«مهتم بتصحيح الأفكار المغلوطة عن الإسلام وتطوير العلاقات العربية - الغربية»

إبراهيم العدساني لـ«الراي»: مركز الوعي مصدر معلومات ولا يسعى لتغيير ديانة الغربيين

تصغير
تكبير
• لا نستطيع الوصول بإمكانياتنا
لكل أفراد الجالية الغربية

• المركز بحاجة إلى دعم الحكومة مادياً ومعنوياً لأنه قائم على جهود فردية

• أكثر الجاليات تردداً على المركز الأميركية تليها الكندية ثم البريطانية

• الحرية الدينية متاحة في الكويت بشهادة رجال الدين غير المسلمين

• كثير من رواد المركز كان لديهم فكرة مغلوطة عنه

• العرب والمسلمون يرون الجماعات الإرهابية فئة ضالة... فما بالك بالغربي؟!

• «الخارجية» الأميركية أثنت على ما يقوم به المركز واعتبرته ناشراً للوسطية وداعماً للعلاقات
نفى مدير مركز الوعى لتطوير العلاقات العربية - الغربية الدكتور إبراهيم العدساني «سعي المركز لتغيير ديانة الغربيين في الكويت»، موضحاً انه يوقر المعلومة الصحيحة ولا يطلب من أحد أيا كان تغيير ديانته.

وبين العدساني في حوار مع «الراي» أن «أكثر الجاليات تردداً على المركز هي الأميركية تليها الكندية ثم البريطانية»، لافتاً إلى ان «المركز لا يستطيع الوصول بإمكانياته الحالية إلى كل أفراد الجاليات الغربية».


وفيما أكد ان «الحرية الدينية بشهادة رجال الدين غير المسلمين في الكويت متاحة»، أقر في الوقت ذاته بأن «المركز بحاجة غلى دعم الحكومة مادياً ومعنوياً لأنه قائم على جهود أفراد»، مشيرا إلى ان «كثيرا من رواد المركز كان لديهم فكرة مغلوطة عن المركز»، رغم أن «الخارجية الأميريكة أثنت في تقريرها على ما يقوم به المركز واعتبرته داعما للوسطية وللعلاقات والصداقات».

العدساني تناول الكثير من المسائل المتعلقة بالمركز بالتوضيح، وهو ما يظهر من نص الحوار التالي:

• ما الذي يشغل القائمين على مركز الوعى في الفترة الحالية؟

- أحدث نشاط قمنا به هو حملة تعرف على جارك العربي، لتعريف أفراد الجالية الغربية القادمين للكويت لأول مرة، وقمنا بعمل خمس لقاءات حضر في كل لقاء قرابة 85 شخصا، وقمنا بتعريفهم على المجتمع الكويتي والأنشطة التي يمكن الانخراط فيها حتى يتم تهيئته، كما نقوم بعمل هذا النشاط مرة واحدة كل عام مع قدوم المدرسين الأجانب وبداية عمل عقود العاملين في المستشفيات وغيرها من المؤسسات.

وهناك نشاط آخر يتمثل في تعليم اللغة العربية، ونقوم بتضمين تدريس اللغة بتقديم جرعة حول العادات والثقافات الكويتية ولاقت هذه الدروس إقبالاً كبيراً، أما النشاط الثالث فهو اللقاء الشهري الذي يتضمن محاضرة، بالإضافة إلى الرحلات التي ينظمها المركز للأماكن التراثية والسياحية والبر وسباقات الهجن.

• هناك انطباع مأخوذ عن المركز، ربما يكون خاطئا، بأنه معني بتغيير ديانة الغربيين المترددين عليه.. فما ردك؟

- لسنا معنيين بتغيير ديانة الغربيين في الكويت، وإنما معنيون بتغيير أفكارهم المغلوطة عن الإسلام، فعندما يأتي شخص غربي للكويت ليس مسؤوليتي ان أغير ديانته، فلا إكراه في الدين، وإنما ان يأتي هذا الشخص بصورة خاطئة عن الإسلام والدول الإسلامية ثم يعود لبيته بنفس الصورة الخاطئة فهذه مسؤوليتنا.

ونحن نعـــمل لتغـــــيير الصور الخاطـــــئة عن مجتمعاتنا، فنحن مجتمع محافظ ولكننا في نفس الوقت نحترم الآخر وبيوتنا وقلوبنا مفـــتوحة ولا نريد سوى المحبة والسلام، ولكن بعض الأشخاص الغربيين عندما يأتون للكويت يبدأون بالبحث بأنفسهم ويتكون لديهم قناعة بأنه يريد ان يصبح مسلما، وكل ما نقـــوم به نحن هو أننا نتعامل معـــــه بأخلاق ديننا أمـــــا النتيجـــــة فتأتي من عند رب العالمين.

وكثير من رواد المركز كان لديهم هذه الفكرة المغلوطة عن المركز وعندما سألناهم قالوا سمعنا بها من أصدقائنا، وأصدقاؤهم سمعوا بها من أصدقائهم وهكذا، عندما يأتي الغربي لبلد مسلم يكون لديه انطباع انه سيكون هناك محاولات لتغيير ديانته، ونحن حريصون على ان نكون مصدر معلومات لكن لا نقول لشخص غير ديانتك ولا نطلب منه ذلك.

• هل تستطيعون الوصول لكل الجاليات الغربية الموجودة في الكويت؟

- لا نستطيع الوصول بإمكانياتنا لكل أفراد الجاليات الغربية، وهناك نسبة بسطية من الجالية منغلقة لا تريد التواصل مع أحد، وهناك عدد كبير من هذه الجالية يعرف بأنشطة المركز لكن لا يحضرون كلهم بحكم التزامات العمل، لذلك نجد ان المشاركة تكون كبيرة يوم السبت كونه يوم عطلة.

• الأحداث التي تمر بها المنطقة ونشأة تنظيمات إرهابية كداعش وغيرها أضر بصورة الإسلام عند الغرب فهل لديكم استراتيجية معينة لتصحيح هذه الصورة؟

- لا شك ان العرب والمسلمين أنفسهم يرون تلك الجماعات الإرهابية فئة ضالة فما بالك بالغربي الذي قد لا يستطيع التمييز ويأتي بانطباع ان المجتمع العربي يغلب عليه العنف والإرهاب؟ نحن نحاول من خلال التعامل تصحيح هذه الانطباعات الخاطئة، وأذكر أنني عندما ألقيت محاضرة عن الجهاد بينت فيها ان رعاية الأم لجنينها جهاد وما يقوم به الإطفائي أو أى عامل آخر جهاد فقام أحد الحضور وقال لي أنتم السبب لأنكم لم تبينوا لنا تلك الأمور من قبل.

كما ان إحدى الكنديات كانت في إجازة لبلدها وعندما سألتها كيف كانت الإجازة فأجابتني كانت سيئة وأنتم السبب فقلت لها لماذا؟ فأجابتني قضيت معظم وقتي في الدفاع عنكم وعن معاملتكم الجيدة في حين ان أهلي لديهم صورة مغلوطة عنكم ويقولون لي كيف تستطيعين العيش هناك؟

ومن ردود الفعل التي سلطت الضوء أيضاً على ما يقوم به المركز كان ما كتبته وزيرة الخارجية الأميريكة التي أثنت على ما يقوم به مركز الوعي وأشارت إلى انه ينشر الوسطية ويدعم العلاقات والصداقات.

• ماذا عن الدعم الحكومي للمركز ؟

- المجتمع الكويتي مجتمع مختلط والعالم بات قرية واحدة، وبالتالي فإنه يجب ان تكون فكرة مد الجسور مع الآخر من أولويات الحكومة مثل التعليم والصحة وغيرها من الأولويات، وبالتأكيد يحتاج المركز إلى دعم الحكومة سواء مادياً أو معنوياً لأنه قائم على جهود أفراد.

• ما أكثر الجاليات تردداً على المركز؟

- الجالية الأميركية تأتي في المرتبة الأولى، تليها الكندية ثم البريطانية، وهناك أيضاً أعداد أقل من الجالية الفرنسية والإيطالية والرومانية والدنماركية والجنوب أفريقية.

• هناك انتقادات أميركية لعدم السماح بالتبشير المسيحي كما هي الحال بالنسبة للسماح بالدعوة الإسلامية؟

- الحرية الدينية بشهادة رجال الدين غير المسلمين في الكويت متاحة، أما مسألة الدعوة فهناك فرق بين حريتك في اعتناق أي دين وممارسة الشعائر أما أن تفرض دينك على غيرك فهذا ليس من باب الحرية، وبالتالي هناك فرق بين التبشير والحرية الدينية.

75 في المئة من الغربيين وصفوا المركز بـ «الممتاز»

أجرى مركز الوعي استطلاعا لقياس رأي الجالية الغربية في الكويت عن المجتمع العربي ومعرفة انطباعاتهم عنه، ومدى تأثير الإعلام في رسم هذا الانطباع، وكذلك معرفة مدى تغير هذا الانطباع بعد المعيشة في الكويت والإقامة المستقرة فيها لمدة عام.

وشمل الاستطلاع 803 أشخاص غربيين قدموا للعمل في الكويت من بلدان مختلفة وأعمار مختلفة وتم على فترة 11 شهرا، وكان أغلب من شملهم الاستطلاع يبدون رأيهم حول دور مركز الوعي في تغيير الصورة السلبية عن الإنسان العربي، وكذلك نظرتهم إلى المجتمع العربي بصفة عامة والكويتي بصفة خاصة.

وبينت إجابات 75 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أن دور المركز «ممتاز»، وهي نسبة مرتفعة تدل على حجم الدور الذي يقوم به وتأثيره الفعال في المجتمع، والنتائج الإيجابية التي يحققها في مجال تعزيز العلاقات العربية-الغربية، وكذلك الأمر بالنسبة لمن قال إنه دور جيد وهؤلاء نسبتهم 17 في المئة.

وهناك نسبة 8 في المئة ممن أجري عليهم الاستبيان قالوا إن دور المركز في تغيير نظرتهم إلى المجتمع العربي بصفة عامة والكويتي بصفة خاصة ضعيف وهؤلاء هم من بحاجة إلى تكثيف الجهد ودمجهم في أنشطة المركز، والوصول إليهم بالأنشطة دون انتظار مجيئهم، وتقديم أساليب ووسائل جديدة ذات فعالية في جذبهم وتعريفهم بالمجتمع الكويتي العربي الذي يحمل كل صفات الخير.

وعن الهدف من الاستطلاع قال العدساني «لقد حاولنا من خلاله بيان الصورة الذهنية للإنسان الغربي عن الكويت قبل الذهاب إليها، وبعد مجيئه إليها والاستقرار فيها، وراعينا أن تكون المدة الزمنية للدراسة 11 شهرا ليكون الإنسان الغربي قد شاهد ورأى وسمع وتناقش وتفاعل مع الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الكويتي مما يمكنه من إبداء الرأي بأسلوب علمي وبكل حيادية بعيدا عن أي تأثير أو ضغوط قد تقع عليه من هنا أو هناك».

وتابع: «هذه الدراسة تهدف إلى استقراء وجهة النظر الغربية عن القيم والمفاهيم في المجتمع الكويتي، وهل هي بالإيجاب أم بالسلب، ومن ثم التوصل إلى نتائج نستطيع من خلالها تحسين تلك الصورة الذهنية لدى الغربيين عن المجتمع العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة، وبناء علاقات حضارية ثقافية بين الشعوب العربية والغربية، والتوصل إلى نقاط التقاء بحيث تكون النظرة تبادلية وثنائية يطغى عليها الجانب الإيجابي بعيدا عن السلبية التي تعيق التواصل الحضاري بين الشعوب».

«غربي في الكويت»

بين العدساني في رده على آخر إصدارات المركز، بالقول: «قمنا بطباعة كتاب بعنوان تجربة غربي في الكويت، يضم عددا من مقالات الغربيين في الكويت، وذلك بعد ان قمنا بعمل مسابقة تحت إشراف لجنة تحكيم اختارت أفضل خمس مشاركات من بين 150 مشاركة، وقمنا بطباعة الكتاب في أربعة فصول ولاقى قبولا وصدى رائعا».

«المركز لا يتبع أي تيار»

سألت «الراي» الدكتور إبراهيم العدساني عن التيار الذي يتبعه المركز فأكد أن المركز يتبع تبعية تامة جمعية النجاة الخيرية، وهي جمعية كويتية مشهرة من أقدم الجمعيات ومشهرة من قبل وزارة الشؤون ويرأسها العم أبوشاكر أحمد سعد الجاسر وزير الأوقاف الأسبق، وتنتهج نهج وسياسة المجتمع الكويتي ولا تتبع أي حزب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي