بسبب الرشوة والتهرُّب الضريبي والنصب والمخدرات ومكائد السياسة
مليارديرات دخلوا السِجْن ... أو أوشكوا !
كثير من الناس حول العالم ينتهكون القوانين ويرتكبون جرائم متفاوتة الخطورة، ثم ينكشف أمرهم فينتهي بهم المطاف عادة وراء القضبان بعد أن يدينهم القضاء.
وبما أن ثوب القانون والعدالة تشوبه أحيانا «ثقوب» وثغرات لا يستطيع أن ينفذ منها سوى «المقتدرين» على ذلك، فإن المرء لا يكون مجافياً للحقيقة إذا قال إن معظم من يذهبون إلى السجن يكونون إما من المجرمين العاديين الذين لا حول لهم ولاقوة، أو ممن ليس لديهم من يتستر على جرائمهم، أو ممن ليست لديهم «واسطة قوية جدا» تحميهم من الملاحقة القضائية أساساً.
أما أصحاب المليارات الذين ينتهكون القوانين فإن هناك اعتقاداً منطقياً سائداً على نطاق واسع عالميا بأنهم يتمكنون في معظم الحالات من أن يتفادوا انكشاف أمرهم أساساً، وإن انكشف أمرهم فإنهم يتمكنون «بطرق خاصة» من تفادي الإحالة إلى المحاكمة، وإن أُحيلوا إلى المحاكمة فإنهم يُجيّشون المحامين كي لا تتم إدانتهم، وإن أُدينوا فإن محاميهم يستغلون كل الثغرات القانونية - وغير القانونية أحياناً - من أجل عدم إرسالهم إلى السجن، وحتى إن أرسلوا إلى السجن فإنهم عادة يكونون نزلاء مرفهين من فئة الخمسة نجوم.
لكن مما لا شك فيه أن ذهاب الملياردير إلى السجن يبقى بمثابة «وصمة» مشينة تظل ملتصقة بتاريخه وتستمر في ملاحقته بشكل أو بآخر حتى بعد انقضاء فترة عقوبته وخروجه من محبسه.
وفي التحقيق التالي نلقي الضوء بشكل موجز على عدد من أشهر المليارديرات الذين تمت إدانتهم بارتكاب جرائم متنوعة وحُكم عليهم بالذهاب إلى السجن للتكفير عن خطاياهم في حق المجتمع والقانون، بل وفي حق أنفسهم. ويعتمد الترتيب التالي اجمالي قيمة ثروة كل ملياردير لدى الحكم عليه بالذهاب إلى السجن.
ميخائيل خودوركوفسكي
(إجمالي قيمة الثروة 15 مليار دولار أميركي)
يختلف الملياردير والقطب النفطي الروسي ميخائيل خودوركوفسكي عن بقية المليارديرات الذين دخلوا السجن في أن التهم التي وجهت اليه كانت ذات دوافع ومكائد سياسية في الأساس.
في أكتوبر 2003، ألقت الشرطة الروسية القبض على خودوركوفسكي ووجهت إليه تهمتي الاحتيال والتهرب من دفع الضرائب، وزعمت السلطات أن التحقيقات كشفت عن أنه تهرب هو وشركائه من دفع ضرائب بقيمة مليار دولار أميركي. وفي مايو 2005، حُكم على خودوركوفسكي بالسجن لمدة 9 سنوات. وخلال فترة وجوده في السجن، بدأت محاكمته مع متهم آخر بتهم جديدة تتعلق بالاختلاس وغسيل الأموال، لكنه رفض تلك التهم وأصر على أنها ليست سوى مزيد من التلفيقات المسيسة. لكن المحاكمة استمرت وانتهت إلى إدانته هو والمتهم الآخر.
وبتاريخ 20 ديسمبر 2013، تم اطلاق سراح خودوركوفسكي من السجن بموجب عفو رئاسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
توماس وريموند كووُك
(إجمالي قيمة الثروة 12.6 مليار دولار أميركي)
هونغ كونغ هي من الأماكن القليلة حول العالم التي يكثر فيها المليارديرات، وربما هذا هو ما دعا رجلي الأعمال الشقيقين توماس وريموند كووُك إلى أن يقررا أن يجمعا مزيدا من الأموال على الرغم من أنهما كانا يمتلكان بالفعل بضعة مليارات من الدولارات.
لكن الشقيقين سلكا طريقا غير قانونية في سبيل تحقيق هدفيهما إذ أنهما سعيا إلى دفع رشاوى لشراء «معلومات داخلية» مسبقة كي يستغلا تلك المعلومات في تحقيق مليارات سريعة بطرق غير قانونية من خلال شراء أراض كان مقررا طرحها للبيع في مزاد ضخم في هونغ كونغ. الشقيقان الجشعان اتُهما أيضا بدفع رشوة إلى أحد كبار مسؤولي الدولة كي يغض البصر عن فعلتهما غير القانونية.
وهذا كان الشقيقان كووُك على موعد مع «دفع» ثمن فعلتهما تلك بأن تم الزج بهما معا وراء القضبان في ديسمبر 2014 بعد إدانته
سيلفيو بيرلسكوني
(إجمالي قيمة الثروة 9 مليارات دولار)
اكتسب رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني سمعة سيئة بسبب انتهاكه للقانون في مناسبات عدة.
احدى تلك المناسبات كانت عندما اتُهم بيرلسكوني بالتهرب من دفع الضرائب في العامين 1988 و 1989، وهي التهمة التي يبدو أن جميع المليارديرات يهوون ممارستها. وفي مناسبة أخرى تمت إدانته بتهمة ممارسة العلاقة الحميمة مع بائعة هوى قاصر مغربية الأصل تشتهر بلقب «سارقة القلوب». وما زال هناك تهم الأخرى يواجهها «الثعلب العجوز» أمام القضاء، بما في ذلك تُهم تتعلق بالتشهير والتنصت والرشوة. لذا فإنه كان طبيعيا أن وجد بيرلسكوني نفسه في مواجهة «ثمن» لا مفر من دفعه ألا وهو عقوبة السجن لمدة 4 سنوات في قضية إقامة علاقة مع فتاة قاصر، وهي العقوبة التي خُففت لاحقا إلى سنة واحدة فقط، ومن المقرر أن يقضيها إما تحت الاقامة الجبرية في أحد منازله أو في أداء خدمات مجتمعية عامة.
فلاديمير ايفيتوشينكوف
(إجمالي قيمة الثروة 9 مليارات دولار)
لا يمكن لأحد أن يصبح واحدا من أغنى رجال الأعمال في دولة كروسيا دون أن يمارس بعض الألاعيب وأن يلتف على القوانين.
وهذا بالضبط ما فعله القطب النفطي الروسي فلاديمير ايفيتوشينكوف في العام 2014 واستحق بذلك أن يتم إلقاء القبض عليه بتهمة غسيل الأموال وأودع السجن بعد محاكمته وإدانته.
ولم يضطر ايفيتوشينكوف إلى قضاء بضع سنوات في السجن فحسب، لكن الكرملين قرر أيضا مصادرة الأصول التي كان يمتلكها في شركته النفطية العملاقة فتحول بذلك من ملياردير إلى «مجرد مليونير» .
جوزيف لاو
(إجمالي قيمة الثروة 8.4 مليارات دولار)
قصة الملياردير جوزيف لاو تكاد تتطابق مع قصة الشقيقين كوُو. ففي هونغ كونغ أيضا، تمت إدانة لاو في مايو من العام 2012 بتهمة محاولة دفع أكثر من مليوني دولار كرشوة إلى مسؤولين حكوميين في إدارة الأشغال العامة كي يحصل على عقود أراض متميزة.
وهكذا حُكم قضائيا على «لاو» بالسجن لأكثر من 5 سنوات، كما اضطر إلى التخلي عن ملكية شركته التي حاول جمع مزيد من المليارات من خلالها.
لكن الخبر السار بالنسبة إلى «لاو» هو أنه ليس من مواطني هونغ كونغ بل من ماكاو. وبما أن الدولتين لا تجمعهما علاقات جيدة، فليس من المرجح له أن يتم تسليمه إلى سلطات دولته الأصلية.
بيرني ايكلستون
(إجمالي قيمة الثروة 4.2 مليار دولار)
الملياردير البريطاني بيرني ايكلستون حقق لنفسه ثروة طائلة من خلال إمبراطورية الفورميولا واحد التي يمتلكها. لكن ذلك لم يمنعه من السعي إلى جني مزيد من المليارات من خلال بيع جزء من أسهم شركته. لكن ايكلستون سلك على ما يبدو الطريق الخاطئة لتحقيق هدفه، إذ أنه لجأ في العام 2012 إلى تقديم رشوة إلى مسؤول في مصرف استثماري من أجل الحصول على ضمانة بأن يبقى متحكما في حركة تلك الأسهم حتى بعد أن يبيعها!
لكن أمر تلك الرشوة انكشف وتم فعليا إرسال ذلك المسؤول المصرفي إلى السجن بينما قررت المحكمة ذاتها أن ايكلستون ينبغي أن يخضع للمحاكمة أمام محكمة ألمانية. ايكلستون ما زال حتى الآن يدافع عن نفسه مصرا على أنه كان ضحية لعملية ابتزاز، لكن يبدو أن لا أحد يصدق مزاعمه تلك. وتعليقا على ذلك يقول بعض الساخرين إنه «لن يتمكن من الافلات من الذهاب إلى السجن إلا عن طريق دفع رشوة أخرى»!
تشي تاي- وون
(إجمالي قيمة الثروة 2.5 مليار دولار)
من المعروف عن معظم فاحشي الثراء أنهم عادة ما يكونون غريبي الأطوار، لكن حالة الملياردير الكوري الجنوبي تاي-وون وصلت إلى حدود الجنون. فبعد أن زار عرّافا، قرر تعيينه مديرا للاستثمارات في شركة عملاقة كان يترأسها في الصين. لكنه لم يكتفي بذلك بل خصص سرا 50 مليون دولار من أموال الشركة لاستثمارها في أنشطة قراءة الطالع التي يمارسها ذلك العرّاف!
تصرفات تاي-وون تلك تسببت في انهيار الشركة التي بدأت في التعثر والافلاس فأثار ذلك استياء المساهمين. ولم يمض وقت طويل حتى وجد تاي-وون نفسه مطلوبا للعدالة في الصين في العام 2012 بتهم من بينها الاختلاس المالي. وفي العام 2013 حكمت محكمة صينية على الملياردير المهووس بالسجن لمدة 4 سنوات، وهي العقوبة التي من الواضح أن ذلك العراف أخفق في أن يتنبأ بها مسبقا لـ»تاي-وون»!
آلين ستانفورد
(إجمالي قيمة الثروة 2.2 مليار دولار)
أصبح الأميركي آلين ستانفورد مليارديرا من خلال انخراطه في لعبة التمويل المصرفي، لكن اتضح في نهاية المطاف أنه فعل ذلك عن طريق ممارسة الغش والخداع ضد كل من تعامل معهم تقريبا. فلقد كان العقل المدبر لشبكة احتيالية نجح من خلالها في خداع مستثمرين من جميع الأطياف والأعمار حيث جمع منهم مليارات الدولارات بذريعة استثمارها، لكنه استولى على كل تلك الأموال ثم بددها في مغامرات استثمارية فاشلة.
وصحيح أن ستانفورد أصبح مليارديرا لبعض الوقت، لكنه لم يستمتع بذلك طويلا إذ انفضح أمره وأحيل إلى المحاكمة في العام 2009 بعد أن أخفق في رد الودائع الاستثمارية إلى أصحابها الذين نصب عليهم. القاضي الذي حاكم ستانفورد كان منزعجا مما اقترفه فحكم عليه بالسجن لمدة 110 سنوات، وهي العقوبة التي وافق عليها ممثلو الادعاء على الرغم من أنهم كانوا قد طالبوا في بادئ الأمر بمعاقبته بـ 200 سنة على الأقل.
دومينيكو دولسي وستيفانو غابانا
(إجمالي قيمة الثروة: 1.65 مليار دولار)
الإيطاليان دومينيكو دولسي وستيفانو غابانا هما اثنان من أبرز الأسماء المشهورة عالميا في مجال الموضة والأزياء. لكنهما مشهوران أيضا بنفس القدر في عالم التهرب من دفع الضرائب.
فالثنائي الموهوب أرادا أن يكونا أكثر ثراء فأسسا شركة وهمية (صورية) كي يتمكنا من بيع منتجاتهما إلى شركة في لوكسمبورغ دون أن يدفعا ضرائب إلى الحكومة الايطالية. وأسهمت تلك الحيلة في مساعدتهما على التهرب من دفع نحو نصف مليار دولار كضرائب. وبعد أن انكشف في يونيو 2013 أمر تهربهما الضريبي، حُكم عليهما بالسجن لمدة سنة ودفع ما يوازي مليار دولار أميركي إلى السلطات الايطالية.
وصحيح أن محكمة استئناف ألغت حكم السجن في وقت لاحق، لكن مما لا شك فيه أن دولسي وغابانا كانا سيكونان الأكثر أناقة بين نزلاء السجن لو أنهما ذهبا اليه.v
جيم إيرساي
(إجمالي قيمة الثروة: 1.6 مليار دولار)
الأميركي جيم إيرساي هو واحد من الأشخاص الأكثر إثارة للجدل بين جميع رؤساء النوادي الرياضية في الولايات المتحدة، وهو حاليا الرئيس التنفيذي لنادي «إنديانابوليس كولتس».
في إحدى ليالي مارس 2014 كان إيرساي منطلقا بسيارته في طريق عودته من مدينة انديانابوليس إلى منزله في مدينة كاميل. وبسبب قيادته المتهورة وتصرفاته المريبة استوقفته الشرطة لاستجوابه. لكن ما اكتشفته الشرطة كان أكثر مما توقعت، فلقد اتضح أن إيسراي كان واقعا تحت تأثير المخدرات كما عُثر على عقاقير مخدرة في داخل سيارته الفارهة.
وفي أواخر أغسطس، قضت محكمة أميركية على إيسراي بالسجن لمدة سنة، كما قرر اتحاد كرة القدم الأميركي لاحقا تعليق عضويته لمدة نصف موسم، وهو الأمر الذي مثّل وصمة عار عليه وعلى ناديه الذي يتمتع بشعبية واسعة.
وبما أن ثوب القانون والعدالة تشوبه أحيانا «ثقوب» وثغرات لا يستطيع أن ينفذ منها سوى «المقتدرين» على ذلك، فإن المرء لا يكون مجافياً للحقيقة إذا قال إن معظم من يذهبون إلى السجن يكونون إما من المجرمين العاديين الذين لا حول لهم ولاقوة، أو ممن ليس لديهم من يتستر على جرائمهم، أو ممن ليست لديهم «واسطة قوية جدا» تحميهم من الملاحقة القضائية أساساً.
أما أصحاب المليارات الذين ينتهكون القوانين فإن هناك اعتقاداً منطقياً سائداً على نطاق واسع عالميا بأنهم يتمكنون في معظم الحالات من أن يتفادوا انكشاف أمرهم أساساً، وإن انكشف أمرهم فإنهم يتمكنون «بطرق خاصة» من تفادي الإحالة إلى المحاكمة، وإن أُحيلوا إلى المحاكمة فإنهم يُجيّشون المحامين كي لا تتم إدانتهم، وإن أُدينوا فإن محاميهم يستغلون كل الثغرات القانونية - وغير القانونية أحياناً - من أجل عدم إرسالهم إلى السجن، وحتى إن أرسلوا إلى السجن فإنهم عادة يكونون نزلاء مرفهين من فئة الخمسة نجوم.
لكن مما لا شك فيه أن ذهاب الملياردير إلى السجن يبقى بمثابة «وصمة» مشينة تظل ملتصقة بتاريخه وتستمر في ملاحقته بشكل أو بآخر حتى بعد انقضاء فترة عقوبته وخروجه من محبسه.
وفي التحقيق التالي نلقي الضوء بشكل موجز على عدد من أشهر المليارديرات الذين تمت إدانتهم بارتكاب جرائم متنوعة وحُكم عليهم بالذهاب إلى السجن للتكفير عن خطاياهم في حق المجتمع والقانون، بل وفي حق أنفسهم. ويعتمد الترتيب التالي اجمالي قيمة ثروة كل ملياردير لدى الحكم عليه بالذهاب إلى السجن.
ميخائيل خودوركوفسكي
(إجمالي قيمة الثروة 15 مليار دولار أميركي)
يختلف الملياردير والقطب النفطي الروسي ميخائيل خودوركوفسكي عن بقية المليارديرات الذين دخلوا السجن في أن التهم التي وجهت اليه كانت ذات دوافع ومكائد سياسية في الأساس.
في أكتوبر 2003، ألقت الشرطة الروسية القبض على خودوركوفسكي ووجهت إليه تهمتي الاحتيال والتهرب من دفع الضرائب، وزعمت السلطات أن التحقيقات كشفت عن أنه تهرب هو وشركائه من دفع ضرائب بقيمة مليار دولار أميركي. وفي مايو 2005، حُكم على خودوركوفسكي بالسجن لمدة 9 سنوات. وخلال فترة وجوده في السجن، بدأت محاكمته مع متهم آخر بتهم جديدة تتعلق بالاختلاس وغسيل الأموال، لكنه رفض تلك التهم وأصر على أنها ليست سوى مزيد من التلفيقات المسيسة. لكن المحاكمة استمرت وانتهت إلى إدانته هو والمتهم الآخر.
وبتاريخ 20 ديسمبر 2013، تم اطلاق سراح خودوركوفسكي من السجن بموجب عفو رئاسي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
توماس وريموند كووُك
(إجمالي قيمة الثروة 12.6 مليار دولار أميركي)
هونغ كونغ هي من الأماكن القليلة حول العالم التي يكثر فيها المليارديرات، وربما هذا هو ما دعا رجلي الأعمال الشقيقين توماس وريموند كووُك إلى أن يقررا أن يجمعا مزيدا من الأموال على الرغم من أنهما كانا يمتلكان بالفعل بضعة مليارات من الدولارات.
لكن الشقيقين سلكا طريقا غير قانونية في سبيل تحقيق هدفيهما إذ أنهما سعيا إلى دفع رشاوى لشراء «معلومات داخلية» مسبقة كي يستغلا تلك المعلومات في تحقيق مليارات سريعة بطرق غير قانونية من خلال شراء أراض كان مقررا طرحها للبيع في مزاد ضخم في هونغ كونغ. الشقيقان الجشعان اتُهما أيضا بدفع رشوة إلى أحد كبار مسؤولي الدولة كي يغض البصر عن فعلتهما غير القانونية.
وهذا كان الشقيقان كووُك على موعد مع «دفع» ثمن فعلتهما تلك بأن تم الزج بهما معا وراء القضبان في ديسمبر 2014 بعد إدانته
سيلفيو بيرلسكوني
(إجمالي قيمة الثروة 9 مليارات دولار)
اكتسب رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني سمعة سيئة بسبب انتهاكه للقانون في مناسبات عدة.
احدى تلك المناسبات كانت عندما اتُهم بيرلسكوني بالتهرب من دفع الضرائب في العامين 1988 و 1989، وهي التهمة التي يبدو أن جميع المليارديرات يهوون ممارستها. وفي مناسبة أخرى تمت إدانته بتهمة ممارسة العلاقة الحميمة مع بائعة هوى قاصر مغربية الأصل تشتهر بلقب «سارقة القلوب». وما زال هناك تهم الأخرى يواجهها «الثعلب العجوز» أمام القضاء، بما في ذلك تُهم تتعلق بالتشهير والتنصت والرشوة. لذا فإنه كان طبيعيا أن وجد بيرلسكوني نفسه في مواجهة «ثمن» لا مفر من دفعه ألا وهو عقوبة السجن لمدة 4 سنوات في قضية إقامة علاقة مع فتاة قاصر، وهي العقوبة التي خُففت لاحقا إلى سنة واحدة فقط، ومن المقرر أن يقضيها إما تحت الاقامة الجبرية في أحد منازله أو في أداء خدمات مجتمعية عامة.
فلاديمير ايفيتوشينكوف
(إجمالي قيمة الثروة 9 مليارات دولار)
لا يمكن لأحد أن يصبح واحدا من أغنى رجال الأعمال في دولة كروسيا دون أن يمارس بعض الألاعيب وأن يلتف على القوانين.
وهذا بالضبط ما فعله القطب النفطي الروسي فلاديمير ايفيتوشينكوف في العام 2014 واستحق بذلك أن يتم إلقاء القبض عليه بتهمة غسيل الأموال وأودع السجن بعد محاكمته وإدانته.
ولم يضطر ايفيتوشينكوف إلى قضاء بضع سنوات في السجن فحسب، لكن الكرملين قرر أيضا مصادرة الأصول التي كان يمتلكها في شركته النفطية العملاقة فتحول بذلك من ملياردير إلى «مجرد مليونير» .
جوزيف لاو
(إجمالي قيمة الثروة 8.4 مليارات دولار)
قصة الملياردير جوزيف لاو تكاد تتطابق مع قصة الشقيقين كوُو. ففي هونغ كونغ أيضا، تمت إدانة لاو في مايو من العام 2012 بتهمة محاولة دفع أكثر من مليوني دولار كرشوة إلى مسؤولين حكوميين في إدارة الأشغال العامة كي يحصل على عقود أراض متميزة.
وهكذا حُكم قضائيا على «لاو» بالسجن لأكثر من 5 سنوات، كما اضطر إلى التخلي عن ملكية شركته التي حاول جمع مزيد من المليارات من خلالها.
لكن الخبر السار بالنسبة إلى «لاو» هو أنه ليس من مواطني هونغ كونغ بل من ماكاو. وبما أن الدولتين لا تجمعهما علاقات جيدة، فليس من المرجح له أن يتم تسليمه إلى سلطات دولته الأصلية.
بيرني ايكلستون
(إجمالي قيمة الثروة 4.2 مليار دولار)
الملياردير البريطاني بيرني ايكلستون حقق لنفسه ثروة طائلة من خلال إمبراطورية الفورميولا واحد التي يمتلكها. لكن ذلك لم يمنعه من السعي إلى جني مزيد من المليارات من خلال بيع جزء من أسهم شركته. لكن ايكلستون سلك على ما يبدو الطريق الخاطئة لتحقيق هدفه، إذ أنه لجأ في العام 2012 إلى تقديم رشوة إلى مسؤول في مصرف استثماري من أجل الحصول على ضمانة بأن يبقى متحكما في حركة تلك الأسهم حتى بعد أن يبيعها!
لكن أمر تلك الرشوة انكشف وتم فعليا إرسال ذلك المسؤول المصرفي إلى السجن بينما قررت المحكمة ذاتها أن ايكلستون ينبغي أن يخضع للمحاكمة أمام محكمة ألمانية. ايكلستون ما زال حتى الآن يدافع عن نفسه مصرا على أنه كان ضحية لعملية ابتزاز، لكن يبدو أن لا أحد يصدق مزاعمه تلك. وتعليقا على ذلك يقول بعض الساخرين إنه «لن يتمكن من الافلات من الذهاب إلى السجن إلا عن طريق دفع رشوة أخرى»!
تشي تاي- وون
(إجمالي قيمة الثروة 2.5 مليار دولار)
من المعروف عن معظم فاحشي الثراء أنهم عادة ما يكونون غريبي الأطوار، لكن حالة الملياردير الكوري الجنوبي تاي-وون وصلت إلى حدود الجنون. فبعد أن زار عرّافا، قرر تعيينه مديرا للاستثمارات في شركة عملاقة كان يترأسها في الصين. لكنه لم يكتفي بذلك بل خصص سرا 50 مليون دولار من أموال الشركة لاستثمارها في أنشطة قراءة الطالع التي يمارسها ذلك العرّاف!
تصرفات تاي-وون تلك تسببت في انهيار الشركة التي بدأت في التعثر والافلاس فأثار ذلك استياء المساهمين. ولم يمض وقت طويل حتى وجد تاي-وون نفسه مطلوبا للعدالة في الصين في العام 2012 بتهم من بينها الاختلاس المالي. وفي العام 2013 حكمت محكمة صينية على الملياردير المهووس بالسجن لمدة 4 سنوات، وهي العقوبة التي من الواضح أن ذلك العراف أخفق في أن يتنبأ بها مسبقا لـ»تاي-وون»!
آلين ستانفورد
(إجمالي قيمة الثروة 2.2 مليار دولار)
أصبح الأميركي آلين ستانفورد مليارديرا من خلال انخراطه في لعبة التمويل المصرفي، لكن اتضح في نهاية المطاف أنه فعل ذلك عن طريق ممارسة الغش والخداع ضد كل من تعامل معهم تقريبا. فلقد كان العقل المدبر لشبكة احتيالية نجح من خلالها في خداع مستثمرين من جميع الأطياف والأعمار حيث جمع منهم مليارات الدولارات بذريعة استثمارها، لكنه استولى على كل تلك الأموال ثم بددها في مغامرات استثمارية فاشلة.
وصحيح أن ستانفورد أصبح مليارديرا لبعض الوقت، لكنه لم يستمتع بذلك طويلا إذ انفضح أمره وأحيل إلى المحاكمة في العام 2009 بعد أن أخفق في رد الودائع الاستثمارية إلى أصحابها الذين نصب عليهم. القاضي الذي حاكم ستانفورد كان منزعجا مما اقترفه فحكم عليه بالسجن لمدة 110 سنوات، وهي العقوبة التي وافق عليها ممثلو الادعاء على الرغم من أنهم كانوا قد طالبوا في بادئ الأمر بمعاقبته بـ 200 سنة على الأقل.
دومينيكو دولسي وستيفانو غابانا
(إجمالي قيمة الثروة: 1.65 مليار دولار)
الإيطاليان دومينيكو دولسي وستيفانو غابانا هما اثنان من أبرز الأسماء المشهورة عالميا في مجال الموضة والأزياء. لكنهما مشهوران أيضا بنفس القدر في عالم التهرب من دفع الضرائب.
فالثنائي الموهوب أرادا أن يكونا أكثر ثراء فأسسا شركة وهمية (صورية) كي يتمكنا من بيع منتجاتهما إلى شركة في لوكسمبورغ دون أن يدفعا ضرائب إلى الحكومة الايطالية. وأسهمت تلك الحيلة في مساعدتهما على التهرب من دفع نحو نصف مليار دولار كضرائب. وبعد أن انكشف في يونيو 2013 أمر تهربهما الضريبي، حُكم عليهما بالسجن لمدة سنة ودفع ما يوازي مليار دولار أميركي إلى السلطات الايطالية.
وصحيح أن محكمة استئناف ألغت حكم السجن في وقت لاحق، لكن مما لا شك فيه أن دولسي وغابانا كانا سيكونان الأكثر أناقة بين نزلاء السجن لو أنهما ذهبا اليه.v
جيم إيرساي
(إجمالي قيمة الثروة: 1.6 مليار دولار)
الأميركي جيم إيرساي هو واحد من الأشخاص الأكثر إثارة للجدل بين جميع رؤساء النوادي الرياضية في الولايات المتحدة، وهو حاليا الرئيس التنفيذي لنادي «إنديانابوليس كولتس».
في إحدى ليالي مارس 2014 كان إيرساي منطلقا بسيارته في طريق عودته من مدينة انديانابوليس إلى منزله في مدينة كاميل. وبسبب قيادته المتهورة وتصرفاته المريبة استوقفته الشرطة لاستجوابه. لكن ما اكتشفته الشرطة كان أكثر مما توقعت، فلقد اتضح أن إيسراي كان واقعا تحت تأثير المخدرات كما عُثر على عقاقير مخدرة في داخل سيارته الفارهة.
وفي أواخر أغسطس، قضت محكمة أميركية على إيسراي بالسجن لمدة سنة، كما قرر اتحاد كرة القدم الأميركي لاحقا تعليق عضويته لمدة نصف موسم، وهو الأمر الذي مثّل وصمة عار عليه وعلى ناديه الذي يتمتع بشعبية واسعة.