كتاب / في سرد موضوعي يضع الحقائق على طاولة البحث شرحاً وتحليلاً
المحامي عادل عبد الهادي... يكشف سر رقم 552 للمعتقل الكويتي في «غوانتانامو» فايز الكندري
عادل عبد الهادي
غلاف الكتاب
• الشعب الكويتي كان لاعباً أساسياً في القضية واستطاع بالضغط على الجهات الرسمية المساهمة في استرجاع أبنائه من نهاية النفق المظلم
• جاءت مرحلة اسقاط التهم عن الكندري والتي لم توجه إليه في الأساس رسمياً... ومع ذلك لم يسفر عنها إطلاق سراحه
• جاءت مرحلة اسقاط التهم عن الكندري والتي لم توجه إليه في الأساس رسمياً... ومع ذلك لم يسفر عنها إطلاق سراحه
تظل السياسة التي ينتهجها النظام العالمي الجديد غير مفهومة ويكتنفها الكثير من الغموض والأسرار غير المعلنة، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001، ومن أكثر المواقف غموضا- في هذه السياسة- ما يحيط بظروف المعتقلين القابعين في سجون غوانتانامو الكوبية من جدل واسع النطاق، وعلى هذا الأساس جاء كتاب المحامي عادل عبد الهادي «رحلة 552... إلى الجزيرة المظلمة تحت النظام العالمي الجديد»، كي يكشف الأسرار ويحلل المواقف، ويبرز الأحداث، في أسلوب يتسم بالموضوعية، والقدرة على السرد التوافقي الذي يتتبع الحدث من بدايته، وصولا إلى نهايته، من دون تهويل أو تهوين، فالكتاب يعرض عليك الأحداث في تسلسلها المنطقي، بينما يأتي رأي الكاتب في سياق تحليلي تفسيري، وكأنه يريد أن يضع القارئ معه على طاولة الشرح، وبالتالي تركه لفكره ورؤيته، كي يؤسس قناعاته... ويبني تصوراته ومواقفه.
وهذا الأسلوب كان من العناصر الأكثر وضوحا في هذا الكتاب الذي يرى مؤلفه أنه ليس بالوثائقي ولم يكن قصة أو رحلة في عالم الأرقام، غير أن توتر أحداثه وأبوابه... يؤكد أن كل ما سبق ويزيد فهو كتاب تحليلي يأخذ الفكرة أو المعلومة، ثم يدور في فلكها من أجل الوصول إلى ارتكازها الإنساني أو السياسي، كما أنه اجتماعي يتناغم مع مطالب المجتمع في تحرير الأبناء من الظلم، والسعي من خلال التحرك الشعبي لتحقيق هذا الغرض، وهو أيضا تاريخي يرصد حدثا سيكون علامة فارقة في التاريخ الإنساني في صياغته العالمية.
في ما بدا الاهداء الذي فاض به وجدان المؤلف في كتابه معبرا عن صدق المؤلف في ما يريده من عمل إنساني خلاق، هذا الإهداء يقول فيه عبد الهادي: «إلى كل من يهوى السفر والتعرف على حضارات مختلفة.../ إلى الحاضر الذي يجب أن يدون في ذاكرة هذه الرحلة والمستقبل الذي يجب أن يتذكرها للأجيال القادمة.../ إلى طاقم الرحلة الذي آثر البقاء خلف الستار... الجنود المجهولين الذين رافقوني في هذه الرحلة لنتمكن من الوصول فيها إلى الوجهة النهائية وتحقيق الغاية المنشودة منها...».
وانطلق المؤلف في كتابه من فرضية قرأها من خلال مطالعاته مفادها أنه من المرجح في المستقبل البعيد وربما القريب... أن يُعطى لكل إنسان رقم عالمي، يزرع في جسده كشريحة، وتصبح الشريحة هويته.
ومن هذه الفرضية التي تنتظر البشرية انطلق الكتاب الذي ذكر فيه المؤلف رقم 552... وبالتالي تحدث المؤلف في الفصل الأول من كتابه عن بداية الرحلة وتحديدا في العام 2009، حينما جاءه اتصال هاتفي من مستشار وزارة الخارجية السيد فيصل العنزي يخبره فيه بأن فريقا عسكريا أميركيا يعمل في قضية غوانتانامو يريد مقابلة، كي يتكشف السؤال عن علاقته بهذه القضية!، ولكن السؤال سرعان ما تتكشف إجابته بمجرد وضوح الأحداث التي تشير إلى وجود 12معتقلا كويتيا في هذا السجن، ألقي القبض عليهم في أواخر العام 2001، وأن الفريق العسكري الأميركي كان على علم بفريق المحامين الذين ترافعوا في قضيتي فيلكا وعريفجان، وكان عبد الهادي ضمن هذا الفريق، وبالتالي تمت المقابلة ليتفاجأ بأن الفريق الأميركي يشير إلى رقمين 552، و232، والرقمان يعبران عن اسمين حركيين لمعتقلين كويتيين، وفي نهاية اجتماع عبد الهادي مع الفريق الأميركي وافق على الانضمام إلى فريقهم المكلف بالدفاع عن المعتقل الكويتي رقم 552.
ورصدت قناة «الراي» ما تم من اجتماع بين عبد الهادي في ديوانيته بالفريق الأميركي في ما يخص الحديث عن المعتقلين الكويتيين فايز الكندري وفوزي العودة، المواطنان الكويتيان المحتجزان في غوانتانامو منذ العام 2002.
وفي السياق أعطى المؤلف فكرة موجزة عن هذا المعتقل الذي يقع في جنوبي شرقي كوبا واستأجرته الولايات المتحدة الأميركية، لتستخدمه كقاعدة حربية لها، ثم استخدمته في التسعينات كسجن.
ولفت انتباه المؤلف أن العرب يشكلون العدد الأكبر في هذا السجن، وذلك خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الإرهاب، والقبض العشوائي لكل عربي ومسلم في أفغانستان.
وتسير الأحداث تباعا... ليعود الفريق الأميركي مجددا إلى الكويت في ديسمبر من العام 2098 وطلب الاجتماع بعبد الهادي من خلال وزارة الخارجية، وفي الاجتماع تحدث رئيس الوفد الاميركي العقيد باري وينجارد بالتفصل عن المعتقل الكويتي فايز الكندري الذي يحمل رقم 552، عن ظروف اعتقاله ووضعه الصحي، وغياب أي دليل ضده، والمعاملة اللا إنسانية التي تعرض لها، وإنه في ختام الاجتماع الثاني- كما في الاجتماع الأول- طلب منه الفريق الأميركي الانضمام إليهم للدفاع عن فايز الكندري، وإن إحساسه الإنساني- كمحامي- يدافع عن كرمة الكويتي داخل وخارج وطنه دفعه إلى تكريس كل جهده في هذه القضية، وبالتالي اتخذت الإجراءات التي يتمكن من خلالها عبد الهادي من مقابلة الكندري في سجنه وان العوائق لم تمنعه من الاستمرار في طريقه، ومن ثم تحدث المؤلف عن تحفظ الخارجية الكويتية ولجنة الدفاع عن الأهالي في الانضمام إلى القضية، ومخاطبته لوزارة الخارجية الكويتية ومجلس الوزراء حول جهوده في سبيل الإفراج عن فايز الكندري وزميله فوزي العودة.
والفصل الثاني أفرد فيه المؤلف صدمة المجتمع الكويتي بوجود قضية غوانتانامو، مسترسلا في الحديث عن الاتفاق الذي تم مع شريكه العقيد باري وينجارد في تعديل خطة الدفاع وذلك لتضمين الإقليم الكويتي، وتحدث عبد الهادي عن سمات قضايا حقوق الإنسان التي تتخطى- بطبيعتها- الشاكي والمشكو في حقه أو المدعي والمدعى عليه، ثم جاء وضع استراتيجية الدفاع التي تأخذ بعين الاعتبار خلال التباحث في استراتيجية الدفاع، العوامل المؤثرة والجبهات المفتوحة كافة التي تصل إلى وضع استراتيجية ناجعة.
في كانت الجهود الشعبية هي الأكثر تأثيرا ووضوحا في هذه القضية، بالتواصل مع أكبر عدد من المواطنين الكويتيين، والبداية كانت بإطلاق عريضة موجهة للإدارة الأميركية، والنائب العام إيرك هولدر للمطالبة بتحرير المواطن فايز الكندري وإعادته إلى الكويت، ثم التحرك الشعبي من خلال ديوان الكنادرة، والوقفات التضامنية أمام السفارة الأميركية في الكويت، وتنظيم المحاضرات والتواصل الإعلامي المحلي والعالمي، والاجتماعات بالشخصيات السياسية والأمنية، والتواصل مع جمعية الهلال والأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب الجهود المبذولة على الصعيد القانوني، وتفاعل جمعية المحامين الكويتية مع القضية التي يتبناها عبد الهادي، ودعم المحامي دويم المويزري للقضية.
وتتدافع الأحداث في الفصل الثالث، تلك التي هزت مسار رحلة 552... من خلال وثائق «ويكيليكس»، وجلسة مجلس الأمة الخاصة ببحث قضية غوانتانامو في 18 مايو 2011، ثم تصريحات السفيرة الأميركية ديبورا جونز بشأن معتقلي غوانتانامو بما فيهم الكويتيون والتي تسببت في استفزاز أهل الكويت، والتي اعتبرت فيها أن هؤلاء المعتقلين تعتبرهم أميركا يعملون كأفراد عبر منظمات إرهابيه، ومن ثم تسريب فيديو لفايز الكندري يظهر فيه وهو يتنقل من قفص إلى قفص، ثم بيان مجلس الأمة الذي يشجب ويدين احتجاز أبناء الكويت لسنوات طويلة في هذا السجن، وارسال وفد رسمي من أعضاء مجلس الأمة وأهالي الضحايا والأطباء فورا إلى المعتقل، وغيرهما.
وتأتي مرحلة اسقاط التهم عن فايز الكندري، التي لم توجه إليه في الأساس رسميا، ولكن اسقاط هذه التهم لم يسفر عنه إطلاق سراحه، وهو ما جاء في تصريح سفير دولة الكويت في واشنطن الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح.
في ما جاءت المقابلة الحصرية مع وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب)، والتي تكشفت فيها حقائق مثيرة، وطرح المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب سؤاله: معتقل غوانتانامو خارج نطاق القانون... فما هو النظام الذي يحكمه؟!
متحدثا عن المراجعة الأولى الشاملة للمعتقلين، خلال مدة لا تتجاوز سنة من تاريخ القرار الرئاسي الذي نظم مهامها، وعلى هذا الأساس أفرد الفصل الخامس للحديث عن فايز الكندري وفوزي العودة في مواجهة لجان المراجعة، وبين الشد والجذب وصل فوزي عودة إلى الكويت على متن طائرة أميرية بعد 13 عاما من الاحتجاز، وخضوعه لبرنامج إعادة التأهيل، ومن ثم كان نجاح البرنامج التأهيلي ورقة رابحة في أيدي الحكومة الكويتية، لاستخدامها من أجل الضغط على الحكومة الأميركية، لتأمين إطلاق سراح فايز الكندري، وإعادته إلى الكويت.
وطرح الفصل السادس من الكتاب مسألة مصير فايز الكندري، خصوصا بعد صدور قرار التوصية الرسمي من لجنة المراجعة بتاريخ 8 سبتمبر 2015، والذي أشار إلى توصية اللجنة بتسليم فايز الكندري إلى دولة الكويت، وقال عبد الهادي: «وبذلك وبينما وأنا وفريق الدفاع وعائلة فايز الكندري وأهل الكويت بانتظار عودته إلى الكويت بعد 14عاما من الغياب القصري، الذي لم تتمكن الحكومة الأميركية من تبريره أو قوننته طوال هذه المدة، أكون قد وثقت مراحل عملنا كفريق دفاع في هذه القضية، الحساسة والتي ستبقى محفوظة في الأذهان والتاريخ، وأكون قد عرضت للشعب الكويتي خاصة، القضية الحقة لفايز الكندري (الرقم 552 سابقا)».
مؤكدا أن الشعب الكويتي كان لاعبا أساسيا في هذه القضية واستطاع بالضغط على الجهات الرسمية المساهمة استرجاع أبنائهم من نهاية النفق المظلم الذي تسيطر عليه أقوى أمة على وجه الأرض».
واختتم المؤلف كتابه الشيق ببعض الحقائق والقواعد المهمة في حياة الإنسان الباحث عن الحرية والأمل في التخلص من وطاة الظلم، في ظل مفهوم النظام العالمي الجديد.
وهذا الأسلوب كان من العناصر الأكثر وضوحا في هذا الكتاب الذي يرى مؤلفه أنه ليس بالوثائقي ولم يكن قصة أو رحلة في عالم الأرقام، غير أن توتر أحداثه وأبوابه... يؤكد أن كل ما سبق ويزيد فهو كتاب تحليلي يأخذ الفكرة أو المعلومة، ثم يدور في فلكها من أجل الوصول إلى ارتكازها الإنساني أو السياسي، كما أنه اجتماعي يتناغم مع مطالب المجتمع في تحرير الأبناء من الظلم، والسعي من خلال التحرك الشعبي لتحقيق هذا الغرض، وهو أيضا تاريخي يرصد حدثا سيكون علامة فارقة في التاريخ الإنساني في صياغته العالمية.
في ما بدا الاهداء الذي فاض به وجدان المؤلف في كتابه معبرا عن صدق المؤلف في ما يريده من عمل إنساني خلاق، هذا الإهداء يقول فيه عبد الهادي: «إلى كل من يهوى السفر والتعرف على حضارات مختلفة.../ إلى الحاضر الذي يجب أن يدون في ذاكرة هذه الرحلة والمستقبل الذي يجب أن يتذكرها للأجيال القادمة.../ إلى طاقم الرحلة الذي آثر البقاء خلف الستار... الجنود المجهولين الذين رافقوني في هذه الرحلة لنتمكن من الوصول فيها إلى الوجهة النهائية وتحقيق الغاية المنشودة منها...».
وانطلق المؤلف في كتابه من فرضية قرأها من خلال مطالعاته مفادها أنه من المرجح في المستقبل البعيد وربما القريب... أن يُعطى لكل إنسان رقم عالمي، يزرع في جسده كشريحة، وتصبح الشريحة هويته.
ومن هذه الفرضية التي تنتظر البشرية انطلق الكتاب الذي ذكر فيه المؤلف رقم 552... وبالتالي تحدث المؤلف في الفصل الأول من كتابه عن بداية الرحلة وتحديدا في العام 2009، حينما جاءه اتصال هاتفي من مستشار وزارة الخارجية السيد فيصل العنزي يخبره فيه بأن فريقا عسكريا أميركيا يعمل في قضية غوانتانامو يريد مقابلة، كي يتكشف السؤال عن علاقته بهذه القضية!، ولكن السؤال سرعان ما تتكشف إجابته بمجرد وضوح الأحداث التي تشير إلى وجود 12معتقلا كويتيا في هذا السجن، ألقي القبض عليهم في أواخر العام 2001، وأن الفريق العسكري الأميركي كان على علم بفريق المحامين الذين ترافعوا في قضيتي فيلكا وعريفجان، وكان عبد الهادي ضمن هذا الفريق، وبالتالي تمت المقابلة ليتفاجأ بأن الفريق الأميركي يشير إلى رقمين 552، و232، والرقمان يعبران عن اسمين حركيين لمعتقلين كويتيين، وفي نهاية اجتماع عبد الهادي مع الفريق الأميركي وافق على الانضمام إلى فريقهم المكلف بالدفاع عن المعتقل الكويتي رقم 552.
ورصدت قناة «الراي» ما تم من اجتماع بين عبد الهادي في ديوانيته بالفريق الأميركي في ما يخص الحديث عن المعتقلين الكويتيين فايز الكندري وفوزي العودة، المواطنان الكويتيان المحتجزان في غوانتانامو منذ العام 2002.
وفي السياق أعطى المؤلف فكرة موجزة عن هذا المعتقل الذي يقع في جنوبي شرقي كوبا واستأجرته الولايات المتحدة الأميركية، لتستخدمه كقاعدة حربية لها، ثم استخدمته في التسعينات كسجن.
ولفت انتباه المؤلف أن العرب يشكلون العدد الأكبر في هذا السجن، وذلك خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الإرهاب، والقبض العشوائي لكل عربي ومسلم في أفغانستان.
وتسير الأحداث تباعا... ليعود الفريق الأميركي مجددا إلى الكويت في ديسمبر من العام 2098 وطلب الاجتماع بعبد الهادي من خلال وزارة الخارجية، وفي الاجتماع تحدث رئيس الوفد الاميركي العقيد باري وينجارد بالتفصل عن المعتقل الكويتي فايز الكندري الذي يحمل رقم 552، عن ظروف اعتقاله ووضعه الصحي، وغياب أي دليل ضده، والمعاملة اللا إنسانية التي تعرض لها، وإنه في ختام الاجتماع الثاني- كما في الاجتماع الأول- طلب منه الفريق الأميركي الانضمام إليهم للدفاع عن فايز الكندري، وإن إحساسه الإنساني- كمحامي- يدافع عن كرمة الكويتي داخل وخارج وطنه دفعه إلى تكريس كل جهده في هذه القضية، وبالتالي اتخذت الإجراءات التي يتمكن من خلالها عبد الهادي من مقابلة الكندري في سجنه وان العوائق لم تمنعه من الاستمرار في طريقه، ومن ثم تحدث المؤلف عن تحفظ الخارجية الكويتية ولجنة الدفاع عن الأهالي في الانضمام إلى القضية، ومخاطبته لوزارة الخارجية الكويتية ومجلس الوزراء حول جهوده في سبيل الإفراج عن فايز الكندري وزميله فوزي العودة.
والفصل الثاني أفرد فيه المؤلف صدمة المجتمع الكويتي بوجود قضية غوانتانامو، مسترسلا في الحديث عن الاتفاق الذي تم مع شريكه العقيد باري وينجارد في تعديل خطة الدفاع وذلك لتضمين الإقليم الكويتي، وتحدث عبد الهادي عن سمات قضايا حقوق الإنسان التي تتخطى- بطبيعتها- الشاكي والمشكو في حقه أو المدعي والمدعى عليه، ثم جاء وضع استراتيجية الدفاع التي تأخذ بعين الاعتبار خلال التباحث في استراتيجية الدفاع، العوامل المؤثرة والجبهات المفتوحة كافة التي تصل إلى وضع استراتيجية ناجعة.
في كانت الجهود الشعبية هي الأكثر تأثيرا ووضوحا في هذه القضية، بالتواصل مع أكبر عدد من المواطنين الكويتيين، والبداية كانت بإطلاق عريضة موجهة للإدارة الأميركية، والنائب العام إيرك هولدر للمطالبة بتحرير المواطن فايز الكندري وإعادته إلى الكويت، ثم التحرك الشعبي من خلال ديوان الكنادرة، والوقفات التضامنية أمام السفارة الأميركية في الكويت، وتنظيم المحاضرات والتواصل الإعلامي المحلي والعالمي، والاجتماعات بالشخصيات السياسية والأمنية، والتواصل مع جمعية الهلال والأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب الجهود المبذولة على الصعيد القانوني، وتفاعل جمعية المحامين الكويتية مع القضية التي يتبناها عبد الهادي، ودعم المحامي دويم المويزري للقضية.
وتتدافع الأحداث في الفصل الثالث، تلك التي هزت مسار رحلة 552... من خلال وثائق «ويكيليكس»، وجلسة مجلس الأمة الخاصة ببحث قضية غوانتانامو في 18 مايو 2011، ثم تصريحات السفيرة الأميركية ديبورا جونز بشأن معتقلي غوانتانامو بما فيهم الكويتيون والتي تسببت في استفزاز أهل الكويت، والتي اعتبرت فيها أن هؤلاء المعتقلين تعتبرهم أميركا يعملون كأفراد عبر منظمات إرهابيه، ومن ثم تسريب فيديو لفايز الكندري يظهر فيه وهو يتنقل من قفص إلى قفص، ثم بيان مجلس الأمة الذي يشجب ويدين احتجاز أبناء الكويت لسنوات طويلة في هذا السجن، وارسال وفد رسمي من أعضاء مجلس الأمة وأهالي الضحايا والأطباء فورا إلى المعتقل، وغيرهما.
وتأتي مرحلة اسقاط التهم عن فايز الكندري، التي لم توجه إليه في الأساس رسميا، ولكن اسقاط هذه التهم لم يسفر عنه إطلاق سراحه، وهو ما جاء في تصريح سفير دولة الكويت في واشنطن الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح.
في ما جاءت المقابلة الحصرية مع وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب)، والتي تكشفت فيها حقائق مثيرة، وطرح المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب سؤاله: معتقل غوانتانامو خارج نطاق القانون... فما هو النظام الذي يحكمه؟!
متحدثا عن المراجعة الأولى الشاملة للمعتقلين، خلال مدة لا تتجاوز سنة من تاريخ القرار الرئاسي الذي نظم مهامها، وعلى هذا الأساس أفرد الفصل الخامس للحديث عن فايز الكندري وفوزي العودة في مواجهة لجان المراجعة، وبين الشد والجذب وصل فوزي عودة إلى الكويت على متن طائرة أميرية بعد 13 عاما من الاحتجاز، وخضوعه لبرنامج إعادة التأهيل، ومن ثم كان نجاح البرنامج التأهيلي ورقة رابحة في أيدي الحكومة الكويتية، لاستخدامها من أجل الضغط على الحكومة الأميركية، لتأمين إطلاق سراح فايز الكندري، وإعادته إلى الكويت.
وطرح الفصل السادس من الكتاب مسألة مصير فايز الكندري، خصوصا بعد صدور قرار التوصية الرسمي من لجنة المراجعة بتاريخ 8 سبتمبر 2015، والذي أشار إلى توصية اللجنة بتسليم فايز الكندري إلى دولة الكويت، وقال عبد الهادي: «وبذلك وبينما وأنا وفريق الدفاع وعائلة فايز الكندري وأهل الكويت بانتظار عودته إلى الكويت بعد 14عاما من الغياب القصري، الذي لم تتمكن الحكومة الأميركية من تبريره أو قوننته طوال هذه المدة، أكون قد وثقت مراحل عملنا كفريق دفاع في هذه القضية، الحساسة والتي ستبقى محفوظة في الأذهان والتاريخ، وأكون قد عرضت للشعب الكويتي خاصة، القضية الحقة لفايز الكندري (الرقم 552 سابقا)».
مؤكدا أن الشعب الكويتي كان لاعبا أساسيا في هذه القضية واستطاع بالضغط على الجهات الرسمية المساهمة استرجاع أبنائهم من نهاية النفق المظلم الذي تسيطر عليه أقوى أمة على وجه الأرض».
واختتم المؤلف كتابه الشيق ببعض الحقائق والقواعد المهمة في حياة الإنسان الباحث عن الحرية والأمل في التخلص من وطاة الظلم، في ظل مفهوم النظام العالمي الجديد.