الرأي اليوم / دولة في ... الكاريبي !


تقيم عائلة فورتانسيز في إحدى جزر الكاريبي منذ نحو 300 سنة وتعمل في صيد السمك وصناعة بعض الحليّ اليدوية وتتشارك أعمالاً تجارية مع العائلات الأخرى.
لم تكن أمور أسرة فورتانسيز، والمنتسبون إليها بالآلاف، مستقرة دائماً شأنها في ذلك شأن أسر كثيرة في الجزيرة لكن واجهت التحديات الآتية من جزر أخرى أو من دول كبرى شمالاً وجنوباً (الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية) بالتضامن الداخلي الذي لم يكن ترفاً أو شعاراً أو شعراً بل هو مرادف لوجودهم في الجزيرة ولبقاء الجزيرة نفسها.
من يقرأ تاريخ الجزر الممتدة بين خطوط الطول والعرض في ذلك البحر يصعب عليه أن يتوقع استقراراً. تقسيمها بين دول كبرى ما زالت لها ولاية عليها جنّبها بعضاً من الحروب فيما استمرت جزر أخرى رهينة التوتر والصراعات والانقسامات بل إن بعضها تعرض لغزو أميركي أزاح رئيساً ونصّب آخر... ومن الطبيعي أن تشعر عائلة فورتانسيز وعائلات الجزيرة التي تقيم فيها ببعض الفخر كونها استطاعت الحفاظ على السيادة والاستقلال وترسيخ مداميك دولة وسط هذا البحر المتلاطم من الصراعات، ومن الطبيعي كذلك أن تشعر بالقلق على السيادة والاستقلال والدولة كون التحديات مستمرة وكونها هي نفسها تعرضت لتجارب مؤلمة.
مادوس، رب الأسرة كاثوليكي ملتزم، يحب معتقداته لكنه مؤمن أن دفاعه عن جزيرته وطنياً هو في صلب معتقداته الدينية. ولطالما تجادل مع ابنه الأكبر آماريس حول السلطة في الجزيرة والحكم والسياسة والعلاقة مع الجزر الأخرى والدول الكبرى. وكان يستغرب من جنوح ابنه نحو لغة لم يعرفها ولا عرفها والده أوجدّه، مثل إنهائه النقاش دائما بعبارة: «أنت والدي لكنك لست كاثوليكياً صحيحاً... السلطة في الجزيرة منحرفة وسكانها الذين لا يؤمنون بتفسيرات القس أوسكار من جزيرة سرطان البحر المجاورة lobster island) ) للإنجيل. هم كفرة ولا بد أن نعيدهم إلى جادة الصواب ثم نتفرغ لمواجهة أميركا وكولومبيا وفنزويلا وكل دولة طامعة فينا».
يضحك مادوس ويعتقد في قرارة نفسه أن طيش الشباب هو ما يدفع ابنه إلى هذا الحديث لكن القلق ينتابه من غياب ابنه الدائم عن العمل ومن سفره المتكرر إلى جزر مجاورة... كذلك ينتابه القلق من سلوكيات ابنه الآخر خوسيه الذي اختار أن يكون بروتستانياً متأثراً باجتهادات كنائس بريطانية وأميركية، وخاض جدالات كثيرة مع شقيقه آماريس، وكلها جدالات تنتمي إلى 2000 عام حول الطبيعة القدسية أو الشخصية للسيد المسيح مثلاً والتباينات البسيطة المتعلقة بالوصايا والأحكام بين إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وأمور كثيرة تتعلق بالأحوال الشخصية. وكان مادوس يعتبر ذلك كله زوبعة في فنجان ما دام الاثنان يعبدان إلهاً واحداً ويتبعان مسيحاً واحداً وينتميان إلى أسرة واحدة ويعيشان في وطن واحد.
وما كانت أسرة فورتانسيز تعاني منه كان الحزب الحاكم المتولي السلطة في الجزيرة يعاني أكثر منه أيضاً، فمن عباءة هذا الحزب أشخاص ينتمون له بالاسم لكنهم يكيدون المؤامرات لرئيس الحزب والقيادة ولا هدف لهم سوى السيطرة وتولي الحكم. أشخاص لا رؤية لهم ولا حكمة ولا ثقافة ولا فهم حقيقي للجزيرة وأهلها ونظام الحكم فيها ولذلك فهم سفهاء يعتمدون لغة بذيئة ويفبركون المكائد لهذا وذاك ويتجاوزون الخطوط الحمر في تشجيع الانقسامات وزرع الفتن لأن السلطة همهم الوحيد ولو على أنقاض جزيرة ومجتمع... وما شجع على ذلك أن الإدارة الحكومية في الجزيرة أضعف من أن تواجه هذه الشرذمة لأسباب كثيرة معقدة تتداخل معها عناصر القرابة العائلية من جهة، ونشدان «اتقاء الشر» من جهة ثانية، وتفضيل خيار النأي بالنفس عن الخلافات والصراعات من جهة ثالثة، والخوف وضعف الأداء من جهة رابعة.
لم يعد مادوس يعرف الابتسامة، فما كان يعتقد أنه طيش شباب صار القاعدة وليس الاستثناء بالنسبة لابنيه الاثنين وليس لابن واحد، وما كان يحتقره ويتخوف منه من سلوكيات قساوسة متطرفين في الجزر المجاورة صار في جزيرته نفسها وأنبت عشرات القساوسة أو الأشخاص العاديين المتشبهين بعلماء المسيحية الذين لا همّ لهم سوى النفخ في الكير وتصوير كل مشاكل الكاثوليك على أنها من البروتستانت وكل مشاكل البروتستانت على أنها من الكاثوليك. والمفارقة المبكية – المضحكة أن غلاة التطرف الكاثوليكي والبروتستانتي يعتبرون مثلاً أميركا «رأس المعاصي» وكولومبيا «الخطر الرئيسي» وفنزويلا «مصدر الأطماع» لكنهم يحددون إخوتهم كأولوية الصراع على أساس أن طريق التحرر من أميركا أو غيرها يبدأ باعتداء الشقيق على شقيقه أو على ممتلكات جزيرته أو من خلال الإضرار بمصالح دولته.
لم يعد مادوس يعرف إذا كان ابناه ينتميان إليه وإلى الجزيرة، فالأول يرى أن امبراطورية دينية كاثوليكية تحكم بالسيف هي التي يجب أن تحظى بالولاء وأن «الأمة الكاثوليكية» لا تعترف بالحدود الجغرافية التي وضعها البشر، وأن القس أوسكار هو الذي يجب أن يطاع لأنه يحكم بالإنجيل ومكشوفة عنه حجابات السماء... والثاني بات يرى أن لا حل لحماية الأقلية البروتستانية في البحر الكاريبي إلا بإعلان الولاء لمشروع امبراطورية يقودها الأسقف الأعظم كارلوس وتتشكل من البروتستانت أساساً إضافة إلى بعض المكونات والأقليات الإثنية.
تورط آماريس في أعمال تفجير في الجزيرة ترجمة لأوامر القس أوسكار. صار نافخو الكير والمصطادون في الماء العكر وسفهاء الحزب الحاكم يشعلون النار ويشيعون أن أسرة فورتانسيز بكاملها هي أسرة إرهابية بل إن الكاثوليكيين كلهم إرهابيون ويجب أن تغلق كنائسهم ومدارسهم الدينية. وتورط خوسيه في إدخال أسلحة إلى الجزيرة لأن الأسقف كارلوس بات يستخدمه مستغلاً موقع الجزيرة الاستراتيجي لتوجيه رسالة نارية لهذه الدولة أو تلك ومستفيداً من الشحن الطائفي المزدوج، فامتلأت الجزيرة بالأحكام والاتهامات نفسها مع مطالبات بإغلاق الكنائس البروتستانية ومدارسها الدينية.
يقف مادوس أمام باب بيته في حارة كابليه الشهيرة في الجزيرة ويتأمل، كانت الجزيرة تنجح دائما في اختبارات التحديات كون أهلها على قلب واحد بين بعضهم ومع الحزب الحاكم الذي ارتضوه لتمثيلهم. اليوم لا تحاول الجزر المجاورة أن تغزو مباشرة بل ان تفتت وتشتت من الداخل كي يصبح الغزو لاحقاً أسهل من شربة ماء، وبعض أهل الجزيرة صار يسمع للخارج أكثر مما يسمع نداء أرضه، وبعض أفراد الحزب الحاكم الذين يفترض أن يكونوا قدوة صاروا مثل الجرذان يختبئون خلف غيرهم ويقتاتون من الفتن والمؤامرات، وبعض رجال الدين الكاثوليكيين والبروتستانت يصبون الزيت على النار بدل إطفائها، وبعض من السلطة ضعيف ولا يريد أن يسمي الأشياء بأسمائها ويكشف اسم العلة ويتعاون مع المختصين لإيجاد العلاج.
ما العمل يا مادوس... سأل نفسه، كيف يسترجع الناس وعيهم؟ متى يعود بعض رجال الدين إلى ربهم وكتابهم وضمائرهم؟ متى يستعيد الحزب الحاكم المبادرة وينظف بيته ويقدم رموزاً يحتذى بها في كل المواقع؟ متى تركز النخب والتيارات السياسية على العلم والعمل بدل السعي إلى شعبية عن طريق العصبيات والعنصرية؟
ينظر إلى الحارة الحزينة وهو يتمتم بآيات من إنجيل متّى «مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ». ويعيد سؤال نفسه: ما العمل؟ يتكئ على طرف الباب ويغلق عينيه على... جزيرة!
جاسم مرزوق بودي
لم تكن أمور أسرة فورتانسيز، والمنتسبون إليها بالآلاف، مستقرة دائماً شأنها في ذلك شأن أسر كثيرة في الجزيرة لكن واجهت التحديات الآتية من جزر أخرى أو من دول كبرى شمالاً وجنوباً (الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية) بالتضامن الداخلي الذي لم يكن ترفاً أو شعاراً أو شعراً بل هو مرادف لوجودهم في الجزيرة ولبقاء الجزيرة نفسها.
من يقرأ تاريخ الجزر الممتدة بين خطوط الطول والعرض في ذلك البحر يصعب عليه أن يتوقع استقراراً. تقسيمها بين دول كبرى ما زالت لها ولاية عليها جنّبها بعضاً من الحروب فيما استمرت جزر أخرى رهينة التوتر والصراعات والانقسامات بل إن بعضها تعرض لغزو أميركي أزاح رئيساً ونصّب آخر... ومن الطبيعي أن تشعر عائلة فورتانسيز وعائلات الجزيرة التي تقيم فيها ببعض الفخر كونها استطاعت الحفاظ على السيادة والاستقلال وترسيخ مداميك دولة وسط هذا البحر المتلاطم من الصراعات، ومن الطبيعي كذلك أن تشعر بالقلق على السيادة والاستقلال والدولة كون التحديات مستمرة وكونها هي نفسها تعرضت لتجارب مؤلمة.
مادوس، رب الأسرة كاثوليكي ملتزم، يحب معتقداته لكنه مؤمن أن دفاعه عن جزيرته وطنياً هو في صلب معتقداته الدينية. ولطالما تجادل مع ابنه الأكبر آماريس حول السلطة في الجزيرة والحكم والسياسة والعلاقة مع الجزر الأخرى والدول الكبرى. وكان يستغرب من جنوح ابنه نحو لغة لم يعرفها ولا عرفها والده أوجدّه، مثل إنهائه النقاش دائما بعبارة: «أنت والدي لكنك لست كاثوليكياً صحيحاً... السلطة في الجزيرة منحرفة وسكانها الذين لا يؤمنون بتفسيرات القس أوسكار من جزيرة سرطان البحر المجاورة lobster island) ) للإنجيل. هم كفرة ولا بد أن نعيدهم إلى جادة الصواب ثم نتفرغ لمواجهة أميركا وكولومبيا وفنزويلا وكل دولة طامعة فينا».
يضحك مادوس ويعتقد في قرارة نفسه أن طيش الشباب هو ما يدفع ابنه إلى هذا الحديث لكن القلق ينتابه من غياب ابنه الدائم عن العمل ومن سفره المتكرر إلى جزر مجاورة... كذلك ينتابه القلق من سلوكيات ابنه الآخر خوسيه الذي اختار أن يكون بروتستانياً متأثراً باجتهادات كنائس بريطانية وأميركية، وخاض جدالات كثيرة مع شقيقه آماريس، وكلها جدالات تنتمي إلى 2000 عام حول الطبيعة القدسية أو الشخصية للسيد المسيح مثلاً والتباينات البسيطة المتعلقة بالوصايا والأحكام بين إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وأمور كثيرة تتعلق بالأحوال الشخصية. وكان مادوس يعتبر ذلك كله زوبعة في فنجان ما دام الاثنان يعبدان إلهاً واحداً ويتبعان مسيحاً واحداً وينتميان إلى أسرة واحدة ويعيشان في وطن واحد.
وما كانت أسرة فورتانسيز تعاني منه كان الحزب الحاكم المتولي السلطة في الجزيرة يعاني أكثر منه أيضاً، فمن عباءة هذا الحزب أشخاص ينتمون له بالاسم لكنهم يكيدون المؤامرات لرئيس الحزب والقيادة ولا هدف لهم سوى السيطرة وتولي الحكم. أشخاص لا رؤية لهم ولا حكمة ولا ثقافة ولا فهم حقيقي للجزيرة وأهلها ونظام الحكم فيها ولذلك فهم سفهاء يعتمدون لغة بذيئة ويفبركون المكائد لهذا وذاك ويتجاوزون الخطوط الحمر في تشجيع الانقسامات وزرع الفتن لأن السلطة همهم الوحيد ولو على أنقاض جزيرة ومجتمع... وما شجع على ذلك أن الإدارة الحكومية في الجزيرة أضعف من أن تواجه هذه الشرذمة لأسباب كثيرة معقدة تتداخل معها عناصر القرابة العائلية من جهة، ونشدان «اتقاء الشر» من جهة ثانية، وتفضيل خيار النأي بالنفس عن الخلافات والصراعات من جهة ثالثة، والخوف وضعف الأداء من جهة رابعة.
لم يعد مادوس يعرف الابتسامة، فما كان يعتقد أنه طيش شباب صار القاعدة وليس الاستثناء بالنسبة لابنيه الاثنين وليس لابن واحد، وما كان يحتقره ويتخوف منه من سلوكيات قساوسة متطرفين في الجزر المجاورة صار في جزيرته نفسها وأنبت عشرات القساوسة أو الأشخاص العاديين المتشبهين بعلماء المسيحية الذين لا همّ لهم سوى النفخ في الكير وتصوير كل مشاكل الكاثوليك على أنها من البروتستانت وكل مشاكل البروتستانت على أنها من الكاثوليك. والمفارقة المبكية – المضحكة أن غلاة التطرف الكاثوليكي والبروتستانتي يعتبرون مثلاً أميركا «رأس المعاصي» وكولومبيا «الخطر الرئيسي» وفنزويلا «مصدر الأطماع» لكنهم يحددون إخوتهم كأولوية الصراع على أساس أن طريق التحرر من أميركا أو غيرها يبدأ باعتداء الشقيق على شقيقه أو على ممتلكات جزيرته أو من خلال الإضرار بمصالح دولته.
لم يعد مادوس يعرف إذا كان ابناه ينتميان إليه وإلى الجزيرة، فالأول يرى أن امبراطورية دينية كاثوليكية تحكم بالسيف هي التي يجب أن تحظى بالولاء وأن «الأمة الكاثوليكية» لا تعترف بالحدود الجغرافية التي وضعها البشر، وأن القس أوسكار هو الذي يجب أن يطاع لأنه يحكم بالإنجيل ومكشوفة عنه حجابات السماء... والثاني بات يرى أن لا حل لحماية الأقلية البروتستانية في البحر الكاريبي إلا بإعلان الولاء لمشروع امبراطورية يقودها الأسقف الأعظم كارلوس وتتشكل من البروتستانت أساساً إضافة إلى بعض المكونات والأقليات الإثنية.
تورط آماريس في أعمال تفجير في الجزيرة ترجمة لأوامر القس أوسكار. صار نافخو الكير والمصطادون في الماء العكر وسفهاء الحزب الحاكم يشعلون النار ويشيعون أن أسرة فورتانسيز بكاملها هي أسرة إرهابية بل إن الكاثوليكيين كلهم إرهابيون ويجب أن تغلق كنائسهم ومدارسهم الدينية. وتورط خوسيه في إدخال أسلحة إلى الجزيرة لأن الأسقف كارلوس بات يستخدمه مستغلاً موقع الجزيرة الاستراتيجي لتوجيه رسالة نارية لهذه الدولة أو تلك ومستفيداً من الشحن الطائفي المزدوج، فامتلأت الجزيرة بالأحكام والاتهامات نفسها مع مطالبات بإغلاق الكنائس البروتستانية ومدارسها الدينية.
يقف مادوس أمام باب بيته في حارة كابليه الشهيرة في الجزيرة ويتأمل، كانت الجزيرة تنجح دائما في اختبارات التحديات كون أهلها على قلب واحد بين بعضهم ومع الحزب الحاكم الذي ارتضوه لتمثيلهم. اليوم لا تحاول الجزر المجاورة أن تغزو مباشرة بل ان تفتت وتشتت من الداخل كي يصبح الغزو لاحقاً أسهل من شربة ماء، وبعض أهل الجزيرة صار يسمع للخارج أكثر مما يسمع نداء أرضه، وبعض أفراد الحزب الحاكم الذين يفترض أن يكونوا قدوة صاروا مثل الجرذان يختبئون خلف غيرهم ويقتاتون من الفتن والمؤامرات، وبعض رجال الدين الكاثوليكيين والبروتستانت يصبون الزيت على النار بدل إطفائها، وبعض من السلطة ضعيف ولا يريد أن يسمي الأشياء بأسمائها ويكشف اسم العلة ويتعاون مع المختصين لإيجاد العلاج.
ما العمل يا مادوس... سأل نفسه، كيف يسترجع الناس وعيهم؟ متى يعود بعض رجال الدين إلى ربهم وكتابهم وضمائرهم؟ متى يستعيد الحزب الحاكم المبادرة وينظف بيته ويقدم رموزاً يحتذى بها في كل المواقع؟ متى تركز النخب والتيارات السياسية على العلم والعمل بدل السعي إلى شعبية عن طريق العصبيات والعنصرية؟
ينظر إلى الحارة الحزينة وهو يتمتم بآيات من إنجيل متّى «مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ». ويعيد سؤال نفسه: ما العمل؟ يتكئ على طرف الباب ويغلق عينيه على... جزيرة!
جاسم مرزوق بودي