رأي الراي / رحيل... نبيل

تصغير
تكبير
في حضوره كما في رحيله... نبيل الفضل لايشبه سواه.

حارب وتمرّد في ميادين مفتوحة على المحبة والإثارة والقسوة والتصعيد، وكان الرحيل أيضاً مفتوحاً على المشهد المؤلم... بل ربما الأكثر إيلاماً في قاعة عبدالله السالم.


أحببته أو كرهته، وافقته او خالفته، صادقته أو خاصمته، لاتقول إلا أن «نبيل» كان رقماً صعباً في عالم السياسة والبرلمان، شكّل ظاهرة مختلفة في السياسة الكويتية بصعوده غير المتوقع إلى المقاعد النيابية ثلاث مرات كان فيها حاضراً بمواقف واضحة لاتحتمل المواربة وتصريحات عنيفة لاتحتمل المجاملة.

استند على خطاب سياسي امتد سنوات عبر مقالات ولقاءات «وصدامات» كانت لغته فيها مباشرة وربما متطرفة إلا أنها خاطبت قاعدة شعبية انسجمت مع ما يقول.

حقق نجاحات استثنائية سريعة في مسيرته الانتخابية، أوصلته إلى مبنى البرلمان من أول جولة وبأقل الخسائر، فلم يقم فعاليات ومقار انتخابية وإنما اختار أن يصل بالكلمة والفكرة والمواجهة... كانت مقالاته ومواقفه هي برنامجه الانتخابي المباشر بلا «ميزانيات» ومآدب وبهرجة.

وبرغم كل القساوة مع خصومه ومفرداته الخارجة عن المألوف يسجل له أن «خصمه خصم وصديقه صديق»، يحارب حتى النهاية ولايساوم، يواجه ويضرب في الصميم ولايتوارى خلف «الأسماء المستعارة» ومن يسميهم «الأشباح». مكشوف الرأس يعمل... فلا يضرب بيد ويمد يداً أخرى لترتيب تسوية أو صفقات.

رحل نبيل الفضل تاركاً خلفه مسيرة مختلفة بكل المقاييس، توقف في محطات ساخنة وفاعلة في المشهد السياسي وسيبقى حالة استثنائية.

أمس، حضر باكراً إلى مبنى مجلس الأمة، بدا نشطاً وحيوياً ومتفائلاً، طلب من رئيس المجلس أن يقيد اسمه ضمن أول المتحدثين في جدول الأعمال، جلس على مقعده، تبادل مع زملائه كلمات ودّ، وقف ورفض بشكل مباشر وصوت عالٍ توقيع المعاملات في القاعة احتراماً لوقت المجلس ثم اكتفى من الحديث... جلس متعباً قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة معلناً الرحيل... وداعاً نبيل.

«الراي»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي