المسرحية عُرِضت ضمن المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة
«حلا وعصابة الثلاثة»... المرأة شريك في بناء الوطن
المسؤول الخائن يتعاون مع اللصوص
ياسر العماري في دور «الجنرال الشجاع»
عصابة الثلاثة تخطط للاستيلاء على المدينة (تصوير جاسم البارون)
إحدى اللوحات الاستعراضية
غدير صفر في دور «الأميرة حلا»
المرأة شريك في بناء الوطن والذود عنه، ولا أمان في ظل وجود الخونة والمندسين بين صفوف الشعب، ولأن لكل ظالم نهاية، فلابد أن تشرق الشمس يوماً وينتصر الخير على الشر، مهما طال ليل الأشرار واشتد بطش الطغاة.
هذا ملخص قصة مسرحية الأطفال الهادفة «حلا وعصابة الثلاثة»، التي عرضت مساء أول من أمس على مسرح الدسمة، ضمن المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة في دورته الـ17، والذي يأتي تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شهدت المسرحية حضوراً غفيراً، وعجت قاعة المسرح بالعشرات من الأطفال وأولياء الأمور، حيث حرص الجميع على الحضور في وقت مبكر، فيما تسمر كُلٍ في مقعده حتى انتهاء العرض المسرحي، الذي امتد نحو ساعة ونصف الساعة.
وحمل العرض حزمة من القيم التربوية والاجتماعية والتعليمية الفرعية، منها المحافظة على الصلاة في مواعيدها والشجاعة وحب الوطن والعلم، فيما بدا أن الهدف الأساس من المسرحية هو إظهار قيمة انتصار الخير على الشر، ودور المرأة في المجتمع والذي لا ينبغي أن ينحصر في العمل المنزلي فقط، بل أنها لا تقل أهمية عن الرجل في البناء والإعمار ولا يستهان بها في رفعة الأوطان وتحريرها من براثن العدوان.
من اللحظة الأولى لرفع الستار عن العرض، والروح الوطنية تنبض بقوة في أركان المسرح، واتضح ذلك جليا على وجوه الأطفال الذين بدا على ملامحهم التفاعل والانسجام الكبيرين مع كل مشهد وطني مؤثر، حيث كانت تخفق قلوبهم وتتسارع دقاتها كلما زاد إيقاع الأغاني الحماسية، التي غرست مشاعر الولاء والانتماء في نفوس النشء والأطفال.
انطلقت أحداث المسرحية من قصر ملك مخلص لوطنه وأمين على أموال شعبه، يتمنى لأبناء وطنه الخير كما يتمناه لنفسه ولابنته الأميرة «حلا»، لكن أحد الطامعين في كرسي الحكم من المقربين جداً منه يقف له بالمرصاد، ويتآمر ضده لاسقاط حكمه والاستيلاء على السلطة والثروة معاً. وبالرغم من أن هذا المتآمر شخصية نافذة في الدولة ويشغل منصباً سياسياً مرموقاً وحساساً، لكن الجشع أعمى بصيرته حتى استعان بعصابة ثلاثية، كان قد ساعدها على الهروب من السجن، لتنفيذ مشروع الانقلاب العسكري الذي خطط له طويلاً.
ويترأس العصابة مجرم خطير يدعى «النمرود»، فيما يساعده تابعان أحمقان هما «عصفور» و«دبور».
وما أن تنطلق ساعة الصفر، وينجح الانقلاب العسكري، حتى يتبدل حال المدينة التي كانت تعد واحة للأمن والأمان، لتصبح مدينة أشباح خاوية على عروشها وليس فيها سوى المخربين والسراق والسفاحين، أما المسؤول الخائن فلم يحصد مما زرعه سوى الأشواك، بعد ما ذاق الأمرّين بسبب غدره وخيانته، خصوصاً أنه خسر منصبه المرموق في النظام السابق، ولم ينل عرش الملك الذي كان يطمح له فتلاشت أحلامه، وصارت السلطة والجاه والنفوذ جميعها من نصيب «النمرود» وعصابته، ولم يحصل المسؤول الخائن ولو على مقعد بسيط في الحكومة الجديدة، بل أن الأقسى من ذلك أنه أضحى حبيساً خلف قضبان السجن، ككل العملاء والمتآمرين على أوطانهم ممن يعملون جنباً إلى جنب مع العدو.
وفيما كان أهل المدينة يكابدون ويلات الظلم والاضطهاد على أيدي جنود «النمرود»، كان قائد الجيش «الجنرال الشجاع» يقوم بتوحيد صفوف جيشه، لتحرير الوطن وإعادة الشرعية إلى الملك المخلوع، وبالفعل ينجح الجنرال في استعادة البلاد وتحريرها بمساعدة الأميرة «حلا»، التي كانت تعمل بصمت من دون علم أحد، إذ تغطي وجهها في لثام على طريقة أبطال المقاومة كي تبدو كالرجال شكلاً وموقفاً وبطولة.
فصول المسرحية تُذكر بالغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة، في الثاني من أغسطس العام 1990، لكن الفارق الوحيد بين الخيال المسرحي، وواقع المأساة التي حلت على دولة الكويت وقتذاك، هو أن النظام العراقي البائد لم يجد من الكويتيين خائناً أو عميلاً يمكن الاعتماد عليه، بل كان المواطنون يلتفون كطوق حب ووفاء حول قيادتهم السياسية، ووقفوا سداً منيعاً في طريق الغزاة.
ونجح أبطال المسرحية في أداء الأدوار المسندة إليهم وفي مقدمهم الفنانة غدير صفر التي لعبت دور «الأميرة حلا»، فضلاً عن الفنانة دانة عندما أدت دور ريم وصيفة الأميرة، كما أتقن الفنان عماد العكاري دور الملك بكل اقتدار، ومبارك سلطان في دور رئيس العصابة «النمرود»، كما أبدع جاسم عباس خلال تجسيد شخصية «عصفور»، في حين تألق كل من محمد الفيلكاوي في شخصية المسئول الخائن وبلال الشامي في شخصية «دبور» وياسر العماري في دور الجنرال الشجاع الذي يستعيد البلاد من سطوة المحتل، فيما كان للأداء الاستعراضي واللوحات الغنائية التي قدمتها جوقة الأطفال الاستعراضية بالغ الأثر في إيصال الرسائل الهادفة إلى المتلقي الصغير بسهولة ويسر.
يذكر أن مسرحية «حلا وعصابة الثلاثة» تأليف الناقد الصحافي حسين صالح وإخراج رازي الشطي، ولولوة الحسينان «مساعد مخرج» وثامر العماري «إشراف عام» وعبد الرضا الصائغ «ديكور» ونجود الصقهان «أزياء» وعبد العزيز اصبر «إضاءة».
هذا ملخص قصة مسرحية الأطفال الهادفة «حلا وعصابة الثلاثة»، التي عرضت مساء أول من أمس على مسرح الدسمة، ضمن المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة في دورته الـ17، والذي يأتي تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شهدت المسرحية حضوراً غفيراً، وعجت قاعة المسرح بالعشرات من الأطفال وأولياء الأمور، حيث حرص الجميع على الحضور في وقت مبكر، فيما تسمر كُلٍ في مقعده حتى انتهاء العرض المسرحي، الذي امتد نحو ساعة ونصف الساعة.
وحمل العرض حزمة من القيم التربوية والاجتماعية والتعليمية الفرعية، منها المحافظة على الصلاة في مواعيدها والشجاعة وحب الوطن والعلم، فيما بدا أن الهدف الأساس من المسرحية هو إظهار قيمة انتصار الخير على الشر، ودور المرأة في المجتمع والذي لا ينبغي أن ينحصر في العمل المنزلي فقط، بل أنها لا تقل أهمية عن الرجل في البناء والإعمار ولا يستهان بها في رفعة الأوطان وتحريرها من براثن العدوان.
من اللحظة الأولى لرفع الستار عن العرض، والروح الوطنية تنبض بقوة في أركان المسرح، واتضح ذلك جليا على وجوه الأطفال الذين بدا على ملامحهم التفاعل والانسجام الكبيرين مع كل مشهد وطني مؤثر، حيث كانت تخفق قلوبهم وتتسارع دقاتها كلما زاد إيقاع الأغاني الحماسية، التي غرست مشاعر الولاء والانتماء في نفوس النشء والأطفال.
انطلقت أحداث المسرحية من قصر ملك مخلص لوطنه وأمين على أموال شعبه، يتمنى لأبناء وطنه الخير كما يتمناه لنفسه ولابنته الأميرة «حلا»، لكن أحد الطامعين في كرسي الحكم من المقربين جداً منه يقف له بالمرصاد، ويتآمر ضده لاسقاط حكمه والاستيلاء على السلطة والثروة معاً. وبالرغم من أن هذا المتآمر شخصية نافذة في الدولة ويشغل منصباً سياسياً مرموقاً وحساساً، لكن الجشع أعمى بصيرته حتى استعان بعصابة ثلاثية، كان قد ساعدها على الهروب من السجن، لتنفيذ مشروع الانقلاب العسكري الذي خطط له طويلاً.
ويترأس العصابة مجرم خطير يدعى «النمرود»، فيما يساعده تابعان أحمقان هما «عصفور» و«دبور».
وما أن تنطلق ساعة الصفر، وينجح الانقلاب العسكري، حتى يتبدل حال المدينة التي كانت تعد واحة للأمن والأمان، لتصبح مدينة أشباح خاوية على عروشها وليس فيها سوى المخربين والسراق والسفاحين، أما المسؤول الخائن فلم يحصد مما زرعه سوى الأشواك، بعد ما ذاق الأمرّين بسبب غدره وخيانته، خصوصاً أنه خسر منصبه المرموق في النظام السابق، ولم ينل عرش الملك الذي كان يطمح له فتلاشت أحلامه، وصارت السلطة والجاه والنفوذ جميعها من نصيب «النمرود» وعصابته، ولم يحصل المسؤول الخائن ولو على مقعد بسيط في الحكومة الجديدة، بل أن الأقسى من ذلك أنه أضحى حبيساً خلف قضبان السجن، ككل العملاء والمتآمرين على أوطانهم ممن يعملون جنباً إلى جنب مع العدو.
وفيما كان أهل المدينة يكابدون ويلات الظلم والاضطهاد على أيدي جنود «النمرود»، كان قائد الجيش «الجنرال الشجاع» يقوم بتوحيد صفوف جيشه، لتحرير الوطن وإعادة الشرعية إلى الملك المخلوع، وبالفعل ينجح الجنرال في استعادة البلاد وتحريرها بمساعدة الأميرة «حلا»، التي كانت تعمل بصمت من دون علم أحد، إذ تغطي وجهها في لثام على طريقة أبطال المقاومة كي تبدو كالرجال شكلاً وموقفاً وبطولة.
فصول المسرحية تُذكر بالغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة، في الثاني من أغسطس العام 1990، لكن الفارق الوحيد بين الخيال المسرحي، وواقع المأساة التي حلت على دولة الكويت وقتذاك، هو أن النظام العراقي البائد لم يجد من الكويتيين خائناً أو عميلاً يمكن الاعتماد عليه، بل كان المواطنون يلتفون كطوق حب ووفاء حول قيادتهم السياسية، ووقفوا سداً منيعاً في طريق الغزاة.
ونجح أبطال المسرحية في أداء الأدوار المسندة إليهم وفي مقدمهم الفنانة غدير صفر التي لعبت دور «الأميرة حلا»، فضلاً عن الفنانة دانة عندما أدت دور ريم وصيفة الأميرة، كما أتقن الفنان عماد العكاري دور الملك بكل اقتدار، ومبارك سلطان في دور رئيس العصابة «النمرود»، كما أبدع جاسم عباس خلال تجسيد شخصية «عصفور»، في حين تألق كل من محمد الفيلكاوي في شخصية المسئول الخائن وبلال الشامي في شخصية «دبور» وياسر العماري في دور الجنرال الشجاع الذي يستعيد البلاد من سطوة المحتل، فيما كان للأداء الاستعراضي واللوحات الغنائية التي قدمتها جوقة الأطفال الاستعراضية بالغ الأثر في إيصال الرسائل الهادفة إلى المتلقي الصغير بسهولة ويسر.
يذكر أن مسرحية «حلا وعصابة الثلاثة» تأليف الناقد الصحافي حسين صالح وإخراج رازي الشطي، ولولوة الحسينان «مساعد مخرج» وثامر العماري «إشراف عام» وعبد الرضا الصائغ «ديكور» ونجود الصقهان «أزياء» وعبد العزيز اصبر «إضاءة».