آخر الدواء ... «ملاكمة»

تصغير
تكبير
المصائب لا تأتي فرادى...

فقد اصبحت الرياضة الكويتية على موعد في كل يوم وساعة ودقيقة وثانية مع مصيبة جديدة، تزيد من آلامها وتعمّق جروحها.

الجماهير تلقت أول من أمس خبرا محزناً تمثل بـ«غزو» الرباط الصليبي اللعين مجدداً للنجم سيف الحشان لاعب القادسية السابق والشباب السعودي الحالي.

المصائب تنزل على الرياضة الكويتية بالجملة ومن دون رحمة، وكأنها تريد أن تقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس. فبعد تضاؤل فرصة «الأزرق» في بلوغ الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا اثر خسارته على أرضه وبين جماهيره أمام كوريا الجنوبية بهدف ثم تعادله المحبط مع ضيفه لبنان صفر-صفر، أصدر الاتحاد الدولي قراره العنيف بإيقاف الكرة الكويتية وحرمانها من المشاركات الخارجية.

القرار المؤلم شمل أيضاً فريقي القادسية والكويت اللذين كانا على مشارف التأهل الى نهائي كأس الاتحاد الاسيوي بعدما قطعا شوطا كبيراً في منافسات الدور نصف النهائي للمسابقة حيث فاز «العميد» ذهاباً على ضيفه استكلول الطاجيكستاني برباعية نظيفة، فيما تجاوز «الملكي» ضيفه جوهور دار التعظيم الماليزي 3-1 لكن كل شيء ضاع هباءً إذ تم استبعاد الفريقين بشكل صدم الجماهير التي لم تكد تصحو من قرار الإيقاف.

وبدل أن يكون تاريخ 31 اكتوبر الجاري عرساً يجمع بين «الكويت» والقادسية في نهائي كأس الاتحاد الاسيوي، تحول الى ذكرى مشؤومة.

ويا ليت الامور توقفت عند حد النتائج فقط، فقد تعدت المصائب كل الحدود وطالت مستقبل اللاعبين أنفسهم، إذ فجعت الجماهير الكويتية عامة والقدساوية خاصة بعد نكسة المنتخب، بالاصابة العنيفة التي تعرض لها الواعد أحمد الزنكي في أول إطلالة له في «دوري فيفا» أمام الشباب حيث أكدت الفحوصات الطبية أن الرباط الصليبي كان على موعد مع هذا النجم الذي خطف الانظار بقوة مع «الأصفر» وبنى عليه الجمهور امالا كبيرة، لكن عودته الى الملاعب باتت اليوم تحتاج الى مدة طويلة جداً.

ولعل «التغريدة» المتبادلة التى أرسلها الحشان قبل أيام عبر موقع تويتر «للتواصل الاجتماعي الى زميله الزنكي، تُبيّن حجم المعاناة التي كان يشعر بها سيف من تلك الاصابة اللعينة التي احتاج لمدة طويلة قبل العودة الى معشوقته المستديرة».

لم يتمالك الزنكي نفسه لدى سماعه خبر تعرض الحشان للاصابة نفسها، فكتب له رسالة نصية مشابهة لما تلقاه من اللاعب قبل أيام.

المصائب لم تبقِ للرياضة شيئاً على منوال المثل الكويتي«أكلتها من الشق الى الشق».

فقد أصبحت الامور تعيسة للغاية وكأن كرة القدم على مشارف«الموت».

من جهته، وضع حارس مرمى القادسية نواف الخالدي في حسابه على موقع «انستغرام» للتواصل الاجتماعي صورة له وهو يمارس رياضة الملاكمة.

لم يشر «الجسور»، الذي فضل الابتعاد عن الساحة في الآونة الاخيرة، الى السبب الكامن خلف نشر الصورة التي لا ترتبط بأي صلة مع كرة القدم.

قد تكون الملاكمة بالنسبة له مجرد «تفريغ نفسي»عن الالام الداخلية التي يشعر بها، خصوصاً أنه تعرض للكثير من المضايقات من قبل الجماهير مع المنتخب بعد الخسارة الكبيرة أمام عمان بخماسية نظيفة في ختام مباريات الفريق ضمن الدور الأول من«خليجي 23» التي جرت في العاصمة السعودية الرياض، وقد زاد الحمل النفسي عليه اكثر بعد خسارة القادسية في نهائي كأس السوبر أمام«الكويت»1-3.

الخالدي وجد في ممارسة الملاكمة فرصة ليضرب بقبضته كل من أساء الى تاريخه الطويل مع «الازرق»والقادسية، وكل من تناسى اللحظات الجميلة التي كان فيها البطل
والمنقذ.

جماهير كرة القدم الكويتية تضرب حالياً كفاً بكف... وتتساءل: من أين الفرج؟ من منتخب فقد الأمل في بلوغ مونيدال 2018 وهو قد لا يستكمل التصفيات التي قد تحمله الى بطولة اسيا 2019 في الامارات؟ أو من فرقٍ سقطت بقرار اداري على مشارف لقب آسيوي شبه مضمون؟ أو من لاعبين يتساقط واحد خلف الآخر في شباك الإصابة؟

قد يكون الخالدي على حق، اذ لم يبق أمام الجماهير سوى «تفريغ» حمولة إحباطها بالملاكمة... ولكن ستضرب «مين ولّا مين؟».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي