حوار / حارس المرمى التي «عصمت» فريقها من الأهداف تتحدث عن حياتها الشخصية قبل التوزير وبعده
معصومة المبارك لـ«الراي»: في المدرسة كنت شقيّة... وفي البيت طبّاخة ماهرة
معصومة المبارك... فن وثقافة وسياحة واجترار للذكريات
معصومة المبارك متحدثة للزميل أحمد زكريا (تصوير أسعد عبدالله)
قديماً كانت الصداقة الحقيقية حيث العلاقة من القلب
إلى القلب
المعلمة سألتني عن قدوتي بين بنات الفصل فكان جوابي الصادم: «معصومة»
نلت حظي من التدليل فلم يكن في بيتنا «كبْت» للبنت
جيلنا لم يتلوث طائفياً أو فكرياً أو مجتمعياً بتعاملنا مع بعضنا ومع غيرنا
لعبت الجمباز وكرة السلة واليد فكسرت إبهامي وأنا أدافع عن مرمى فريقي
كان عقاب أبي لنا العزل الانفرادي في أحد أركان البيت وضربه لم يكن موجعاً
«العلوم السياسية» رغبتي وكنت أريد الدراسة في الخارج لكن أخي رفض
زوجي شجعني للبعثة فسافرنا إلى أميركا... ولولاه لما كنت «أنا»
حبي لأكلة «الشبزي» الإيرانية جعلني أكوّتها و«مرق البامية» مقدسة
في بيتنا
أفضل من الممثلين رشدي أباظة وأحمد زكي ومن المطربين عبدالحليم
وكوكب الشرق
الغلاء يرهقني كما يرهق غيري فأنا لست مليونيرة وأشتري أغراضي أسبوعياً
إلى القلب
المعلمة سألتني عن قدوتي بين بنات الفصل فكان جوابي الصادم: «معصومة»
نلت حظي من التدليل فلم يكن في بيتنا «كبْت» للبنت
جيلنا لم يتلوث طائفياً أو فكرياً أو مجتمعياً بتعاملنا مع بعضنا ومع غيرنا
لعبت الجمباز وكرة السلة واليد فكسرت إبهامي وأنا أدافع عن مرمى فريقي
كان عقاب أبي لنا العزل الانفرادي في أحد أركان البيت وضربه لم يكن موجعاً
«العلوم السياسية» رغبتي وكنت أريد الدراسة في الخارج لكن أخي رفض
زوجي شجعني للبعثة فسافرنا إلى أميركا... ولولاه لما كنت «أنا»
حبي لأكلة «الشبزي» الإيرانية جعلني أكوّتها و«مرق البامية» مقدسة
في بيتنا
أفضل من الممثلين رشدي أباظة وأحمد زكي ومن المطربين عبدالحليم
وكوكب الشرق
الغلاء يرهقني كما يرهق غيري فأنا لست مليونيرة وأشتري أغراضي أسبوعياً
من شقاوة الطفولة ومقاعد الدراسة، إلى المطبخ والمهارات الخاصة في طبخ مرق البامية وغيرها من الأكلات الكويتية، تبحر «الراي» في العالم الآخر الخاص للوزيرة النائبة السابقة أستاذة العلوم السياسية الدكتورة معصومة المبارك، في لقاء غير تقليدي، فتحت خلاله خزينة ذكرياتها متحدثة عن فترات الطفولة والصبا والدراسية والجامعية.
المبارك، صاحبة الأرقام القياسية، كأول وزيرة و أول نائبة في مجلس الأمة، تظهر في هذا اللقاء لا لتتحدث عن القضايا السياسية الشائكة وإنما لتشرح لنا علاقتها بالمطبخ والدول التي زارتها، وعلاقتها بالأبناء والأحفاد و رفضها لفكرة الدروس الخصوصية ومعاناتها كغيرها من غلاء الأسعار، وعن رشدي أباظة ممثلها المفضل، وحبها لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم وقصائد شاعر المرأة نزار قباني التي قرأتها جميعاً، وحبها لبساطة الإنسان المصري والفن المغربي والتراث التونسي والطبيعة الللبنانية، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• كيف كانت فترة الطفولة؟ الطفولة كانت عادية، فقد تربيت في أسرة متوسطة الحال، والحمد لله رغم أنها كانت متوسطة الحال من الناحية المادية إلا أنها كانت ثرية بالجانب التعليمي والعلمي، فحظيت اهتماما من الأهل في الجانب العلمي وهذا كان سبب اكمال مسيرتي العلمية، وكانت نعمة من رب العالمين ان أكون وسط هذه الأسرة التي تهتم بالعلم والمكتبة والكتب. نشأت في منطقة شرق وتعلمت في مدارسها، حيث التحقت بمدرسة خديجة الابتدائية ثم في مدرسة الوسطى المتوسطة، وانتقلت بعدها لمدرسة اليرموك ثم مدرسة الجزائر فمدرسة الخالدية الثانوية، قبل ان أتحول لجامعة الكويت وتخرجت من مدرسة المرقاب، ولعلك تلاحظ ان المرحلة الثانوية شهدت التنقل بين كثير من المدراس، وهذا أكسبني صداقات عديدة وما زال الكثير منها مستمراً حتى هذا اليوم، والزمن القديم هو زمن الصداقات الحقيقية حيث لم يكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي ولا وسائل الاتصالات وإنما العلاقات كانت من القلب للقلب.
• هل كانت الدكتورة معصومة طفلة متفوقة دراسياً؟ لم أكن متفوقة، ولكن كنت أسعى للحصول على درجة النجاح والانتقال من مرحلة لأخرى بسهولة وسلاسة، لم أكن الأولى أو الثانية وإنما كنت أتنافس على المراكز الثالث والرابع والخامس، وبالتالي لم يكن لدي شخصياً الرغبة في أن أكون الأولى.
• هل مازالت في ذاكرتك ذكريات عالقة من فترة الطفولة؟ أذكر أنني كنت «شقية» ومعظم تلاميذ صفنا كان كذلك، لكنها الشقاوة المحببة والمقبولة، أذكر ان احدى المدرسات أرادت معاقبتي، فأخذتني بعيداً عن زملائي وسألتني عمن من بنات الصف أريد ان اصبح مثلها؟ فأجبتها معصومة فكانت اجابتي صادمة لها، فالحمد لله، وكان هذا وأنا في الصف الثاني من المرحلة المتوسطة، وعندما انتقلت هذه المعلمة من التدريس للمرحلة المتوسطة إلى الثانوية كنت أنا أيضاً قد انتقلت للمرحبة الثانوية، وسألتني.. هل ما زلت متمسكة برغبتك في أن تكوني مثل معصومة؟ فأجبتها «بالطبع».
• هل نلت حظك الكافي من التدليل؟ نعم الحمد الله. ولست أنا فقط بل جميع اخوتي كل أخذ حقه من التدليل، ولم يكن هناك كبت للبنت أو ضغط عليها أو جعلها مستكينة.
• هل كان المجتمع وقتها أكثر انفتاحاً؟ بالتأكيد كان أكثر اعتدالاً وانفتاحاً وتقبلاً للآخر ونحن الآن نلمس هذا الأمر ونتحسر عليه، عندما نقيس الوضع نجد ان المجتمع كان بعيداً عن التعصب، فالكويت لم يكن بها حساسية بين طائفة وأخرى وهذا ما تربينا عليه وهذه الموجة العاصفة التي تحدث من بعض النفوس داخل الكويت وخارجها لم تؤثر علينا، وأعتقد ان جيلنا هو الجيل المحظوظ لأننا تربينا في هذا الجو الإيجابي والمنفتح والمتسامح فنشأنا أشخاصا طبيعيين لا زيف لدينا في المشاعر أو الوطنية، نتقبل الآخر بالفطرة ونتعامل معه إلا ان يثبت العكس، لكن الآن الأصل بات عدم تقبل الآخر، وأنا متأكدة بأن كل بنات وأبناء جيلي يشعرون بما أشعر به وهو أننا كنا جيلا غير ملوث طائفياً أو فكرياً أو مجتمعياً ليس فقط في ما يتعلق بتعامل الكويتيين مع بعضهم البعض وإنما في التعامل مع غير الكويتيين أيضاً، فحتى الآن مازال لدى صداقات من غير الكويتيات درسن وعشن معنا، في ذلك الوقت كانت الكويت بلاد العرب، وبالتأكيد الآن العالم كله تغير وليس الكويت فقط.
• هل كان يحدث هوشات في مدارس البنات، كما هو الحال الآن في مدارس البنين؟ لا من هذه الناحية تظل البنت أكثر هدوءاً، وهذا ما نربي بناتنا عليه وان يكن مسيطرات على تصرفاتهن، حتى بالنسبة للأولاد في وقتنا لم تكن المشاجرات بهذا الشكل كما هي عليه الآن، فلم يحدث مشاجرة في فترة دراستنا بين الأولاد باستخدام السكين أو إحداث جروح بل كانت مجرد مناوشات لفظية بسيطة فقد كانت درجة احترام المدرسة عالية جداً، أما اليوم فالمدراس تحدث بها معارك دامية وهذا يحتاج معالجة نفسية وترسيخا لقدسية المدرسة في نفوس الأطفال والشباب، وظاهرة عدم التحكم في النفس لم تعد مقتصرة الآن على المدرسة فقط بل في السوق والجامعة أيضاً، وعندما نتحدث عن الماضي نحن لا نرسم صورة خيالية وإنما كانت أمور واقعية أما في يومنا هذا فالطالب يهدد المدرس.
• ما الألعاب التي مارستها في فترة الطفولة ؟ بالتأكيد الأمور تغيرت كثيراً، فحفيدتي مثلاً عندما ذهبت بها إلى أحد المتاحف وشاهدت التلفون ذا القرص ضحكت وقالت كيف يظهر الاسم باستخدام هذا القرص؟ فأجبتها كنا نحفظ الرقم. في مرحلة طفولتي، كنت أصنع عروستي «كردية» بنفسي وألبسها وألون عيونها، ثم أتت الألعاب الصينية، ولعبت أيضاً الألعاب الجماعية مثل الحجلة. وفي المدرسة لعبت الألعاب الجماعية مثل الجمباز في مرحلة مبكرة، وكرة السلة حيث كنت أطول طالبة في المرحلة المتوسطة، ثم لعبت كرة اليد في المرحلة الثانوية وكنت حارس مرمى وعصمت المرمى من الأهداف وانكسر إبهامي بسبب ذلك، كما مارست لعبة الاسكواش في الجامعة ‘ فالحمد لله عشت الحياة طولاً وعرضاً في طفولتي ولذلك كانت بنيتي سليمة.
• هل حدث ان استخدم والدك العقاب البدني «الضرب» أثناء فترة طفولتك؟ نعم هذا أمر لا بد منه، لكنه كان ضرباً تأنيبياً وليس موجعاً، وكان يستخدم عقاب العزل الانفرادي في أحد أركان البيت، ولكنه لم يكن يستخدم الضرب كثيراً سواء معي أو مع اخواني.
• هل كان يساعدك والداك في الدراسة ؟ لا إطلاقا، فقد كان هذا واجبي وعلي القيام به. وأذكر ان والدتي كانت تدخل علي في المرحلة الجامعية وتطلب مني ان أذهب للنوم وأتوقف عن المذاكرة حتى لا أرهق عيوني. كان والدي يراجع معنا القراءة الصحيحة فقط لكن ليس مثل ما يحدث الآن من اعلان حالة الطوارئ، بل كانت السنة الدراسية تمر بهدوء ولم يكن هناك توتر كما يحدث الآن.
• هل دراسة العلوم السياسية كانت بناء على رغبتك؟ بالتأكيد كانت رغبتي، حيث لم أكن أرغب في التخصصات التقليدية وكان دخولي الجامعة يتزامن مع فتح قسم العلوم السياسية والاقتصاد لأول عام في الجامعة، وكان طموحي ان أدرس في الخارج ولكن والدي كان قد توفي، وشقيقي الأكبر كان وقتها ولي أمري وكان رافضاً لفكرة ان أسافر في للدراسة بالخارج. كان طموحي اما دراسة السياسة والاقتصاد أو الحقوق لكن شقيقي رفض وقال لي هذه تخصصات بعيدة عن طبيعة المرأة التي يجب ان تتخصص في التربية لتقوم بالتدريس، فقلت له هذا مستحيل وسأجلس في البيت ولن أدرس، فاستجاب لطلبي كونه كان مشفقا علي وقال لي كما تحبين لكنك ستندمين في ما بعد. التحقت بالفعل بقسم العلوم السياسية والاقتصاد وكنا قرابة 40 طالبة ومثلهم من الطلاب، وكان لدينا نخبة من الأساتذة التي تعد قامات كبيرة.
• متى كان الزواج... قبل البعثة أم بعدها؟ تزامن الزواج مع البعثة، وعندما هيئ لي الإنسان الرائع الذي ارتبطت به، أدخل في ذهني فكرة السفر للخارج للدراسة في بعثة، فسألته هل سترافقني فأجاب بالطبع وكان مؤمناً بذلك وكنت أنا في نفس الوقت أشترط عليه خلال فترة الخطبة السماح لي بإكمال دراستي.
• أين كانت البعثة ؟ كانت في الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أريد ان أقول كما أردد دائما، لولا هذا الإنسان (زوجي) لما كنت أنا، لأنه وفر لي نوعا من الدعم اللامتناهي خلال فترة دراستي في البعثة وكان يعتني بالأطفال، وكان خير معين لي رغم انه كان يدرس أيضاً. استمرت بعثتي قرابة 8 سنوات اشتملت على رسالتي ماجستير و رسالة دكتوراه.
• ما أكثر كتاب أثر في حياتك؟ من الصعب تحديد كتاب معين بعينه، فهناك العديد من الكتب التي شكلت وجداني بما فيها الكتب المتخصصة، لكن يمكن ان أقول لك ان الروايات القديمة جذبتني كثيراً، مثل روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس الذي راقت لي رواياته وكذلك روايات الأدب العالمي، وقرأت كذلك كل قصائد نزار قباني شاعر المرأة.
• كيف علاقتك بالمطبخ؟ علاقتي بالمطبخ رائعة، ولا أستنكف، ولا أستنكر دخوله فأنا طباخة جيدة، وأستطيع طبخ كل الأكلات الكويتية، حتى عندما كنت في البعثة بأميركا كان المطبخ الكويتي حاضراً معنا وعلمتني الغربة اجادة الطهي، ولولا هذه الفترة في الغربة لما تعلمت الطهو. بلا شك كان في البداية سيئ وأصبح مقبولا الى ان بات جيداً.
• ما أكثر وجبة محببة لك؟ «الشبزي»، وهي إيرانية الأصل لكننا كوتناها، وأحب كذلك «مرق الباميا» ومعروف ان بيتنا يقدس «مرق الباميا».
• كم عدد الدول التي قمت بزيارتها؟ في مرحلة ما قبل التوزير كانت زياراتي محدودة وكانت عبارة عن زيارات سياحية أو مشاركة في مؤتمرات، حيث كنت نشيطة في مجال حقوق المرأة، فقمت بزيارة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والعديد من الدول العربية، وزرت روسيا ضمن وفد أكاديمي رسمي قبل انهيار النظام الشيوعي بقرابة عام ونصف العام. وبعد التوزير، زرت دولاً لم يخطر ببالي يوماً ان أزورها مثل دول أميركا اللاتينية.
• هل من بين هذه الدول دولة تعلق بذهنك بشكل دائم؟ لكل دولة نكهتها ومن الصعب تحديد دولة معينة، لكن أحببت في مصر الأجواء التفاعلية وبساطة الإنسان، وأحببت التعلق بالفن الأصيل في المغرب، وفي تونس أحببت المشغولات اليدوية التراثية وأحببت الطبيعة اللبنانية، ولم تحن الفرصة لي لزيارة العراق وان كنت قد زرته وأنا طفلة وأتمنى ان أزوره الآن وأزور الأماكن المقدسة به.
• من ممثلك المفضل؟ نظرتنا للفنانيين في مرحلة الصبا تختلف عن نظرتنا لهم اليوم، وكان ممثلي المفضل رشدي أباظة الذي أعتقد ان الكل يتنافس في حبه، أما عن المطرب المفضل لدي فهو عبدالحليم حافظ، وكنت أحب أيضاً شادية وتصدرت أم كلثوم كوكب الشرق في فترة من الفترات اهتماماتي الفنية، ويظل الفن غذاء الروح وأنا ضد من يرى ان الفن شر مطلق فهو ذو رسالة وان كان البعض يسيء لهذه الرسالة. لكن تظل هناك نماذج مشرقة، فرحمة الله عليه أحمد ذكي أعتبره قامة كبيرة.
• هل كنت تساعدين أولادك في الدراسة ؟ إلى حد كبير كانوا مستقلين في دراستهم، بدرجات متفاوته ولم يكن لدينا مفهم المدرس الخصوصي ‘ فلم يدخل بيتي مدرساً خصوصياً على الإطلاق، بالنسبة لأحفادي نتبع معهم نفس الأسلوب.
• ما طبيعة العلاقة مع أحفادك؟ العلاقة مع الأحفاد ممتعة لأن الوقت يكون أكثر من فترة تربية الأبناء، وضغوط الحياة تكون أقل، ونحن نجتمع كل يوم جمعة وهو يوم مقدس بالنسبة لنا وغير مقبول فيه أي اعتذار، حتى لو اعتذر الأب أو الأم لابد ان يرسلوا لي الأحفاد.
• ربما يشتكي الكثيرون من غلاء المعيشة. هل تشتكي الدكتورة معصومة من نفس الشيء؟ طبعاً أحس بها فأنا لست مليونيرة أو بليونيرة، فأنا أذهب للجمعية وأشتري أغراضي بنفسي بشكل أسبوعي وأعرف ارتفاع الأسعار وهو أمر مرهق ليس لمعصومة المبارك تحديداً وانما للجميع، لأن الأسعار تزيد بشكل محسوس وملموس ومرهق ومتعب، فما بالك بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، وبالتالي هنا نقول لوزارة التجارة أين الرقابة وأين حماية المستهلك؟ فاليوم لا يستطيع أحد شراء السمك فلماذا؟ نحن بلد يطل على البحر ونقوم باستيراد سمك من الهند وإيران فأين السمك الكويتي، الأسعار نار «شابة» لي ولغيري. وهناك مناشدة اخرى أود توجيها لوزير الصحة و وكيل الوزارة بأن يعجل في احضار دواء لمرضى الكبد الوبائي سي وهو يستخدم في كل دول العالم، و وزارة الصحة على مدى أكثر من سنة تتباطئ في احضاره بحجة غلاء الثمن، وهذا عيب ان نقيس حياة المرضى بالدينار.
• ما أكثر شيء يجذبك في الرجل؟ الشهامة والخلق أكثر ما يجذبني في الرجل.
• هل يمكن ان تكملي العبارة التالية: لو لم أكن كويتية لوددت أن أكون... ؟ لو لم أكن كويتية لوددت أن أكون كويتية.
• لمن ترفعين العقال؟ كثيرون من يستحقوا التقدير بل والتقديس وفي مقدمهم الرسول الأكرم وآله عليهم السلام وصحبه ومن ساروا على نهجه، ثم والدي. وأقف عند حكام الكويت عموما ومنهم المغفور لهم الشيخ عبدالله السالم مؤسس الديموقراطية، والشيخ صباح السالم الذي افتتح جامعة الكويت، والشيخ جابر الأحمد و وقفته في الأمم المتحدة وسجوده على أرض الكويت، والشيخ سعد العبدالله و وقوفه في مؤتمر جدة خلال الغزو واصراره على الحق الكويتي، وأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد عندما زار مسجد الإمام الصادق بعد دقائق من جريمة التفجير وبدموع أبوية صادقة قال «هذولا عيالي».
• ماذا لو كان في الكويت لكانت أجمل؟ لو كان في الكويت خطة ملزمة يتم التقيد بها لكانت أجمل، والكويت الآن بلا خطة وهذا مؤلم جداً ونحن بأمس الحاجة ليس لخطة ورقية وإنما لخطة عملية قابلة للتنفيذ، وإلغاء وزارة التخطيط خطأ كبير.
على الهامش
والدي ملا متفتح
في حديثها عن والدها قالت المبارك انه كان مُلا، ولكن ليس كبعض رجال الدين الآن فقد كان متفتحاً وكان إيجابياً، ووالدتي لم تكن متعلمة والحمد لله ربونا تربية صحيحة. والآن عندما أقارن أجد بعض الآباء والأمهات المتعلمات لكنهم غير قادرين على اخراج أبناء بشخصية قوية ومحبة للعلم، وبالتالي فإن الشهادة لا تكسب الإنسان معرفة بالحياة بقدر ما تعطيه الممارسة هذه المعرفة.
موظفة باتت وزيرة
في مفارقة غريبة بدأت المبارك حياتها العملية بعد تخرجها من الجامعة كموظفة في المجلس الأعلى للتخطيط ثم دارت الأيام لتصبح وزيرة للتخطيط، وعن هذه المفارقة تقول «تخرجت من الجامعة بمرتبة الشرف وكان طموحي ان أعمل هنا في الكويت وبالفعل عملت في المجلس الأعلى للتخطيط وكانت أول وظيفة لي، وشاءت الأقدار ان أتولى مسؤولية هذه المؤسسة كوزيرة».
«قصة مدينتين» في «المتوسطة»
في شرحها لمدى شغفها بالقراءة وحب الإطلاع قالت المبارك «كنت أقرأ الكثير من الكتب والصحف التي كانت لدينا في المنزل، فقد كانت القراءة هى متعتنا الأساسية وقرأت قصة مدينتين وأنا في المرحلة المتوسطة ورويات الأدب الروسي الذي صور روسيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية».
الـ 48 على الكويت
حول معدلها في الثانوية العامة، قالت المبارك «كان ترتيبي 48 على مستوى الكويت، وعوضت ذلك بالجامعة حيث تخرجت بمرتبة الشرف. كان الاهتمام بالدراسة على أيامنا دون لجوء للدروس الخصوصية أو الدلع الموجود الآن، وبالتالي عندما كنا نحصل على معدل ما فهذا هو المعدل الحقيقي وليس معدل المدرس الخصوصي».
«ترانزستور» وسياسة
سألت «الراي» المبارك ما السر في اهتمامك بالعلوم السياسية ؟ وكانت إجابتها «كنت أتابع والدي وهو يستمع للأخبار من الراديو «الترانزستور»، وهذا كان وسيلة التواصل مع العالم وكان وقت الأخبار بالنسبة له مقدسا، فهذا جذبني لمعرفة أخبار العالم وكنت قد بدأت أطرح عليه أسئلة لمحاولة فهم بعض القضايا.
المبارك، صاحبة الأرقام القياسية، كأول وزيرة و أول نائبة في مجلس الأمة، تظهر في هذا اللقاء لا لتتحدث عن القضايا السياسية الشائكة وإنما لتشرح لنا علاقتها بالمطبخ والدول التي زارتها، وعلاقتها بالأبناء والأحفاد و رفضها لفكرة الدروس الخصوصية ومعاناتها كغيرها من غلاء الأسعار، وعن رشدي أباظة ممثلها المفضل، وحبها لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم وقصائد شاعر المرأة نزار قباني التي قرأتها جميعاً، وحبها لبساطة الإنسان المصري والفن المغربي والتراث التونسي والطبيعة الللبنانية، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• كيف كانت فترة الطفولة؟ الطفولة كانت عادية، فقد تربيت في أسرة متوسطة الحال، والحمد لله رغم أنها كانت متوسطة الحال من الناحية المادية إلا أنها كانت ثرية بالجانب التعليمي والعلمي، فحظيت اهتماما من الأهل في الجانب العلمي وهذا كان سبب اكمال مسيرتي العلمية، وكانت نعمة من رب العالمين ان أكون وسط هذه الأسرة التي تهتم بالعلم والمكتبة والكتب. نشأت في منطقة شرق وتعلمت في مدارسها، حيث التحقت بمدرسة خديجة الابتدائية ثم في مدرسة الوسطى المتوسطة، وانتقلت بعدها لمدرسة اليرموك ثم مدرسة الجزائر فمدرسة الخالدية الثانوية، قبل ان أتحول لجامعة الكويت وتخرجت من مدرسة المرقاب، ولعلك تلاحظ ان المرحلة الثانوية شهدت التنقل بين كثير من المدراس، وهذا أكسبني صداقات عديدة وما زال الكثير منها مستمراً حتى هذا اليوم، والزمن القديم هو زمن الصداقات الحقيقية حيث لم يكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي ولا وسائل الاتصالات وإنما العلاقات كانت من القلب للقلب.
• هل كانت الدكتورة معصومة طفلة متفوقة دراسياً؟ لم أكن متفوقة، ولكن كنت أسعى للحصول على درجة النجاح والانتقال من مرحلة لأخرى بسهولة وسلاسة، لم أكن الأولى أو الثانية وإنما كنت أتنافس على المراكز الثالث والرابع والخامس، وبالتالي لم يكن لدي شخصياً الرغبة في أن أكون الأولى.
• هل مازالت في ذاكرتك ذكريات عالقة من فترة الطفولة؟ أذكر أنني كنت «شقية» ومعظم تلاميذ صفنا كان كذلك، لكنها الشقاوة المحببة والمقبولة، أذكر ان احدى المدرسات أرادت معاقبتي، فأخذتني بعيداً عن زملائي وسألتني عمن من بنات الصف أريد ان اصبح مثلها؟ فأجبتها معصومة فكانت اجابتي صادمة لها، فالحمد لله، وكان هذا وأنا في الصف الثاني من المرحلة المتوسطة، وعندما انتقلت هذه المعلمة من التدريس للمرحلة المتوسطة إلى الثانوية كنت أنا أيضاً قد انتقلت للمرحبة الثانوية، وسألتني.. هل ما زلت متمسكة برغبتك في أن تكوني مثل معصومة؟ فأجبتها «بالطبع».
• هل نلت حظك الكافي من التدليل؟ نعم الحمد الله. ولست أنا فقط بل جميع اخوتي كل أخذ حقه من التدليل، ولم يكن هناك كبت للبنت أو ضغط عليها أو جعلها مستكينة.
• هل كان المجتمع وقتها أكثر انفتاحاً؟ بالتأكيد كان أكثر اعتدالاً وانفتاحاً وتقبلاً للآخر ونحن الآن نلمس هذا الأمر ونتحسر عليه، عندما نقيس الوضع نجد ان المجتمع كان بعيداً عن التعصب، فالكويت لم يكن بها حساسية بين طائفة وأخرى وهذا ما تربينا عليه وهذه الموجة العاصفة التي تحدث من بعض النفوس داخل الكويت وخارجها لم تؤثر علينا، وأعتقد ان جيلنا هو الجيل المحظوظ لأننا تربينا في هذا الجو الإيجابي والمنفتح والمتسامح فنشأنا أشخاصا طبيعيين لا زيف لدينا في المشاعر أو الوطنية، نتقبل الآخر بالفطرة ونتعامل معه إلا ان يثبت العكس، لكن الآن الأصل بات عدم تقبل الآخر، وأنا متأكدة بأن كل بنات وأبناء جيلي يشعرون بما أشعر به وهو أننا كنا جيلا غير ملوث طائفياً أو فكرياً أو مجتمعياً ليس فقط في ما يتعلق بتعامل الكويتيين مع بعضهم البعض وإنما في التعامل مع غير الكويتيين أيضاً، فحتى الآن مازال لدى صداقات من غير الكويتيات درسن وعشن معنا، في ذلك الوقت كانت الكويت بلاد العرب، وبالتأكيد الآن العالم كله تغير وليس الكويت فقط.
• هل كان يحدث هوشات في مدارس البنات، كما هو الحال الآن في مدارس البنين؟ لا من هذه الناحية تظل البنت أكثر هدوءاً، وهذا ما نربي بناتنا عليه وان يكن مسيطرات على تصرفاتهن، حتى بالنسبة للأولاد في وقتنا لم تكن المشاجرات بهذا الشكل كما هي عليه الآن، فلم يحدث مشاجرة في فترة دراستنا بين الأولاد باستخدام السكين أو إحداث جروح بل كانت مجرد مناوشات لفظية بسيطة فقد كانت درجة احترام المدرسة عالية جداً، أما اليوم فالمدراس تحدث بها معارك دامية وهذا يحتاج معالجة نفسية وترسيخا لقدسية المدرسة في نفوس الأطفال والشباب، وظاهرة عدم التحكم في النفس لم تعد مقتصرة الآن على المدرسة فقط بل في السوق والجامعة أيضاً، وعندما نتحدث عن الماضي نحن لا نرسم صورة خيالية وإنما كانت أمور واقعية أما في يومنا هذا فالطالب يهدد المدرس.
• ما الألعاب التي مارستها في فترة الطفولة ؟ بالتأكيد الأمور تغيرت كثيراً، فحفيدتي مثلاً عندما ذهبت بها إلى أحد المتاحف وشاهدت التلفون ذا القرص ضحكت وقالت كيف يظهر الاسم باستخدام هذا القرص؟ فأجبتها كنا نحفظ الرقم. في مرحلة طفولتي، كنت أصنع عروستي «كردية» بنفسي وألبسها وألون عيونها، ثم أتت الألعاب الصينية، ولعبت أيضاً الألعاب الجماعية مثل الحجلة. وفي المدرسة لعبت الألعاب الجماعية مثل الجمباز في مرحلة مبكرة، وكرة السلة حيث كنت أطول طالبة في المرحلة المتوسطة، ثم لعبت كرة اليد في المرحلة الثانوية وكنت حارس مرمى وعصمت المرمى من الأهداف وانكسر إبهامي بسبب ذلك، كما مارست لعبة الاسكواش في الجامعة ‘ فالحمد لله عشت الحياة طولاً وعرضاً في طفولتي ولذلك كانت بنيتي سليمة.
• هل حدث ان استخدم والدك العقاب البدني «الضرب» أثناء فترة طفولتك؟ نعم هذا أمر لا بد منه، لكنه كان ضرباً تأنيبياً وليس موجعاً، وكان يستخدم عقاب العزل الانفرادي في أحد أركان البيت، ولكنه لم يكن يستخدم الضرب كثيراً سواء معي أو مع اخواني.
• هل كان يساعدك والداك في الدراسة ؟ لا إطلاقا، فقد كان هذا واجبي وعلي القيام به. وأذكر ان والدتي كانت تدخل علي في المرحلة الجامعية وتطلب مني ان أذهب للنوم وأتوقف عن المذاكرة حتى لا أرهق عيوني. كان والدي يراجع معنا القراءة الصحيحة فقط لكن ليس مثل ما يحدث الآن من اعلان حالة الطوارئ، بل كانت السنة الدراسية تمر بهدوء ولم يكن هناك توتر كما يحدث الآن.
• هل دراسة العلوم السياسية كانت بناء على رغبتك؟ بالتأكيد كانت رغبتي، حيث لم أكن أرغب في التخصصات التقليدية وكان دخولي الجامعة يتزامن مع فتح قسم العلوم السياسية والاقتصاد لأول عام في الجامعة، وكان طموحي ان أدرس في الخارج ولكن والدي كان قد توفي، وشقيقي الأكبر كان وقتها ولي أمري وكان رافضاً لفكرة ان أسافر في للدراسة بالخارج. كان طموحي اما دراسة السياسة والاقتصاد أو الحقوق لكن شقيقي رفض وقال لي هذه تخصصات بعيدة عن طبيعة المرأة التي يجب ان تتخصص في التربية لتقوم بالتدريس، فقلت له هذا مستحيل وسأجلس في البيت ولن أدرس، فاستجاب لطلبي كونه كان مشفقا علي وقال لي كما تحبين لكنك ستندمين في ما بعد. التحقت بالفعل بقسم العلوم السياسية والاقتصاد وكنا قرابة 40 طالبة ومثلهم من الطلاب، وكان لدينا نخبة من الأساتذة التي تعد قامات كبيرة.
• متى كان الزواج... قبل البعثة أم بعدها؟ تزامن الزواج مع البعثة، وعندما هيئ لي الإنسان الرائع الذي ارتبطت به، أدخل في ذهني فكرة السفر للخارج للدراسة في بعثة، فسألته هل سترافقني فأجاب بالطبع وكان مؤمناً بذلك وكنت أنا في نفس الوقت أشترط عليه خلال فترة الخطبة السماح لي بإكمال دراستي.
• أين كانت البعثة ؟ كانت في الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أريد ان أقول كما أردد دائما، لولا هذا الإنسان (زوجي) لما كنت أنا، لأنه وفر لي نوعا من الدعم اللامتناهي خلال فترة دراستي في البعثة وكان يعتني بالأطفال، وكان خير معين لي رغم انه كان يدرس أيضاً. استمرت بعثتي قرابة 8 سنوات اشتملت على رسالتي ماجستير و رسالة دكتوراه.
• ما أكثر كتاب أثر في حياتك؟ من الصعب تحديد كتاب معين بعينه، فهناك العديد من الكتب التي شكلت وجداني بما فيها الكتب المتخصصة، لكن يمكن ان أقول لك ان الروايات القديمة جذبتني كثيراً، مثل روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس الذي راقت لي رواياته وكذلك روايات الأدب العالمي، وقرأت كذلك كل قصائد نزار قباني شاعر المرأة.
• كيف علاقتك بالمطبخ؟ علاقتي بالمطبخ رائعة، ولا أستنكف، ولا أستنكر دخوله فأنا طباخة جيدة، وأستطيع طبخ كل الأكلات الكويتية، حتى عندما كنت في البعثة بأميركا كان المطبخ الكويتي حاضراً معنا وعلمتني الغربة اجادة الطهي، ولولا هذه الفترة في الغربة لما تعلمت الطهو. بلا شك كان في البداية سيئ وأصبح مقبولا الى ان بات جيداً.
• ما أكثر وجبة محببة لك؟ «الشبزي»، وهي إيرانية الأصل لكننا كوتناها، وأحب كذلك «مرق الباميا» ومعروف ان بيتنا يقدس «مرق الباميا».
• كم عدد الدول التي قمت بزيارتها؟ في مرحلة ما قبل التوزير كانت زياراتي محدودة وكانت عبارة عن زيارات سياحية أو مشاركة في مؤتمرات، حيث كنت نشيطة في مجال حقوق المرأة، فقمت بزيارة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والعديد من الدول العربية، وزرت روسيا ضمن وفد أكاديمي رسمي قبل انهيار النظام الشيوعي بقرابة عام ونصف العام. وبعد التوزير، زرت دولاً لم يخطر ببالي يوماً ان أزورها مثل دول أميركا اللاتينية.
• هل من بين هذه الدول دولة تعلق بذهنك بشكل دائم؟ لكل دولة نكهتها ومن الصعب تحديد دولة معينة، لكن أحببت في مصر الأجواء التفاعلية وبساطة الإنسان، وأحببت التعلق بالفن الأصيل في المغرب، وفي تونس أحببت المشغولات اليدوية التراثية وأحببت الطبيعة اللبنانية، ولم تحن الفرصة لي لزيارة العراق وان كنت قد زرته وأنا طفلة وأتمنى ان أزوره الآن وأزور الأماكن المقدسة به.
• من ممثلك المفضل؟ نظرتنا للفنانيين في مرحلة الصبا تختلف عن نظرتنا لهم اليوم، وكان ممثلي المفضل رشدي أباظة الذي أعتقد ان الكل يتنافس في حبه، أما عن المطرب المفضل لدي فهو عبدالحليم حافظ، وكنت أحب أيضاً شادية وتصدرت أم كلثوم كوكب الشرق في فترة من الفترات اهتماماتي الفنية، ويظل الفن غذاء الروح وأنا ضد من يرى ان الفن شر مطلق فهو ذو رسالة وان كان البعض يسيء لهذه الرسالة. لكن تظل هناك نماذج مشرقة، فرحمة الله عليه أحمد ذكي أعتبره قامة كبيرة.
• هل كنت تساعدين أولادك في الدراسة ؟ إلى حد كبير كانوا مستقلين في دراستهم، بدرجات متفاوته ولم يكن لدينا مفهم المدرس الخصوصي ‘ فلم يدخل بيتي مدرساً خصوصياً على الإطلاق، بالنسبة لأحفادي نتبع معهم نفس الأسلوب.
• ما طبيعة العلاقة مع أحفادك؟ العلاقة مع الأحفاد ممتعة لأن الوقت يكون أكثر من فترة تربية الأبناء، وضغوط الحياة تكون أقل، ونحن نجتمع كل يوم جمعة وهو يوم مقدس بالنسبة لنا وغير مقبول فيه أي اعتذار، حتى لو اعتذر الأب أو الأم لابد ان يرسلوا لي الأحفاد.
• ربما يشتكي الكثيرون من غلاء المعيشة. هل تشتكي الدكتورة معصومة من نفس الشيء؟ طبعاً أحس بها فأنا لست مليونيرة أو بليونيرة، فأنا أذهب للجمعية وأشتري أغراضي بنفسي بشكل أسبوعي وأعرف ارتفاع الأسعار وهو أمر مرهق ليس لمعصومة المبارك تحديداً وانما للجميع، لأن الأسعار تزيد بشكل محسوس وملموس ومرهق ومتعب، فما بالك بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، وبالتالي هنا نقول لوزارة التجارة أين الرقابة وأين حماية المستهلك؟ فاليوم لا يستطيع أحد شراء السمك فلماذا؟ نحن بلد يطل على البحر ونقوم باستيراد سمك من الهند وإيران فأين السمك الكويتي، الأسعار نار «شابة» لي ولغيري. وهناك مناشدة اخرى أود توجيها لوزير الصحة و وكيل الوزارة بأن يعجل في احضار دواء لمرضى الكبد الوبائي سي وهو يستخدم في كل دول العالم، و وزارة الصحة على مدى أكثر من سنة تتباطئ في احضاره بحجة غلاء الثمن، وهذا عيب ان نقيس حياة المرضى بالدينار.
• ما أكثر شيء يجذبك في الرجل؟ الشهامة والخلق أكثر ما يجذبني في الرجل.
• هل يمكن ان تكملي العبارة التالية: لو لم أكن كويتية لوددت أن أكون... ؟ لو لم أكن كويتية لوددت أن أكون كويتية.
• لمن ترفعين العقال؟ كثيرون من يستحقوا التقدير بل والتقديس وفي مقدمهم الرسول الأكرم وآله عليهم السلام وصحبه ومن ساروا على نهجه، ثم والدي. وأقف عند حكام الكويت عموما ومنهم المغفور لهم الشيخ عبدالله السالم مؤسس الديموقراطية، والشيخ صباح السالم الذي افتتح جامعة الكويت، والشيخ جابر الأحمد و وقفته في الأمم المتحدة وسجوده على أرض الكويت، والشيخ سعد العبدالله و وقوفه في مؤتمر جدة خلال الغزو واصراره على الحق الكويتي، وأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد عندما زار مسجد الإمام الصادق بعد دقائق من جريمة التفجير وبدموع أبوية صادقة قال «هذولا عيالي».
• ماذا لو كان في الكويت لكانت أجمل؟ لو كان في الكويت خطة ملزمة يتم التقيد بها لكانت أجمل، والكويت الآن بلا خطة وهذا مؤلم جداً ونحن بأمس الحاجة ليس لخطة ورقية وإنما لخطة عملية قابلة للتنفيذ، وإلغاء وزارة التخطيط خطأ كبير.
على الهامش
والدي ملا متفتح
في حديثها عن والدها قالت المبارك انه كان مُلا، ولكن ليس كبعض رجال الدين الآن فقد كان متفتحاً وكان إيجابياً، ووالدتي لم تكن متعلمة والحمد لله ربونا تربية صحيحة. والآن عندما أقارن أجد بعض الآباء والأمهات المتعلمات لكنهم غير قادرين على اخراج أبناء بشخصية قوية ومحبة للعلم، وبالتالي فإن الشهادة لا تكسب الإنسان معرفة بالحياة بقدر ما تعطيه الممارسة هذه المعرفة.
موظفة باتت وزيرة
في مفارقة غريبة بدأت المبارك حياتها العملية بعد تخرجها من الجامعة كموظفة في المجلس الأعلى للتخطيط ثم دارت الأيام لتصبح وزيرة للتخطيط، وعن هذه المفارقة تقول «تخرجت من الجامعة بمرتبة الشرف وكان طموحي ان أعمل هنا في الكويت وبالفعل عملت في المجلس الأعلى للتخطيط وكانت أول وظيفة لي، وشاءت الأقدار ان أتولى مسؤولية هذه المؤسسة كوزيرة».
«قصة مدينتين» في «المتوسطة»
في شرحها لمدى شغفها بالقراءة وحب الإطلاع قالت المبارك «كنت أقرأ الكثير من الكتب والصحف التي كانت لدينا في المنزل، فقد كانت القراءة هى متعتنا الأساسية وقرأت قصة مدينتين وأنا في المرحلة المتوسطة ورويات الأدب الروسي الذي صور روسيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية».
الـ 48 على الكويت
حول معدلها في الثانوية العامة، قالت المبارك «كان ترتيبي 48 على مستوى الكويت، وعوضت ذلك بالجامعة حيث تخرجت بمرتبة الشرف. كان الاهتمام بالدراسة على أيامنا دون لجوء للدروس الخصوصية أو الدلع الموجود الآن، وبالتالي عندما كنا نحصل على معدل ما فهذا هو المعدل الحقيقي وليس معدل المدرس الخصوصي».
«ترانزستور» وسياسة
سألت «الراي» المبارك ما السر في اهتمامك بالعلوم السياسية ؟ وكانت إجابتها «كنت أتابع والدي وهو يستمع للأخبار من الراديو «الترانزستور»، وهذا كان وسيلة التواصل مع العالم وكان وقت الأخبار بالنسبة له مقدسا، فهذا جذبني لمعرفة أخبار العالم وكنت قد بدأت أطرح عليه أسئلة لمحاولة فهم بعض القضايا.