حملة غربية على مواقع التواصل الاجتماعي إن نجحت فستعزل تل أبيب دولياً!

هل يضطر العرب للاعتراف بإسرائيل ... مقابل الاعتراف بفلسطين دولة؟

u0645u062au0638u0627u0647u0631u0648u0646 u0623u0648u0631u0648u0628u064au0648u0646 u064au062fu0639u0648u0646 u0644u0645u0642u0627u0637u0639u0629 u0627u0644u0628u0636u0627u0626u0639 u0627u0644u0625u0633u0631u0627u0626u064au0644u064au0629
متظاهرون أوروبيون يدعون لمقاطعة البضائع الإسرائيلية
تصغير
تكبير
• هناك تخوّف من احتمال تهوّر حكام إسرائيل والخروج من بيت المشورة الأوروبية والأميركية

• البيت الأبيض جاد لتحقيق ما يريده أوباما من التوصل إلى حل الدولتين قبل انتهاء مدته الرئاسية
تعيش إسرائيل هذه الأيام أصعب ظرفية تمر بها منذ سنوات... حيث إن هناك من يدير في الخفاء لعبة تأديب إسرائيل أو بالأحرى حكام تل آبيب. لكن ليس العرب هذه المرة من يقودون حملة الضغط على إسرائيل ولكن أطرافاً غربيين في أوروبا خصوصاً هم من يسعون هذه المرة -حسب ما تتناقله التقاريرالأوروبية- إلى عزل إسرائيل دولياً ما لم تسع حكومة نتنياهو إلى الكف عن التوسع الاستيطاني، وبالتالي عدم استفزاز الفلسطينيين حتى لا تكون هناك حرب غزة أخرى.

لكن قد تكون نوايا قطع الطريق أمام اندلاع حرب أخرى هي الشعار المرفوع ظاهرياً في أوروبا وأميركا للتضامن مع مسار تكوين دولة فلسطينية وأحلام السلام في الشرق الأوسط. لكن في الخفاء قد تكون سياسات نتنياهو كفيلة بأن تغضب قيادات أوروبيين والبيت الأبيض لمحاولة إسرائيل تعطيل الاتفاق النووي الإيراني وأيضا لمحاولة كسر تعنت نتنياهو الذي يتحدى سكان البيت البيض ويمضي في الضرب بعرض الحائط بكل تفاهمات التهدئة مع الفلسطينيين.

ولعل حملة مقاطعة إسرائيل اقتصادياً بداية من أوروبا التي بدأت تنشط على «فيسبوك» وتجذب الكثير من الناشطين هي بمثابة كرة الثلج التي ستتدحرج لتكبر أكثر كل ما تعنت نتنياهو في قبول حل الدولتين وعدم التوقف عن سياسة الاستيطان. فهل يزيد عناد نتنياهو للغرب إلى حد أن يخسر أصدقاء إسرائيل أم يضطر لقبول شروط الغرب لحاكم إسرائيل كما يريدونه الغرب؟

وفي الخفاء أيضا قد يكون الغرب متخوفين من وصول نتنياهو إلى نقطة عدم السيطرة عليه خصوصا بعد تصريحاته الأخيرة بأنه لا يأبه إلى الضوء الأخضر الأميركي في حين قررت حكومته حماية أمن إسرائيل من تهديد إيراني أو حتى من «حزب الله». كما أن نتنياهو حاول تعزيز قوة إسرائيل نووياً من خلال تهريب آخر تكنولوجيات الأسلحة النووية من أميركا حسب صحف غربية. وبذلك فإن هناك تخوفاً من احتمال تهور حكام إسرائيل والخروج من بيت المشورة الأوروبية والأميركية والتصرف من دون الرجوع لأوروبا أو لأميركا.

ويبقى سيناريو تداعيات تغول نتنياهو مستنداً بشعبية راديكالية يهودية إسرائيلية غير معلومة خصوصاً إذا تم التوقيع نهائياً على الاتفاق النووي بين إيران والغرب ما يجعل إمكانية زيادة فتور علاقات إسرائيل مع واشنطن والعواصم الأوروبية واردة.

وقد تكون ردة فعل إسرائيل لا ينتظرها أحد عقب الاتفاق إلى ذلك فإن الغرب يعلمون جيداً مدى قوة الترسانة العسكرية الإسرائيلية وإمكانات استخدامها، وقد تكون بعض استخداماتها إما لضرب الفلسطينيين أو دول الجوار كعقاب للغرب عن اتفاقهم التاريخي والمجنون على حد وصف نتنياهو مع إيران.

حملة مقاطعة إسرائيل نبهت إليها الصحف الإسرائيلية التي عنونت أن شركات أوروبية تريد سحب استثماراتها أو شراكاتها من أسواق تل أبيب، ووصفت تلميح بعض الشركات بالخروج من السوق الإسرائيلية بمثابة العقاب السياسي والضغط من أجل أهداف سياسية أهمها دفع إسرائيل إلى التوقف عن بناء المستوطنات والقبول بمفاوضات حل الدولتين، وهذا ما تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما ودول أوروبية من أجل إحلال سلام مستقر في الشرق الأوسط.

ويبدو أن البيت الأبيض جاد إلى أبعد الحدود من أجل ما يريد أوباما تحقيقه قبل انتهاء مدته الرئاسية، وهو التوصل إلى حل الدولتين ليحسب ضمن إنجازاته التي تضغط إدارة البيت الأبيض بكل الوسائل على نتنياهو لقبوله بهذا التوجه لحل الصراع الإسرائيلي العربي.

إلى ذلك فإن البيت الأبيض لديه تصور لشرق أوسط جديد بعد الاتفاق النهائي مع إيران حول برنامجها النووي، ومن هذه الرؤية الجديدة ينبثق ضرورة التزام إسرائيل بشروط الدولة المسالمة والتي يتم توفير كل الدعم الغربي لها من أجل عدم مهاجمتها أو تهديد حدودها.

إلى ذلك فإن حل الدولتين سيمثل ضغطاً على إيران لإفشال أي نوايا مخططات عدوانية ضد إسرائيل، وأيضا قد يكون حل الدولتين ورقة رابحة لواشنطن للضغط في الاتجاه المعاكس على العرب لقبولهم بالاعتراف بدولة إسرائيل في مقابل اعتراف الغرب وإسرايل بدولة فلسطين. لكن قبول العرب بدولة إسرائيل مطروح سابقاً ضمن المبادرة العربية بشرط انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 من الأراضي الفلسطينية وعودة اللاجئين، لكن من يضمن للعرب أن نفس الشروط ستلتزم بها إسرائيل بجدول زمني واضح.

خطوة الاعتراف بإسرائيل إن تمت فهل يضطر العرب للقبول بدولة إسرائيل التي تلتزم بيهوديتها؟، وهل تصبح إسرائيل دولة صديقة مجاورة للعرب؟، وهل يصبح أي عدوان عليها بمثابة خرق للأمن الدولي؟، وهل بذلك لن ترفع بندقية مقاومة واحدة ضد إسرائيل في حال تمددت سراً في الأراضي العربية أو أجوائها؟، وإن لم تتمدد فهل سيعتاد العرب في حال وقعت اتفاقية عربية إسرائيلية حول قيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية على زيارة اليهود للدول العربية كسياحٍ ويرفع الحظر عنهم؟، وهل سستصبح إسرائيل أيضا مقصد السياح العرب؟،

وهل ستغزو البضائع الإسرائيلية الدول العربية بعد اتفاقية عربية إسرائيلية أم أن كل ذلك غير قابل للتطبيق؟ بعض الأحلام التي لا تصدق إذا تغيرت الظروف قد يضطر البعض لتصديقها، فماذا لوكانت إسرائيل صديقة بقرار رسمي فهل سيتعين على المؤرخين حذف كلمة الكيان الصهيوني من أوراق التاريخ أم أن العداوة لإسرائيل ستحفظ في القلب؟، ومن الرابح من طي صفحة العداوة بين العرب وإسرائيل؟، خصوصا أن هذه العداوات هي من جمعت دولاً عربية كثيرة ووحدتها وجعلت من عداوة إسرائيل قضية الأمة بأسرها.

كيف سيكون موقف العرب إذا دفعت واشنطن ودول الغرب إلى اتفاق عربي إسرائيلي دائم؟، هل سيكون على الدول العربية الخليجية خصوصا مثلا تقديم اعترافين مستقبلاً أولهما الاعتراف بإيران كقوة نووية سلمية، وثانيهما خيار الاعتراف بإسرائيل من أجل الموافقة الدولية على دولة فلسطين.

ويبدو أن حملة المقاطعة الأوروبية لإسرائيل حسب تقرير لصحيفة «هارتس» من أجل دفع إسرائيل لتغيير سياستها تجاه الفلسطينيين لن تجعل تل أبيب تخضع بسرعة حيث كتبت الصحيفة أن «أي مقاطعة لشركات أوروبية للسوق الإسرائيلية لا يمكن أن يكون واقعاً لأن عوائد الشركات الأوروبية في إسرائيل كبيرة. وكشفت بلومبرغ أن مليارديرية يهود تبرعوا بملايين الدولارات للجمهوريين لدعم موقف سياسي لمنع مقاطعة إسرائيل.

وقد ندد نتنياهو بحملة اتحاد الطلبة البريطانيين الذين يساندون المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل، وعارض أيضا مقاطعة الشركات الإسرائيلية في أوروبا على سبيل المثال.

وأكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو توجهه لإنشاء منظومة لمحاربة حملات المقاطعة، متهماً المجتمع الدولي بالنفاق والفلسطينيين بالهروب من المفاوضات والعمل على فرض عقوبات تطول بلاده.

وتبقى مليارات الدولارات كخسائر متوقعة لنجاح حملات المقاطعة لإسرائيل، إذ أثرت بشكل كبير على صادرات المستوطنات الإسرائيلية إلى أوروبا، ودفعت أكبر بنوك الدنمارك إلى قطع علاقاتها التجارية مع شريكها الإسرائيلي بنك»هبوعاليم».

وعلى الرغم من تراجع إدارة شركة أورانج عن نيتها الانسحاب من السوق الإسرائيلية، فإن الأمر دق ناقوس الخطر في إسرائيل من توالي تأثير حملات المقاطعة على الرأي العام الدولي.

ولم يقتصر تأثير دعوات المقاطعة على الناحية الاقتصادية فحسب، بل تجاوزها ليترك آثاراً جلية على الجانب الأكاديمي، إذ عقد الكنيست جلسة طارئة لبحث تداعيات المقاطعة على مكانة إسرائيل دولياً، وذلك بعد انضمام الاتحاد العام للطلبة البريطانيين إلى مقاطعي إسرائيل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي