على غرار ما فعله الأمير السعودي الوليد بن طلال

عندما يتبرّع الملياردير لفعل الخير... بكامل ثروته!

تصغير
تكبير
لا شيء أروع من العطاء الإنساني الخيري، لا سيما عندما يكون موجهاً نحو أهداف سامية ونبيلة.

ولهذا السبب حظي الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال باستحسان واسع النطاق عندما أعلن قبل بضعة أيام عن أنه قرر التبرع تدريجياً بكامل ثروته المليارية لصالح الأعمال الخيرية، منوها إلى أنه استلهم تلك الخطوة الإنسانية من فكرة «مؤسسة غيتس» التي أسسها الملياردير الأميركي بيل غيتس وزوجته ميليندا في العام 1997.

لذا فإن مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، كان أول المبادرين إلى الإشادة بقرار الأمير السعودي، واصفا خطوته تلك بأنها «إلهام لنا جميعا في عملنا في مجال الأعمال الإنسانية في جميع أرجاء العالم».

الوليد قال إن ملياراته ستُنفق في أوجه خيرية عدة، بما في ذلك «تعزيز التفاهم الثقافي» و«تمكين المرأة» و«تقديم الإغاثة الحيوية في حالات الكوارث».

وصحيح أن الأمير الوليد بن طلال له تاريخ طويل في مجال الأعمال الخيرية، لكن قراره الأخير جعله ينضم رسميا إلى «نادي المليارديرات المحسنين» الذين قرروا أن ينفقوا الجزء الأكبر من ملياراتهم على الأعمال الخيرية سواء خلال حياتهم أو بعد رحيلهم عن العالم، وهو النادي النخبوي الذي يتألف من جيل سخي من أقطاب المال والأعمال ممن اختاروا بملء إرادتهم ألا تذهب ثرواتهم الضخمة إلى ورثتهم بعد «عمر طويل»، بل إلى أعمال خيرية متنوعة كي يسهموا في مساعدة المحتاجين وخدمة القضايا الإنسانية النبيلة، بينما أوصوا ورثتهم بأن يشق كل واحد منهم طريقه بالاجتهاد كي يكوّن ثروته بعرقه وكفاحه.

وفي التالي نستعرض بإيجاز أعضاء ذلك النادي النخبوي، مع ملاحظة أن قيمة ثروة كل واحد منهم تبقى مسألة تقديرية تخضع لاعتبارات عدة.

الأمير الوليد بن طلال (سعودي /‏ 60 سنة)



الأمير الوليد بن طلال يعد واحداً من أكبر وأنجح المستثمرين على مستوى العالم، وقد تعهد في مطلع يوليو الجاري بأن يهب ثروته المليارية للأعمال الخيرية والإنسانية. وفي خطاب إعلان الهبة قال الأمير السعودي: «أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر وتمكين المرأة والشباب، مد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية وبناء جسور بين الثقافات». وأضاف: «ستكون هذه الأموال لبناء عالمٍ أفضل، يسوده التسامح وقبول الآخر، والمساواة، وتوفير الفرص للجميع، وهذا التعهد هو تعهد من دون أي قيود أو حدود... تعهد للإنسانية كافة».

بيل غيتس (أميركي /‏ 60 سنة)



احتل قطب الأعمال مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس صدارة قائمة أغنى أغنياء العالم مرات كثيرة، وقد كان أول ملياردير أعلن على الملأ أنه قرر أن تذهب ثروته بعد وفاته إلى الأعمال الخيرية وليس إلى أبنائه. ويعود إلى غيتس الفضل في فكرة مبادرة «التعهد بالعطاء»، وهي المبادرة التي تحث مليارديرات العالم على أن يمنحوا نصف ثروتهم على الأقل لأعمال الخير. وقد أسس غيتس وزوجته ميليندا مؤسسة خيرية تحمل اسمهما، وهي المؤسسة التي تنفذ برامج ومشروعات إنسانية في أماكن متفرقة حول العالم.

جاكي تشان (هونغ كونغ /‏ 61 سنة)



أعلن الممثل المشهور جاكي تشان أنه قرر ألا يورّث ابنه أي شيء من أمواله بعد وفاته، وأنه سيترك تلك الأموال، أو على الأقل معظمها، لصالح مؤسسات وجمعيات خيرية. وتبريراً لذلك القرار قال تشان في إحدى المناسبات: «إذا كان ابني كفؤاً وقادراً، فسيكوّن ثروته الخاصة بنفسه. أما إذا لم يكن كفؤا وقادرا، فإن كل ما سيفعله هو أنه لن يفعل سوى تبديد أموالي من بعدي». ومنذ العام 1988، يمول تشان مؤسسة خيرية تحمل اسمه وتقدم منحاً دراسية ومساعدات خيرية إلى الشباب والمرضى وضحايا الكوارث في هونغ كونغ.

جون أرنولد (أميركي /‏ 41 سنة) وزوجته لورا



جمع خبير الاستثمار جون أرنولد ثروة تقدر بنحو 4 مليارات دولار من وراء عمله في مجال إدارة صناديق الاستثمار التحوطية المتخصصة في التداول في أسهم شركات الغاز الطبيعي. لكن أرنولد لا يعتزم ترك تلك المليارات لورثته المستقبليين، بل ينفقها هو وزوجته «لورا» في سبيل دعم الشباب الذين لديهم أفكار إبداعية من أجل المستقبل لكنهم لا يجدون التمويل. ويؤكد أرنولد وزوجته أنهما ضد مبدأ توريث الثروات المليارية للأبناء وأنهما يريدان لأبنائهما أن يكافحوا من أجل تكوين ثرواتهم بأنفسهم. لذا فإن الزوجين لا يبخلان مطلقا على إنفاق أموال طائلة في سبيل أعمال الإحسان والخير وتنمية المجتمع.

بيير مراد أوميديار (أميركي من أصل إيراني/ 48 سنة)

جمع رجل الأعمال بيير مراد أوميديار ثروته المليارية خلال سنوات قليلة بفضل تأسيسه وإدارته الناجحة لموقع Ebay الانترنتي المتخصص في المزادات الالكترونية. ومنذ ذلك الحين دأب أوميديار على تسخير أمواله في سبيل الإنفاق على شتى أنواع الأعمال الخيرية. ويحرص أوميديار على التصريح بأنه يرغب في أن يمنح أمواله للمحتاجين خلال حياته بدلا من أن يتركها لأبنائه بعد وفاته. وحاليا يعتبر أوميديار وزوجته من أكبر المتبرعين للحملات المناهضة للاتجار بالبشر حول العالم.

توماس بون بيكينز (أميركي / 87 سنة)

يمتلك القطب النفطي «توماس بون بيكينز» ثروة يقدر صافيها بـ1.4 مليار دولار، وهو واحد من بين عدد كبير من المليارديرات الذين انضموا إلى مبادرة «التعهد بالعطاء». وسبق لبيكينز أن صرح مراراً بأنه لا يؤيد فكرة توريث الثروة للأبناء دون أن يبذلوا أي جهد، موضحا أنه يعتقد أن «أضرار تلك الفكرة أكبر من منافعها». لكنه يقر في الوقت ذاته بأنه يستمتع بجني الأموال وأنه يستمتع أكثر بالتبرع بها في أوجه الخير، منوها إلى أنه يريد لأبنائه أن يتذوقوا ذلك النوع من المتعة.

وارين بافيت (أميركي / 85 سنة)

قرر الملياردير ورجل الأعمال وارين بافيت أن يتبرع بعد وفاته بـ99 في المئة من ثروته التي تناهز الستين مليار دولار لصالح «مؤسسة غيتس» الخيرية، وأن يترك لأبنائه وبقية ورثته نسبة الـ1 في المئة المتبقية فقط. وقد نُقل عن بافيت في مناسبات عدة قوله إنه يريد ألا يترك لأبنائه سوى الحد الأدنى من المال الذي يكفي لجعلهم يشعرون أنهم يستطيعون فعل ما يريدون في الحياة وبحيث لا يشعرون بأنهم عاجزون عن مواصلة حياتهم.

غلوريا فاندربيلت (أميركية / 91 سنة)

غلوريا فاندربيلت هي سليلة عائلة أميركية عريقة حققت ثروات طائلة خلال الفترة التي تعرف في التاريخ الأميركي بـ«العصر الذهبي». وكانت فاندربيلت ورثت عن والديها 5 ملايين دولار فقط، لكنها نجحت بذكائها في تحويل تلك الثروة الصغيرة نسبيا إلى أكثر من 200 مليون حتى الآن. وأعلنت فاندربيلت أنها لن تورّث ابنها الوحيد أندرسون تلك الملايين وأنها تعتزم أن تتركها لأعمال إنسانية. ويؤيدها ابنها في ذلك القرار، إذ يقول إنه لولا قرار والدته لما اجتهد في حياته لأنه كان سيعتمد على وجود «منجم ذهب» في انتظاره.

تيد تيرنر (أميركي / 77 سنة)

يتشابه الملياردير والقطب الإعلامي الأميركي تيد تيرنر مع مواطنه تشاك فيني إلى درجة كبيرة. فكلاهما أنفق وما زال ينفق ملياراته على أعمال خيرية، وكلاهما يرغب في ألا يترك وراءه الكثير من المال عندما يرحل عن الحياة. وقد وصل الحال بتيرنر إلى أنه صرح ذات مرة قائلا انه قد بات فعليا على حافة الفقر وإنه يريد أن يموت دون أن يكون لديه من المال سوى ما يغطي تكاليف جنازته!

بيرنارد ماركوس (أميركي / 86 سنة)

أصبح رجل الأعمال بيرنارد ماركوس مليارديراً في أعقاب مشاركته في تأسيس وإدارة سلسلة متاجر التجزئة «هوم ديبوت»، لكنه أنفق معظم ملياراته حتى الآن على جهود ومبادرات إنسانية وتثقيفية متنوعة من بينها إنشاء مؤسسة ماركوس الخيرية التي أعلن أنه سيترك معظم ثروته لصالحها بعد وفاته، وأنه لن يترك سوى القليل من المال لأبنائه مؤكدا على أنه اتخذ ذلك القرار«من أجل مصلحتهم» على حد تعبيره.

تشاك فيني (أميركي من أصول أيرلندية/ 84 سنة)

أصبح تشاك فيني مليونيراً في الثمانينيات، وذلك بعد أن جنى أموالا طائلة من وراء الاستثمار في متاجر الأسواق الحرة في المطارات. لكنه قرر أن يتبرع بأمواله الضخمة لصالح أعمال خيرية وليس لزوجته وأبنائه. بل إنه أجبر أبناءه على أن يعملوا خلال فترة دراستهم الجامعية وخلال عطلاتهم الدراسية. ويقول «فيني» إنه يريد أن يواصل إنفاق كل أرباحه على المحتاجين بحيث لا يترك إلا القليل جداً من المال عندما يفارق الحياة.

جين سيمونز (أميركي / 66 سنة)

على الرغم من أن سمعته سيئة الصيت بعض الشيء، يصر مغني وعازف الروك الأميركي جين سيمونز على أنه سيترك ثروته الطائلة للجمعيات الخيرية ولن يورّث أياً منها لأبنائه الذين يريد لهم أن يشقوا طريقهم في الحياة وأن يبنوا أنفسهم بأنفسهم مثلما فعل هو. وعلى الرغم من أن كثيرين يشككون في نوايا سيمونز الخيرية، فإنه ما زال مصمماً على موقفه ويصرح دائما بأنه لن يترك لأبنائه إلا ما يكفي لنفقاتهم الأساسية بعد رحيله.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي