المسرحية تشهد «كلاسيكو» نارياً بين العربي والقادسية!

«هذا هو الكويتي»... تحتفي بالوحدة الوطنية وتنبذ الطائفية

تصغير
تكبير
• العرض ينتقد تسكع «المغازلجية» ويحذِّر من «مواقع التواصل»

• الكاتب استحضر حادثة «بيت القرين»... وقارن بين كويت الأمس واليوم

• ولد الديرة: لياقتي البدنية عالية وأتوق إلى جمهور المسرح منذ سنين

•شهاب حاجية يقدِّم «كراكترات» مختلفة... وبيهانا طائشة ولامبالية
يحتفي أبطال مسرحية الكبار الفكاهية «هذا هو الكويتي»، هذه الأيام، بعيد الفطر - قبل موعده - بطريقتهم الخاصة، إذ ينهمكون بالعمل في كواليس مسرحيتهم، كي تكون جاهزةً في مواجهة الجمهور على خشبة المسرح منذ اليوم الأول للعيد، في قاعة الخطيب بالنادي العربي الرياضي في منطقة المنصورية!

فريق العمل يجري بروفات مكثفة، في مسرح بيت الكويت للأعمال الوطنية، تمهيداً لعرضها خلال إجازة عيد الفطر السعيد.

ويشهد العرض المسرحي، الذي كتب نصه نايف الراشد، ويقوده المخرج المسرحي صالح الحمر، عودة الفنان الكوميدي «ولد الديرة» (خالد العقروقة) إلى خشبة المسرح التي افتقدته أكثر من 6 سنوات، قضاها طريحاً على فراش المرض في المستشفى الأميركي، في العاصمة التايلندية بانكوك.

ولد الديرة، الذي يقول إنه عائد بقوة، يدفعه إلى خشبة المسرح شوقه إلى الجمهور الذي طالما بادله الحب والتقدير، سيلتقي للمرة الأولى على المسرح مع الكوميديان شهاب حاجية، إلى جانب باقة من الفنانين الشباب.

تدور أحداث المسرحية عبر لوحات فنية واستعراضية وغنائية عديدة، ترصد كل منها إحدى الظواهر السلبية التي تشيع في المجتمع الكويتي، على غرار ظاهرة «خزِّني واخزَّك»، التي غالباً ما تقود الشباب إلى خوض معارك دامية غير مبررة في ما بينهم.

المسرحية تسلط الضوء أيضاً على حال الملاعب الكروية التي يُرثى لها، إضافة إلى تردي وضع الأندية الرياضية في البلاد حالياً، والمشادات اللفظية التي تحدث بين اللاعبين من حين إلى آخر، فضلاً عن تعامل البعض منهم مع حكام المباريات بكل قسوة وعنف داخل المستطيل الأخضر.

إحدى لوحات المسرحية تأتي بعنوان «مغردجي»، وهي تدق نواقيس الخطر من الغزو الفكري الآتي عبر مواقع التواصل، والاستخدام المفرط وغير المبرر لتطبيقات «السوشال ميديا» خصوصاً «سناب شاب» و«إنستغرام»، منتقدةً هوس البعض بالتقاط الصور، متناسين فضيلة التواصل الحقيقي عبر زيارة الأهل والأقارب، إلى حد انقطاع الصلة بين الأرحام، بل ربما بين أعضاء الأسرة الواحدة!

لا يخلو العرض من الإسقاطات السياسية، إذ يتطرق إلى بعض الشخصيات التي تحوم من حولها الشبهات الجنائية، لا سيما سُراق المال العام، إلى جانب تسليط الضوء على بعض السياسيين، ممن تسميهم المسرحية «أصحاب الأجندات الخاصة».

وفي المشاهد الأخيرة، وقبل أن يُسدل الستار، يستحضر نجوم «هذا هو الكويتي» حادثة «بيت القرين»، مذكرين بالمثال الرائع: خيرة شهداء الكويت، حيث يدخل الراوي ويخاطب الجمهور قائلاً: «يا أهل الكويت، كان السني والشيعي يداً واحدةً في البناء والإعمار، مثلما كان الحضري والبدوي على قلب واحد في المقاومة والتحرير، وفي بيت القرين امتزجت دماء الشهداء مع بعضها، وتخضبت في حب الكويت من دون تمييز بين هذا أو ذاك».

«الراي» زارت نجوم مسرحية الكبار «هذا هو الكويتي» أثناء إحدى البروفات، التي تتواصل من أجل سد جميع الثغرات قبل العرض.

في البداية، عبَر الفنان شهاب حاجية عن سعادته بالمشاركة في مسرحية «هذا هو الكويتي»، خصوصاً أنه لم يلتق الفنان ولد الديرة من قبل، حتى جمعتهما المصادفة الطيبة في هذا العمل المسرحي الجميل، كاشفاً عن أنه يقدم من خلاله «كراكترات» مختلفة، موزعة على لوحات عديدة، ومبيناً أن المسرحية ستنال بلا شك إعجاب الجماهير في عيد الفطر السعيد.

من جهته، لم يخف «ولد الديرة» توقه الشديد إلى الوقوف مرة أخرى على خشبة المسرح، بعد غيابه عنها سنواتٍ طوالا، مؤكداً أن لياقته البدنية عالية جداً، ومعنوياته مرتفعة أيضاً. وواصل: «الحمد لله... حالتي الصحية تحسنت كثيراً، وأنا أشعر بارتياح شديد في الفترة الحالية، وباستطاعتي العمل بشكل متواصل لمدة 3 ساعات وربما أكثر»، مردفاً: «كل ما أتمناه الآن هو إدخال البهجة في نفوس الجماهير، وإن شاء الله نحقق ما نصبو إليه»، ومشيراً في سياق حديثه إلى «أن المسرحية ستطرح قضايا شائكة لم يطرحها مجلس الأمة».

وبسؤاله عما إذا كان هناك تشابه ما بين مسرحيته الشهيرة «الكرة مدورة» و«هذا هو الكويتي»، خصوصاً أن العملين يتطرقان إلى الأزمة الرياضية في البلاد، أجاب ولد الديرة بأن «مسرحية (الكرة مدورة) من الأعمال الخالدة التي لا تتكرر، ولا يمكن نسيانها على الإطلاق، وبالرغم من عرضها أواخر الثمانينات، فإنها لا تزال راسخة في ذاكرة الجماهير، لأنها ناقشت الأزمة الرياضية في العصر الذهبي للكرة الكويتية، والتعصب الجماهيري الشديد آنذاك، أما عملنا الجديد فإنه يتطرق إلى مجموعة قضايا، تتنوع ما بين سياسية وثقافية وأسرية ورياضية أيضاً، ولا يوجد تشابه بين العملين، فلكل منهما فكرة تغاير الأخرى».

في السياق ذاته، أكد الفنان جاسم محمد البلوشي أن المسرحية تنتقد تسكع «المغازلجية» في «المولات» والمتنزهات، مشيراً إلى أنه يؤدي دور الشاب العاقل، الذي لا ينفك عن تقديم النصح للشباب المستهترين، لكن لا حياة لمن تنادي. كما يقدم البلوشي أيضاً «كراكتر» آخر يلعب من خلاله دور رئيس رابطة مشجعي النادي العربي في مشهد «الكلاسيكو» الناري الذي سيقام على خشبة المسرح، بين النادي العربي وغريمه التقليدي نادي القادسية.

من ناحيتها، أزاحت الفنانة بيهانا النقاب عن دورها قائلة: «أجسد شخصيات عدة، وجريئة إلى حد ما، لعل أهمها دور (الصبيك) أي الفتاة الطائشة، التي لا تعبأ بكلام الناس، ولا تخضع لقانون العادات والتقاليد»، لافتةً إلى أنها تعيش تحدياً فنياً في هذه الشخصية، التي تناقض شخصيتها الحقيقية في الواقع.

ووصفت بيهانا أجواء العمل بأنها «أسرية، إذ إن الجميع يعملون بروح الفريق الواحد، ومن دون أنانية»، معربةً عن فرحتها بالمشاركة في هذه المسرحية، خصوصاً أنها زاخرة بالفنانين الكبار.

في هذا السياق، أوضح الفنان سلطان الفرج أنه يؤدي دور الشاب «المغازلجي» في المجمعات التجارية، فيما يقدم «كركترات» أخرى كدور الطفل إلى جانب أدوار جديدة أخرى.

وفي السياق ذاته، أماطت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية منال الجار الله اللثام عن «الكراكترات» المتعددة التي تقدمها في العمل المسرحي، إذ تجسد الأم والصحافية، وغيرهما، متمنيةً أن تكون لها بصمتها في هذا العمل المسرحي.

أما الفنان فرحان العلي، فسوف يقدم هو الآخر «كراكترات» متنوعة منها دور «الصبي»، في حين لم تُخف الفنانة بيبي أحمد تخوفها ورهبتها من أولى تجاربها المسرحية، قائلة: «بالرغم من كوني خائفة جداً، فإنني ألقى الدعم والتشجيع باستمرار من فريق العمل»، مبينةً أنها تؤدي دور مواطنة كويتية تعاني بسبب بخس حقوقها من جانب الدولة، إضافة إلى أدائها دور المشجعة المتعصبة لنادي القادسية. بدوره، قال الفنان بدر ناصر إنه يجسد دور الشقيق لإحدى الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش اللفظي والتحريض على الفسق والفجور، ما يدخله في دوامة من المشكلات والصراعات.

مسرحية «هذا هو الكويتي»، من تأليف نايف الراشد، وإخراج صالح الحمر، وصاغ نصه الغنائي الشاعر الشيخ دعيج الخليفة، والعمل من إنتاج مؤسسة النايف للإنتاج الفني.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي