«الأستاذ الأعظم» رئيس محفل نور الحكمة اللبناني سليم عبيد يكشف لـ «الراي» أسرار الماسونيين الكويتيين

1500 كويتي يترددون على المحافل الماسونية

تصغير
تكبير
• الماسونية طريق لا يسلكها البسطاء السطحيون الذين تعوزهم الخبرة والمعرفة بل الرجال الأقوياء القادرون المؤمنون

• لسنا ملحدين وندعم القيم الدينية ولا علاقة بيننا وبين إسرائيل

• كويتيون ماسونيون وصلوا للدرجة 33 أعلى المراتب الماسونية

• محافل ماسونية رفضت انضمام كويتيين لكونهم غير مؤهلين وغير جديرين بالمسؤولية

• ضم الماسونيين الكويتيين يكون عبر التواصل مع شخص ماسوني أو عبر أحد المحافل

• يشغل بالي عدم وجود محفل ماسوني رسمي وعلني في الكويت وأطالب بمحافل في كل بيت

• الكويتيون أكثر إقبالاً على الانضمام للماسونية من الكويتيات

• تركيزنا على الكويت ليس مرده ارتفاع مستوى المعيشة

• ممنوع التحدث في الدين والسياسة داخل محافلنا

• التزكية من قبل شخصين ماسونيين على الأقل وبلوغ 18 سنة من أهم شروط الانضمام لعالم الماسونية
«1500 كويتي يترددون على المحافل الماسونية في لبنان وغيرها من البلدان التي يوجد بها محافل». هذا ما كشف عنه رئيس محفل نور الحكمة اللبناني سليم عبيد.

عبيد، الذي وصل لمرتبة الأستاذ الأعظم كونه أحد كبار الشخصيات الماسونية في العالم العربي، أعلن عبر «الراي» عن «وصول عدد من هؤلاء الكويتيين إلى المرتبة 33 وهي أعلى درجة في عالم الماسونية الغامض»، مشيراً إلى ان «ضم الماسونيين الكويتيين يكون عبر التواصل مع شخص ماسوني أو من خلال التواصل مباشرة مع أحد المحافل الماسونية».


وأشار عبيد إلى ان «قبول الكويتي في عالم الماسونية يأتي بعد الاستفسار عنه والتأكد من أنه مؤمن بالله تعالى، منتسباً لدين سماوي، محترما معتقدات الآخرين، متمتعاً بحقوقه كافة وحسن السيرة، مثقف، كفوء واجتماعي، وعلى درجة عالية من الوعي وأن يكون محترماً قوانين الوطن والدولة»، مشدداً على ان «الكويتيين الماسونيين حريصين على التردد على المحافل الماسونية لأنهم أخوة صادقون لا يبتعدون كثيراً عنها كي يستمروا بالتواصل مع إخوانهم».

وكشف عبيد في حوار مع «الراي» النقاب عن «رفض المحافل الماسونية انضمام عدد من الكويتيين»، معللاً ذلك بالقول «لكونهم غير مؤهلين لذلك وغير جديرين بالمسؤولية»، مطالباً في الوقت ذاته بإنشاء وتشييد محافل ماسونية في الكويت.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان تركيز القيادات الماسونية على الكويت مرده ارتفاع مستوى المعيشة بها، أجاب عبيد «نحن نركز على البشر أينما وجدوا وعلى قيمهم الروحية العالية، فلا يهمنا كماسونيين المال لأنه وسيلة وليس غاية، وإنما يهمنا الإنسان نفسه لأنه هو الأساس وليس أي شيء آخر، كما ان الماسونية هي مدرسة التواضع وترياق للكبرياء، وهذا دليل ان المال غير أساسي في تقييمنا للمجتمعات والحضارات».

وفي ما يلي نص الحوار:

? من هم الماسونيون؟

- هم روح هذه الدنيا وجوهر كل فضيلة، تساموا وارتقوا بفضل معلمهم فآخرهم الأول، ولن يصل أحد حيث تطأ اقدامهم، فدأبهم حفظ العهود وسرهم مصان، فلا يخشون سطوة جاهل غارق في حفر التاريخ، وقد شرفوني بالقبول لديهم وبينهم فأصبحت منهم ولهم ومعهم.

? وما أهداف الماسونية؟

- نشر جميع الفضائل والقيم الإنسانية على وجه الكرة الأرضية وزرع المحبة بين بني البشر مع الايمان المطلق بالله ورسله، كما إننا نعمل لترك عالم أفضل لأبنائنا والأجيال القادمة.

لذلك تُلزم الماسونية من يود الانتساب إليها التخلي عند باب هيكلها عن كل غرائزه وتطرفه ومشاعر الحقد والضغينة تجاه الآخرين، وتفرض عليه تجاوز حواجز الفرقة الدينية والسياسية والعنصرية والفوارق الاجتماعية واللغوية، لكي يلبس على باب الهيكل الزي الماسوني الأخوي ليكون إنسانا يحتضن أخيه الإنسان شرط ألا يكون هناك أي تضارب مع مصلحة وطنه ومجتمعه وإيمانه الجوهري الديني والعقائدي.

فالماسونية طريق لا يسلكها البسطاء السطحيون الذين تعوزهم الخبرة والمعرفة بل الرجال الأقوياء القادرون المؤمنون بالله والذين يهدفون الى الارتفاع بعقولهم وعملهم إلى مستوى حياة القديسين والأبطال والعظماء، بل إنها علمتنا أن الأمر الوحيد الذي تستحقه الحياة هو أن نقول الحقيقة ونعمل لأجلها ونحن على يقين بأنه لن تستطيع ظلمات الكون بأسره أن تطفئ نور شمعة.

? وما الطقوس التي تمارسونها؟

- الماسونية هي مجموعة من العقائد الأخلاقية مثل الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة. وعلى الماسونيين تطبيق هذه المبادئ طيلة حياتهم. كما ان الماسونية درجات يتدرج العضو فيها على شكل طقوس من مرتبة مبتدئ إلى مرتبة خبير، ويتم التدرج في المراتب اعتماداً على قدرة العضو على إدراك حقيقة نفسه والعالم المحيط به وعلاقته بالخالق الأعظم الذي يؤمن به بغض النظر عن الدين الذي ينتسب اليه. ومن بين العبارات التي يتم استخدامها عادة «أيها الإله القادر على كل شيء، القاهر فوق عباده، أنعم علينا بعنايتك، وتجلّ على هذه الحضرة ببركتك ووفق عبدك - هذا الطالب – طالب الدخول في عشيرتنا، عشيرة البنائين الأحرار إلى صرف حياته في طاعتك، ليكون لنا أخاً مخلصاً حقيقياً، وتسبيح اسمك الأعلى، آمين».

? كم عدد الماسونيين الكويتيين؟

- في العالم مئات آلاف من المحافل يتبعون طقوسا ماسونية عدة. لذلك تجد عددا كبيرا من الإخوة ينتمون إلى عدد من هذه المحافل علناً او سراً، ومن الصعب ان يتم تحديد عدد هؤلاء، أما في الكويت ففيها من الخير ما يكفي، فثمة قرابة 1500 كويتي يترددون على المحافل الماسونية في لبنان وغيرها، وآمل أن تسمحوا لي ومن صحيفتكم الكريمة بتوجيه تحيه وسلام الى جميع الأحبة الكويتيين.

? ما الرتب القيادية التي وصل إليها الماسونيون الكويتيون؟

- يملك الأخوة الماسونيون الأحباء في الكويت الجوهر الحقيقي للبنائيين الأحرار، وهذا الشيء هو المهم لأنه سيرتقي بهم درجة بعد درجة، أما عن الدرجات فمنهم من وصل للمرتبة الأعلى وهي 33، ومنهم ما زال يعمل للوصول اليها.

? وما آلية ضم الكويتيين لعالم الماسونية؟

- الماسونيون موجودون في كل أصقاع الأرض، فأينما يصل شعاع نور الشمس يكون هناك ماسون، أما عن انضمام الراغبين من الكويت فيتم عبر أخ ماسوني معروف أو عبر محفل ماسوني ممكن الاتصال به، ونحن نرحب بكل راغب بالانضمام إلينا ولديه طموح كي يكون بين صفوف العظماء.

? وكيف يتم اختيارهم؟

- يتم اختيار طالب النور الجديد بعد الاستفسار عنه والتأكد من أنه مؤمن بالله تعالى منتسباً لدين سماوي محترما معتقدات الآخرين متمتعاً بحقوقه كافة وحسن السيرة، مثقف، كفوء واجتماعي، وعلى درجة عالية من الوعي، وأن يكون محترماً قوانين الوطن والدولة، قاطعاً عهد الولاء لدستوره والدفاع عنه. ولكي يصبح الفرد أخاً في الماسونية يجب عليه أن يقدم طلباً الى أي محفل يمكن الاتصال به، حيث يتم قبول الفرد أو رفضه في اقتراع بين أعضاء ذلك المحفل، ففي بعض المقرات صوت واحد رافض يعتبر كافياً لرفض عضوية هذا الشخص.

ومن متطلبات القبول أن يكون رجلاً حر الإرادة، يؤمن بوجود خالق أعظم بغض النظر عن ديانة الشخص، بلغ 18 سنة من العمر، وفي بعض المحافل 21 سنة من العمر، سليم العقل والجسد وذو أخلاق حسنة وسمعة طيبة، وأن تتم تزكيته من قبل شخصين ماسونيين على الأقل، ومن يفقد أحد هذه الشروط يتم رفض طلبه أو التحفظ عليه.

? هل الكويتيون حريصون على التردد على المحافل الماسونية؟

- نعم بالتأكيد لأنهم أخوة صادقون لا يبتعدون كثيراً عن محافلهم كي يستمروا بالتواصل مع إخوانهم.

? هل تشغلكم فكرة عدم وجود محفل ماسوني في الكويت؟

كلما أضيء نور شمعة تبدد ظلاما، نعم يشغل بالي عدم وجود محفل ماسوني رسمي وعلني في الكويت، لأنني مؤمن بأن حرية الانسان تتمثل بتمكنه من ان ينتمي الى أي مدرسة ثقافية أخلاقية عالية يرتاح لها ضميره ويمارس طقوسها فكيف بالأحرى الماسونية الكونية، لذلك أطالب بتشييد محفل ماسوني بكل بيت ليس بالكويت فحسب بل بكل مكان على سطح الكرة الأرضية، لأنه السبيل الوحيد لتعميم المحبة الإنسانية بين بني البشر وتحقيق ارادة الله بالخير والارتقاء نحو الكمال.

? هل ثمة كويتيون تم رفض انضمامهم للماسونية؟ ولماذا؟

- نعم لكونهم غير مؤهلين لذلك وغير جديرين بالمسؤولية، وهنا يجدر ذكر حكمة لأحد الحكماء «لا تضعوا الحكمة بغير أهلها فتظلموها، ولا تحرموا الحكمة من أهلها فتظلموهم».

? هل الإقبال على الانضمام أكبر بالنسبة للكويتيين أم الكويتيات؟

- بشكل عام تعتبر الماسونية منظمة أخوية، وعلى هذا لم يسمح للسيدات بالانضمام لها في العهد القديم إلا في حالات نادرة، ومنها على سبيل المثال قبول عضوية السيدة إليزابيث أولدورث المتوفية عام 1773 ميلادية، لذلك الاقبال الأكبر هو من ناحية الإخوة الكويتيين.

? هل يرجع تركيزكم على الكويت لارتفاع مستوى المعيشة فيها؟

- نحن نركز على البشر أينما وجدوا وعلى قيمهم الروحية العالية، فلا يهمنا كماسونيين المال لأنه وسيلة وليس غاية، وإنما يهمنا الإنسان نفسه لأنه هو الأساس وليس أي شيء آخر، كما ان الماسونية هي مدرسة التواضع وترياق للكبرياء، وهذا دليل ان المال غير أساسي في تقييمنا للمجتمعات والحضارات.

? ما ردكم على من يكفر الماسونيين؟

- الماسونية غير ملحدة بل إنها تدعم القيم الدينية نفسها، فلا يمكن لأي ملحد أحمق او غير مؤمن بالله تعالى الدخول إليها. وكما تعلمون بأن معظم حكام بلاد هذه الكرة الأرضية هم من الاخوة الماسونيين، فلم نر بلداً واحداً منع مواطنا واحدا من أداء شعائره الدينية أو حظر بناء المعابد أو الكنائس أو الجوامع، فمن الظلم قول ذلك.

ففي داخل محافلنا يمنع علينا التحدث بأمور السياسة والدين، لكن خارجها على الأخوة الماسونيين اعتناق أي دين سماوي وممارسة شعائره وفروضه كما لنا حرية الانتماء لأي عقيدة سياسية أو مبادئ إنسانية يرتاح لها ضميرنا.

? هل فعلاً الماسونية أداة بيد الصهيونية العالمية؟

- قطعاً لا علاقة بين الماسونية وإسرائيل لأن الماسونية تحارب العنصرية والتطرف أينما وجدوا، لذا فلا يمكن أن تلتقي البنائية الحرة مع الصهيونية أو أي حركة عنصرية ضد الإنسانية، فمن الخطأ الربط بينهما إعلاميا أو بأي مجال آخر، وهذا ان دل على شيء فانه يدل عن جهل الناطق عن حقيقة وجوهر وتاريخ الماسونية، فتاريخ الماسونية قديم جداً جداً وكل الأمم تحاول أن تنسب نشوءها إليها منهم الفراعنة، كما نسبت الى الفينيقيين الذين ساعدوا الملك سليمان ببناء هيكله، فلذلك من الخطأ ربط الماسونية باي علاقة بينها وبين اسرائيل.

? لماذا تصرون على إحاطة أنفسكم بهالة من السرية والغموض؟

- للمحافظة على سريتها وجمالها وقيمتها من جميع المتطفلين والانتهازيين، ولكن في الوقت ذاته أود التأكيد على الترحيب بالتواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني.

? كم عدد المحافل الماسونية في العالم؟ وكم عدد الماسونيين في الوطن العربي؟

- في العالم مئات الآلاف من المحافل يتبعون طقوسا ماسونية عدة، لذلك تجد عددا كبيرا من هذه المحافل علناً او سراً، ومن الصعب أن يتم تحديد عددهم كما عدد الماسونيين العرب.

? ما أهدافكم الحالية التي تعملون عليها؟

- نعمل على بناء مجتمع فاضل تواق للحرية والمعرفة على أن تكون الحرية واعية ومسؤولة حيث نبدأ من أنفسنا لكي نحصل على المعرفة ونصقل أنفسنا طامحين إلى الوصول إلى درجة الحكماء والعظماء والعارفين.

? كيف استطعتم أن تجمعوا بين المسلم والمسيحي واليهودي؟

- لكون الماسونية تلغي الفوارق الاجتماعية والمادية والدينية والعلمية والسياسية والعرقية وكل ما يفرق الأخ عن أخيه الانسان، وهنا تنجح البنائية الحرة بصهر أبنائها وتجعل منهم جسماً واحداً صلباً ومتيناً، روحه المحبة وجوهره الإنسانية، لذلك الماسونيون شعارهم وطني الدنيا وديني خالقي، فنحن لا نميز بين الاخوة فجميعنا أخوة متساوون بالحقوق والواجبات.

? ما ردكم على من يربط الماسونية بالانحلال الأخلاقي؟

- حتماً لا، لأننا نملك قيماً أخلاقية وروحانية عالية. لذلك نعمل على البشر أنفسهم لجعلهم بنائين أحرارا. لأن إرادة الله هي ان على كل انسان ان يكون بناء يبني هياكل من المجد والفضيلة لتمجيد جلالته، أما ارتباط صفة الحر مع البناء فلا حرية للإنسان الذي لا يمكنه السيطرة على غضبه وفرحه وكبح غريزته وشهواته.

? كماسوني... ماذا قدمت لك الماسونية؟

- كماسونيين لنا الثقة المطلقة بالله المبدع الأعظم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي