تأبين / تحدّى المرض بالإبداع والتفكير في المستقبل
رحيل التشكيلي حميد خزعل... فنان الرمز والأسئلة
حميد خزعل
رؤى رمزية
من الأعمال النحتية
رحل الفنان التشكيلي الكويتي حميد خزعل... وفي نفسه الكثير من الأفكار والمشاريع التشكيلية، التي كانت في ذهنه، إلا أن الموت لم يمهله كي ينفذها، فرحلت معه
رحل خزعل بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وإصرار على الحياة رغم الألم والعذاب، غير أن القلب توقف عن النبض، وخطت ريشته من دون أن يدري آخر لوحاته، التي تشي بالعدم والنهاية.
ويصل اليوم جثمانه من لندن- التي خضع فيها لعلاج مكثف- وسيوارى الثرى في أرض وطنه غدا.إنه خزعل الذي شغل الحياة التشكيلية المحلية والخليجية والعربية بإبداعات اتصفت بالجدية، والتحاور المتقن مع الواقع من منظور خيالي رمزي، كما أن افتتانه بالتجريد والسوريالية والرمزية، جعلت من اعماله علامات فار قة في تاريخ التشكيل الكويتي على امتداده وتميزه.
وكان خزعل- رحمه الله ـ يتحدى مرضه بالعمل المستمر من دون توقف، والإبداع التشكيلي في مرسمه الخاص ومشاركاته الفنية، والتفكير في المستقبل، من خلال التجهيز لمشاريع فنية عدة.
ويتبدى الفعل التشكيلي لدى الفنان حميد خزعل قريبا من مضامين إنسانية، مغلفة بالرمزية، والقدرة على التوغل في أعماق الأشياء من أجل الوصول إلى مستويات فنية مفعمة بالحيوية والتألق.
هكذا اتسمت تجربة خزعل عبر رحلته الشاقة والشيقة مع الفنون التشكيلية، وبالتالي فإن روحه الملتصقة بالجمال ساعدته على إبراز جوانب حيوية وحية في الحياة، ومن ثم استحق خزعل أن يكون من ضمن الفنانين التشكيليين الكويتيين والخليجيين والعرب الذين تمسكوا برؤاهم المنصفة للفن، والمتفاعلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، كي نشاهد أعمالا فنية اتسمت بالخصوصية والتميز.
وتقول السيرة الذاتية للفنان التشكيلي الراحل حميد خزعل أنه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الفحيحيل الابتدائية (عثمان بن عفان) ثم أكمل بعد ذلك المرحلة المتوسطة في مدرسة المعري المتوسطة وبناء على توجيهات مدرسي التربية الفنية في المدرسة- بعد أن لاحظوا شغفه وحبه لمادة الرسم ورغبته في صقل هوايته الفنية بالدراسة الأكاديمية ولعدم وجود كلية متخصصة للفنون الجميلة- التحق بمعهد المعلمين وأنهى بعد أربع سنوات دراسته بحصوله على دبلوم التربية الفنية سنة 1970.
وعمل مدرسا للتربية الفنية في المرحلة الابتدائية لمدة خمس سنوات حصل بعدها على إجازة تفرغ دراسية سافر خلالها إلى القاهرة التحق بكلية الفنون الجميلة- قسم الرسم والتصوير الزيتي- وتتلمذ خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات على يد مجموعة كبيرة من أساتذة الكلية الفنانين منهم: ( حامد ندا- كمال السراج- مصطفى الفقي -محمد رياض- احمد نبيل وغيرهم)، وحصل بعد ذلك على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1980 - 1981 عاد بعدها للتدريس في ثانوية (الصباحية) ثم عين موجها فنيا في قسم النشاط الفني بمنطقة حولي التعليمية.
عمل ناقدا تشكيليا في بعض الجرائد الكويتية، وله مقالات نقدية عدة في المجلات الكويتية والعربية؛ كما اشترك في تأليف كتاب عن الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة مع الدكتور عادل المصري بتكليف من منظمة اليونسكو- المكتب العربي للتربية والعلوم والثقافة.
وهو عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ«1982» وأمين سر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ 1983 وحتى 1999. وعضو جمعية الصحافيين الكويتية وعضو منظمة الصحافيين العالمية.
وقالت عنه الدكتورة عالية شعيب في مقال لها: «أقيم منذ أيام معرض شخصي للفنان حميد خزعل في صالة «ال ام» بالصالحية. أسميه فنان اللوحة السؤال، لأنه ابتدع لوحة شخصية ذات الكتفين المرفوعتين في حالة تساؤل**، فالشخوص عنده لاتهدأ تتساءل حائرة غير مستقرة باستمرار من دون راحة أو كلل. ولعلها حالة الفنان عامة تلك التي يعيشها في واقعه الذي يحبطه ويصدمه باستمرار، أو تلك الحالة التي يعيشها من أجل أن يبدع ويرسم. جاء المعرض احتفاء واحتفالا بهذا الفنان الذي ضمته صالات البلاد والوطن العربي والعالمية،وطيلة السنوات جاهد فيها للعثور على تشكيله الخاص تميز بحسه العالي وخطوطه المميزة وألوانه الحادة، يحمل انسانه سمكته الساقطة أو السابحة أفقيا فوقه ويتلو نصوصه على العالم. ورغم تخطيطاته التجريدية وانتمائه لمدارس تجريبية تجريدية الا انه مال أخيرا ومنذ سنتين للمرأة، فرسمها بثوبها التقليدي بنقوشه التراثية الجميلة».
وقال في أحد حواراته عن المرأة: «المرأة مفردة مهمة في الحياة والمجتمع وبالتالي ما نقدم من أعمال هي من واقع مجتمعاتنا ولا بد أن يكون لها وجود ولا يمكن تغاضيه. والمتابع للوحاتي يجد المرأة في مختلف صورها في هيئتها المجردة وكأنها البديل المشروع عن كل النساء في الحياة وليست امرأة واحدة تم رسمها بعينها».
من أين تستمد أفكارك وكيف تنقلها على أرض الواقع؟
كما أكد أن إبداع الفنان يكمن في إحساسه لأنه الناقل لما يشعر ويحس به ويبدو ذلك جلياً في اللوحات والصور التي يقدمها لنا، لذا تأتي أعماله بإيحاء من إحساسه ومشاعره. لذا عدد من لوحاتي لا تحمل مسميات أو عنوانا لأنني أحب أن يجد المتلقي الفكرة ويبحر في آفاق اللوحة بحثاً عن الفكرة والمعنى العام. وأحاول تشبيه ذلك بالكتاب الذي نقوم بقراءته للوقوف على أفكار الكاتب.
وآخر معارضه الشخصية اقامها في قاعة بوشهري تحت عنوان «هوامش من سيرة شهرزاد». ولم يتمكن من حضور الافتتاح بسبب غيابه في رحلة علاج خارج البلاد في مستشفى الأميرة غريس بلندن.
ومن أحدث مؤلفاته في التشكيل إصدار بعنوان «أوراق تشكيلية كويتية»، ويوثق فيه للتشكيليين في الكويت من خلال التركيز على نتاج مجموعة من الفنانين في الجزء الأول من الإصدار. وتتضمن السلسلة بعض الاسماء المضيئة في مجال التشكيل المحلي.
في التقديم للكتاب، يشير الروائي وليد الرجيب إلى فرادة خزعل في مجاله، فهو يجمع بين ممارسة التشكيل والنقد معاً، معتبراً «أوراق تشكيلية كويتية» قيمة فنية فاتنة، حلق الكاتب عبرها على صفحاته في هالات الفن بجناحي الوعي والذائقة، فصياغة رؤيته وكلماته تشبه صياغة اللون على لوحة بكر، أو صياغة الحلم عن عمد وسبق إصرار، ويقول الرجيب: «حسب علمي وظني، أنه لم ينتج كتاب في النشر التشكيلي الكويتي، يتجاوز المألوف بدراسته للإبداع التشكيلي، وقراءة أفكار الفنان وتشريح فلسفته الحياتية والفنية مثل هذا الكتاب، الذي عمل عليه بجهد الفنان التشكيلي الكويتي، والناقد والدارس للفنون التشكيلية الأستاذ حميد خزعل».
وعن أهمية الإصدار يلفت الرجيب إلى أن خزعل يكاد يكون أحد الفنانين الكويتيين القلائل، الذين اهتموا بتوثيق ودراسة الفن التشكيلي الكويتي عبر رؤية متقدمة، وضمن أدوات نقدية فنية متطورة وواعية للأبعاد التاريخية والنفسية والفكرية للأعمال الفنية ومنتجيها، ولا يستبعد من المعادلة جمهور التلقي والتذوق، وهو المهموم بضرورة مشاركة الجمهور في صياغة أعماله الفنية، وهذا ما يجعل الفنانين والكتاب يتسمون بالخلود، فمن يضع الجمهور نصب عينيه أثناء عملية الإبداع، يكتشف بوابة التاريخ.
يسلط الإصدار الضوء على سبعة فنانين تشكيليين هم: حسين مسيب، ومحمد البحيري، ومحمود أشكناني، وسهيلة النجدي، وفاضل العبار، وناجي الحاي، وسوزان بوشناق.
يشير الفنان الراحل حميد خزعل إلى أن فكرة توثيق الحركة التشكيلية الكويتية بدأت منذ سنة 1987 عندما كُلفت والمرحوم الدكتور عادل المصري بتأليف كتاب حول الحركة التشكيلية الكويتية، وقد كتبت عن الجانب الذي يتعلَّق بالحركة التشكيلية الكويتية بينما كتب الدكتور عادل المصري عن الجانب الذي يتناول علاقة الحركة التشكيلية الكويتية بالحركة الفنية العالمية، وذلك ضمن مشروع عربي لتوثيق الحركة التشكيلية العربية المعاصرة توطئة لإصدار موسوعة تشكيلية عربية، وقد أصدرت دول عربية عدة الأجزاء الخاصة بها ضمن هذا المشروع تحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
رحل خزعل بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وإصرار على الحياة رغم الألم والعذاب، غير أن القلب توقف عن النبض، وخطت ريشته من دون أن يدري آخر لوحاته، التي تشي بالعدم والنهاية.
ويصل اليوم جثمانه من لندن- التي خضع فيها لعلاج مكثف- وسيوارى الثرى في أرض وطنه غدا.إنه خزعل الذي شغل الحياة التشكيلية المحلية والخليجية والعربية بإبداعات اتصفت بالجدية، والتحاور المتقن مع الواقع من منظور خيالي رمزي، كما أن افتتانه بالتجريد والسوريالية والرمزية، جعلت من اعماله علامات فار قة في تاريخ التشكيل الكويتي على امتداده وتميزه.
وكان خزعل- رحمه الله ـ يتحدى مرضه بالعمل المستمر من دون توقف، والإبداع التشكيلي في مرسمه الخاص ومشاركاته الفنية، والتفكير في المستقبل، من خلال التجهيز لمشاريع فنية عدة.
ويتبدى الفعل التشكيلي لدى الفنان حميد خزعل قريبا من مضامين إنسانية، مغلفة بالرمزية، والقدرة على التوغل في أعماق الأشياء من أجل الوصول إلى مستويات فنية مفعمة بالحيوية والتألق.
هكذا اتسمت تجربة خزعل عبر رحلته الشاقة والشيقة مع الفنون التشكيلية، وبالتالي فإن روحه الملتصقة بالجمال ساعدته على إبراز جوانب حيوية وحية في الحياة، ومن ثم استحق خزعل أن يكون من ضمن الفنانين التشكيليين الكويتيين والخليجيين والعرب الذين تمسكوا برؤاهم المنصفة للفن، والمتفاعلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، كي نشاهد أعمالا فنية اتسمت بالخصوصية والتميز.
وتقول السيرة الذاتية للفنان التشكيلي الراحل حميد خزعل أنه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الفحيحيل الابتدائية (عثمان بن عفان) ثم أكمل بعد ذلك المرحلة المتوسطة في مدرسة المعري المتوسطة وبناء على توجيهات مدرسي التربية الفنية في المدرسة- بعد أن لاحظوا شغفه وحبه لمادة الرسم ورغبته في صقل هوايته الفنية بالدراسة الأكاديمية ولعدم وجود كلية متخصصة للفنون الجميلة- التحق بمعهد المعلمين وأنهى بعد أربع سنوات دراسته بحصوله على دبلوم التربية الفنية سنة 1970.
وعمل مدرسا للتربية الفنية في المرحلة الابتدائية لمدة خمس سنوات حصل بعدها على إجازة تفرغ دراسية سافر خلالها إلى القاهرة التحق بكلية الفنون الجميلة- قسم الرسم والتصوير الزيتي- وتتلمذ خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات على يد مجموعة كبيرة من أساتذة الكلية الفنانين منهم: ( حامد ندا- كمال السراج- مصطفى الفقي -محمد رياض- احمد نبيل وغيرهم)، وحصل بعد ذلك على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1980 - 1981 عاد بعدها للتدريس في ثانوية (الصباحية) ثم عين موجها فنيا في قسم النشاط الفني بمنطقة حولي التعليمية.
عمل ناقدا تشكيليا في بعض الجرائد الكويتية، وله مقالات نقدية عدة في المجلات الكويتية والعربية؛ كما اشترك في تأليف كتاب عن الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة مع الدكتور عادل المصري بتكليف من منظمة اليونسكو- المكتب العربي للتربية والعلوم والثقافة.
وهو عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ«1982» وأمين سر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ 1983 وحتى 1999. وعضو جمعية الصحافيين الكويتية وعضو منظمة الصحافيين العالمية.
وقالت عنه الدكتورة عالية شعيب في مقال لها: «أقيم منذ أيام معرض شخصي للفنان حميد خزعل في صالة «ال ام» بالصالحية. أسميه فنان اللوحة السؤال، لأنه ابتدع لوحة شخصية ذات الكتفين المرفوعتين في حالة تساؤل**، فالشخوص عنده لاتهدأ تتساءل حائرة غير مستقرة باستمرار من دون راحة أو كلل. ولعلها حالة الفنان عامة تلك التي يعيشها في واقعه الذي يحبطه ويصدمه باستمرار، أو تلك الحالة التي يعيشها من أجل أن يبدع ويرسم. جاء المعرض احتفاء واحتفالا بهذا الفنان الذي ضمته صالات البلاد والوطن العربي والعالمية،وطيلة السنوات جاهد فيها للعثور على تشكيله الخاص تميز بحسه العالي وخطوطه المميزة وألوانه الحادة، يحمل انسانه سمكته الساقطة أو السابحة أفقيا فوقه ويتلو نصوصه على العالم. ورغم تخطيطاته التجريدية وانتمائه لمدارس تجريبية تجريدية الا انه مال أخيرا ومنذ سنتين للمرأة، فرسمها بثوبها التقليدي بنقوشه التراثية الجميلة».
وقال في أحد حواراته عن المرأة: «المرأة مفردة مهمة في الحياة والمجتمع وبالتالي ما نقدم من أعمال هي من واقع مجتمعاتنا ولا بد أن يكون لها وجود ولا يمكن تغاضيه. والمتابع للوحاتي يجد المرأة في مختلف صورها في هيئتها المجردة وكأنها البديل المشروع عن كل النساء في الحياة وليست امرأة واحدة تم رسمها بعينها».
من أين تستمد أفكارك وكيف تنقلها على أرض الواقع؟
كما أكد أن إبداع الفنان يكمن في إحساسه لأنه الناقل لما يشعر ويحس به ويبدو ذلك جلياً في اللوحات والصور التي يقدمها لنا، لذا تأتي أعماله بإيحاء من إحساسه ومشاعره. لذا عدد من لوحاتي لا تحمل مسميات أو عنوانا لأنني أحب أن يجد المتلقي الفكرة ويبحر في آفاق اللوحة بحثاً عن الفكرة والمعنى العام. وأحاول تشبيه ذلك بالكتاب الذي نقوم بقراءته للوقوف على أفكار الكاتب.
وآخر معارضه الشخصية اقامها في قاعة بوشهري تحت عنوان «هوامش من سيرة شهرزاد». ولم يتمكن من حضور الافتتاح بسبب غيابه في رحلة علاج خارج البلاد في مستشفى الأميرة غريس بلندن.
ومن أحدث مؤلفاته في التشكيل إصدار بعنوان «أوراق تشكيلية كويتية»، ويوثق فيه للتشكيليين في الكويت من خلال التركيز على نتاج مجموعة من الفنانين في الجزء الأول من الإصدار. وتتضمن السلسلة بعض الاسماء المضيئة في مجال التشكيل المحلي.
في التقديم للكتاب، يشير الروائي وليد الرجيب إلى فرادة خزعل في مجاله، فهو يجمع بين ممارسة التشكيل والنقد معاً، معتبراً «أوراق تشكيلية كويتية» قيمة فنية فاتنة، حلق الكاتب عبرها على صفحاته في هالات الفن بجناحي الوعي والذائقة، فصياغة رؤيته وكلماته تشبه صياغة اللون على لوحة بكر، أو صياغة الحلم عن عمد وسبق إصرار، ويقول الرجيب: «حسب علمي وظني، أنه لم ينتج كتاب في النشر التشكيلي الكويتي، يتجاوز المألوف بدراسته للإبداع التشكيلي، وقراءة أفكار الفنان وتشريح فلسفته الحياتية والفنية مثل هذا الكتاب، الذي عمل عليه بجهد الفنان التشكيلي الكويتي، والناقد والدارس للفنون التشكيلية الأستاذ حميد خزعل».
وعن أهمية الإصدار يلفت الرجيب إلى أن خزعل يكاد يكون أحد الفنانين الكويتيين القلائل، الذين اهتموا بتوثيق ودراسة الفن التشكيلي الكويتي عبر رؤية متقدمة، وضمن أدوات نقدية فنية متطورة وواعية للأبعاد التاريخية والنفسية والفكرية للأعمال الفنية ومنتجيها، ولا يستبعد من المعادلة جمهور التلقي والتذوق، وهو المهموم بضرورة مشاركة الجمهور في صياغة أعماله الفنية، وهذا ما يجعل الفنانين والكتاب يتسمون بالخلود، فمن يضع الجمهور نصب عينيه أثناء عملية الإبداع، يكتشف بوابة التاريخ.
يسلط الإصدار الضوء على سبعة فنانين تشكيليين هم: حسين مسيب، ومحمد البحيري، ومحمود أشكناني، وسهيلة النجدي، وفاضل العبار، وناجي الحاي، وسوزان بوشناق.
يشير الفنان الراحل حميد خزعل إلى أن فكرة توثيق الحركة التشكيلية الكويتية بدأت منذ سنة 1987 عندما كُلفت والمرحوم الدكتور عادل المصري بتأليف كتاب حول الحركة التشكيلية الكويتية، وقد كتبت عن الجانب الذي يتعلَّق بالحركة التشكيلية الكويتية بينما كتب الدكتور عادل المصري عن الجانب الذي يتناول علاقة الحركة التشكيلية الكويتية بالحركة الفنية العالمية، وذلك ضمن مشروع عربي لتوثيق الحركة التشكيلية العربية المعاصرة توطئة لإصدار موسوعة تشكيلية عربية، وقد أصدرت دول عربية عدة الأجزاء الخاصة بها ضمن هذا المشروع تحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.