«الخليج العربي» اختتمت عروض مهرجان الكويت المسرحي في «الدسمة»
«بلا غطاء»... صولات وجولات ليعرف الإنسان ذاته
مشهد من «بلا غطاء»
هو... يبحث عن ذاته (تصوير موسى عياش)
من الندوة النقاشية
ختامها كان «بلا غطاء» في مهرجان الكويت المسرحي 16.
فقد اختتم المهرجان المحلي عروضه على خشبة مسرح الدسمة بتوقيع من فرقة مسرح الخليج العربي.
«بلا غطاء»، مسرحية تحكي قصة صولات وجولات شاب لا يعرف من يكون ولا يعرف عمره. وسبب ذلك إصابته بغيبوبة مفاجئة جعلته يجد نفسه في مستشفى يسأل ولا أحد يجيب عن تساؤلاته القليلة.
يواجه الشاب، الذي قدم شخصيته ميثم بدر ببراعة وبحركة خفيفة، عدداً من الشخوص ويرى «العجب منهم»، وهم يلعبون أدواراً عدة في وقت واحد.
في «بلا غطاء» نجد ماذا يفعل الإنسان حين يفقد نفسه... متى يتحدث وماذا يقول، كما هناك عدد من الإسقاطات ضمن أحداث المسرحية، التي تناقش الأحداث الجارية حالياً، وتطرح ما يشهده الواقع، وماذا سوف يحدث في المستقبل.
السينوغرافيا جاءت في خدمة العرض المسرحي، إذ إن الديكور الذي صممه محمد ربيعان كان بسيطاً وعبارة عن قفص داخله تمت كل الأحداث. والمؤثرات الصوتية والموسيقى نقلت كل حدث درامي بكل جدارة، وقد تفنن بها وليد سراب. كما انها لعبت دورها بتعايش وتصاعد الحدث، فيما كان للإضاءة دور بلا شك في المسرحية، وكانت باهتمام من أيمن عبدالسلام، في حين كانت أزياء نواف الحرز بسيطة وخدمت العرض من دون مبالغة.
جميع الممثلين أجادوا في تقديم شخصياتهم التي كتبتها المؤلفة تغريد الداود، وبتوجيهات المخرجة منال الجارالله، التي عرفت لعبة المسرح، وكانوا جميعاً يجسدون روح التعاون والعمل، لكن يمكن القول إن التوفيق رافق ثلاثة منهم بشكل خاص خلال العرض المسرحي، وهم ميثم بدر الذي لعب دور «التايه» في أمره، وتميّز بحركته ونقله بين حالة وحالة، والممثل الشاب سعود بوعبيد الذي يتطور دوماً، وقدم عدداً من الشخصيات وأعطى كلاً منها حقها ومزج بين التراجيديا والكوميديا وخفة حركته ومرونته مسرحياً. إضافة إليهما، هناك الممثلة سارة رشاد، التي تميّزت أيضاً، علماً أنها كانت الممثلة الوحيدة في العمل.
يذكر أن مسرحية «بلا غطاء» من تأليف تغريد الداود وإخراج منال الجارالله، وتمثيل ميثم بدر، نوار القريني، علي بولند، سعود بوعبيد، سارة رشاد، حسين الحداد وعبدالرحمن الهزيم، فيما الإشراف العام لعبدالعزيز صفر والتدقيق اللغوي لخالد المفيدي. وصمم الديكور محمد ربيعان، والموسيقى والمؤثرات الصوتية لوليد سراب، فيما الإضاءة لأيمن عبدالسلام وإدارة الإنتاج لعبدالوهاب عباس والأزياء لنواف الحرز. أما المخرج المساعد فهو محمد محب ومساعد المخرج عبدالله البصيري ونواف الحرز.
بعد العرض، عقدت الندوة النقاشية التطبيقية، والتي كانت عريفتها الزميلة هديل الفهد والمعقب الممثل البحريني عبدالله ملك. وتواجد كل من المؤلفة تغريد الداود والمخرجة منال جارالله.
وبعد ترحيب هديل الفهد الحضور، عقب ملك قائلاً: «المؤلفة وضعت المخرجة في موقع محرج، فهي أرادت أن تقول كل شيء في النص، وهناك تنقلات فيه». وأضاف: «في بعض الأحيان خرجنا من الجو المسرحي، ورجعنا في الختام إلى المباشرة. والعرض المعقد الجاف قليل، كما ساعدته السينوغرافيا الجميلة».
ثم جاء دور المداخلات والتي حملت في غالبيتها الإشادة بالمهرجان وفرقة مسرح الخليج العربي. وبدأها الدكتور محمد الحبسي الذي قال: «فخور جداً بهذا المهرجان، وبوجود تغريد الداود مؤلفة في الخليج، وسعدت أن أكون أحد مشاهدي هذا العرض. والتقدير لفريق العمل المسرحي، ومن وجهة نظري خلال المسرحية نحتاج لحظات صمت».
كما تحدث الدكتور محمود سعيد قائلاً: «نحن في زمن النساء... واللعبة المسرحية فلسفية، ولعبة الإخراج لعبة مسرحية».
أما الدكتور الناقد المسرحي حسام عبدالهادي، فقال: «ختامها شبه مسك... لكن يكفي أن تكون هناك رائحة المسرح في المجمل. أما السينوغرافيا، فجيدة جداً، وكأننا نعيش في سجن وحتى الطاغين في سجن أيضاً، وأثنى على أداء الممثل ميثم بدر والممثلة سارة جيدة، لكن ينقصها الاندماج بالدور».
كما شارك الفنان التشكيلي عدنان الصايغ في المداخلات، فقال: «مشهد ومنظر المرايا جداً رائع، والهوية صعب إيجادها. كما أن منظر الشركة كان بشكل سلبي والكشاف على الجمهور مزعج».
من جهته، قال الناقد البحريني يوسف حمدان: «مسرح الخليج دم يتجدد. وأحترم المسرح الذي يحترم ذاته وفكره ووجوده وجمهوره، وهذا هو المهم».
أما الدكتور مبارك الزعل، فقال بدوره: «أبدع فريق العمل ككل، وجميعهم كانوا أبطالاً». في حين كانت آخر المداخلات مع الأمين العام لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي الذي قال: «بالرغم من وجودي في المجال الثقافي، لكن المسرح لصيق بي، وتابعت جميع العروض وكانت موفقة، وأشكر كل من ساهم في إنجاز هذا المهرجان، وتحية لكل من وقف على خشبة مسرح الدسمة».
ثم جاء دور المؤلفة تغريد الداود، التي أكدت خلال كلامها على أنها تتواجد، ليس للرد، بل تسمع الملاحظات، لافتة إلى أن النص كان أطول مما تابعناه، لكن المخرجة بذلت مجهوداً كي يختزل، كما شكرت كل من حضر وأعطى ملاحظاته.
أما المخرجة منال الجارالله، فأكدت أنها وجدت الفرصة لتكون ضمن المهرجان وتقدم عرضاً للمشاهدين، مشيرة إلى أن الملاحظات سوف تأخذها وتدرسها للاستفادة، وأن جميع الأمور تأخذها بروح مرحة، وتضعها بعين الاعتــبار للاستفادة مستقبلاً.
فقد اختتم المهرجان المحلي عروضه على خشبة مسرح الدسمة بتوقيع من فرقة مسرح الخليج العربي.
«بلا غطاء»، مسرحية تحكي قصة صولات وجولات شاب لا يعرف من يكون ولا يعرف عمره. وسبب ذلك إصابته بغيبوبة مفاجئة جعلته يجد نفسه في مستشفى يسأل ولا أحد يجيب عن تساؤلاته القليلة.
يواجه الشاب، الذي قدم شخصيته ميثم بدر ببراعة وبحركة خفيفة، عدداً من الشخوص ويرى «العجب منهم»، وهم يلعبون أدواراً عدة في وقت واحد.
في «بلا غطاء» نجد ماذا يفعل الإنسان حين يفقد نفسه... متى يتحدث وماذا يقول، كما هناك عدد من الإسقاطات ضمن أحداث المسرحية، التي تناقش الأحداث الجارية حالياً، وتطرح ما يشهده الواقع، وماذا سوف يحدث في المستقبل.
السينوغرافيا جاءت في خدمة العرض المسرحي، إذ إن الديكور الذي صممه محمد ربيعان كان بسيطاً وعبارة عن قفص داخله تمت كل الأحداث. والمؤثرات الصوتية والموسيقى نقلت كل حدث درامي بكل جدارة، وقد تفنن بها وليد سراب. كما انها لعبت دورها بتعايش وتصاعد الحدث، فيما كان للإضاءة دور بلا شك في المسرحية، وكانت باهتمام من أيمن عبدالسلام، في حين كانت أزياء نواف الحرز بسيطة وخدمت العرض من دون مبالغة.
جميع الممثلين أجادوا في تقديم شخصياتهم التي كتبتها المؤلفة تغريد الداود، وبتوجيهات المخرجة منال الجارالله، التي عرفت لعبة المسرح، وكانوا جميعاً يجسدون روح التعاون والعمل، لكن يمكن القول إن التوفيق رافق ثلاثة منهم بشكل خاص خلال العرض المسرحي، وهم ميثم بدر الذي لعب دور «التايه» في أمره، وتميّز بحركته ونقله بين حالة وحالة، والممثل الشاب سعود بوعبيد الذي يتطور دوماً، وقدم عدداً من الشخصيات وأعطى كلاً منها حقها ومزج بين التراجيديا والكوميديا وخفة حركته ومرونته مسرحياً. إضافة إليهما، هناك الممثلة سارة رشاد، التي تميّزت أيضاً، علماً أنها كانت الممثلة الوحيدة في العمل.
يذكر أن مسرحية «بلا غطاء» من تأليف تغريد الداود وإخراج منال الجارالله، وتمثيل ميثم بدر، نوار القريني، علي بولند، سعود بوعبيد، سارة رشاد، حسين الحداد وعبدالرحمن الهزيم، فيما الإشراف العام لعبدالعزيز صفر والتدقيق اللغوي لخالد المفيدي. وصمم الديكور محمد ربيعان، والموسيقى والمؤثرات الصوتية لوليد سراب، فيما الإضاءة لأيمن عبدالسلام وإدارة الإنتاج لعبدالوهاب عباس والأزياء لنواف الحرز. أما المخرج المساعد فهو محمد محب ومساعد المخرج عبدالله البصيري ونواف الحرز.
بعد العرض، عقدت الندوة النقاشية التطبيقية، والتي كانت عريفتها الزميلة هديل الفهد والمعقب الممثل البحريني عبدالله ملك. وتواجد كل من المؤلفة تغريد الداود والمخرجة منال جارالله.
وبعد ترحيب هديل الفهد الحضور، عقب ملك قائلاً: «المؤلفة وضعت المخرجة في موقع محرج، فهي أرادت أن تقول كل شيء في النص، وهناك تنقلات فيه». وأضاف: «في بعض الأحيان خرجنا من الجو المسرحي، ورجعنا في الختام إلى المباشرة. والعرض المعقد الجاف قليل، كما ساعدته السينوغرافيا الجميلة».
ثم جاء دور المداخلات والتي حملت في غالبيتها الإشادة بالمهرجان وفرقة مسرح الخليج العربي. وبدأها الدكتور محمد الحبسي الذي قال: «فخور جداً بهذا المهرجان، وبوجود تغريد الداود مؤلفة في الخليج، وسعدت أن أكون أحد مشاهدي هذا العرض. والتقدير لفريق العمل المسرحي، ومن وجهة نظري خلال المسرحية نحتاج لحظات صمت».
كما تحدث الدكتور محمود سعيد قائلاً: «نحن في زمن النساء... واللعبة المسرحية فلسفية، ولعبة الإخراج لعبة مسرحية».
أما الدكتور الناقد المسرحي حسام عبدالهادي، فقال: «ختامها شبه مسك... لكن يكفي أن تكون هناك رائحة المسرح في المجمل. أما السينوغرافيا، فجيدة جداً، وكأننا نعيش في سجن وحتى الطاغين في سجن أيضاً، وأثنى على أداء الممثل ميثم بدر والممثلة سارة جيدة، لكن ينقصها الاندماج بالدور».
كما شارك الفنان التشكيلي عدنان الصايغ في المداخلات، فقال: «مشهد ومنظر المرايا جداً رائع، والهوية صعب إيجادها. كما أن منظر الشركة كان بشكل سلبي والكشاف على الجمهور مزعج».
من جهته، قال الناقد البحريني يوسف حمدان: «مسرح الخليج دم يتجدد. وأحترم المسرح الذي يحترم ذاته وفكره ووجوده وجمهوره، وهذا هو المهم».
أما الدكتور مبارك الزعل، فقال بدوره: «أبدع فريق العمل ككل، وجميعهم كانوا أبطالاً». في حين كانت آخر المداخلات مع الأمين العام لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي الذي قال: «بالرغم من وجودي في المجال الثقافي، لكن المسرح لصيق بي، وتابعت جميع العروض وكانت موفقة، وأشكر كل من ساهم في إنجاز هذا المهرجان، وتحية لكل من وقف على خشبة مسرح الدسمة».
ثم جاء دور المؤلفة تغريد الداود، التي أكدت خلال كلامها على أنها تتواجد، ليس للرد، بل تسمع الملاحظات، لافتة إلى أن النص كان أطول مما تابعناه، لكن المخرجة بذلت مجهوداً كي يختزل، كما شكرت كل من حضر وأعطى ملاحظاته.
أما المخرجة منال الجارالله، فأكدت أنها وجدت الفرصة لتكون ضمن المهرجان وتقدم عرضاً للمشاهدين، مشيرة إلى أن الملاحظات سوف تأخذها وتدرسها للاستفادة، وأن جميع الأمور تأخذها بروح مرحة، وتضعها بعين الاعتــبار للاستفادة مستقبلاً.