن العسكري الباكستاني بطائرة أميركية إلى القاعدة الأميركية داخل أفغانستان في قندهار حيث مكثت فيها قرابة شهرين ومن ثم تم نقلي لغوانتانامو.

• ماذا كانت ردة فعلك تجاه قوم ذهبت لتقدم لهم الأعمال الخيرية ثم سلموك لأميركا؟ شعرت بألم شديد، وكانت بمثابة طعنة في الظهر، ولكن الحمد لله فهذا ابتلاء من الله عز وجل، والضغط الكبير على الحكومة الباكستانية والشعب الباكستاني أدى إلى ان الراغبين في العمل الخيري عزفوا عنه آنذاك، حتى لا يتورطوا في اشياء قد تدمر حياتهم، وبالتالي أنا ألتمس العذر لكل إنسان خيّر وطيب من الشعب الباكستاني أما من ظلم وبغى واعتدى وكل من تعاون مع السلطات الأميركية وسلمني لهم وهو يعلم أني بريء هو خصمي يوم القيامة.

• كيف كان التعامل من قبل السلطات الأميركية عند إلقاء القبض عليك؟ كان التعامل سيئا جداً لمجرد اني عربي متواجد في هذا المكان وفي هذا التوقيت وعاملوني كعدو، وتعرضت للضرب المبرح وأصناف متعددة من الأذى النفسي والجسدي.

• ماذا تقصد بالأذى النفسي؟ اهانة المقدسات الدينية، التعرض لي بالألفاظ البذيئة وتم ايهامي أكثر من مرة أني سأخرج، وايقاع العقوبات دون سبب وتغيير أسلوب المعاملة دون مبرر.

• كنت تلتقي المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو؟ في السنوات الأولى كنا في زنازين انفرادية، وكان التواصل شبه مستحيل، وبعد 2010 انتقلنا لسجون جماعية ولم يكن يتبقى آنذاك سوى أنا وفايز من الكويتيين، وبالتالي كان هو أكثر شخص كويتي تواصلت معه، أما أثناء الزنازين الانفرادية لم يكن ثمة تواصل مع المعتقلين الكويتيين وغاية ما هناك أنني كان من الممكن ان أسمع صوتهم.

• هل كان هناك معاملة سيئة لمعتقلين كويتيين بأعينهم؟ من حيث العموم كانت المعاملة سيئة، وقد يكون البعض قد تعرض لمعاملة سيئة أكثر من الآخر، لكن لا أعلم تفاصيل هذا الأمر فكلنا كنا نحرص عدم الخوض في هذه الأمور حتى لا نؤثر على معنويات بعضنا، وكنا نقول دائما الحمد لله.

• أكانت المعاملة أقسى في السنوات الأولى من الاعتقال؟ نعم، معظم الحراس في تلك السنوات كانوا يتعاملون بغلظة ويتلفظون بألفاظ بذيئة.

• ماذا كانت سلواك في المعتقل؟ قراءة كتاب الله والتدبر في آياته وهذا كان بعد الله عز وجل سبب تثبيتنا.

• ماذا عن عمليات الإضراب عن الطعام التي نفذتموها؟ أولها كانت في مبنى إكس راي بغوانتانامو، وفي عام 2005 قمنا بإضراب كبير خضعت فيه لتغذية قسرية لمدة خمسة اشهر ونزل وزني قرابة 50 كيلوغراما، وكررنا ذلك في 2010 و 2013، وكانت مؤذية جداً فالأنبوب يدخل من فتحة الأنف ثم ينزل للجوف ومنها للمعدة وذلك يحدث مرتين يومين لمدة ساعة ثم ينزع وكانت أشبه بالطعن بالسكين.

• تتسم بالصبر والهدوء، لكن هل حدث ذات مرة ان خرجت عن طورك خلال تعاملك مع أحد حراس غوانتانامو؟ هناك مواقف عديدة، فالإنسان عندما يشعر بالظلم يدافع عن نفسه، وأنا محب للخير وبشوش لكني لست بالشخص الضعيف فإذا تعرضت للظلم الواضح أدافع عن نفسي قدر استطاعتي وتعرضت بسبب ذلك للضرب المبرح والعقوبات والوضع في الزنازين الانفرادية تحت التكييف البارد.

• هل من حادثة محددة في هذا الصدد؟ دخلت فوجدت المصحف مرميا على الأرض، وتعمد العسكري إلقاءه ورغم كوني مقيدا حاولت رفع المصحف فقام العسكري ببطحي في الأرض ورش علي الفلفل الحار، ومثل هذه الحوادث كثيرة لكن استرجاعها بالنسبة لي مزعج فاسمح لي تجاوزها.

• كانت هناك اتهامات جزافية من قبل أميركا للمعتقلين الكويتيين بدعم الإرهاب وتشكيل خطر على الأمن القومي الأميركي. هل تحدث معك أحد من الأميركان في هذا الصدد؟ هذه الاتهامات كانت تلقى جزافا دون استناد لأى دليل، وهى مجرد هراء Rubbish.

• هل كنت تطلب شيئا معينا من الأكل ليوصله لك محاميك؟ نعم كنت أطلب بيتزا بالخضراوات مع المشروبات الغازية، والوالدة حفظها الله كانت ترسل إليّ بعض الحلويات.

• ما الفرق الذي لمستموه بين ادارتي بوش وأوباما؟ لا يوجد فرق جوهري سوى جعل الزنازين جماعية في عهد أوباما.

عبدالرحمن الهارون... رفض تقاضي أتعابه

سألت «الراي» فوزي العودة عما يود ان يقوله لمحاميه عبدالرحمن الهارون، فأجاب: المحامي عبدالرحمن الهارون بمثابة والدي، وفضلاً عن كونه في مقام عمي هو الشخص الأول الذي وقف بجانب والدي وكان معه في كل كبيرة وصغيرة وسخر مكتبه لخدمة المعتقلين وبالمجان دون مقابل رغم ان الدولة عرضت عليه ان يأخذ أتعابه لكنه رفض وقال فوزي ابني والمعتقلون أبنائي ولا أريد أي مقابل، وهو من الأشخاص الذين لا يحبون الظهور الإعلامي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي