«استوديو الأربعاء» عرض الفيلم بالتعاون مع نادي الكويت للسينما

«المُتسلل ليلاً» حطّم الأسوار وتعدّى على «مهنة المتاعب»!

تصغير
تكبير
ليس بالضرورة أن يكون «المتسلل ليلاً» لصاً ملثماً أو قاتلاً مأجوراً. بل إن هناك وجوهاً عديدة للمتربصين لغنائمهم في منتصف الليل، وهذه الوجوه كشفها النجم الأميركي جيك جيلنهال الذي جسد دور البطولة في الفيلم الأميركي «Nightcrawler»، والذي حظي بإشادة النقاد في ملتقى صنّاع السينما على الموقع الإلكتروني الشهير«الطماطم الفاسدة»، كما نال الفيلم الذي ينتمي إلى أفلام الجريمة والغموض، إعجاب الجماهير حول العالم، لما يتضمنه من حبكة درامية مثيرة تُحسب لمؤلفه ومخرجه دان غلوري، الذي كان يخوض أول تجربة له في الفن السابع، ليكتب شهادة ميلاده الفنية بنفسه كمؤلف يستمد أفكاره من الواقع، ويترجمها درامياً بحرفية شديدة، وكمخرج لديه رؤيته الثاقبة التي تجلت من خلال هذا الفيلم.

وقضى عشاق السينما العالمية في الكويت، مساء أول من أمس ليلة سينمائية ممتعة، غزيرة بالدراما حيناً ولا تخلو من كوميديا الموقف في أحيانٍ أخرى، إبان عرض الفيلم المذكور في مكتبة الكويت الوطنية، بدعوة من (استوديو الأربعاء) وبالتعاون مع نادي الكويت للسينما.

شهدت قاعة العرض حضوراً جماهيرياً لافتاً، تقدمه أمين سر نادي الكويت للسينما عادل المشعل والناقد السينمائي فاروق عبد العزيز، إلى جانب أبناء الجاليات الأجنبية والعربية.

وتدور أحداث الفيلم حول «لو بلوم» وهو شاب عاطل عن العمل، وليس لديه ما يفعله سوى التسكع في الطرقات ومراقبة المارة، قبل أن تقع بالقرب منه حادثة مفجعة، هرع إليها أفراد الشرطة وأحاطها الإعلاميون والمصورون ومراسلو التلفزة من كل جانب، ولم يكن «لو بلوم» على علم مسبق بأن تلك المأساة التي هزّت مدينة لوس أنجليس بأكملها، ستكون نافذة الأمل التي يطل من خلالها على المجد والشهرة ويتقاضى بسببها أموالاً طائلة.

كان «لو بلوم» يراقب عن كثب تحركات المصورين، ويتلصص على الزوايا التي يختارونها بعناية فائقة، لرصد لقطة احترافية واحدة قد تبلغ قيمتها عشرات الألوف من الدولارات، خصوصاً إذا تم عرضها على القنوات الإخبارية التي تتهافت بشغف على مثل هذه النوعية من اللقطات الدموية لتقديمها كخبر حصري في النشرة الرئيسية.

ولم يمض وقت طويل حتى قرر أن يشق طريقه في مهنة المتاعب، خصوصاً أن الأمر غير مكلف، ولا يتطلب سوى الجهد البدني وانتهاز الفرص والقليل من الفطنة والذكاء (وفقاً لقناعته)، كما أن العمل الإعلامي بحسب معتقد «لوبلوم» يدر عليه الربح الوفير، ولن يحتاج أكثر من كاميرا فيديو وجهاز لتعقب الإشارات اللاسلكية التي يتم إرسالها من غرف الطوارئ إلى رجال الأمن، لتحديد المناطق التي تقع فيها الحوادث أو الجرائم.

ونجح «لو بلوم» في الحصول على سبق صحافي في بداية عمله، من خلال تصويره لجرائم قتل مروعة، وبيعها لإحدى القنوات الإخبارية بمساعدة من إعلامية مرموقة تدعى «نينا رومينا»، بيد أنه لم يكن ليحصل على ذلك التميّز إلا من خلال القفز على قوانين المهنة، واقتحام البيوت التي تقع فيها الجرائم، لاسيما لأجل وصوله إلى موقع الجريمة أولاً وقبل انتشار أفراد الشرطة في المكان، لكي يتمكن من التقاط الصور بسلاسة ومن دون سياج أمني يكبل حريته ويعرقل عمله، غير عابئ بالقوانين، وضارباً بميثاق الشرف المهني عرض الحائط.

وما لبث «لو بلوم» أن ازدادت خبرته في فن التصوير وتوسعت طموحاته، وأصبح يفرض شروطه على القنوات الإخبارية لحفظ حقوقه الأدبية والمادية، بعد أن تعدى هو كثيراً على حقوق غيره، وبالأخص على حقوق شريكه الساذج ريك كاري، الذي كان يستخدمه «لوبلوم» طُعماً لصيد اللقطات النادرة لأفراد بعض العصابات، حتى حدث ما لم يكن في حسبان كاري، عندما اخترقت طلقات طائشة جسده وجعلته جثة هامدة، ليتحول إلى وقود يغذي امبراطورية «لو بلوم» الإعلامية، التي بناها على أشلاء الضحايا والمغدورين، معلناً بعد ذلك عن تأسيس قناته الإخبارية الخاصة تحت مسمى«فيديوهات الأخبار».

يذكر أن الفيلم إنتاج أكتوبر 2014، وبطولة جيك جيلنهال في دور المصور «لو بلوم»، ورينيه روسو في دور الإعلامية المرموقة «نينا رومينا»، وراز أحمد في دور «ريك كاري».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي