«مؤشر» أجورهم يواصل الصعود بعد نجاحهم في دراما رمضان

«بورصة» الفنانين الشباب... «خضراء» !

تصغير
تكبير
للفنانين بورصة أيضاً!

وهي كنظيراتها من بورصات المال... لا تستقر على حال، وبين صعودها وهبوطها وتغير ألوان أسهمها بين الأخضر والأحمر... تخفق قلوب الفنانين وتتسارع دقات قلوبهم بين فرحة النجاح لأعمالهم وآلام الفشل والتراجع... فبعد كل عمل فني حسابات حتمية للربح والخسارة!


إحدى أهم الجلسات في بورصة الفن تلك التي تُعقَد دائماً عقب مواسم الدراما الرمضانية في الخليج... فبين تقدير أدبي وتقييم مادي تشتعل «تعاملات» المنتجين، معلنةً حركة أسهم الفنانين علواً وانخفاضاً، وفقاً لما قدموه من أدوار رضي بها الجمهور أو نفر منها، وتُلقي المنافسة بظلالها على السوق الفنية، فيخضرُّ سهم فنان، في حين يحمرُّ سهم فنان آخر، لترسم مفارقات اللونين خريطة الفنانين الذين سيطلون على الشاشة... في المستقبل!

وفي الدراما الخليجية، دأب الكثير من الفنانين الشباب على رفع أجورهم كل عام، والتوقيت دائماً بعد انتهاء الموسم الرمضاني.

«الراي» جالت في البورصة، واطلعت على آراء المتعاملين، واستكشفت وجهات نظر الفنانين، فهناك من يهتم بجودة الدور ورسالته بقطع النظر عن المردود المادي، في حين من يحدد لنفسه مقابلاً عالياً - بل ربما فلكياً - باعتبار الأجر مقياساً للنجاح وتقديراً للموهبة!

«الراي» رصدت التغير الذي طرأ على أجور عدد من الفنانين الشباب، وعلاقتها بالأداء الذي قدموه أمام الكاميرات أو على خشبات المسارح... والحصيلة نسجلها في هذه السطور:

البداية كانت مع الفنانة روان التي لم تخف أجرها الحقيقي، ولم تخجل من ذكر أنها لعبت أدوار الكومبارس في بداياتها، قائلة: «أول أجر تقاضيتُه كان مبلغاً زهيداً مقداره 20 ديناراً عن دور(الكومبارس) الذي أديته في المسلسل الاجتماعي (الين اليوم)، كما تقاضيت الأجر ذاته في مسلسل (صديقات العمر)».

ومضت روان تقول: «غير أن الوضع لم يدم طويلاً على هذه الحال، بل سرعان ما ارتفع أجري بعد ذلك، وخصوصاً في مسلسلي (للحب كلمة) و(ثريا)، إذ تلقيت من خلالهما مبلغاً قدره 200 ديناراً عن كل 3 حلقات»، مردفة: «ثم ازداد الأجر كثيراً في آخر أعمالي التلفزيونية، وهو مسلسل (لك يوم) للكاتب محمد النشمي وإخراج أحمد الشطي، حيث بلغ 2000 دينار، نظير مشاركتي في العمل ككل».

وقدمت روان في مسلسل «لك يوم» دور البطولة لأول مرة منذ بداية مشوارها الفني، حيث أطلت بشخصية «بشاير» الفتاة الفقيرة، التي تعمل في صناعة الحلوى داخل المنزل وتسويقها للزبائن عبر مواقع التواصل، ويأتي عملها كنوع من المساعدة لوالدتها - الفنانة هدى حسين - التي تحملت على عاتقها أعباء الحياة وعانت ضنك العيش، لكنها تواصل الكفاح بغية توفير حياة كريمة لأولادها.

ولم تنكر الفنانة روان الدور الكبير للمخرج محمد دحام الشمري في تقديم النصح إليها، عندما جمعتهما المصادفة في مسلسل «ثريا»، مشيرة إلى أنه كان يوجهها نحو اختيار الشخصية الفنية ذات القيمة العالية، بغض الطرف عن قيمة الأجر المادي الذي قد تتلقاه في هذا العمل أو ذاك، كاشفةً أنها بصدد المشاركة كضيفة شرف في مسلسل درامي جديد من إخراج لولوة عبد السلام، مفضلةً عدم الإفصاح عن تفاصيل العمل الذي يتم تصويره حالياً خلف سياج من السرية والتكتم الشديدين.

من جانبها عبّرت الفنانة رهف عن فرحتها العارمة، خاصة بعد نجاحها اللافت كممثلة للمرة الأولى في مشوارها الفني، عبر أداء دور«الغولة» في المسرحية العائلية التي تحمل الاسم ذاته.

وأشارت رهف إلى أنها تتحفظ عن ذكر أجرها المادي لأسباب خاصة، مكتفية بالقول: «الفنان والمنتج محمد الحملي كان كريماً و(حقاني) لأبعد الحدود، فهو لم يقصر معي فنياً أو مادياً، حيث أعطاني أجراً مُرضياً والحمد لله، ويوازي إلى حد ما أجور الفنانين الكبار»، مبينةً أنها قد تتنازل قليلاً عن أجرها المادي مقابل الحصول على دور مهم في عمل ذي مضامين عميقة، لكنها ترفض المجاملة أو الظهور بأدوار هزيلة وغير مؤثرة، بحسب تعبيرها.

في المقابل، أنحت الفنانة أبرار باللائمة على المنتجين، «ممن دأب الكثيرون منهم على بخس حقوق المواهب الشابة، فيما أسهم البعض منهم في رفع أجور فنانين آخرين، لا يتميزون عن غيرهم في الأداء أو الإبداع، وعلى رغم ذلك بلغت أجورهم أرقام فلكية»، موضحةً أن «الموهبة وحدها لا تكفي ما لم تصاحبها العلاقات والمجاملات، إضافة إلى التواصل الدائم بين الفنان والمنتج، وهذا ما لا أستطيع فعله على الإطلاق»، ومشيرة إلى أنها فنانة خجولة وليست ممن يطرقون الأبواب.

ولفتت أبرار إلى أن مسلسل «حبل المودة» للفنان عبد الحسين عبد الرضا، كان بوابة دخولها في عالم الفن والأضواء، كاشفة عن أنها تقاضت فيه أجراً زهيداً، لا يتجاوز 15 ديناراً عن الحلقة الواحدة، لكن شرف الوقوف أمام «بوعدنان» لا يقدر بثمن.

وأوضحت أن أجرها الحالي بلغ 50 ديناراً، وكان ذلك في آخر أعمالها الدرامية، وهو مسلسل «لك يوم»، موجهة في سياق حديثها الشكر والتقدير للفنانة هيا شعيبي التي رشحتها لتكون إحدى النجمات في العمل.

من زاويته أزاح الفنان الشاب بدر ناصر النقاب عن أجره المادي، مبيناً أن الأجور تتفاوت من عمل إلى آخر، كما أنها تزداد وتنخفض، بحسب مساحة الدور، وأهميته في تحريك الأحداث، ووفقاً لنوعية المنتج أيضا، سخياً كان أم بخيلاً، فبعض المنتجين يستعينون بمعادلة «القسمة المطولة» أحياناً لوضع أجور الممثلين، في حين لا يضن منتجون آخرون على من يتعاون معهم على المستويين الفني والمادي، مؤكداً أنه تقاضى مبلغاً قيمته 50 ديناراً نظير مشاركته في بعض حلقات المسلسل الكوميدي «واي فاي» على قناة MBC، والذي يعد أول أعماله التلفزيونية، في حين تضاعف أجره كثيراً في الفترة الأخيرة حيث وصل إلى 200 ديناراً في الحلقة، وكان ذلك خلال مشاركته في المسلسل البدوي «عين الهقاوي» للمخرج شعلان الدرباس والمنتج مزيد المعوشرجي.

وفي السياق ذاته، أكد الفنان سلطان الفرج أنه ليس هناك سقف محدد لأجور الفنانين، فهناك عوامل كثيرة تؤدي إلى تراجع أسهم الفنان، لعل أهمها الميزانية المرصودة للعمل الفني، فإذا كانت الميزانية ضعيفة وهشة فإنها تؤثر بالسلب في قيمة الأجر الذي يطلبه الفنان، الذي يُضطر إلى الموافقة أحياناً، لاسيما إن كان العمل يحمل في ثنايا حلقاته مضموناً فنياً عميقاً، أما في حال كانت الميزانية ضخمة، فإن الطلبات المادية حتماً سوف تختلف وترتفع.

وأشار الفرج إلى أنه تقاضى في بداياته مبلغاً لا يزيد على 45 ديناراً، وذلك في مسلسل «لاهوب» العام 2008، تأليف الكاتب والفنان أحمد جوهر وإخراج البيلي أحمد، موضحاً أن أجور الفنانين في الكويت متدنية جداً، بالمقارنة مع نظرائهم في الدول الخليجية والمنطقة العربية بأسرها.

ولفت إلى أن أعلى أجر تقاضاه منذ بداية مشواره الفني حتى الآن هو 680 ديناراً في الحلقة الواحدة، وكان ذلك خلال مشاركته في أحد الأعمال الكوميدية التي جرى تصويرها في المملكة العربية السعودية.

أما الفنانة نهى الأيوبي فأكدت أن أجرها المادي لا يزال ثابتاً ولم يتغير، لافتةً إلى أنه لم يتخط بعد حاجز المئة دينار، ومتمنيةً أن يرتفع أجرها في الأعمال المقبلة، خصوصاً عقب التجربة الجيدة التي خاضتها في مسلسل «أمنا رويحة اليّنة» للفنانة القديرة سعاد عبد الله.

وتطرقت الأيوبي إلى أن بدايتها الفنية كانت من خلال المسلسل الدرامي «انتقام عزيز» للمنتج والفنان نايف الراشد، الذي عُرض العام الماضي، مبينةً أنه من المبكر بالنسبة إليها الحديث عن زيادة الأجر، ومعتبرةً أنها لا تزال في بداية المشوار، كما أن هدفها من التمثيل هو ترك بصمة واضحة في هذا المجال، وليس جني الأموال من وراء الفن.

وعلى جانب آخر، أفصحت الأستاذة في قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية الفنانة غدير السبتي عن أنها تنازلت عن أجرها كاملاً في مسلسل «ثريا» الذي شهد ولادتها كممثلة، مقابل إثبات موهبتها في التمثيل، لاسيما أن وقوفها أمام كبار النجوم، وفي مقدمهم الفنانة القديرة سعاد عبد الله، اختصر من مشوارها الشيء الكثير، فضلاً عن أن الأجر المخصص لها في العمل ذاته كان متدنياً جداً، ويوازي إلى حد ما أجور «الكومبارس»، الأمر الذي دفعها إلى رفضه، خاصة أنها فنانة أكاديمية.

واعتبرت السبتي أن نجاحها في أكثر من عمل فني، وخلال فترة قصيرة، كان له بالغ الأثر في إثراء مسيرتها القصيرة جداً، مبينة في ختام حديثها أنها تقاضت في مسلسلي«النور» و«حال مناير» الأجر الذي تستحقه.

غدير السبتي

تنازلت عن المال ... من أجل النجومية

رهف

الحملي كان كريماً معي وأعطاني أجراً كالفنانين الكبار

نهى الأيوبي

أتقاضى مئة دينار في الحلقة الواحدة

بدر ناصر

تصاعد أجري كثيراً في مسلسل «عين الهقاوي»

سلطان الفرج

الفنان الكويتي ... الأقل أجراً في المنطقة

روان

20 ديناراً أول مبلغ تقاضيته ... والآن صار«2000»

أبرار

شرف الوقوف أمام «بوعدنان» ... لا يقدَّر بثمن
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي