Off Side / معلول ... إرحل !
في أول مرة التقيت فيها التونسي نبيل معلول، مدرب منتخب الكويت في كرة القدم، بدا لي متحمّساً للغاية للشروع في عمله.
كان مفعماً بالحيوية ومدركاً لتاريخ «الأزرق»، لذا توقعت ان يرتفع الفريق في عهده ليصل الى مستوى ادراكه الفني والاحترافي.
كان لا بد لي من وضعه في صورة الحال المذري لرياضتنا، الا انني آثرت عدم احباطه انطلاقاً من موقعه كمدرب وموقعي كصحافي.
يوماً بعد يوم، ترسّخت علاقتي به، ربما من منطلق إلمامنا باللغة الفرنسية، لكن كلمة حق تقال في هذا الرجل: «إنه محترف ليس فقط على المستوى الرياضي، بل على مستوى علاقاته الشخصية أيضاً».
وانطلاقاً من معايشتي لواقع كرة القدم في الكويت، والمعاناة التي لمستها من شريحة كبيرة من الرياضيين والاداريين والاندية نتيجة سياسة الاتحاد المحلي للعبة، كنت أنوي مصارحته، الا انني ارتأيت تركه يكتشف الأمور بنفسه لأني لم أرد أن أضع نفسي في جبهة معينة أمامه، ولم أكن في وارد تحريضه على أحد، مع العلم ان الرجل لم يأت الى «الديرة» الا لتدريب المنتخب، وكان لسان حاله: «يجب علينا جميعاً ان ندعم الأزرق، كلٌّ من موقعه».
ثم بدأ معلول يكتشف ما كنت شخصياً أتكتّم عنه:
المنتخب يواجه كولومبيا ودياً في الامارات، ومعلول لم يلحظ وجود اي صحافي من الكويت في صالة المؤتمر الصحافي الذي سبق وتلى اللقاء.
ربما قصّرت وسائل الاعلام المحلية في هذا الجانب، لكن أين الاتحاد؟
المنتخبات الوطنية تعتبر بمثابة «المنتَج» الذي يتوجب على الاتحاد أن يسوّقه، وبالتالي عليه هو ان يواكبه من الجوانب كافة في حال حصل اي تقصير.
بعد مباراة كولومبيا، عانى معلول من مشكلة ملاعب التدريب.
كان يطلب أموراً ثانوية للغاية، وينتظر وينتظر لكن دون جدوى.
وقف وقفة رجل في المباراة الودية امام الامارات وتمسّك بكرامة «الأزرق».
وضع الخطط واحترم عقده مع الاتحاد على الرغم من بعض الاصوات التي كانت تنتقد مشاركته في تحليل المباريات لحساب قناة فضائية.
همس لي يوما: «تفاجأت عندما وصلت الى الكويت. اعتقدت بأن الملاعب شبيهة بتلك الموجودة في قطر، خصوصا ان الكويت بلد غني»، وأضاف: «لكن مهما كان، سنعمل يداً بيد لتحسين الأزرق والوصول به الى كأس اسيا 2019 والمرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال 2018».
بالتأكيد ليس من شأن المدرب الذي يُطلب منه تحقيق المعجزات ان يكترث لمسألة عشب ملاعب التدريب ولا حتى بإيجاد منتخبات يخوض فريقه امامها مباريات ودية، لكن معلول كان يجد نفسه دوماً في ظل هذه المعضلات التي لا بد أنها «سرقت» الكثير من وقته وانتباهه.
حتى مشكلة الاضاءة في احد الملاعب شكلت له أرقاً.
لن ندخل أكثر في تفاصيل معاناة معلول منذ وصوله الى الكويت، ولا يجدر بنا التسليم بأنه يحصل على راتب وأنه لهذا السبب عليه العمل وفق الظروف المتاحة.
حتى عندما فاز «الأزرق» على لبنان بهدف في الجولة الاولى من منافسات المجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة الى كأس العالم وكأس آسيا، تجرأ البعض على اتهام الرجل بالتقصير، على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها.
وفي معسكر تركيا، فشل الاتحاد في تأمين مباريات تجريبية يخوضها «الأزرق» الذي لا نعلم اذا ما استفاد من هذا المعسكر ام لا.
معلول «المحترف» لا يمكن ان يستمر مع اتحاد هاوٍ «رأسه» مشغول بمشاكل ادارية داخلية وخارجية مع الجميع.
نبيل، اذا اعتبرتني يوماً صديقاً، تذكر اني قلت لك يوماً ... إرحل.
sousports@
كان مفعماً بالحيوية ومدركاً لتاريخ «الأزرق»، لذا توقعت ان يرتفع الفريق في عهده ليصل الى مستوى ادراكه الفني والاحترافي.
كان لا بد لي من وضعه في صورة الحال المذري لرياضتنا، الا انني آثرت عدم احباطه انطلاقاً من موقعه كمدرب وموقعي كصحافي.
يوماً بعد يوم، ترسّخت علاقتي به، ربما من منطلق إلمامنا باللغة الفرنسية، لكن كلمة حق تقال في هذا الرجل: «إنه محترف ليس فقط على المستوى الرياضي، بل على مستوى علاقاته الشخصية أيضاً».
وانطلاقاً من معايشتي لواقع كرة القدم في الكويت، والمعاناة التي لمستها من شريحة كبيرة من الرياضيين والاداريين والاندية نتيجة سياسة الاتحاد المحلي للعبة، كنت أنوي مصارحته، الا انني ارتأيت تركه يكتشف الأمور بنفسه لأني لم أرد أن أضع نفسي في جبهة معينة أمامه، ولم أكن في وارد تحريضه على أحد، مع العلم ان الرجل لم يأت الى «الديرة» الا لتدريب المنتخب، وكان لسان حاله: «يجب علينا جميعاً ان ندعم الأزرق، كلٌّ من موقعه».
ثم بدأ معلول يكتشف ما كنت شخصياً أتكتّم عنه:
المنتخب يواجه كولومبيا ودياً في الامارات، ومعلول لم يلحظ وجود اي صحافي من الكويت في صالة المؤتمر الصحافي الذي سبق وتلى اللقاء.
ربما قصّرت وسائل الاعلام المحلية في هذا الجانب، لكن أين الاتحاد؟
المنتخبات الوطنية تعتبر بمثابة «المنتَج» الذي يتوجب على الاتحاد أن يسوّقه، وبالتالي عليه هو ان يواكبه من الجوانب كافة في حال حصل اي تقصير.
بعد مباراة كولومبيا، عانى معلول من مشكلة ملاعب التدريب.
كان يطلب أموراً ثانوية للغاية، وينتظر وينتظر لكن دون جدوى.
وقف وقفة رجل في المباراة الودية امام الامارات وتمسّك بكرامة «الأزرق».
وضع الخطط واحترم عقده مع الاتحاد على الرغم من بعض الاصوات التي كانت تنتقد مشاركته في تحليل المباريات لحساب قناة فضائية.
همس لي يوما: «تفاجأت عندما وصلت الى الكويت. اعتقدت بأن الملاعب شبيهة بتلك الموجودة في قطر، خصوصا ان الكويت بلد غني»، وأضاف: «لكن مهما كان، سنعمل يداً بيد لتحسين الأزرق والوصول به الى كأس اسيا 2019 والمرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال 2018».
بالتأكيد ليس من شأن المدرب الذي يُطلب منه تحقيق المعجزات ان يكترث لمسألة عشب ملاعب التدريب ولا حتى بإيجاد منتخبات يخوض فريقه امامها مباريات ودية، لكن معلول كان يجد نفسه دوماً في ظل هذه المعضلات التي لا بد أنها «سرقت» الكثير من وقته وانتباهه.
حتى مشكلة الاضاءة في احد الملاعب شكلت له أرقاً.
لن ندخل أكثر في تفاصيل معاناة معلول منذ وصوله الى الكويت، ولا يجدر بنا التسليم بأنه يحصل على راتب وأنه لهذا السبب عليه العمل وفق الظروف المتاحة.
حتى عندما فاز «الأزرق» على لبنان بهدف في الجولة الاولى من منافسات المجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة الى كأس العالم وكأس آسيا، تجرأ البعض على اتهام الرجل بالتقصير، على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها.
وفي معسكر تركيا، فشل الاتحاد في تأمين مباريات تجريبية يخوضها «الأزرق» الذي لا نعلم اذا ما استفاد من هذا المعسكر ام لا.
معلول «المحترف» لا يمكن ان يستمر مع اتحاد هاوٍ «رأسه» مشغول بمشاكل ادارية داخلية وخارجية مع الجميع.
نبيل، اذا اعتبرتني يوماً صديقاً، تذكر اني قلت لك يوماً ... إرحل.
sousports@