«ولد الديرة» استعاد تألقه وزرع الضحكات على خشبة المسرح
«هذا هو الكويتي»... وحدة وطنية وظواهر سلبية!

مشهد من المسرحية

بيهانا وبيبي أحمد

جمهور النادي العربي (تصوير طارق عزالدين)

رابطة جمهور القادسية

مشهد من المسرحية

بيهانا وبيبي أحمد

جمهور النادي العربي (تصوير طارق عزالدين)

رابطة جمهور القادسية






• المسرحية نكأت جراح الرياضة والملاعب في البلاد
«ولد الديرة» يعود بعد غياب... يزرع «سخريته» على خشبة المسرح، ليثير عواصف الضحك في صفوف الجمهور!
ففي مسرحية «هذا هو الكويتي»، التي تُعرَض حالياً، أثبت الفنان خالد العقروقة «ولد الديرة»، بما لا يدع مجالاً للشك، قدرته المتواصلة على العطاء والتألق (اللذين اشتاق إليهما محبوه فترةً طويلة)، خصوصاً أن غيبته العلاجية التي امتدت ستة أعوام لم تُنسِ الجمهور مسرحياتٍ لا تزال باقيةً في الذاكرة قدمها العقروقة عاشق المسرح قبل عقود مضت، ومنها «الكرة مدورة» و«لولاكي»!
عجت قاعة عبد العزيز الخطيب، في النادي العربي الرياضي، طوال أيام عيد الفطر، بحشد من جمهور «أبو الفنون»، تسمروا في مقاعدهم بينما تعلقت عيونهم بخشبة المسرح لمتابعة «هذا هو الكويتي»، حيث ظل نهر المتعة والترفيه ينساب أكثر من ساعتين.
وشهدت الخشبة مبارزة كوميدية حامية، لا تخلو من الإسقاطات السياسية، وروح الدعابة التي اشتهر بها الفنان ولد الديرة الذي استعاد تألقه، وبدا أكثر نشاطاً ومرونة، وكأنه خضع لبرنامج رياضي منتظم قبل الشروع في العرض المسرحي، فيما تألق الكوميديان شهاب حاجية في «كراكترات»عديدة، حيث تقمص شخصيات متنوعة، ولاسيما شخصية الرجل «الصعيدي» إلى جانب الفنان سلطان الفرج الذي أبدع هو الآخر في أداء دور الطفل الصغير، على الرغم من بنيته الجسمانية التي تناقض - شكلياً - الدور المنوط به، فضلاً عن الفنانة بيهانا التي أجادت تقديم شخصية «البوية»، لاسيما أنها لم تقدم مثل هذا الدور من قبل، إذ أتقنت حركات الفتاة الطائشة التي تتشبه بالأولاد وتتصرف بـ«صبيانية».
أما الفنانة منال الجار الله فكان حضورها مميزاً، وبذلت جهداً ملحوظاً لتنويع أدائها في «الكراكترات» التي جسدتها في سياق المسرحية، منها دور الأم ودور الصحافية، بينما يُحسب للفنانة بيبي أحمد تميزها الشديد في أداء كل الأدوار المسندة إليها، خصوصاً أنها لم تحظ بفرصة الوقوف على خشبة المسرح قبل «هذا هو الكويتي».
ونجح فريق العمل بقيادة المخرج عيسى الحمر، والكاتب نايف الراشد في إظهار العرض المسرحي في أبهى صورة، وجاءت الديكورات متطابقة مع اللوحات الفنية، ومنسجمة مع الغرض والرسالة المطلوب تحقيقهما، في حين أبدع بقية الفنانين في أداء «الكراكترات» والأدوار المسندة إليهم على اختلافها. تدور أحداث المسرحية عبر لوحات فنية واستعراضية وغنائية عديدة، ترصد كل منها إحدى الظواهر السلبية التي تشيع في المجتمع الكويتي على غرار ظاهرة التحرش اللفظي الذي تتعرض له الفتاة من جانب الشباب في المجمعات التجارية، وما يحدث من معاكسات غير مقبولة في الأسواق التي تخلو من الزبائن في حين تكتظ بـ «المغازلجية»، وتؤدي هذه المعاكسات في أحيان كثيرة إلى اندلاع مُشادات كلامية بين ذوي الفتيات والمتسكعين، تتطور أحياناً لتصل إلى حد الاشتباك بالأيدي والأدوات الحادة، لتنتهي إلى ما لا تُحمد عقباه!
المسرحية تسلط الضوء أيضاً على حال الملاعب الكروية التي صارت تعاني الكثير من الآفات، إضافة إلى تردي وضع الأندية الرياضية في البلاد حالياً، والمعارك الكلامية التي تنشب بين اللاعبين من حين إلى آخر، فضلاً عن تعامل البعض منهم مع حكام المباريات بكل قسوة وعنف داخل المستطيل الأخضر. إحدى لوحات المسرحية تكشف هوس البعض بالتقاط الصور وظاهرة «السيلفي» التي اجتاحت الجميع، حيث يتسابق الجميع لعرض الصور على «إنستغرام» و«سناب شات»، في حين تقرع لوحة «مغردجي» نواقيس الخطر من الغزو الفكري الآتي عبر مواقع التواصل، والاستخدام المفرط وغير المبرر لتطبيقات «السوشال ميديا»، متناسين فضيلة التواصل الحقيقي عبر زيارة الأهل والأقارب، إلى حد انقطاع الصلة بين الأرحام، بل ربما بين أعضاء الأسرة الواحدة!
لا يخلو العرض من الإسقاطات السياسية، إذ يتطرق إلى بعض الشخصيات التي تحوم حولها الشبهات الجنائية، لاسيما سُراق المال العام وأباطرة المناقصات، إلى جانب تسليط الضوء على بعض السياسيين، ممن تسميهم المسرحية أصحاب الأجندات الخاصة.
وفي المشاهد الأخيرة، وقبيل أن يُسدل الستار، استحضر نجوم «هذا هو الكويتي» شهداء بيت القرين (أثناء الغزو الغاشم)، مذكرين بالمثال الرائع: خيرة شهداء الكويت، حيث يدخل الراوي ويخاطب الجمهور قائلاً: «يا أهل الكويت، كان السني والشيعي يداً واحدةً في البناء والإعمار، مثلما كان الحضري والبدوي على قلب واحد في المقاومة والتحرير، وفي بيت القرين امتزجت دماء الشهداء مع بعضها، وتخضبت في حب الكويت من دون تمييز بين هذا أو ذاك».
يذكر أن مسرحية «هذا هو الكويتي»، من تأليف نايف الراشد، وإخراج صالح الحمر، وبطولة ولد الديرة وشهاب حاجية وسلطان الفرج وبيبي أحمد وبيهانا وفرحان العلي وبدر ناصر، إلى جانب باقة من الفنانين الشباب، فيما صاغ النص الغنائي الشاعر الشيخ دعيج الخليفة، والعمل من إنتاج مؤسسة النايف للإنتاج الفني.
ففي مسرحية «هذا هو الكويتي»، التي تُعرَض حالياً، أثبت الفنان خالد العقروقة «ولد الديرة»، بما لا يدع مجالاً للشك، قدرته المتواصلة على العطاء والتألق (اللذين اشتاق إليهما محبوه فترةً طويلة)، خصوصاً أن غيبته العلاجية التي امتدت ستة أعوام لم تُنسِ الجمهور مسرحياتٍ لا تزال باقيةً في الذاكرة قدمها العقروقة عاشق المسرح قبل عقود مضت، ومنها «الكرة مدورة» و«لولاكي»!
عجت قاعة عبد العزيز الخطيب، في النادي العربي الرياضي، طوال أيام عيد الفطر، بحشد من جمهور «أبو الفنون»، تسمروا في مقاعدهم بينما تعلقت عيونهم بخشبة المسرح لمتابعة «هذا هو الكويتي»، حيث ظل نهر المتعة والترفيه ينساب أكثر من ساعتين.
وشهدت الخشبة مبارزة كوميدية حامية، لا تخلو من الإسقاطات السياسية، وروح الدعابة التي اشتهر بها الفنان ولد الديرة الذي استعاد تألقه، وبدا أكثر نشاطاً ومرونة، وكأنه خضع لبرنامج رياضي منتظم قبل الشروع في العرض المسرحي، فيما تألق الكوميديان شهاب حاجية في «كراكترات»عديدة، حيث تقمص شخصيات متنوعة، ولاسيما شخصية الرجل «الصعيدي» إلى جانب الفنان سلطان الفرج الذي أبدع هو الآخر في أداء دور الطفل الصغير، على الرغم من بنيته الجسمانية التي تناقض - شكلياً - الدور المنوط به، فضلاً عن الفنانة بيهانا التي أجادت تقديم شخصية «البوية»، لاسيما أنها لم تقدم مثل هذا الدور من قبل، إذ أتقنت حركات الفتاة الطائشة التي تتشبه بالأولاد وتتصرف بـ«صبيانية».
أما الفنانة منال الجار الله فكان حضورها مميزاً، وبذلت جهداً ملحوظاً لتنويع أدائها في «الكراكترات» التي جسدتها في سياق المسرحية، منها دور الأم ودور الصحافية، بينما يُحسب للفنانة بيبي أحمد تميزها الشديد في أداء كل الأدوار المسندة إليها، خصوصاً أنها لم تحظ بفرصة الوقوف على خشبة المسرح قبل «هذا هو الكويتي».
ونجح فريق العمل بقيادة المخرج عيسى الحمر، والكاتب نايف الراشد في إظهار العرض المسرحي في أبهى صورة، وجاءت الديكورات متطابقة مع اللوحات الفنية، ومنسجمة مع الغرض والرسالة المطلوب تحقيقهما، في حين أبدع بقية الفنانين في أداء «الكراكترات» والأدوار المسندة إليهم على اختلافها. تدور أحداث المسرحية عبر لوحات فنية واستعراضية وغنائية عديدة، ترصد كل منها إحدى الظواهر السلبية التي تشيع في المجتمع الكويتي على غرار ظاهرة التحرش اللفظي الذي تتعرض له الفتاة من جانب الشباب في المجمعات التجارية، وما يحدث من معاكسات غير مقبولة في الأسواق التي تخلو من الزبائن في حين تكتظ بـ «المغازلجية»، وتؤدي هذه المعاكسات في أحيان كثيرة إلى اندلاع مُشادات كلامية بين ذوي الفتيات والمتسكعين، تتطور أحياناً لتصل إلى حد الاشتباك بالأيدي والأدوات الحادة، لتنتهي إلى ما لا تُحمد عقباه!
المسرحية تسلط الضوء أيضاً على حال الملاعب الكروية التي صارت تعاني الكثير من الآفات، إضافة إلى تردي وضع الأندية الرياضية في البلاد حالياً، والمعارك الكلامية التي تنشب بين اللاعبين من حين إلى آخر، فضلاً عن تعامل البعض منهم مع حكام المباريات بكل قسوة وعنف داخل المستطيل الأخضر. إحدى لوحات المسرحية تكشف هوس البعض بالتقاط الصور وظاهرة «السيلفي» التي اجتاحت الجميع، حيث يتسابق الجميع لعرض الصور على «إنستغرام» و«سناب شات»، في حين تقرع لوحة «مغردجي» نواقيس الخطر من الغزو الفكري الآتي عبر مواقع التواصل، والاستخدام المفرط وغير المبرر لتطبيقات «السوشال ميديا»، متناسين فضيلة التواصل الحقيقي عبر زيارة الأهل والأقارب، إلى حد انقطاع الصلة بين الأرحام، بل ربما بين أعضاء الأسرة الواحدة!
لا يخلو العرض من الإسقاطات السياسية، إذ يتطرق إلى بعض الشخصيات التي تحوم حولها الشبهات الجنائية، لاسيما سُراق المال العام وأباطرة المناقصات، إلى جانب تسليط الضوء على بعض السياسيين، ممن تسميهم المسرحية أصحاب الأجندات الخاصة.
وفي المشاهد الأخيرة، وقبيل أن يُسدل الستار، استحضر نجوم «هذا هو الكويتي» شهداء بيت القرين (أثناء الغزو الغاشم)، مذكرين بالمثال الرائع: خيرة شهداء الكويت، حيث يدخل الراوي ويخاطب الجمهور قائلاً: «يا أهل الكويت، كان السني والشيعي يداً واحدةً في البناء والإعمار، مثلما كان الحضري والبدوي على قلب واحد في المقاومة والتحرير، وفي بيت القرين امتزجت دماء الشهداء مع بعضها، وتخضبت في حب الكويت من دون تمييز بين هذا أو ذاك».
يذكر أن مسرحية «هذا هو الكويتي»، من تأليف نايف الراشد، وإخراج صالح الحمر، وبطولة ولد الديرة وشهاب حاجية وسلطان الفرج وبيبي أحمد وبيهانا وفرحان العلي وبدر ناصر، إلى جانب باقة من الفنانين الشباب، فيما صاغ النص الغنائي الشاعر الشيخ دعيج الخليفة، والعمل من إنتاج مؤسسة النايف للإنتاج الفني.