مسرحية «تينسي ويليامز» قدمتها فرقة المسرح العربي في «الدسمة»
«عربة مليئة بالقطن»... الأبرياء ضحايا الانتقام
مشهد من المسرحية
متابعة من الحضور
جانب من الندوة التطبيقية
سماح والزميل حمود العنزي (تصوير موسى عياش)
• النقاد أكدوا في الندوة التطبيقية أن العرض تفوّق على نص تينسي ويليامز
• سماح لوّنت في الأداء وجسّدت أكثر من حالة نفسية باقتدار
• أوس الشطي أثبت أنه «ولد المسرح الأكاديمي» وملامح عبدالله القلاف خدمَته
• سماح لوّنت في الأداء وجسّدت أكثر من حالة نفسية باقتدار
• أوس الشطي أثبت أنه «ولد المسرح الأكاديمي» وملامح عبدالله القلاف خدمَته
عندما تشتعل الصراعات، يتحول الانتقام إلى عربة يصعب فرملتها أو التحكم فيها، ويسقط الأبرياء فيها ضحايا.
هذا هو جوهر العرض المسرحي «عربة مليئة بالقطن»، الذي قدمته فرقة المسرح العربي، على خشبة مسرح الدسمة في إطار مهرجان الكويت المسرحي الـ 16. وينفذ العرض المأخوذ عن نص مسرحي للكاتب الشهير تينسي ويليامز، ومن إخراج أحمد الشطي، تمثيل سماح وأوس الشطي وعبدالله القلاف مكنونات النفس الإنسانية. وتمحور العرض الذي تضمن في طياته مجموعة من الموضوعات والاسقاطات المباشرة وغير المباشرة، حول ثلاث شخصيات فقط هي الزوج المزارع «جيك»، وأدى دوره الفنان عبدالله القلاف، والزوجة «فلورا» التي جسدت شخصيتها الفنانة سماح، وراعي القطن «فيكارو» وقدم شخصيته الفنان أوس الشطي. وأضاء على الصراعات النفسية داخل الإنسان، وكيف يبدأ الانتقام، والبحث عن السعادة وغيرها من القضايا التي تحرك البشر في حياتهم، وتتحكم في مصائرهم.
تدور الأحداث حول المزارع «جيك» الذي يعانى بعد أن تُنتزع منه أرضه الزراعية، مما يدفعه إلى الانتقام من راعي إحدى عربات القطن الذي تحترق كل عرباته، معتقداً أن راعي العربة سوف يطلب منه العون لعرض خدماته لكنه لا ينال ما يريد، وإنما يتحول الانتقام إلى شر متبادل تقع ضحيته الزوجة «فلورا».
الفنانة سماح التي غابت سنوات طوال عن الساحة الفنية مسرحاً ودراما، وعادت في السنتين الماضيتين إلى «أبو الفنون»، لم نشعر أنها غابت لحظة، حيث مازالت متمكنة من أدواتها، ونجحت من خلال العرض في المزج بين العديد من الحالات النفسية والتنقل بينها برشاقة في وقت واحد، وتلونت سماح كما تتطلب شخصية «فلورا» العفوية والكوميدية نوعا ما، والتي سرعان ما تتحول إلى الانكسار، ثم لا تلبث أن تستعيد قوتها ورباطة جأشها وتتمسك بالصبر، وكانت سماح متمكنة جداً في كل الحالات النفسية التي مرت بها الشخصية، وجسدت دورها باقتدار. كذلك جسّد الفنان عبدالله القلاف شخصيته بكل جدارة، ولعبت ملامحه دورا كبيرا في توصيل الحالات النفسية المتباينة أيضا للدور. أما أوس الشطي «ولد المسرح الأكاديمي» فقد بدا واضحاً أن هذا هو مكانه الصحيح، واستطاع أن يواصل نجاحاته المسرحية، فيما أثبت مخرج العمل أحمد الشطي موهبته وقدرته الكبيرة على التحكم في إيقاع العمل، وعرف يحافظ على سير الأحداث المسرحية من خلال أدوات المخرج الأكاديمي المتمكن، مستعينا بالإضاءة والموسيقات والأزياء الريفية البسيطة ذات الألوان المميزة، والتي تضافرت جميعا لإبراز عناصر الجذب والإبهار في العرض المسرحي.
وكان للسينوغرافيا دورها المهم في الأحداث، حيث نجحت في تكريس الشعور لدى الجمهور وكأنه بالفعل في احدى مناطق الريف الأميركي، فيما كان الديكور الذي ملأ مسرح الدسمة لافتاً للنظر، وتألف من جزء من البيت الريفي وأرجوحة وعوامة وطاحونة كبيرة.
وفي المجمل فإن العرض جسّد معاناة الانسان الفقير، ويوضح انه متى تولدت الرغبة في الانتقام فإن توابعه لا تنتهي دون أن يحترق بناره جميع أطرافه وينال من ضحايا أبرياء، وطوّف على البحث عن لحظة سعادة وأمان وسر الشر في نفوس البعض، والخوف من الواقع والبحث عن المستقبل وغيرها من المواضيع. ويبقى القول ان المسرحية، مساعد مخرج نواف البحراني، وموسيقى سالم إسماعيل، وديكور وأزياء عبدالله عبدالعزيز، وتنفيذ وإشراف عبدالعزيز بوصخر.
الندوة التطبيقية
شهدت ندوة «عربة مليئة بالقطن» حضور عدد من الفنانين والنقاد من مختلف الجنسيات، ومدير المهرجان صالح الحمر وأدارها المسرحي إبراهيم العسيري، وشارك فيها المخرج أحمد الشطي والمعقبة الرئيسية الدكتورة صوفيا عباس، التي استهلت الندوة مؤكدة أن نص المسرحية أذهلها، وانها لم تتوقف عنده كقارئة، وكان الهدف الوصول إلى لحظة من الدهشة، مشيرة إلى أن النص يظل ساكناً ويفقد أشياء كثيرة ما لم يعرض على خشبة المسرح، وتتحرر شخوصه وتتحرك وتتفاعل وتنبض بالحياة. وقالت عباس: «هذا ما رأيته اليوم في هذا العرض الذي نجح في الوصول إلى الهدف الأساسي وهو لحظة الاندهاش وهذا ما شعرت به، والنص من المسرحيات القصيرة لتنيسى ويليمز وهو أحد أعمدة المسرح الأميركي الحديث، وهذا العمل احتوى على العديد من اتجاهات المسرح فرأينا التعبيرية بكل ماتحويه، كما احتوى على لحظات من العبث وهو لا ينتمى لمسرح العبث لكن روح العبث كانت موجودة».
وأضافت عباس: «سماح هذه الخبيرة الرائعة الجريئة على خشبة المسرح، استطاعت أن تصنع انفعالات وتتجرد من البراءة كما وجدناها في بداية المسرح، كما استطاع الممثلون الثلاثة تجسيد لحظات الانتظار والعزلة التي جعلت الزوجة أسيرة عالمها الخاص، وتبحث عن لحظات السعادة لكنها وجدت السعادة في غير مكانها الذي تريده، ولا تستطيع تلبية الرغبات الداخلية التي تدور في منطقة اللاوعي، أما مايدور في الخارج فهو القناع الذي وجدت فيه العنف والقهر الذي يمارس على الانسان وليس المرأة فقط».
واستطردت عباس بالقول: «المخرج استطاع أن يؤكد على ما جاء في النص، وإن كان العرض تفوق على النص الأصلي، موجهة اللوم إلى المبالغة في أداء أوس الشطي، فيما أداء الزوج عبد الله القلاف كان أقل نسبيا، أما السينوغرافيا فقد جسدت ملامح الواقع الأميركي في الجنوب، بكل ما يحمله من خصائص بيئية واقعية، فنرى الطاحونة وشكل المنزل من الخارج، والإضاءة اعتمدت على الإنارة الكاملة لأن الأحداث تدور في الفضاء الخارجي، باستثناء لحظات أظلمت فيها لنرى المشهد عبر الخيال».
وجاء دور المداخلات، حيث أشادت الفنانة شمعة محمد بالفنانة سماح قائلة: «أقف احتراما وتقديرا لوجودها على خشبة المسرح، فهي فنانة تملك أدواتها الفنية ونجحت في تقمص الشخصية، وشخصياً عشت معها انفعالاتها وتمنيت لو كنت على المسرح مكانها، وكذلك أوس الشطي وعبد الله القلاف كانا رائعين، ويستحقان كل تقدير».
من جانبه، قال المخرج محمد دشتي: «استمتعنا بالعرض، ونجح فريق العمل في أن يجذبنا إلى الحوار المسرحي، والذي كان يتحول إلى حوار إذاعي في بعض المواقف». وعلق الكاتب والناقد محمود اسماعيل، قائلا ان تنيسى ويليمز يلعب في معظم أعماله على تيمة الجسد أو الجنس، وتأثير ذلك السيئ على المجتمع، مشيراً إلى أن الملابس أعطت فكرة عن طبيعة المكان، والسينوغرافيا شكلت الملامح العامة للصورة، وفريق العمل كان لافتا.
أما المسرحي يوسف الحمدان فقال ان العرض مدهش، مشيراً إلى أن «المسرح اختزال ورؤية، وهذا ماوجدته في العرض، وهناك اجتهاد واضح من المخرج أحمد الشطي، لأن هذا النص صعب ويحمل دلالات، فالعنوان نفسه مليء بالدلالات، وأرى أن سماح كانت فعلا هي العربة المليئة بالقطن، فكانت تستثمر مشاعرها بشكل احترافي، وتسيطر على الانفعالات في الحزن والفرح والبكاء، وهذا لا يقلل من أداء الشطي والقلاف، والاخراج مدروس بهدوء والاسقاطات غير مباشرة، لكن الديكور رغم جماليته كان كبير الحجم والتهم المسرح، وكان يحتاج لخشبة فيها عمق أكبر».
بدوره، وجه الفنان عبدالله غلوم الشكر للمجلس الوطني ولفرقة المسرح العربي، وعبّر عن سعادته بالعرض، حيث شعر أنه أمام عرض أكاديمي بكل المقاييس، وأشاد بتمثيل سماح، مؤكدا حبه للممثل الذي يخلص لخشبة المسرح.
أما الكاتب والناقد حسام عبد الهادي فقال: «المسرح الذي شاهدناه ينتمي إلى السيكودراما، وهو من أصعب أنواع الأداء ويصاحبه اضطراب، وهذه ميزة وليست عيبا ومن يؤديه بهذا الشكل فهو متمرس، واستخدام البيانو كآلة غربية توافق مع الأحداث».
وفى نهاية الندوة، توجه المخرج أحمد فؤاد الشطي بالشكر إلى فريق العمل، ولمن أدلوا بآرائهم، وللفنان عبد الله غلوم على مشاعره النبيلة، مؤكدا أنهم في حاجة إلى التعلم من الكبار، مثمناً كل المداخلات على أمل الاستفادة منها جميعا، ووضعها بعين الاعتبار.
هذا هو جوهر العرض المسرحي «عربة مليئة بالقطن»، الذي قدمته فرقة المسرح العربي، على خشبة مسرح الدسمة في إطار مهرجان الكويت المسرحي الـ 16. وينفذ العرض المأخوذ عن نص مسرحي للكاتب الشهير تينسي ويليامز، ومن إخراج أحمد الشطي، تمثيل سماح وأوس الشطي وعبدالله القلاف مكنونات النفس الإنسانية. وتمحور العرض الذي تضمن في طياته مجموعة من الموضوعات والاسقاطات المباشرة وغير المباشرة، حول ثلاث شخصيات فقط هي الزوج المزارع «جيك»، وأدى دوره الفنان عبدالله القلاف، والزوجة «فلورا» التي جسدت شخصيتها الفنانة سماح، وراعي القطن «فيكارو» وقدم شخصيته الفنان أوس الشطي. وأضاء على الصراعات النفسية داخل الإنسان، وكيف يبدأ الانتقام، والبحث عن السعادة وغيرها من القضايا التي تحرك البشر في حياتهم، وتتحكم في مصائرهم.
تدور الأحداث حول المزارع «جيك» الذي يعانى بعد أن تُنتزع منه أرضه الزراعية، مما يدفعه إلى الانتقام من راعي إحدى عربات القطن الذي تحترق كل عرباته، معتقداً أن راعي العربة سوف يطلب منه العون لعرض خدماته لكنه لا ينال ما يريد، وإنما يتحول الانتقام إلى شر متبادل تقع ضحيته الزوجة «فلورا».
الفنانة سماح التي غابت سنوات طوال عن الساحة الفنية مسرحاً ودراما، وعادت في السنتين الماضيتين إلى «أبو الفنون»، لم نشعر أنها غابت لحظة، حيث مازالت متمكنة من أدواتها، ونجحت من خلال العرض في المزج بين العديد من الحالات النفسية والتنقل بينها برشاقة في وقت واحد، وتلونت سماح كما تتطلب شخصية «فلورا» العفوية والكوميدية نوعا ما، والتي سرعان ما تتحول إلى الانكسار، ثم لا تلبث أن تستعيد قوتها ورباطة جأشها وتتمسك بالصبر، وكانت سماح متمكنة جداً في كل الحالات النفسية التي مرت بها الشخصية، وجسدت دورها باقتدار. كذلك جسّد الفنان عبدالله القلاف شخصيته بكل جدارة، ولعبت ملامحه دورا كبيرا في توصيل الحالات النفسية المتباينة أيضا للدور. أما أوس الشطي «ولد المسرح الأكاديمي» فقد بدا واضحاً أن هذا هو مكانه الصحيح، واستطاع أن يواصل نجاحاته المسرحية، فيما أثبت مخرج العمل أحمد الشطي موهبته وقدرته الكبيرة على التحكم في إيقاع العمل، وعرف يحافظ على سير الأحداث المسرحية من خلال أدوات المخرج الأكاديمي المتمكن، مستعينا بالإضاءة والموسيقات والأزياء الريفية البسيطة ذات الألوان المميزة، والتي تضافرت جميعا لإبراز عناصر الجذب والإبهار في العرض المسرحي.
وكان للسينوغرافيا دورها المهم في الأحداث، حيث نجحت في تكريس الشعور لدى الجمهور وكأنه بالفعل في احدى مناطق الريف الأميركي، فيما كان الديكور الذي ملأ مسرح الدسمة لافتاً للنظر، وتألف من جزء من البيت الريفي وأرجوحة وعوامة وطاحونة كبيرة.
وفي المجمل فإن العرض جسّد معاناة الانسان الفقير، ويوضح انه متى تولدت الرغبة في الانتقام فإن توابعه لا تنتهي دون أن يحترق بناره جميع أطرافه وينال من ضحايا أبرياء، وطوّف على البحث عن لحظة سعادة وأمان وسر الشر في نفوس البعض، والخوف من الواقع والبحث عن المستقبل وغيرها من المواضيع. ويبقى القول ان المسرحية، مساعد مخرج نواف البحراني، وموسيقى سالم إسماعيل، وديكور وأزياء عبدالله عبدالعزيز، وتنفيذ وإشراف عبدالعزيز بوصخر.
الندوة التطبيقية
شهدت ندوة «عربة مليئة بالقطن» حضور عدد من الفنانين والنقاد من مختلف الجنسيات، ومدير المهرجان صالح الحمر وأدارها المسرحي إبراهيم العسيري، وشارك فيها المخرج أحمد الشطي والمعقبة الرئيسية الدكتورة صوفيا عباس، التي استهلت الندوة مؤكدة أن نص المسرحية أذهلها، وانها لم تتوقف عنده كقارئة، وكان الهدف الوصول إلى لحظة من الدهشة، مشيرة إلى أن النص يظل ساكناً ويفقد أشياء كثيرة ما لم يعرض على خشبة المسرح، وتتحرر شخوصه وتتحرك وتتفاعل وتنبض بالحياة. وقالت عباس: «هذا ما رأيته اليوم في هذا العرض الذي نجح في الوصول إلى الهدف الأساسي وهو لحظة الاندهاش وهذا ما شعرت به، والنص من المسرحيات القصيرة لتنيسى ويليمز وهو أحد أعمدة المسرح الأميركي الحديث، وهذا العمل احتوى على العديد من اتجاهات المسرح فرأينا التعبيرية بكل ماتحويه، كما احتوى على لحظات من العبث وهو لا ينتمى لمسرح العبث لكن روح العبث كانت موجودة».
وأضافت عباس: «سماح هذه الخبيرة الرائعة الجريئة على خشبة المسرح، استطاعت أن تصنع انفعالات وتتجرد من البراءة كما وجدناها في بداية المسرح، كما استطاع الممثلون الثلاثة تجسيد لحظات الانتظار والعزلة التي جعلت الزوجة أسيرة عالمها الخاص، وتبحث عن لحظات السعادة لكنها وجدت السعادة في غير مكانها الذي تريده، ولا تستطيع تلبية الرغبات الداخلية التي تدور في منطقة اللاوعي، أما مايدور في الخارج فهو القناع الذي وجدت فيه العنف والقهر الذي يمارس على الانسان وليس المرأة فقط».
واستطردت عباس بالقول: «المخرج استطاع أن يؤكد على ما جاء في النص، وإن كان العرض تفوق على النص الأصلي، موجهة اللوم إلى المبالغة في أداء أوس الشطي، فيما أداء الزوج عبد الله القلاف كان أقل نسبيا، أما السينوغرافيا فقد جسدت ملامح الواقع الأميركي في الجنوب، بكل ما يحمله من خصائص بيئية واقعية، فنرى الطاحونة وشكل المنزل من الخارج، والإضاءة اعتمدت على الإنارة الكاملة لأن الأحداث تدور في الفضاء الخارجي، باستثناء لحظات أظلمت فيها لنرى المشهد عبر الخيال».
وجاء دور المداخلات، حيث أشادت الفنانة شمعة محمد بالفنانة سماح قائلة: «أقف احتراما وتقديرا لوجودها على خشبة المسرح، فهي فنانة تملك أدواتها الفنية ونجحت في تقمص الشخصية، وشخصياً عشت معها انفعالاتها وتمنيت لو كنت على المسرح مكانها، وكذلك أوس الشطي وعبد الله القلاف كانا رائعين، ويستحقان كل تقدير».
من جانبه، قال المخرج محمد دشتي: «استمتعنا بالعرض، ونجح فريق العمل في أن يجذبنا إلى الحوار المسرحي، والذي كان يتحول إلى حوار إذاعي في بعض المواقف». وعلق الكاتب والناقد محمود اسماعيل، قائلا ان تنيسى ويليمز يلعب في معظم أعماله على تيمة الجسد أو الجنس، وتأثير ذلك السيئ على المجتمع، مشيراً إلى أن الملابس أعطت فكرة عن طبيعة المكان، والسينوغرافيا شكلت الملامح العامة للصورة، وفريق العمل كان لافتا.
أما المسرحي يوسف الحمدان فقال ان العرض مدهش، مشيراً إلى أن «المسرح اختزال ورؤية، وهذا ماوجدته في العرض، وهناك اجتهاد واضح من المخرج أحمد الشطي، لأن هذا النص صعب ويحمل دلالات، فالعنوان نفسه مليء بالدلالات، وأرى أن سماح كانت فعلا هي العربة المليئة بالقطن، فكانت تستثمر مشاعرها بشكل احترافي، وتسيطر على الانفعالات في الحزن والفرح والبكاء، وهذا لا يقلل من أداء الشطي والقلاف، والاخراج مدروس بهدوء والاسقاطات غير مباشرة، لكن الديكور رغم جماليته كان كبير الحجم والتهم المسرح، وكان يحتاج لخشبة فيها عمق أكبر».
بدوره، وجه الفنان عبدالله غلوم الشكر للمجلس الوطني ولفرقة المسرح العربي، وعبّر عن سعادته بالعرض، حيث شعر أنه أمام عرض أكاديمي بكل المقاييس، وأشاد بتمثيل سماح، مؤكدا حبه للممثل الذي يخلص لخشبة المسرح.
أما الكاتب والناقد حسام عبد الهادي فقال: «المسرح الذي شاهدناه ينتمي إلى السيكودراما، وهو من أصعب أنواع الأداء ويصاحبه اضطراب، وهذه ميزة وليست عيبا ومن يؤديه بهذا الشكل فهو متمرس، واستخدام البيانو كآلة غربية توافق مع الأحداث».
وفى نهاية الندوة، توجه المخرج أحمد فؤاد الشطي بالشكر إلى فريق العمل، ولمن أدلوا بآرائهم، وللفنان عبد الله غلوم على مشاعره النبيلة، مؤكدا أنهم في حاجة إلى التعلم من الكبار، مثمناً كل المداخلات على أمل الاستفادة منها جميعا، ووضعها بعين الاعتبار.