اللحى الكثيفة صارت موضة عالمية ونقلها الشباب تقليداً لمشاهير الفن والرياضة

«هبستر بيرد» تغزو الجامعات في الكويت

u0627u0644u0644u062du064au0629 u0627u0644u0643u062bu064au0641u0629 u0635u0627u0631u062a u0645u0648u0636u0629 u0627u0644u0634u0628u0627u0628 u062du0627u0644u064au0627u064b
اللحية الكثيفة صارت موضة الشباب حالياً
تصغير
تكبير
• المسلسلات التركية المدبلجة وسلسلة مسلسل «باب الحارة» غيّرت نظرة الشباب للشنب ثم اللحية

• الموضة إطلاق اللحية بحجم قبضة اليد وبشكل كثيف مع المحافظة على الشوارب بالكثافة نفسها

• مواقع التواصل صارت ميداناً لتسويق الستايل الجديد واستمزاج الآراء وحصد الثناء

• محمد سالم: شباب يطلقونها تماشياً مع الموضة رغم عدم اقتناعهم بأنها تمنحهم منظراً جذّاباً

• علي العنزي: اللحية أكثر جاذبية في الرجل كونها تحتل مساحة كبيرة من الوجه وترسم ملامحه

• مهند جابر: الأفضل لمن يطلقون اللحية أن تكون اقتداء بسنة النبي وليس لتقليد المشاهير

• عبدالله الشمري: اللحية سابقاً كانت تشير إلى توجّه نفسي أو سياسي أما اليوم فصارت «ستايل»
منذ مدة ليست ببعيدة، لم تكن للِّحية نصيب في عالم الموضة و«الستايل»، حيث كان الاتجاه السائد بين الشباب حلاقتها أو إبقاء شيء بسيط منها، ومن كان يُبقي على لحيته أو شنبه من أجل الـ«ستايل» كان «شاذا»، ولم تكن موضته مستساغة من قبل الآخرين، كونها قد تُعرب عن شخص انطوائي وغريب في المجتمع، ولا يتبع روح العصر.

ومع مرور الأيام، وكما هي طبيعة أغلب البشر في نظرتهم للأمور، اختلفت الموازين وانقلبت مفاهيم الـ«ستايل» بكل سهولة في أذهان الناس!، وأصبح من يطلق شاربه ولحيته هو الرجل العصري والمتماشي مع روح العالم، وبفضل عدة عوامل أبرزها انتشار المسلسلات التركية المدبلجة في فضائياتنا العربية وسلسلة مسلسلات باب الحارة، بدأ العديد من الشباب منذ وقت قريب بإبعاد المقص كلياً عن شواربهم، حيث عمد الكثير منهم إلى إطلاق الشنب محاولة منهم محاكاة الفنانين الأتراك والسوريين أصحاب الشوارب «المبرومة»، كي يجذبوا الأنظار لهم، مثلما جذب هؤلاء الفنانون الملايين نحو شاشة التلفاز!

وقبل أن تعلن موضة الشنب نهاية عمرها الافتراضي، جاءت هذه المرة موضة اللحى الكثيفة أو كما يطلق عليها Hipster Beard «مستوحاة من أميركيي المناطق الباردة»، ليلتقي الشنب واللحية معاً بتلاؤم، بعد فراق طويل في عالم الموضة، حيث يعمد أتباع هذه الموضة إلى إطلاق لحيتهم لما هو أقرب إلى حجم قبضة اليد وتربيتها على أن تظهر بشكل كثيف، مع المحافظة على الشوارب بحجم الكثافة نفسه الذي تحظى به اللحية.

وقد وجدت هذه الموضة كغيرها من الموضات الأخرى أنصاراً لها، في ربوع جامعات الكويت وكلياتها المختلفة، حيث بدأ العديد من الطلبة اقتفاء أثر الفنانين والمشاهير، من خلال العزوف عن الذهاب إلى الحلاق والإبقاء على الشارب واللحية ينميان بحرية، فبالرغم من حرارة الطقس تستطيع أن تلحظ معركة موضة حامية الوطيس في الحرم الجامعي، مرة تجدها من أنصار الشنب المبروم، ومرة من أصحاب اللحية الكثيفة.

يقول الطالب محمد السالم «أعرف أحد الأصدقاء، عمد خلال الفترة الماضية إلى تربية لحيته وتكثيفها كما هو الشائع اليوم بين الشباب في موضة لحية الهبستر، وعندما سألته عن سبب ذلك قال إنه يريد أن يتماشى مع الموضة بالرغم من أنه ليس معجباً بها، وغير مقتنع بأنها تمنح الشاب منظرا جذابا»، ويبين السالم أن حب التغيير ربما يكون هو السبب الرئيسي لاتجاه الشباب نحو هذه الموضة، فالإنسان أحيانا قد لا يدرك قيمة الأشياء على حقيقتها إلا حينما يجربها بنفسه، عندها سيستطيع الحكم على مدى قبحها أو حسنها.

ويحرص العديد من الشباب أصحاب لحية الهبستر إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعية لتسويق ذواتهم، وجلب أكبر عدد من المتابعين بغية لفت الأنظار إليهم، فمثل هذه الوسائل تمكنهم من معرفة رأي أكبر عدد من الجماهير في مدى جاذبية وجمال منظرهم، والناظر للتعليقات التي يطلقها المتابعون لهم يجدها في الأغلب تأتي على شكل ثناء ومديح لهم، ويزداد أصحاب هذه الموضة ثقة بما ذهبوا إليه من موضة خصوصا إذا أبدى أحدهم/ إحداهن إعجابه وقال له أنت «كيوت» Cute!.

ويرى الطالب علي العنزي أن اللحية هي الأكثر جاذبية في وجه الرجل، كونها تحتل مساحة كبيرة من الوجه وبالتالي قدرتها على رسم ملامح الشخص بشكل أكبر، وهذا ما يبحث عنه بعض الشباب الجامعي كي يبدون أكثر وسامة وجذباً بين رفاقهم، مبيناً أن هناك أهمية أخرى لإطالة الشنب واللحية بالنسبة للشباب كون بعض الطلبة لا يعقدون العهود إلا على شواربهم ولحاهم، فهما يمثلان معنى الرجولة الحقيقي لدى البعض.

من جهته، يؤكد مهند جابر أن هناك الكثير من البشر ممن لا يزالون يقيّمون الإنسان تبعاً لمظهره الخارجي، وبالتالي فإن انتشار أي موضة بين البشر لا تنفك عن هذا المفهوم خصوصاً مع شغف الناس لحب كل ما هو متداول ومنتشر واتباع كل صيحة موضة جديدة، مبيناً أنه ليس بالضرورة أن يكون المظهر الخارجي تقييماً للإنسان كون أن جوهر الإنسان لا يكمن في مظهره، بل في عقله وسلوكياته، مضيفاً بقوله: من الأفضل على من يطلقون اللحية من هؤلاء الشباب أن تكون تحت عنوان الاقتداء بسنة النبي الأكرم، وليس بعنوان تقليد المشاهير.

بدوره يوضح عبدالله الشمري أنه في السابق كان الرجل الذي يطلق لحيته إما بسبب مروره بأزمة ما أو بإهمال متعمد من قبله، أو للإعراب عن تدينه أو توجهاً سياسياً معيناً، أما اليوم فقد أصبحت موضة وبات من الصعب التفريق بين الملتحي الملتزم بدينه وبين الآخرين الذين يتبعونها كموضة، ويتابع الشمري قائلا: يلجأ إلى هذه الموضة من يفتقدون الجمال أو من يعانون من حبِّ الشباب، ويغلب على مقلدي هذه الموضة شغفهم الدائم في لفت انتباه الآخرين نحوهم، ربما قد يكون مرجع ذلك نقص في الذات، يعانون منه، أو سعيهم نحو تكوين علاقات اجتماعية أكبر.

انتشار اللحية الطويلة يفقدها جاذبيتها

رغم هذا الانتشار اللافت لهذه الموضة بين الشباب، فإن دراسة حديثة أجراها عدد من العلماء أكدت أن جاذبية اللحية تعتمد على مدى شيوعها كموضة، فإذا كانت أكثر انتشاراً تراجعت جاذبيتها.

ويقول العلماء المشاركون في الدراسة، التي نُشرت في دورية «Biology Letters» التابعة للجمعية الملكية في بريطانيا، إنه ما إن تصل موضة إطلاق اللحى إلى ذروتها حتى تبدأ في الاختفاء تدريجياً لتتراجع جاذبيتها، وهو اتجاه ربما نشهده حاليا.

ويقول البروفيسور بروكس، أحد معدي هذه الدراسة، أن انتشار نمط معين من اللحية ينعكس سلباً على تفضيل هذا النمط، الأمر الذي يسهم في تغيير الموضة، ويقول: أعتقد أن أحد أسباب عودة اللحية إلى الظهور هو هذا الوقت الصعب، حيث يسعى الشباب الذين يتنافسون للحصول على فرصة عمل إلى جذب انتباه أصحاب العمل ومن ثم فإن إظهار بعض السمات الذكورية ربما يحقق الهدف.

ويضيف قائلاً: في السبعينات من القرن الماضي كانت الشوارب طويلة ومعقوفة، وفي الثمانينات أصبحت الموضة في الشوارب الكثيفة، وفي التسعينات رأينا أشخاصاً كثيرين يحلقون ذقونهم والآن تعود موضة اللحية الكثيفة من جديد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي