رسالتي

العنكبوت... وصناعة التاريخ

تصغير
تكبير
إذا رأيت كيد الخصوم ومكر الأعداء، وتآمر الحساد ونقمة الفرقاء، وأردت الطريقة الناجحة للتغلب عليهم فاقرأ حياة محمد عليه الصلاة والسلام، فالتأمل في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلهمك الصبر ويبعث في نفسك الأمل، ويبث في روحك التفاؤل.

خططوا لقتله ليلة الهجرة، فأنقذه الله، ورصدوا مئة ناقة جائزة لمن يأتي به حياً أو ميتاً فحماه الله، أدركوه عند الغار فنسجت العنكبوت بيتها بأمر الله.


«إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها... ) الآية.

النبي عليه الصلاة والسلام - برغم حفظ الله تعالى له - بذل أسباب نجاح هجرته، فجهّز الراحلة، واختار الرفيق، وغيّر الطريق، وجعل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ينام في فراشه، وخرج ليلاً، واستأجر الدليل، وأتى براعي الغنم ليخفي الأثر، اختبأ في الغار وجعل هناك من يأتيه بالأخبار.

ونحن كمسلمين مطالبون بالتصدي لمكر أعدائنا وتآمرهم بأن نبذل الأسباب المادية والمعنوية لمواجهتهم، ومن أهم الأسباب المادية: الاهتمام بالعلم، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من حيث (الغذاء والدواء والسلاح).

وأما المعنوية: فمن أولها تقوية الصلة بالله، كالمحافظة على الصلاة، ولذا كان أول عمل قام به الرسول صلى عليه وسلم عند وصوله المدينة هو «بناء المسجد»، ومن الأسباب المعنوية الاعتماد على الله تعالى والثقة بنصره «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون».

ومن الأسباب المعنوية: تعزيز روح الأخوة والترابط بين المسلمين فلقد آخى النبي عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار، وعزز الترابط بين الأوس والخزرج، حتى صار لسان حالهم:

إن يفترق ماء الوصال فماؤنا

عذبٌ تحدّر من معين واحد

أو يَفْتَرِق نسبٌ يؤلّف بيننا

ديـنٌ أقمناه مقـام الوالـد

نحن على ثقة بأن مكر الأعداء سيعود عليهم «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، وبأن نصر الله قادم لا محالة «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً»، وبأن ما يتم إنفاقه للصد عن سبيل الله ولمحاربة أولياء الله سيكون حسرة على أصحابه «إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغْلبون...» الآية.

رجع النبي عليه الصلاة والسلام إلى مكة فاتحاً بعد ثماني سنوات فقط، ليدخل مكة ويحطم الأصنام وهو يتلو قول الله تعالى «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا».

سيُطرد اليهود وتتحرر فلسطين، وسيسقط النظام السوري ويندحر حلفاؤه وستنتصر الثورة على أعدائها، وسيكون التمكين لعباد الله الصالحين

«إن الأرض لله يُورِثُها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين».

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي