حوار / «أتحدى أكبر إعلامي أن يطلّ على الشاشة من دون إعداد... ويحاور!»

بشاير بالعبد لـ«الراي»: رفضت طلبات قنوات خليجية كبرى... لخلع الحجاب

تصغير
تكبير
• حصلت على أكثر من عرض من قنوات كويتية... وما زلت أفاضل لاختيار الأنسب

• لم أحضر كي أسحب البساط من تحت أقدام المذيعات الكويتيات... فلكل واحدة شخصيتها وجمهورها وأسلوبها

• أحب المرأة القوية... وشعرة رفيعة تفصل بين الشخصية القوية والغرور
خليط من الجمال والذكاء والموهبة تستخدمه بصورة غير مباشرة كغطاء لقوة شخصيتها، لذلك لقّبوها بـ«بعبع الخليج»، حتى بات الكثير من الفنانين يتحاشون الظهور معها في برنامجها التلفزيوني «بصراحة»، الذي كان يعرض على قناة «نجوم». إنها الاعلامية الاماراتية بشاير بالعبد التي ترى نفسها أنها امرأة خليجية عربية مستقلة، ترفض أن يحكم تعاملها مع الناس أوراق، وتحبّ أن يكون ما بينهم تعاملا إنسانيا.

بالعبد، وخلال حوارها مع «الراي»، أشارت إلى أن وجودها الحالي في الكويت قد يتوّج بانضمامها إلى إحدى القنوات الكويتية المحلية، مؤكّدة أنها لم تغادر الاعلام الاماراتي ولم تنكر فضله عليها، لكن في المقابل فإن ما يحركها هو طموحها إلى التغيير والبحث عن الأفضل، وهو ما لم تجده خلال مسيرتها التي دامت 15 عاماً في المجال الاعلامي، حيث تنقّلت بين أكثر من قناة فضائية تعلمت من كل واحدة منها درساً صقل شخصيتها، حتى تملكتها الجرأة وتحدّت عبر «الراي» أكبر إعلامي في الوطن العربي في مقدرته الظهور على الهواء دون إعداد ومحاورة كبار الضيوف، مشيرة إلى مقدرتها على القيام بذلك، ونافية في نفس الوقت أن يكون ذلك غروراً منها بل ثقة بالنفس، كونها صقلت شخصيتها واجتهدت على نفسها وتخرّجت من جامعة الاعلام وتعلمت من الصفر، على عكس الكثير من المذيعات اللاتي لا يتحركن دون إعداد أو مدير أعمال خاص. كما عارضت مقولة ان جمال المرأة هو مفتاح دخولها إلى المجال الاعلامي، معللة بأن الجمال «زوّال»، وأنه لا يدعم الاستمرارية مع مرور الزمن سوى الثقافة.


بالعبد التي ترى أن السماء هي السقف الوحيد لطموحها، أكّدت أنها إلى الآن لم تحقق أي شيء من طموحها الاعلامي، وأنها ظُلِمت كثيراً وقد حان الوقت لتحقق ما تريد، وأمور أخرى عديدة منها رفض الكثير من الفنانين الظهور معها في برنامجها «بصراحة» ومنهم عبدالله بالخير وعيضة المنهالي بعد تلقيبها بـ «بعبع الخليج»، وفي ما يلي تفاصيل ما دار معها من حوار:

• هل وجودك في الكويت حالياً زيارة عمل أم زيارة أسرية؟

- شخصياً أتردد على الكويت بين الحين والآخر وذلك لوجود صلة دم تربطني بهذا البلد، أما في ما يخصّ العمل هنا ففي حال وجدت فرصة إعلامية جميلة وتناسبني لن أرفضها.

• لكن على حد علمي أنه قد تمّ الاتفاق مع إحدى القنوات الكويتية؟

- حصلت على أكثر من عرض، لكن إلى الآن ما زلت أفاضل لأختار العرض الأنسب والأفضل لي وفق معايير بسيطة، أهمها الراحة النفسية بعيداً عن الضغوط كي أتمكن من الابداع، لذلك جلّ ما يمكنني قوله انه لم يتم الاتفاق النهائي تماماً حتى أصرّح بالأمر فعلياً.

• لكن ما سبب رغبتك في مغادرة عالم الاعلام في دبي والاستقرار في الكويت؟

- لم أقل انني أريد الخروج من عباءة الاعلام الإماراتي، إذ لا يمكنني أن أنكر الدور الكبير الذي لعبه في حياتي المهنية، لكن الانسان بطبعه يحب التطوّر والتغيير خصوصاً على نطاق العمل في حال وجود الأفضل.

• ألم تجدي ذلك التغيير في القنوات التلفزيونية الإماراتية أو حتى الإذاعية؟

- التغيير موجود في دبي، لكن يبقى هناك سياسة معيّنة يتم اتباعها في ما يخصّ تقديم البرامج ذات طابع تراثي تقليدي إماراتي بكل معنى الكلمة، ومن وجهة نظري هناك اختلاف عن المجتمع الكويتي والاعلام فيه، لأن كل مجتمع له هويته وطريقته في التعامل وأداءه.

• هل يمكن القول ان الاعلام في دبي لم يشبع طموحك؟

- الإنسان الذي يحب ويبحث دوماً عن النجاح والتطور لن يرضيه أي شيء يحققه، وتراه دوماً يحب أن يغيّر من نفسه، وهذه أحد طباعي التي أمتاز بها، لأنني فعلاً أمقت الروتين.

• كونك تمقتين الروتين.. فذلك يعني أنك قد تشعرين بالملل بعد فترة من الاعلام بالكويت؟

- لا يمكنني الاجابة على سؤالك بالوقت الحالي سواء بالايجاب أو النفي، لكن في حال حصولي على برنامج ذي إنتاج ضخم وفكرة مبتكرة يعرض على إحدى القنوات الكبرى، لن أجد مانعا من تقديمه والموافقة على العرض أينما كان.

• إلى أين تريدين الوصول بعد حصول التغيير في نطاق عملك؟

- إلى أن أرضي بشاير، والسماء هي سقف لطموحي الذي أرمي له، والبعض قد يستغرب من جملتي المقبلة وهي أنني إلى الآن لم أحقق أي شيء من طموحي الاعلامي، وفي أعماقي أشعر أنني قد ظُلمت كثيراً بالماضي واليوم قد حان الوقت لتحقيق شيء أستحقه، بعد مرور 15 سنة من العمل الدؤوب والمتواصل في مجال الاعلام، ورضيت بأن أعمل بكل شيء حتى أتفه الأمور فقط حتى أصقل نفسي ويشار إليّ بالنجاح.

• لكنك عملت في أكثر من قناة منذ بدايتك الاعلامية إلى يومنا الحالي؟

- نعم هذا صحيح، فكل قناة انتسبت لها تعلمت منها الكثير وصقلت جزءاً من شخصيتي ومنحتني درساً، لذلك أكنّ لها كل الاحترام، والأمر بالنسبة لي أشبه بالطفل الذي يتدرج بمراحل دراسته ابتداء من «KG1» وصعوداً.

• هل لك تصنيف القنوات التي عملت بها بناء على السلم الذي افترضتيه؟

- تصنيفي للقنوات لا أقصد به تقليلاً من شأن القنوات التي عملت فيها،بل هي مراحل تعلّمت منها، ففي «KG1» تتعلم كيف تكتب برامج الأطفال، وكان ذلك في تلفزيون «الشارقة» وكنت حينها بعمر الثانية عشرة، بعدها وفي عام 2004 كانت بدايتي الحقيقية عندما كنت ما زلت طالبة في الاعلام حصلت على فرصة العمل مع قناة «دبي» حيث قدّمت نشرة الأخبار، وفي «KG2» تعلمت التقديم والوقوف أمام الكاميرا ببرنامج «الأسرة العصرية» وذلك في قناة «سما دبي»، وفي الصف الأول تعلمت كيفية الاعداد التلفزيوني والوقوف على الخشبة والمسرح أمام الجمهور، وذلك في برنامج «بصراحة» على قناة «نجوم»، وفي الصف الثاني تعلمت كيفية تعاملي مع شرائح مجتمعية مختلفة أرضيها وترضيني، وعرفت كيف أتعامل مع الفنانين وأنتقد النجوم، وأحاور ضيوفي لدرجة أن كثيراً منهم باتوا يكرهون ويرفضون الظهور معي، وذلك في قناة «وناسة» التابعة لمجموعة الـ «mbc» وقدّمت حينها برنامج «سوالف»، وبعد ذلك كله انتقلت إلى الاذاعة كمعدّة ومخرجة ومقدمة ومنفذة لبرنامجي، وبذلك ترى أن كلّ مرة تعلمت واكتسبت منها الجديد.

• لماذا لم تستغلي فرصة وجودك في مجموعة الـ «mbc»؟

- عملي في قناة «وناسة» التابعة لمجموعة «mbc» لم يتعد فترة الستّة أشهر، لأن القائمين عليها أوقفوا البرامج فيها. ومسألة عدم بقائي في المجموعة يعود لأنهم لم يطلبوني، وأنا لا أستطيع فرض نفسي على قناة لم تطلب تواجدي معها حتى لو كان طموحي لديها، ولن أخفيك القول بأن حلمي الانضمام لمؤسسة إعلامية كبرى كمجموعة «mbc».

• أرى في كلامك لمحة من الغرور؟

- هذا ليس غروراً، فأنا أحب المرأة القوية، وقلما من يفهمون الفرق بين الشخصية القوية والغرور، فهناك شعرة رفيعة تفصل بين الاثنين. ومن يعرفني عن قرب سيخبرك أنني إنسانة بسيطة في حياتي وطبيعية ولا أحب الغرور، كما أمتلك ثقة وإيماناً بنفسي كوني أعرف ما لديّ، ومن خلال «الراي» أعلنها تحدياً مع أكبر إعلامي في منطقة الوطن العربي بالوقوف أمام الكاميرا دون أي إعداد مسبق، ومن ثم محاورة أضخم فنان بصورة احترافية، وهو الأمر الذي أستطيع القيام به بسهولة.

• ما خلفيتك الاعلامية التي تستندين عليها؟

- لقد صقلت نفسي بنفسي، ولم أعمل كباقي أغلب المذيعات اللاتي لا تطلّ من دون وجود المعد يقدم لها إعداداً كاملاً للحلقة، وأيضاً مدير خاص لأعمالها، لأنني اجتهدت ودرست وتخرجت من جامعة الإعلام، وتعلّمت منذ بداياتي في الساحة أن أعتمد على نفسي، وأكون المعدّة والمخرج المنفذ وأقدّم الحلقة، وكذلك أنتبه كلياً إلى مظهري الخارجي والأزياء التي أرتديها، باختصار كنت «Super Woman».

• هل تعتقدين أنك ستسحبين البساط من تحت العديد من المذيعات بالكويت؟

- «ماكو أحد ياكل الجو على أحد، وأساساً أنا مو ياية عشان هالشي» فكل إنسان له شخصيته الخاصة وأسلوبه وجمهوره وشريحة مجتمعية تتابعه وتعجب بأسلوبه، وذوقه وطريقته في التقديم، وفي النهاية المجتهد سوف يثبت نفسه.

• ما البرنامج الذي يرضي طموحك؟

- قدّمت جميع أنواع البرامج على مدار مسيرتي، لكنني أميل كثيراً إلى البرامج الاجتماعية التي تمتلك رسالة، لأن الاعلامي أو المذيع هو ملك وصوت الناس، ومن يوصل رسالتهم إلى كل ذي شأن.

• شخصيتك القوية سبب تلقيبك بـ «بعبع الخليج»... فما كانت تبعات اللقب؟

- ان كثيرين من الفنانين رفضوا الظهور معي كضيوف في برنامجي «بصراحة»، خوفاً من كشفي لهم أمام الجمهور، متناسين أن الفنان هو ملك لجمهوره في ما يخصّ أعماله، ومنهم الفنان عبدالله بالخير وأيضاً الفنان عيضة المنهالي، وهذا الأمر لم يحزني بل على العكس منحني ثقة أكبر بنفسي.

• هل طبيعة برنامج «بصراحة» تتلاءم مع منطقة الخليج؟

- نعم، لأننا نعتقد دوماً أن المشاهد شخص غبي لا يفقه شيئاً، وهو أمر خاطئ لأنه أكثر وعياً وملاحظة مما نعتقد وأذكى من الاعلاميين والفنانين حتى.

• أنت نشطة بشدّة في «الانستغرام»... كيف استفدت من الأمر؟

- لن تصدق أنني كنت رافضة دخولي إلى هذا العالم الالكتروني، لكن شقيقي الكبير أنار بصيرتي عليها بعد أن شعر بمعاناتي من عدم مقدرتي على إيصال صوتي كما أريد، فأصبح «الانستغرام» بمثابة شاشة التلفاز التي أطلّ من خلالها على جمهوري، وأطرح عليهم المواضيع الواقعية والاجتماعية التي يريدونها، حتى لو كانت جريئة، ودون قيود أو حدود حمراء «وشذّيت عن القاعدة»، وهي نفسها التي لم أتمكن البوح بها في التلفاز بسبب القوانين.

• أحد تلك الفيديوهات تكلمت فيه عن تعدد الزوج للزوجات... فهل كان مجرد كلام «انستغرامي»؟

- طبعاً لم يكن مجرد كلام، فأنا لا أنطق بشيء لست مقتنعة به، وأكررها بأن الزوج له الحق في الزواج من أربع نساء، وهو ما شرّعه الله، لكن في حال تمكنه من العدل بينهن.

• جمال المرأة مفتاح دخولها للوسط الفني والاعلامي... ما رأيك؟

- أرفض هذه المقولة وبشدّة، لأنني ضد أن تستغل جمال المرأة كسلعة، وللأسف هذه هي الفكرة السائدة في المجتمع الاعلامي لدينا، وأتمنى أن يعوا بأن الجمال مع الأيام سيزول وينتهي، ولن يبقى سوى الثقافة الحقيقية، والبقاء للأقوى.

• كإعلامية محجبة.. هل حصلت على فرصتك الحقيقية؟

- فرصتي كانت قليلة لأنني محجبة، وللعلم طلب مني خلع الحجاب من قنوات خليجية كبيرة مقابل رواتب مرتفعة والحصول على برامج خاصة بي، لكنني رفضت كل تلك العروض، لأن الانسان الذي لا يمتلك خطوطا حمراء في حياته، لن يعود هناك شيء له قيمة عنده، وأنا كامرأة يهمني أن أمتلك مبادئ أسير عليها، ولو منحوني ملايين العالم لن تغيّرها بتاتاً.

• تفضّلين أن ينادونك بالاعلامية الاماراتية أم الكويتية؟

- لا إعلامية إماراتية ولا كويتية، بل أحب أن ألقّب بامرأة خليجية عربية مستقلة فقط، لأنني أرفض أن يكون تعاملي مع الناس محكوماً بالأوراق، وأحب أن يكون تعاملاً إنسانياً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي