بلسم روح الحياة / غيّر جوّك

| u062au0647u0627u0646u064a u0627u0644u0645u0637u064au0631u064a* |
| تهاني المطيري* |
تصغير
تكبير
يوماً بعد يوم تصبح حياتنا أكثر تعقيداً وصعوبة فمنذ الصباح ولحظة مغادرتنا الفراش وحتى عودتنا للنوم في آخر اليوم،

تمتلئ أوقاتنا بالانشغالات الكثيرة والهموم، ولا يكاد ينتهي نهارنا حتى نشعر بأننا منهكون جداً ومتعبون، بل وأصبحنا نسمع كثيراً بأمراض تصيب الشباب بعد أن كنا نظن أنها لا تصيب غير كبار السن. كل ذلك بسبب الضغوط النفسية والإحباطات، والتفكير السلبي المحبط والمستمر بظروف حياتنا ومعيشتنا، وحتى عندما نجلس لنسترخي فإننا لا نسمع إلا أخباراً مزعجة تتعارض مع أمزجتنا وما نصبو إليه.

ومن هنا جاء مصطلح (غيّر جوّك)، الذي كثيراً ما نتداوله عندما ننصح الآخرين أو حتى أنفسنا لكي نتخلص من المزاج السيئ وأجواء الكدر، وننتقل إلى أجواء إيجابية مغايرة ومعاكسة لما نحن فيه.

فهل لحياتنا أجواء؟ وماذا نقصد بهذا التعبير؟

لطالما كانت الحياة رحلة نتعرض فيها للكثير من الأحداث والظروف المتباينة، فرح وحزن، دمعة وابتسامة، وصدمات محزنة ومفاجآت جميلة، فيها من كل الألوان كقوس قزح تتمازج ألوانه، أحمر وأصفر، أخضر وأزرق مع روعة البنفسجي ورقة الوردي فتصبح بيضاء ناصعة أو تختفي فتغدو سوداء مظلمة غاب عنها قمرها ونجومها، أو كفصول السنة تتعاقب علينا، صيفا وشتاء، خريف او ربيعا، وبالنتيجة فلا الفرح يدوم ولا الحزن يبقى، فهل نقف عاجزين عندما نواجه صعاباً ونقبل واقعاً لا نرضى به؟. أم نتعلم منه ونزداد خبرة ونمضي إلى مستقبل أجمل طالما حلمنا بتحقيقه ؟

غيّر جوّك وحسن مزاجك يهدف إلى تغيير تفكيرنا ليساعدنا على التخلص مما نحن فيه من حالة مزاجية سلبية، عن طريق تغيير الأماكن أو تغيير الأشخاص للخروج من المزاج السيئ والإحباط وردود الأفعال اللامدروسة، إلى حالة أكثر هدوءاً واتزاناً وصفاءً في التفكير. فليس الهدف هو النسيان والهروب من واقعنا، بل الهدف هو تناسي هموم الحياة قليلاً، والاستمتاع بما نحب، لنصبح أكثر نشاطاً وقدرة على مواجهة ظروفنا وحل مشاكلنا.

إن تغيير واقعك وحياتك إلى الأفضل يحتاج منك إلى تغيير نظرتك للأمور من حولك، وإلى تغيير طريقة تفكيرك، والخروج من روتين الحياة إلى التجديد.

فالركون إلى الواقع واعتباره قدراً وقضاءً نرضى به سيقودنا إلى الاستسلام، فلماذا لا نجعل النجاح وتحقيق أهدافنا هو قضاؤنا وقدرنا، ونغادر منطقة الاستسلام والتشكي وندب الحظ ورمي أخطائنا على الغير، ونعترف بأن حياتنا هي محض اختيارنا، وهذا الاختيار نابع دوماً من قراراتنا الناتجة عن تفكيرنا.

إن السبيل إلى تغيير جوّك وتحسين مزاجك النفسي لتشعر بالتفاؤل وتتابع حياتك بحكمة وواقعية أفضل يتم بأن تدرب نفسك على السلوكيات الإيجابية والتي منها:

أولاً: حاول تغيير المنظر أو المشهد الذي تقابله عن طريق تغيير الأماكن، بحيث لا تعتاد على نمط ثابت معين في حياتك.

ثانياً: اعمل الأشياء التي تدفعك إلى التحدي، بحيث تكتشف طاقاتك الدفينة في داخلك، وتتحدى بها قدراتك وطاقاتك.

ثالثاً: من وقت لآخر اعمل شيئا مختلفاً عن روتين حياتك، حتى تكسر أسباب وموجبات الملل عندك.

رابعاً: تعرّف على أشخاص جدد كلما سنحت لك الفرصة، لأن هذا كفيل بأن يفتح أمامك آفاقاً ومعارف جديدة، وسيضيف الكثير إلى حياتك.

خامساً: ارسم دوماً الابتسامة على محياك، ففي النهاية سينعكس ذلك على نفسيتك، ولا تنسى أن الابتسامة في وجه أخيك صدقة، فأكثر من جمع الصدقات، وإن لم تستطع الابتسام فتصنّع الابتسامة وارسمها على وجهك وعوّد نفسك عليها.

سادساً: تمتّع بما هو متوفر بين يديك، بدلاً من أن تضيع وقتك وسنين عمرك بالتركيز على ما لدى الآخرين.

إن تغيير الجو وتحسين المزاج ليس حاجة ذاتية للأفراد فقط، بل هي حاجة اجتماعية تنعكس عن مرآة أنفسنا إلى من يحيطون بنا في الأسرة والعمل، وحتى في الأسواق وعلى الطرقات ولن يستطيع أن يعبس في وجهك من يرى الابتسامة مرسومة على وجهك، بل سيجاريك ويرد التحية بمثلها أو بأحسن منها، ليصبح ما حولنا حديقة مزدهرة مزدانة بالأزهار الملونة والورود العطرة، ولتصبح حياتنا ذات قيمة وذات دلالة ومغزى أجمل.

* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

talmutairi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي