بلسم روح الحياة / الإيجابية منهج حياة
| تهاني المطيري* |
يسود الاعتقاد عند الكثيرين أن الإنسان الإيجابي هو ذلك الإنسان اللامبالي والذي يعيش عالماً مختلفاً عن واقعه، يسوده الخيال. حيث تبدو السعادة على محياه بسبب لامبالاته وعدم اكتراثه بما يدور حوله.
والحقيقة هي العكس تماماً فالإنسان الإيجابي هو الذي يحيا في صلب الواقع، يعيشه ويتعايش معه ويتعامل مع هذا الواقع بحنكة وذكاء. ولا توجد في قاموس مفرداته بعض الكلمات مثل كلمة (المفروض) لأنه إنسان واقعي فعلياً, ولا تستفزه لحظات الألم فتكبح جماح انطلاقه, بل يستمد منها الخبرة ويستفيد من دروسها. ولا يبكي على أطلال الفشل لأنه متفائل دوماً يعمل ويجتهد من أجل تحقيق أهدافه، دون أن ينسى لحظاته الحالية، فيعيشها بكل تفاصيلها وبالطريقة الصحيحة. والصعب والمستحيل ليست من مفرداته أيضاً، لأنه استبدلها بحاول مره أخرى، ولا تيأس، وكرر المحاولة, فلا بد أن تصل في النهاية إلى ما تطمح إليه وتبتغيه.
وبناء على ماتقدم فالإيجابية هي: سمة من سمات الشخصية، وتعني الخروج من التمركز حول الذات إلى الانفتاح على العالم الخارجي، والرغبة الحقيقة في إصلاح الذات والمجتمع, مع توافر إرادة التغيير للأفضل والقدرة على التفاعل الصحيح مع الآخرين.
وهنا تتضح أهمية الإيجابية وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات, فهي تعطي الفرد سمات شخصية تميزه، ومن هذه الصفات:
1. صفات نفسية: مثل الاستبصار بالذات والتكييف مع الواقع والتحكم في الذات، كذلك التفاؤل والتمسك بالأمل والقدرة على العطاء والثقة بالنفس.
2. صفات عقلية : كالقدرة على التفكير الإيجابي، والانفتاح على العالم، والقدرة على الإبداع والمرونة العقلية.
3. صفات سلوكية: كالتواصل مع الآخرين، وإقامة العلاقات الاجتماعية، والحماس والمبادرة في العمل، والشجاعة والإقدام مما يسهل النجاح في الحياة.
ورغم إدراك الأفراد لأهمية الإيجابية في الحياة، إلا أن كثيراً من المثبطات والمحبطات تواجه الناس وتحيط بهم وتعيقهم، لذا وجب التحذير من هذه المعوقات لتجنبها والتي منها:
1. عدم الثقة بالنفس.
2. التردد والخوف من الفشل ومن الآخرين.
3. الخجل والكسل.
4. التفكير السلبي (القاتل الصامت ), الذي يوحي بعدم القدرة.
5. استعجال النتائج والإحباط عند الفشل, وفقدان الأمل من التغيير.
6. الاعتمادية على الآخرين أو الأشياء.
7. مصاحبة الناس السلبيين .
إن تعزيز الإيجابية عند الأفراد يتم من خلال تعزيز القيم التي تتمتع بها الشخصية الإيجابية ومن هذه القيم :
1. إدراك المغزى الحقيقي لوجود الإنسان, وقيامه بدور فعال في الحياة لتحقيق أهدافه.
2. التفكير الإيجابي من خلال التركيز على الإيجابيات وتفسير الأحداث بشكل إيجابي.
3. توكيد الذات والتعبير عن حاجاتها والتمسك بالحقوق دون انتهاك حقوق الآخرين.
4. الوضوح : أي أنه يعرف ما يريد ويمتلك وضوح الأفكار والرؤى.
5. القدرة على اتخاذ القرار: أي إصدار حكم لموقف معين بعد الفحص الدقيق والدراسة المستفيضة ووضع البدائل المختلفة واختيار أفضلها.
6. التفاعل الاجتماعي والمشاركة الفعالة في المجتمع.
7. حل المشكلات بالطريقة العلمية وصولاً إلى الحل الأمثل للمشكلة .
8. التفاؤل: ويقصد به نظرة الاستبشار نحو المستقبل, وتوقع الأفضل والنجاح دوماً.
9. الطمأنينة الروحية والسلام النفسي الداخلي.
10. التخطيط للمستقبل لتحقيق الأهداف القصيرة أو بعيدة المدى.
إن الإيجابية هي الصفة التي تمكن الإنسان من إعطاء كل أمر ما يستحقه، فيقبل على الدنيا مستفيداً من فرصها من دون أن يخضع أمام ظروفها وصعوباتها، فبالإيجابية تصبح أنت القائد والمسيطر على حياتك للوصول إلى تحقيق أهدافك وأحلامك, من خلال ربطها بالعمل الدؤوب والجاد . وقد قيل قديماً: الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله.
فلنتخذ الإيجابية منهجاً لحياة أفضل، فشتان بين درب مظلم تسوده الأفكار السلبية والسوداوية وبين طريق ينيره التفاؤل والأفكار الإيجابية، طريق ترى أوله وتعرف أين ينتهي بك من خلال إرادتك الحرة وعملك الدؤوب.
دون أن تسمح للظروف أن تتحكم بك وتفرض إرادتها على ما تسعى إليه وتبتغيه.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
talmutairi@hotmail.com
والحقيقة هي العكس تماماً فالإنسان الإيجابي هو الذي يحيا في صلب الواقع، يعيشه ويتعايش معه ويتعامل مع هذا الواقع بحنكة وذكاء. ولا توجد في قاموس مفرداته بعض الكلمات مثل كلمة (المفروض) لأنه إنسان واقعي فعلياً, ولا تستفزه لحظات الألم فتكبح جماح انطلاقه, بل يستمد منها الخبرة ويستفيد من دروسها. ولا يبكي على أطلال الفشل لأنه متفائل دوماً يعمل ويجتهد من أجل تحقيق أهدافه، دون أن ينسى لحظاته الحالية، فيعيشها بكل تفاصيلها وبالطريقة الصحيحة. والصعب والمستحيل ليست من مفرداته أيضاً، لأنه استبدلها بحاول مره أخرى، ولا تيأس، وكرر المحاولة, فلا بد أن تصل في النهاية إلى ما تطمح إليه وتبتغيه.
وبناء على ماتقدم فالإيجابية هي: سمة من سمات الشخصية، وتعني الخروج من التمركز حول الذات إلى الانفتاح على العالم الخارجي، والرغبة الحقيقة في إصلاح الذات والمجتمع, مع توافر إرادة التغيير للأفضل والقدرة على التفاعل الصحيح مع الآخرين.
وهنا تتضح أهمية الإيجابية وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات, فهي تعطي الفرد سمات شخصية تميزه، ومن هذه الصفات:
1. صفات نفسية: مثل الاستبصار بالذات والتكييف مع الواقع والتحكم في الذات، كذلك التفاؤل والتمسك بالأمل والقدرة على العطاء والثقة بالنفس.
2. صفات عقلية : كالقدرة على التفكير الإيجابي، والانفتاح على العالم، والقدرة على الإبداع والمرونة العقلية.
3. صفات سلوكية: كالتواصل مع الآخرين، وإقامة العلاقات الاجتماعية، والحماس والمبادرة في العمل، والشجاعة والإقدام مما يسهل النجاح في الحياة.
ورغم إدراك الأفراد لأهمية الإيجابية في الحياة، إلا أن كثيراً من المثبطات والمحبطات تواجه الناس وتحيط بهم وتعيقهم، لذا وجب التحذير من هذه المعوقات لتجنبها والتي منها:
1. عدم الثقة بالنفس.
2. التردد والخوف من الفشل ومن الآخرين.
3. الخجل والكسل.
4. التفكير السلبي (القاتل الصامت ), الذي يوحي بعدم القدرة.
5. استعجال النتائج والإحباط عند الفشل, وفقدان الأمل من التغيير.
6. الاعتمادية على الآخرين أو الأشياء.
7. مصاحبة الناس السلبيين .
إن تعزيز الإيجابية عند الأفراد يتم من خلال تعزيز القيم التي تتمتع بها الشخصية الإيجابية ومن هذه القيم :
1. إدراك المغزى الحقيقي لوجود الإنسان, وقيامه بدور فعال في الحياة لتحقيق أهدافه.
2. التفكير الإيجابي من خلال التركيز على الإيجابيات وتفسير الأحداث بشكل إيجابي.
3. توكيد الذات والتعبير عن حاجاتها والتمسك بالحقوق دون انتهاك حقوق الآخرين.
4. الوضوح : أي أنه يعرف ما يريد ويمتلك وضوح الأفكار والرؤى.
5. القدرة على اتخاذ القرار: أي إصدار حكم لموقف معين بعد الفحص الدقيق والدراسة المستفيضة ووضع البدائل المختلفة واختيار أفضلها.
6. التفاعل الاجتماعي والمشاركة الفعالة في المجتمع.
7. حل المشكلات بالطريقة العلمية وصولاً إلى الحل الأمثل للمشكلة .
8. التفاؤل: ويقصد به نظرة الاستبشار نحو المستقبل, وتوقع الأفضل والنجاح دوماً.
9. الطمأنينة الروحية والسلام النفسي الداخلي.
10. التخطيط للمستقبل لتحقيق الأهداف القصيرة أو بعيدة المدى.
إن الإيجابية هي الصفة التي تمكن الإنسان من إعطاء كل أمر ما يستحقه، فيقبل على الدنيا مستفيداً من فرصها من دون أن يخضع أمام ظروفها وصعوباتها، فبالإيجابية تصبح أنت القائد والمسيطر على حياتك للوصول إلى تحقيق أهدافك وأحلامك, من خلال ربطها بالعمل الدؤوب والجاد . وقد قيل قديماً: الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله.
فلنتخذ الإيجابية منهجاً لحياة أفضل، فشتان بين درب مظلم تسوده الأفكار السلبية والسوداوية وبين طريق ينيره التفاؤل والأفكار الإيجابية، طريق ترى أوله وتعرف أين ينتهي بك من خلال إرادتك الحرة وعملك الدؤوب.
دون أن تسمح للظروف أن تتحكم بك وتفرض إرادتها على ما تسعى إليه وتبتغيه.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
Twitter : t_almutairi
Instagram: t_almutairii
talmutairi@hotmail.com