الطالب يرى نفسه الأجدر دائماً في قيادة الحركة الطلابية
الطالبة في العمل النقابي... مهمّشة رغم قوة تأثيرها
• علياء العازمي: فكر الطالب لم ينضج ليسمح لزميلته بشغل مناصب متقدمة
• فاطمة الخالدي: العملية الطلابية لا تفرّق بين ذكر أو أنثى... الجميع سواسية والبقاء للأفضل
هي من تُغيّر موازين اللعبة، ومن تملك اليد الطولى في تشكيل ملامح القائمة الفائزة، لأنها تشكل ما يناهز 70 في المئة من نسبة مجموع الطلبة في المجتمع الجامعي، إلا أنها ورغم كل هذه الأهمية التي تحتلها في العملية الانتخابية فإن الكثير من المتابعين للشأن الطلابي يرون أن مكانة الطالبة الجامعية في العمل النقابي مهضومة وتكاد تكون مهمشة، فهي لم تنتخب في يوم من الأيام كرئيسة لاتحاد أو رابطة أو جمعية طلابية، كما أنه وفي الغالب يتم إقصاؤها عن تمثيل القائمة في المناظرات والمهرجانات الخطابية، وغالباً ما تكون تابعة للطالب ليس لها تأثير في اتخاذ القرارات إلا في ما ندر.
وبات دور الطالبة في العمل الطلابي النقابي محل اهتمام كبير، يقابله ضعف في الظهور لها، فالبعض يجادل حول مستوى الوعي النقابي ومدى اهتمامها بهذا العمل الذي قد يراه البعض شاغلاً لوقتها عن الدراسة، وآخرون يرون أن التهميش نابع من نظرة الطالب نحوها الذي يرى نفسه الأجدر دائماً في قيادة الحركة الطلابية... وفي السطور التالية المزيد من التفاصيل:
قالت مريم الفهد، «الطالبة لا تحظى بالتشجيع في مسألة أن تتقلد منصب الرئاسة في القائمة أو الاتحاد، على الرغم من أنها تستطيع فعل أشياء أكثر لا يستطيع الطالب فعلها!».
واضافت الفهد، إن «الطالبات لسن سواسية في الاهتمام بالعمل النقابي، فهناك من ترى عدم أهمية هذا العمل ولا يثير اهتمامها، وهناك من تكرس كل وقتها لهذا العمل».
وتابعت، «ليست الطالبة أقل وعياً من الطالب في العمل النقابي، بل إن دورها اليوم مهم جداً، وعملها في هذا المجال له أثر كبير في صقل شخصيتها، في زمن باتت فيه مساحة الحرية أكبر للمرأة».
واشار محمد الفضلي، إلى أن الطالبة في العمل النقابي أصبحت «مسيرة غير مخيرة»، فهي تعمل وفقاً لقرارات وإشارات الرجل دون أن يؤخذ من قبلها أي رأي أو اقتراح في أي موضوع، مبيناً أن ذلك يؤكد على قوة كلمة الطالب في العمل النقابي، وأن السيادة والقيادة له وهو ما يتناقض مع ما تتغنى به بعض القوائم من شعارات الديموقراطية والحرية والحقوق التي تدّعي أنها حريصة أكثر من غيرها على تطبيقها والمطالبة بها!.
ورأى الفضلي، أن «الكفاءات موجودة على مستوى الطلاب والطالبات، إلا أن البعض ينظر إلى الفتاة بنظرة عنصرية استعلائية هدفها التقليل من شأنها، وهذا مرفوض تماماً».
وبينت فاطمة الزيد، أهمية دور الطالبة، وانها عنصر فعّال في الانتخابات حيث نلاحظ في السنوات الأخيرة ان أصوات الطالبات أكثر من الطلبة، وفي وقتنا الراهن لا شك أن دور المرأة أصبح أكثر فعالية في المجتمع وبات العمل الطلابي النقابي تأسيس لها لخوض انتخابات مجلس الأمة.
وتابعت،«نرى الكثير من نقابيات نجحن في إدارة قائمة وتسهيل الأمور للطالبات، وأيضاً الاتحاد فمن تقوم بحل مشاكل الطالبات هي نائبة الرئيس فهذا يعني بأن دورها كبير فالمرأة نصف المجتمع».
واستطردت،«شغلت الطالبة منصب نائبة رئيس ونائبة منسق على مستوى القائمة أو الاتحاد، لكن حرمانها من تقلد منصب الرئيس هذا ظلم، فالمرأة وصلت لمراحل كبيرة من الثقافة والقدرة على الإدارة، ونحن نطالب بأن تحصل الطالبة على جميع حقوقها كالطالب».
واوضحت، ان«كثيرا من الطالبات يجهلن العمل النقابي وذلك بسبب التحفظ، والاعتماد على الغير في تسهيل أمورها في الكلية أو الجامعة، لكن بعض الطالبات لديهن شغف في النقابة وعادة ما يكون نابعا من تجربة سابقة ربما قد توارثتها الطالبة من أسرتها أو من احتكاكها مع صديقاتها، فنرى الطالبة تسعى لشغل مناصب كبيرة في القوائم والاتحادات، وأنا شخصياً مع دخول الطالبة في العمل النقابي لأنه سيسهم في تأسيس وتقوية شخصيتها واعتمادها على نفسها».
من جهتها، قالت علياء العازمي،«دور الطالبة في العمل النقابي لايقل أهمية عن زميلها الطالب، بل إن الطالبات برأيي عملهن أهم لأنه عندما نتحدث عن عمل نقابي فان نسبة الطالبات مقارنة بالطلاب أكثر، وبالتالي العمل المترتب على الطالبات من حيث التواصل والإجابة عن استفسارات الطالبات ونحو ذلك أكبر بكثير من عمل الطالب».
وزادت،«لا يفترق مستوى الوعي النقابي لدى الطالبة عن زميلها الطالب ففي الفترة الأخيرة شاهدنا اهتمام الطالبات خصوصا وقت الانتخابات، وبشكل عام بدأنا نرى أخيرا اهتماماً كبيراً من الطالبات، خصوصاً أن مشاكل الطلبة ومطالبتهم كثرت مما جعل الطالبات أكثر وعياً نقابياً فنجدها شديدة الحرص وقت التصويت».
واردفت «كل قائمة لديها مجموعات من الطالبات تمثلها وهذه المجموعات عملها يتناول التواجد دائماً لخدمة الطالبات سواء المستجدات أو المستمرات والإجابة عن أسئلتهن وإرشادهن، إضافة إلى تمثيل القائمة بشكل جيد لكي يضمنوا الحصول على الأصوات».
وعبّرت العازمي، عن أسفها لتلك النظرة السلبية التي ينظر من خلالها إلى المرأة في العمل النقابي، وقالت «يؤسفني القول إنه في هذا الزمن المتقدم وفي حقبة التحرر الفكري وتمتع المرأة بكافة حقوقها السياسية إلا أنه لم ينضج فكر الطلبة نضوجاً يسمح لزميلته الطالبة بشغل مناصب متقدمة، ولكن كلي ثقة بأن وقته قريب وسنسمع في السنوات القريبة الآتية عن وصول الطالبة إلى هذا المنصب».
وقالت عضو لجنة الأدب الانكليزي في المجلس الطلابي في الجامعة العربية المفتوحة، فاطمة الخالدي،«أصبحت الطالبة في الوقت الراهن تلعب دوراً أساسياً في العمل النقابي، وقد تمكنت من الوصول إلى مناصب متقدمة وأثبتت وجودها في مختلف المجالات، وعلى العكس تماماً لم يعد يقتصر دور الطالبة على التصويت فقط أو ترجيح كفة قائمة على الأخرى، بل أصبح لها رأي ودور كبير في العملية الطلابية، وأصبحت تتخذ القرارات وتتحمل مسؤولية قائمة بأكملها».
واشارت «هناك العديد من الطالبات أصبحن يشغلن مناصب متقدمة في القوائم، فالعملية الطلابية لا تفرق بين ذكر أو أنثى، الجميع سواسية والبقاء للأفضل، فالطالبة تعمل كما يعمل الطالب وتستحق أن تشغل منصبا متقدما في القوائم، وبالنسبة للاهتمام فإنه يختلف من طالبة لأخرى ويختلف بحسب شخصية الطالبة فهناك العديد من الطالبات ترى أن العملية الطلابية لا فائدة منها بل ترى أنها مضيعة للوقت وتشغلها عن دراستها».
وتابعت،«هناك العديد من الطالبات يهتمون بالعمل النقابي، ومن وجهة نظري كطالبة أرى أن العمل النقابي فيه صقل لشخصية الطالبة وتنمية لروح التعاون والمشاركة لديها، إلى جانب تكوين علاقات اجتماعية على نطاق أوسع، وأرى ايضاً أن العمل النقابي هو عمل إنساني، فخدمة الطلبة وتلبية احتياجاتهم ومحاولة إيصال صوتهم وهمومهم ومشاكلهم إلى الإدارة الجامعية ليس بالأمر الهين ناهيك عن خدمة الطلبة من الناحية الأكاديمية ومساعدتهم على التطور والتقدم والنجاح».
• حرمان الطالبة من منصب رئاسة القائمة أو الاتحاد ... ظلم
محمد الفضلي:
• البعض ينظر إلى الفتاة نظرة عنصرية واستعلائية
• الطالبة ليست أقل وعياً من الطالب في العمل النقابي