حوار / «أُحارَب من كثيرين في الوسط... ولم أجد نفسي في المسرح»
نور لـ «الراي»: لن أمنح الفنَّ كلَّ الوقت !
نور وعبدالعزيز جاسم في مشهد من «النور»
• أتمنّى أن أُجسِّد شخصية نوال الكويتية... هي جزء مهم من ذكرياتي
• ضد مبادئي أن أتقاضى «فلوساً» من طفل مقابل تصويره معي
• ضد مبادئي أن أتقاضى «فلوساً» من طفل مقابل تصويره معي
تسعى دائماً إلى التصالح مع نفسها أولاً، لتستطيع التصالح مع الناس.
وكي تحقِّق غايتها هذه تتَّبع وصفةً لا تتوافر للكثيرين، تزاول عفويتها إلى آخر مدى، وتقول ما تعتقد أنه صواب ولا تبالي!
إنها الفنانة نور التي دأبت على الدقة في اختيار أدوارها، وعدم الركض وراء كثرة الأعمال، مكتفيةً بمعيار أكثر بقاءً هو الكيفية العالية والرسالة الهادفة.
«الراي» تحاورت مع نور، وانتزعتها - ولو قليلاً - من الوحدة والصمت اللذين تفضلهما كثيراً، فأعربت عن عشقها لفنها، وإن كانت قررت أخيراً ألا تعطيه كل وقتها، بعدما وافت المنية شقيقها من دون أن تراه، لانشغالها بالعمل، مستذكرةً أن لأهلها عليها حقاً!
نور كشفت عن حبها الشديد للطبيعة، ما يجعلها تغتنم وقت فراغها في السفر إلى بلاد الله الواسعة بحثاً عن الجمال الطبيعي والخضرة الخلابة، مضيفةً: «دوري في مسلسل (النور) يروقني كثيراً، فقد تحدثت فيه باسم كل الزوجات اللاتي يعانين في صمت بسبب جحود أزواجهن».
وواصلت نور: «لا أحب الجمع بين عملين متزامنين، وأكتفي بعمل واحد في العام، حتى أتقن دوري جيداً»، متابعةً: «لا أجد نفسي في المسرح، خصوصاً مسرح الطفل»، مبررةً: «إنه يحتاج إلى جهد كبير ومباشر وردة الفعل فيه تكون فورية»!
نور كشفت عن بعض ما يضايقها في المسرح، مبينةً: «لا يتسق مع مبادئي أن أتقاضى بعض المال من طفل مقابلاً لالتقاطه صورة تذكارية معي»، وتطرقت في ثنايا حديثها مع «الراي» إلى أنها تتمنى تجسيد شخصية الفنانة الكويتية نوال، معبرةً عن تقديرها لفنها المتميز، وعرضت لآرائها في قضايا أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
? بعد شهر رمضان الماضي... يقال إنك غادرتِ البلاد في سفرة طويلة؟
- ثلاثة شهور زرتُ خلالها ألمانيا وفرنسا وهولندا، لم يكن لدي مسرح في عيدي الفطر والأضحى، وطوال السنتين الأخيرتين لم آخذ إجازة لنفسي، إذ كنتُ مرتبطة بالتصوير التلفزيوني والعمل في المسرح بالتزامن، لذلك تأخرت إجازتي كل هذه الفترة، وها أنا أعود إلى أرض الكويت العزيزة.
? تَبدين عاشقةً للطبيعة، ولعل هذا ما جعلك تختارين أن تكون «عطلتك» في بلاد الخضرة اليانعة؟
- في البداية والنهاية، أجمل شيء هو الطبيعة، أعتبرها تغذية للعقل والروح والبصر معاً، وفي الوقت ذاته كل الاحتياجات الأخرى موجودة في الكويت، سواء المجمعات وأماكن الترفيه والتسوق، كما هي موجودة في بقية الدول، لكنني مشغولة دائماً بالبحث عن المزارات الطبيعية.
? من الملاحَظ قلة الأعمال الفنية التي تقدمينها، إلى حد أنك تكتفين بعمل واحد في السنة؟
- الحق أنني منذ بداياتي دأبتُ على أن أختار عملاً واحداً، فأنا من النوع الذي لا يستطيع التوفيق بين عملين أو أكثر في وقت واحد... وبصراحة أؤمن بأن «راعي بالين كذاب»، إذ ليس من السهل بالنسبة إليّ أن أتقمص شخصيتين في وقت واحد.
? تخشين أن توقعي المشاهد في حالة تشتُّت؟
- صحيح... ومنذ بداياتي كنت أعمل حصرياً مع منتج معيّن، ثم تلاه بعد ذلك منتج آخر، ولم أكن أرتبط إلا بعمل واحد، ودائماً أقول: «قليل دايم ولا كثير منقطع»، وجميل أن يكون الإنسان عزيزاً عند الناس، ولذا أحرص على أن تكون طلعاتي خجولة و«بسيطة».
? آخر أعمالك، «النور»، هل أنتِ راضية عنه؟
- نعم... راضية كثيراً، بل أود أن أخبرك بشيء.
? تفضلي؟
- لم يتهيأ لي من قبل أن أقدم دوراً من هذه النوعية التي قدمتها في «النور»، إذ جسدتُ شخصية زوجة يعمد زوجها إلى الاقتران بأخرى، ولا أكتمك الحق أنني كنت سعيدة بتقديم الدور لأكشف عن مشاعر الزوجة التي تعاني من تنكُّر زوجها، ومن الضروري أن أثبت وجودي في أدوار مختلفة.
? لكن في المقابل، هل هناك آراء أخرى انتقدت العمل أو الدور؟
- بلا شك... هناك من يتصيّدون، ويتربصون بخطواتك، وعلى أقل هفوة يعلقون بالسلب، سواء على جملة عابرة أو مشهد لا يستغرق ثوان على الشاشة، وهؤلاء أنا لن أتوقف من أجلهم أو بسببهم، وأكرر أن شخصيتي في «النور» وجدتُ صداها لدى نساء كثيرات عانين من الخيانة، وقلن لي: «إنك مثلتينا»، وفي نهاية المطاف أنا كنتُ أمثل شريحة من النساء اللاتي يتألمن، وخصوصاً تلك المرأة الطيبة التي تصمت وتتحمل الأذى من أجل بيتها، و«نور» كشفت معاناة الكثيرات!
?نلاحظ غيابك عن المسرح هذا العام؟
- كنتُ راغبةً في صُنع تجربة، وقدمت مسرحيات عدة آخرها «بياع الجرايد» قبل عام. وسأكون صريحة معك: إنني لم أُضف الكثير إلى مسرح الطفل، وهناك ممثلون عديدون فيهم الخير والبركة جميعاً، وهم يقدمون وينجحون، لكنني لم أجد نفسي في المسرح... وهناك أمور أخرى لم تعجبني.
? ما الأمور التي «ضايقتك»؟
- هناك أمور كثيرة، فضد مبادئي - مثلاً - أن أقف لتُلتقط لي صور مع الأطفال مقابل فلوس، وأنا في يوم من الأيام كنت طفلة صغيرة، وأعرف قيمة العيدية، وقيمة الفلوس، وبصراحة لا يروقني أن آخذ نقوداً من طفل ثمناً لصورة تذكارية... وكنتُ ألتقط صوراً مع الأطفال بقدر الإمكان من دون مقابل.
? وماذا لو عُرض عليكِ عمل مسرحي للكبار... ألن تغيري وجهة نظرك وقرارك؟
- إذا توافر عمل مثل مسرحية «حامي الديار» وغيرها من أعمال قديمة وتحمل قيمة ورسالة، وأعرف ماذا سوف أقدم من خلالها وما الذي يضيفه الدور إلى مسيرتي، هنا فقط أوافق. أما من دون ذلك، فلن أوافق بالطبع... فالمسرح متعب ويحتاج إلى جهود كبيرة، كما يتطلب من الفنان أن يعمل على خشبة المسرح وجهاً لوجه، وبأحاسيس مباشرة، وليست هناك فرصة لإعادة المشهد، بل تأتي ردة الفعل فورية، وهذا الأمر ليس سهلاً، ومع ذلك أشعر بأنني يوماً ما سوف أقدم عملاً مسرحياً للكبار، ولستُ متعجلة، وثقْ أنني لن أرفض عملاً جيداً.
? ألا تعتقدين أنه لا بد للممثل أن يظهر على الشاشة الفضية والمسرح من وقت إلى آخر؟
- ليس بالضرورة، فمثلاً الفنانة شادية قدمت أعمالاً كثيرة في السينما، ولم تقدم طوال مشوارها سوى عمل مسرحي واحد في مشوارها، هو «ريا وسكينة»،، وحقق نجاحاً كثيراً!
? أقدِّر كلامك، لكن ألا يحسبُ هذا على أنه نوع من الكسل؟
- كلا... فالمسرح أخذ الكثير من وقتي، وحرمني كثيراً من لقاء أهلي وأحبابي حتى من جَمعة الإفطار الرمضانية سنوياً، لكنني أُجري بروفات في عصر ومساء شهر رمضان المبارك، وفي أيام «بياع الجرايد» كنتُ منطوية عن العائلة، و«ما حزّ بخاطري» أكثر غيابي المستمر عن أسرتي، وفقدتُ واحداً من إخواني وغبتُ عنه وحضرته الوفاة من دون أن أراه بسبب انشغالي.
? هل هذا يعني أنكِ تعتزمين تغيير طريقتك في مزاولة الفن؟
- نعم، فكل من الأسرة والأهل والأصدقاء لهم حق علينا، ولذلك صار بدءاً من اليوم هناك وقت لأهلي وآخر لفني، والقرار الذي اتخذته ألا أعطي كل وقتي للفن.
? وجهة نظر لا تنقصها الوجاهة ولا المنطق؟
- يا أخي... الفلوس تروح مهما كان حجمها، ولكن تبقى الذكريات التي تعطي الإنسان عمقاً ومعنى لحياته، ولا بد أن أقسم كل أوقاتي بين فني وأهلي.
? لنعد إلى الأدوار الدرامية، هل شعرتِ بالتشبع أم لا تزال هناك شخصيات تحبين أو تتمنين تجسيدها؟
- كثيرة هي الأدوار التي أتمناها، وكل ما قدمتُه أدوارا بسيطة في تقديري، وهناك قضايا أخرى للمرأة، مثلاً الموظفة وربة البيت، وأود أن «أطلع» في شخصية تكفل لي أن أتكلم عن أي قضية موجودة في المجتمع.
? نوال الكويتية، أعلم أنكِ تتمنين أن تقدمي شخصيتها؟
- بالفعل أمنيتي أن أجسد شخصية الفنانة نوال، لأنها بالنسبة إليّ تمثل جانباً مهماً من ذكرياتي، وزماني القديم والجديد، وهي تذكرني دائماً بأيامي الحلوة مع المقربين في حياتي، وذكرياتي، وأتمنى لها طول العمر، وأنا من جيلها وعشت أيامها وعشت «أربع سنين» أول أغنية لها في الثمانينات.
? حسناً، وإن تطلب الدور أن تغني لها، فهل توافقين؟
- بل أرفض... لا أغني احتراماً لها ولصوتها المتفرد، هي التي تغني، أي يضعون أغنية لها، وأنا أدندن وأمثل الأداء.
? هل لا تزالين تشعرين بأنك تتعرضين لحرب ما؟
- إذا لم أتعرّض لحرب فهذا معناه أنني لم أتقدم أي خطوة. هل تصدق؟ لقد اكتشفت أنني متقدمة خطوات ولم أكن أشعر بذلك، قبل أن يلفت الآخرون انتباهي إلى ما حققتُه من تصرفاتهم تجاهي، ولكي أكون صريحةً: نعم إن هناك محارَبة شرسة من أناس كثيرين.
? هل تعرفينهم... وهل هم من مجالك؟
- أكيد من مجالي، الذي من خارج المجال لماذا يحاربني؟! ولكنني لا أعرف أسماءهم، وأقول إن المرء لا يأخذ إلا نصيبه، هذا يقين.
وكي تحقِّق غايتها هذه تتَّبع وصفةً لا تتوافر للكثيرين، تزاول عفويتها إلى آخر مدى، وتقول ما تعتقد أنه صواب ولا تبالي!
إنها الفنانة نور التي دأبت على الدقة في اختيار أدوارها، وعدم الركض وراء كثرة الأعمال، مكتفيةً بمعيار أكثر بقاءً هو الكيفية العالية والرسالة الهادفة.
«الراي» تحاورت مع نور، وانتزعتها - ولو قليلاً - من الوحدة والصمت اللذين تفضلهما كثيراً، فأعربت عن عشقها لفنها، وإن كانت قررت أخيراً ألا تعطيه كل وقتها، بعدما وافت المنية شقيقها من دون أن تراه، لانشغالها بالعمل، مستذكرةً أن لأهلها عليها حقاً!
نور كشفت عن حبها الشديد للطبيعة، ما يجعلها تغتنم وقت فراغها في السفر إلى بلاد الله الواسعة بحثاً عن الجمال الطبيعي والخضرة الخلابة، مضيفةً: «دوري في مسلسل (النور) يروقني كثيراً، فقد تحدثت فيه باسم كل الزوجات اللاتي يعانين في صمت بسبب جحود أزواجهن».
وواصلت نور: «لا أحب الجمع بين عملين متزامنين، وأكتفي بعمل واحد في العام، حتى أتقن دوري جيداً»، متابعةً: «لا أجد نفسي في المسرح، خصوصاً مسرح الطفل»، مبررةً: «إنه يحتاج إلى جهد كبير ومباشر وردة الفعل فيه تكون فورية»!
نور كشفت عن بعض ما يضايقها في المسرح، مبينةً: «لا يتسق مع مبادئي أن أتقاضى بعض المال من طفل مقابلاً لالتقاطه صورة تذكارية معي»، وتطرقت في ثنايا حديثها مع «الراي» إلى أنها تتمنى تجسيد شخصية الفنانة الكويتية نوال، معبرةً عن تقديرها لفنها المتميز، وعرضت لآرائها في قضايا أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
? بعد شهر رمضان الماضي... يقال إنك غادرتِ البلاد في سفرة طويلة؟
- ثلاثة شهور زرتُ خلالها ألمانيا وفرنسا وهولندا، لم يكن لدي مسرح في عيدي الفطر والأضحى، وطوال السنتين الأخيرتين لم آخذ إجازة لنفسي، إذ كنتُ مرتبطة بالتصوير التلفزيوني والعمل في المسرح بالتزامن، لذلك تأخرت إجازتي كل هذه الفترة، وها أنا أعود إلى أرض الكويت العزيزة.
? تَبدين عاشقةً للطبيعة، ولعل هذا ما جعلك تختارين أن تكون «عطلتك» في بلاد الخضرة اليانعة؟
- في البداية والنهاية، أجمل شيء هو الطبيعة، أعتبرها تغذية للعقل والروح والبصر معاً، وفي الوقت ذاته كل الاحتياجات الأخرى موجودة في الكويت، سواء المجمعات وأماكن الترفيه والتسوق، كما هي موجودة في بقية الدول، لكنني مشغولة دائماً بالبحث عن المزارات الطبيعية.
? من الملاحَظ قلة الأعمال الفنية التي تقدمينها، إلى حد أنك تكتفين بعمل واحد في السنة؟
- الحق أنني منذ بداياتي دأبتُ على أن أختار عملاً واحداً، فأنا من النوع الذي لا يستطيع التوفيق بين عملين أو أكثر في وقت واحد... وبصراحة أؤمن بأن «راعي بالين كذاب»، إذ ليس من السهل بالنسبة إليّ أن أتقمص شخصيتين في وقت واحد.
? تخشين أن توقعي المشاهد في حالة تشتُّت؟
- صحيح... ومنذ بداياتي كنت أعمل حصرياً مع منتج معيّن، ثم تلاه بعد ذلك منتج آخر، ولم أكن أرتبط إلا بعمل واحد، ودائماً أقول: «قليل دايم ولا كثير منقطع»، وجميل أن يكون الإنسان عزيزاً عند الناس، ولذا أحرص على أن تكون طلعاتي خجولة و«بسيطة».
? آخر أعمالك، «النور»، هل أنتِ راضية عنه؟
- نعم... راضية كثيراً، بل أود أن أخبرك بشيء.
? تفضلي؟
- لم يتهيأ لي من قبل أن أقدم دوراً من هذه النوعية التي قدمتها في «النور»، إذ جسدتُ شخصية زوجة يعمد زوجها إلى الاقتران بأخرى، ولا أكتمك الحق أنني كنت سعيدة بتقديم الدور لأكشف عن مشاعر الزوجة التي تعاني من تنكُّر زوجها، ومن الضروري أن أثبت وجودي في أدوار مختلفة.
? لكن في المقابل، هل هناك آراء أخرى انتقدت العمل أو الدور؟
- بلا شك... هناك من يتصيّدون، ويتربصون بخطواتك، وعلى أقل هفوة يعلقون بالسلب، سواء على جملة عابرة أو مشهد لا يستغرق ثوان على الشاشة، وهؤلاء أنا لن أتوقف من أجلهم أو بسببهم، وأكرر أن شخصيتي في «النور» وجدتُ صداها لدى نساء كثيرات عانين من الخيانة، وقلن لي: «إنك مثلتينا»، وفي نهاية المطاف أنا كنتُ أمثل شريحة من النساء اللاتي يتألمن، وخصوصاً تلك المرأة الطيبة التي تصمت وتتحمل الأذى من أجل بيتها، و«نور» كشفت معاناة الكثيرات!
?نلاحظ غيابك عن المسرح هذا العام؟
- كنتُ راغبةً في صُنع تجربة، وقدمت مسرحيات عدة آخرها «بياع الجرايد» قبل عام. وسأكون صريحة معك: إنني لم أُضف الكثير إلى مسرح الطفل، وهناك ممثلون عديدون فيهم الخير والبركة جميعاً، وهم يقدمون وينجحون، لكنني لم أجد نفسي في المسرح... وهناك أمور أخرى لم تعجبني.
? ما الأمور التي «ضايقتك»؟
- هناك أمور كثيرة، فضد مبادئي - مثلاً - أن أقف لتُلتقط لي صور مع الأطفال مقابل فلوس، وأنا في يوم من الأيام كنت طفلة صغيرة، وأعرف قيمة العيدية، وقيمة الفلوس، وبصراحة لا يروقني أن آخذ نقوداً من طفل ثمناً لصورة تذكارية... وكنتُ ألتقط صوراً مع الأطفال بقدر الإمكان من دون مقابل.
? وماذا لو عُرض عليكِ عمل مسرحي للكبار... ألن تغيري وجهة نظرك وقرارك؟
- إذا توافر عمل مثل مسرحية «حامي الديار» وغيرها من أعمال قديمة وتحمل قيمة ورسالة، وأعرف ماذا سوف أقدم من خلالها وما الذي يضيفه الدور إلى مسيرتي، هنا فقط أوافق. أما من دون ذلك، فلن أوافق بالطبع... فالمسرح متعب ويحتاج إلى جهود كبيرة، كما يتطلب من الفنان أن يعمل على خشبة المسرح وجهاً لوجه، وبأحاسيس مباشرة، وليست هناك فرصة لإعادة المشهد، بل تأتي ردة الفعل فورية، وهذا الأمر ليس سهلاً، ومع ذلك أشعر بأنني يوماً ما سوف أقدم عملاً مسرحياً للكبار، ولستُ متعجلة، وثقْ أنني لن أرفض عملاً جيداً.
? ألا تعتقدين أنه لا بد للممثل أن يظهر على الشاشة الفضية والمسرح من وقت إلى آخر؟
- ليس بالضرورة، فمثلاً الفنانة شادية قدمت أعمالاً كثيرة في السينما، ولم تقدم طوال مشوارها سوى عمل مسرحي واحد في مشوارها، هو «ريا وسكينة»،، وحقق نجاحاً كثيراً!
? أقدِّر كلامك، لكن ألا يحسبُ هذا على أنه نوع من الكسل؟
- كلا... فالمسرح أخذ الكثير من وقتي، وحرمني كثيراً من لقاء أهلي وأحبابي حتى من جَمعة الإفطار الرمضانية سنوياً، لكنني أُجري بروفات في عصر ومساء شهر رمضان المبارك، وفي أيام «بياع الجرايد» كنتُ منطوية عن العائلة، و«ما حزّ بخاطري» أكثر غيابي المستمر عن أسرتي، وفقدتُ واحداً من إخواني وغبتُ عنه وحضرته الوفاة من دون أن أراه بسبب انشغالي.
? هل هذا يعني أنكِ تعتزمين تغيير طريقتك في مزاولة الفن؟
- نعم، فكل من الأسرة والأهل والأصدقاء لهم حق علينا، ولذلك صار بدءاً من اليوم هناك وقت لأهلي وآخر لفني، والقرار الذي اتخذته ألا أعطي كل وقتي للفن.
? وجهة نظر لا تنقصها الوجاهة ولا المنطق؟
- يا أخي... الفلوس تروح مهما كان حجمها، ولكن تبقى الذكريات التي تعطي الإنسان عمقاً ومعنى لحياته، ولا بد أن أقسم كل أوقاتي بين فني وأهلي.
? لنعد إلى الأدوار الدرامية، هل شعرتِ بالتشبع أم لا تزال هناك شخصيات تحبين أو تتمنين تجسيدها؟
- كثيرة هي الأدوار التي أتمناها، وكل ما قدمتُه أدوارا بسيطة في تقديري، وهناك قضايا أخرى للمرأة، مثلاً الموظفة وربة البيت، وأود أن «أطلع» في شخصية تكفل لي أن أتكلم عن أي قضية موجودة في المجتمع.
? نوال الكويتية، أعلم أنكِ تتمنين أن تقدمي شخصيتها؟
- بالفعل أمنيتي أن أجسد شخصية الفنانة نوال، لأنها بالنسبة إليّ تمثل جانباً مهماً من ذكرياتي، وزماني القديم والجديد، وهي تذكرني دائماً بأيامي الحلوة مع المقربين في حياتي، وذكرياتي، وأتمنى لها طول العمر، وأنا من جيلها وعشت أيامها وعشت «أربع سنين» أول أغنية لها في الثمانينات.
? حسناً، وإن تطلب الدور أن تغني لها، فهل توافقين؟
- بل أرفض... لا أغني احتراماً لها ولصوتها المتفرد، هي التي تغني، أي يضعون أغنية لها، وأنا أدندن وأمثل الأداء.
? هل لا تزالين تشعرين بأنك تتعرضين لحرب ما؟
- إذا لم أتعرّض لحرب فهذا معناه أنني لم أتقدم أي خطوة. هل تصدق؟ لقد اكتشفت أنني متقدمة خطوات ولم أكن أشعر بذلك، قبل أن يلفت الآخرون انتباهي إلى ما حققتُه من تصرفاتهم تجاهي، ولكي أكون صريحةً: نعم إن هناك محارَبة شرسة من أناس كثيرين.
? هل تعرفينهم... وهل هم من مجالك؟
- أكيد من مجالي، الذي من خارج المجال لماذا يحاربني؟! ولكنني لا أعرف أسماءهم، وأقول إن المرء لا يأخذ إلا نصيبه، هذا يقين.