في العمق

تساؤلات...

تصغير
تكبير
بلا مقدمات أسألك، هل تعطي فرصاً في علاقاتك؟ هل تقطع العلاقة إذا نفدت فرصك؟ هل تسامح، تتغاضى، تتغافل إذا تطلب الأمر؟ وهل تنبّه، تحاسب، تعاقب إذا استدعى الموقف؟ هل تندفع بكل ما فيك في علاقاتك؟ أم هل تقنّن اندفاعك لأنك مدركٌ عواقبه؟ وكم من «هل» تقف خلف عديد من سلوكيات العلاقات؟!

العلاقة رابطٌ إنسانيّ بين اثنين أو أكثر، وإن أردنا البسط في الكلام عن العلاقة فأقول أولاً إن العلاقات شيء يختص بالإنسان، والإنسان بطبيعته كثير التقلّب عرضة للأخطاء والزلل، وإلا لما نزل أبونا آدم عليه السلام من الجنّة ولما جعل الله تعالى باب التوبة مفتوحاً!، وإن الإنسان يختلف عن الإنسان الآخر بكل جوانبه السيكولوجية والفسيولوجية تلك حقيقةٌ مُسلّمة، وحريٌّ بنا أن نعي أن هذا جانبٌ خصب لنمو المشكلات والأزمات في العلاقة إن لم يُدرَك جيداً، فعلينا فهم كيفية التعامل مع ذواتنا واختلاف الآخرين عنا، والتسليم بأن الخطأ صفةٌ أصيلة بالإنسان فكل ابن آدم خطاء، كل ذلك وغيره يساعد في تكوين علاقات ناضجة واعية مريحة قائمة على فهم الآخر كإنسان بشكل عام وكشخص له خصائصه الشخصية بشكل خاص، وبعد ذلك فإن من المنطق أنْ نقول إنَّ إعطاء الفرص المتّزنة في علاقةٍ ما لهو من دلائل الرقي والواقعية في التعامل.


بدأتها بتساؤلات وسأختمها كذلك، لماذا قال جعفر بن محمد: (إذا بلغك عن أخيك الشيءَ تنكره، فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته وإلا قل لعل له عذراً لا أعرفه)؟ ألا يدعوك ذلك إلى إعطاء الفرص؟ ولماذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)؟ راجع فهمك وقنّن شعورك، ولماذا قال عمر بن الخطاب: (إذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسّك به)؟ ما معنى يتمسّك؟ ألا تعني أن هناك ما يحتاج منّا إلى جهد لإبقائه؟ وكم من (لماذا) غيرها؟ فلْنقف ولنتساءل كثيراً لتنفتح للعقل آفاقٌ مُتّسِعة، ولينضج الإدراك أكثر فنغدو بحياتنا أكبر.

A.alawadhi-85@hotmail.com

Twitter: @3ysha_85
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي