مهندس العلاقات الكويتية - المصرية أكد أن البلاد فتحت قلبها قبل أرضها لممارسة المسيحيين شعائرهم

القمص بيجول لـ«الراي»: الكويت مدرسة الحرية

تصغير
تكبير
• الكنيسة القبطية في الكويت أقدم كنيسة لمصر في الخارج وبدايتها كانت في 1961

• البابا شنودة كان يتمنى زيارة الكويت وقال عنها طلبنا وأخذنا أكثر مما طلبنا

• لا نعمل ولا نعوّل على حصر الأقباط بالكويت فنحن نؤمن بالبركة وليس بالعدد

• من يحرّم تهنئة المسيحيين بأعيادهم فئة قليلة لا تمثل إلا نفسها ولن أرد عليها

• بعض من يحرّم تهنئتنا ليس مقتنعاً بما يقول وإنما هو مدفوع لإحداث فتنة

• لن أبالغ إذا قلت إن أحبائي المسلمين أكثر من المسيحيين.. ومن كل الجنسيات

• «قائد الإنسانية» حقيقة واستحقاق لا لقب أو منحة... وسبقنا الأمم المتحدة بإطلاقه

• لو سافرت 11 شهراً حول العالم فلا بد أن أتواجد بالكويت في رمضان

• الكويت قدمت لي الحب ولم يكن أمامي سوى أن أبادلها بحب مثله
منوّها بما تتمتع به الصحافة من مساحات، وبممارسة الشعائر الدينية، أشاد راعي الكنيسة القبطية في الكويت القمص بيجول الأنبا بيشوى بالحريات الموجودة في الكويت معتبراً ان «الكويت علمتنا الحرية».

وبين في حديث خاص لـ «الراي» ان «الكنيسة القبطية في الكويت هى أقدم كنيسة لمصر في الخارج حيث تم بناؤها قبل الكنائس المصرية حتى في الدول المسيحية»، لافتاً إلى ان«مشاورات بنائها كانت في أواخر 1960، وبداية الصلاة فيها كانت في إبريل 1961».


القمص بيجول الذي درس الهندسة ويوصف بأنه مهندس العلاقات الكويتية - المصرية، ذكر انه «في خدمة الكويت ومصر وليس في خدمة مصر فقط»، مردفاً بالقول «قلوبنا مفتوحة للكل دون استثناء». وأشار إلى ان «الراحل البابا شنودة كان يتمنى زيارة الكويت وقال عنها طلبنا وأخذنا أكثر مما طلبنا وكذلك البابا تواضروس دائم الإشادة بالكويت وقلبه مفعم بحبها».

وشدد على ان «مجلس العلاقات الإسلامية - المسيحية يظهر الوجه المشرق للكويت في تعاملها مع الجميع على قدم المساواة»، لافتاً إلى ان «من يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم فئة قليلة لا تمثل سوى نفسها ولن أرد عليها». وفي ما يلي نص الحوار:

? كيف تقيم الحرية الدينية في الكويت؟

الكويت علمتنا الحرية، ونجد فيها جو الحريات الممنوح للكل، وهذا واقع ملموس يرجع الفضل فيه لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد القائد الإنساني الذي أعطى مثالاً وقدوة، وللمسؤولين الكويتيين وشعب الكويت الطيب الذي اقتدى بسموه إنسانية يشهد لها العالم كله، وهذا ليس مجرد لقب بل حقيقة وليس منحة بل استحقاق، وليس وساما لسمو الأمير وإنما لنا جميعاً في الكويت والدول العربية واعتراف بسمو سموه.

وقد سبقت كنيستنا الأمم المتحدة بشهور في إطلاق لقب زعيم الإنسانية على سموه، لأن هناك أناسا يُشرفون اللقب الذي يحملونه وسموه يُشرف اللقب الذي يحمله فهو دائماً إنسان مُشرف.

الكويت تتمتع بحرية الصحافة والكلمة وممارسة الشعائر الدينية وفي كل مجال، وهذا أمر لمسناه منذ ان وطأت أقدامنا أرض الكويت وليس مجرد كلام يقال.

? كيف ترى الفرق فيما يتعلق بسهولة إقامة شعائركم بعد ان تم منحكم قطعة أرض وإقامة الكنيسة القبطية عليها؟

كنا نقيم شعائرنا الدينية في كنيسة خلف مبنى فندق الشيراتون منذ عام 1960، وفي يوم من الأيام تم الطلب منا ان نترك هذا المكان لأنه سيتم مد الطريق الدائري الأول السريع مكان تلك الكنيسة، ولم يكن من الممكن ان نقول لا لمشروع وطني يخدم هذا البلد الطيب.

والكنيسة القبطية في الكويت أقدم كنيسة لمصر في الخارج حتى قبل بناء الكنائس المصرية في الدول المسيحية حيث تم بداية مشاورات بنائها في أواخر 1960 وبداية الصلاة فيها كان في إبريل 1961، في حين ان الكنيسة القبطية في لندن بدأت في الصلاة عام 1962 فيما بدأت الكنيسة القبطية في أميركا في الصلاة 1963، ثم في استراليا في عام 1964 ثم توالى بناء الكنائس المصرية خارج مصر لكن كانت الأسبقية للكويت التي فتحت قلبها قبل أرضها لممارسة شعارئنا الدينية وقبلنا أقامت الكنيسة الكاثوليكية مبناها وكذلك الكنيسة الإنجيلية سبقتنا أيضاً في إقامة مبناها في الكويت، وهذا يدل على سعة الأفق في الكويت.

لم يكن من الممكن ان نرفض، ولكن طلبنا مكانا بديلا لممارسة الشعائر، وقلت وقتها للمسؤول الذي شرفني وطلب مني التخلي عن المكان مع بداية طرح مشروع الدائري الأول في عام 2002 بكل سرور، وذلك بعد أقل من عام قدومي للكويت في 2001 حيث كان هذا المشروع مطروحا قبل مجيئي الكويت.

وأخبرت المسؤول أنني أتيت الكويت للمساعدة في بنائها، وإذا طُلب مني أي شيء فنحن في خدمة الكويت ومصر وليس في خدمة مصر فقط فقلوبنا مفتوحة للكل دون استثناء، ويجب ان يشعر الجميع بأن لدينا انتماء لهذا البلد الذي نعيش فيه. وقلت له وقتها ستظهر لك الأيام كيف أننا أناس لدينا انتماء للبلد الذي نعيش فيه.

? معروف عنكم حرصكم على حضور المناسبات الدينية الإسلامية وتقديم التهنئة. ما السر وراء ذلك؟

نحن حريصون دائماً على مشاركة اخواننا في الكويت، وتقديم كل ما يمكن ان نساعد به من اجل مصلحة الكويت التي نعتبرها مصلحتنا، ونحرص على حضور المناسبات الدينية سواء في شهر رمضان الذي أحرص على ان أكون متواجدا قبل بدايته لتلبية دعوات الغبقات والإفطار، وذكرت من قبل انني لو سافرت 11 شهرا في العام فلا بد ان أتواجد في رمضان في الكويت.

وأتشرف في هذا الشهر بتقديم التهنئة لسمو الأمير وسمو ولى عهده وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو رئيس الوزراء ومعالي الشيخة فريحة الأحمد، وزيارة غالبية الديوانيات. ونقوم نحن بتنظيم غبقتين واحدة لكبار الشخصايات وأخرى على شرف معالي الشيخة فريحة، ونشعر أننا متجمعون حول أمنا (من جهة الكرامة وليس السن) لأنها مفرحة للكل.

? تعملون دائماً على توطيد العلاقات بين الكنيسة القبطية والكويت. ما السر في نجاحكم في هذا الصدد؟

السر يكمن في الكويت وليس فيّ، فالكويت قدمت الحب ولم يكن أمامي سوى أن أبادل هذا الحب بحب وهذه المشاعر بمشاعر. الكنيسة القبطية هى بيت كل المصريين في الكويت وليس المسيحيين فقط، ولا أريد ان أقول لك أن أحبائي من المسلمين يزيدون في العدد عن المسيحيين حتى لا تتخيل أنها مبالغة، وأحبائي ليسوا مصريين فقط بل كويتيون وغيرهم من الجنسيات الأخرى المشرفة الذين يُسعدونا بزيارتهم.

? ماذا كان الرد عليكم عند طلبكم قطعة أرض لإقامة كنيسة عليها ؟

الرد كان نفس الجملة التي قلتها عندما طلب منا إخلاء البمنى القديم لإقامة مشروع الدائري الأول وهي «بكل سرور». وكان على رأس المهتمين بهذا الأمر سمو الشيخ ناصر المحمد ومعالي الشيخة فريحة التي كان لها حضورها الواضح ومحبتها وسخائها.

? متى تم افتتاح الكنيسة؟

2008، بمساحة 6500 متر مربع، ولذلك نقول طلبنا من الكويت فأخذنا أكثر مما طلبنا وهذا هو كرم الكويت فقد طلبنا من الكويت 5000 فأعطونا أكثر مما طلبنا.

? كيف يتحدث البابا تواضروس عن الكويت ؟

مقولة «طلبنا وأخذنا أكثر مما طلبنا» تعود للراحل قداسة البابا شنودة الذي كان يتمنى ان يزور الكويت ليقدم لها الشكر على محبتها لكن وافته المنية، وقداسة البابا تواضروس قلبه مفعم بحب الكويت ودائماً ما يشيد بها وبما تتمتع به من حريات وإخاء.

? كيف ترى من يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ؟

لا شيء على الإطلاق، أعتقد أنك لم تسمع أى تعليق لنا على هذا الأمر. وذلك يعود لسببين: الأول ان من يقول بذلك هم قلة، والسبب الثاني ان من يقول هذا الكلام لا يمثل سوى نفسه. عندما يكون هناك فئة ضئيلة تتحدث بأمر ما فيجب ان نركز على الغالبية العظمى وليس الفئة القليلة.

ويجب النظر للتوجه العام في الدولة والمسؤولين فيها والمحبين الذين تمتلئ بهم الكنيسة وتكتسي بالورد من قبلهم. بعض هؤلاء القلة ليسوا مقتنعين بما يقولون وإنما هم مدفوعون لإحداث فتنة، ونحن لو قمنا بالرد عليه فهذه الأمور ليس لها سقف وهو سيقول وأنا سأقول وهو سيكتب ونحن سنكتب ثم ماذا؟ نحن نرعى السلام ومسؤولون عن ترسيخ مبادئ السلام، فلسنا نحن من نقوم بالرد على تلك الأمور.

وهذا الانشقاق لن يحدث وكل محاولاته فشلت لأن المحبة صادرة من القلب سواء في الكويت أو في مصر، وطالما ان هناك أناسا عاقلين ومحبين فلن يحدث أى أمر غير مرغوب.

? كيف تقيم دور مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية؟

المجلس يقوم بدور في نشر الوعى وإظهار الوجه المشرق للكويت في تعاملها مع الجميع على قدم المساواة، وخير دليل على ذلك ما قام به سمو الأمير وتواجده بعد دقائق في مكان تفجير مسجد الصادق. ويجب ان نقتدي جميعا بهذا الموقف النبيل.

? هل هناك عنصر نسائي في خدمة الكنيسة؟ وهل هناك اشتراط لمؤهل دراسي للعاملين في الخدمة الكنسية ؟

العنصر النسائي موجود في فصول النساء. والمفترض بمن يرغب في الخدمة بالكنيسة انه انسان شاعر بالمحبة ويوقف نفسه لخدمة الآخرين فالحب هو المؤهل، وبما أننا نخدم في مستوى ثقافي معين فلا شك ان العلم مطلوب ومن المفروض ألا يكون القائم على الخدمة أقل من الناس الذين يتواجد بينهم، وخاصة مع جيل الشباب الذي يحتاج لإقناع، وبالتالي الشهادة مطلوبة ليس كغاية في حد ذاتها ولكن كأداة معينة على الخدمة.

? ما عدد أفراد رعية الكنيسة القبطية؟

لا نعول كثيراً على هذا الأمر، ومن الصعب ان يتم الحصر بدقة لأنها تخضع لمتغيرات ومنها مغادرة الكويت وغيرها، ونحن نؤمن بالبركة وليس بالعدد.

أعارض ما يقوله زكريا بطرس

سألت «الراي» القمص بيجول الأنبا بيشوي عن رأيه فيما يطرحه القمص المصري المشلوح زكريا بطرس والذي اعتاد الهجوم على الإسلام ورموزه من خلال الفضائيات التي تبث من خارج مصر، فكانت اجابته: ليس لدي وقت أو اهتمام أو اقتناع لمتابعة ما يقوله ولست مقتنعاً بما يطرحه وأعارضه.

رهبنة... وخدمة

بسؤاله عن شروط الرهبنة، قال إن هناك فرقا بين الرهبنة والخدمة، فالرهبنة تعني دخول أحد الأديرة بقصد العبادة ولكن حين تحتاج له الكنيسة وتكلفه بأى مهمة خارج الدير فيقوم بتلبية نداء الكنيسة. أنا دخلت الدير ولكن طلب مني الخروج للخدمة فسافرت للإمارات ثم تشرفت بالخدمة في الكويت، فليس كل راهب بالضرورة منخرطا في سلك الخدمة.

المسيحية ضد الاحتلال الصهيوني

عن نظرته لقضية القدس وفلسطين يقول القمص بيجول في أحد كتيباته «المسيحية عموماً والكنيسة القبطية خاصة تحركت بكل طاقتها لمساندة الحق العربي، وناهضت الاحتلال الصهيوني، ونددت بالممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد القدس وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل. والموقف المسيحي يؤكد على رفض الاحتلال الإسرائيلي».

أبونا مشغول أكثر منا في رمضان

في معرض حديثه عن حرصه على تقديم التهنئة للمسلمين في مناسباتهم الدينية، وخاصة شهر رمضان، نقل القمص بيجول الأنبا بيشوى عن أحد أحبائه من المصريين المسلمين يدعى الحاج محمد فتح الله الذي دائما ما يقول «أبونا يكون مشغول في رمضان أكثر من المسلمين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي