عودة «بوريس» الضال

تصغير
تكبير
إعادة المدرب الصربي بوريس بونياك مجددا لقيادة فريق العربي لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل، وهي طرحت لا شك تساؤلات عدة تبدو الاجابات عنها متضاربة الى حد النخاع.

بونياك فسخ عقده بشكل غير متوقع في نهاية الموسم الماضي بعد أن باركت إدارة العربي بقيادة جمال الكاظمي بقوة عملية تجديد عقده بمزيد من الامتيازات مقارنة بالعقد الاول بعد النتائج اللافتة التي تحققت في عهده.

عبدالعزيز عاشور نائب رئيس النادي تولى حقيبة «كرة القدم في»القلعة الخضراء«وكان قراره الاول الاستغناء عن بونياك بعد ان حمّله الجانب الأكبر من مسؤولية خسارة دوري الموسم الماضي بعدما كان العربي قاب قوسين أو أدنى من منصة التتويج.

وقد عبّر عاشور عن ذاك المنحى بصراحة وفي أكثر من مناسبة.

عاشور نفسه أعلن التحدي وبداية مرحلة جديدة فقدم المدرب البرتغالي لويس فيليبي على انه الفارس الجديد لقيادة «الأخضر». اقيم معسكر تدريبي للفريق في ايطاليا، وجرى التعاقد مع البرازيلي تياغو كويروزبيزيرا والجزائريين أكرم جحنيط وكريم مطمور الى جانب التجديد للسوري فراس الخطيب.

في المقابل، تم الاستغناء عن السوريين أحمد الصالح ومحمود المواس، فيما ابتعد الاردني أحمد هايل نتيجة الاصابة.

كل ذلك لم يكن كافياً لتحقيق النجاح في ظل وجود أطراف رفضت مسبقاً الاستغناء عن بونياك، وكتبت الفشل لفيليبي قبل أن يبدأ.

والحقيقة ان«الصراع»بدأ بين الاطراف كافة في العربي منذ اللقاء الاول للفريق في«دوري فيفا».

حقق فيليبي بداية جيدة لكنها لم تكن كافية في نظر البعض الذي بدا أنه لا يريد في الاساس تقبل أي شي يقدمه هذا المدرب.

كان هذا البعض ينتظر أي زلة، وهذا ما تحقق لهم بعد الخسارة امام الجهراء في الدوري، فهاجموا فيليبي بغير وسيلة من أجل إقصائه، لكن الجهاز الاداري تمسك به.

كان اللقاء أمام القادسية «الفيصل» الحقيقي لاستمرار المدرب أو إقالته، وفيه قدم العربي عرضا قويا ظهرت فيها بصمة البرتغالي، فهدأت الامور بعض الشي، لكن الوضع كان أشبه بنار تحت الرماد.

قد يكون عبدالعزيز عاشور أخذ خطوة إستباقيه في حالة أزدياد الحملة الشعواء في طلب الاستغناء عن خدمات المدرب، وفتح خط ساخن مع مدرب نادي الكويت السابق الروماني اوين مارين، وطلب منه الاستعداد في أي لحظة لاستدعائه للفريق، ووافق مباشرة مارين بشرط انضمام مساعد مدرب منتخب الكويت الحالي الدكتور محمد المشعان معه في الجهاز الفني.

ما حدث بعد خروج العربي من بطولة كأس ولي العهد أمام السالمية قلب كل المجريات رأساً على عقب.

فقد كان الروماني إيوان مارين، المدرب السابق لـ«الكويت»جاهزا لتوقيع عقد مع العربي بموافقة الجهاز الاداري، وقد اعلن عن ذلك مؤيد شهاب، الا ان الرد جاء كالصاعقة من قبل رئيس النادي جمال الكاظمي الذي رفض ما جاء على لسان الاخير وقال:«ليس من حقه التصريح بذلك»، نافياً التعاقد مع مارين نهائياً.

كان الكاظمي يراهن على كسب ود الجماهير العرباوية التي كانت تنظر الى بونياك على انه «المنقذ الوحيد».

خسر عبدالعزيز عاشور وإدارته معركة فرض اسم مارين، وكسب الكاظمي الجماهير من خلال عودة بونياك الذي أنقذ حتى الاطراف المعارضة من غضب المشجعين، وبالت بالتالي وسيلة لامتصاص غضبهم.

قبول بونياك بتولي المهمة بعد الخروج من كأس ولي العهد، وفي ظل ابتعاد الفريق بفارق 10 نقاط عن القادسية متصدر تدريب الدوري، وحتى انهاء الموسم بلا لقب لن يسبب للمدرب أي حرج، إذ لديه كل الاعذار، لكن إذا حدث العكس وتوج مثلاً بكأس سمو الأمير أوربما بـ «دوري فيفا» فإن إسمه سيزداد لمعاناً، ويصبح بطلاً عرباوياً لا يشق له غبار.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي