كتاب مذكرات جديد من تأليف جون سنونو كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً
الكويت تُنصِفُ تاريخ جورج بوش الأب ... في «الرجل الهادئ»
بوش الأب خلال خطابه المتلفز إلى الأميركيين بتاريخ 16 فبراير 1991 معلناً عن إطلاق عملية عاصفة الصحراء
بوش وأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد يحييان الجماهير أمام البيت الأبيض في سبتمبر 1990
بوش الأب متحدثاً عبر الهاتف في البيت الأبيض ويبدو جون سنونو خلفه خلال متابعتهما لأخبار غزو الكويت في العام 1990
بوش الأب خلال عملية عاصفة الصحراء في 1991 ويبدو عن يساره الجنرال كولن باول وعن يمينه وزير دفاعه ديك تشيني ومستشاره للأمن القومي برينت سكوكروفت
بوش خلال مؤتمر صحافي وتبدو ع زوجته باربرا إلى يساره بينما يبدو سنونو في الخلف على يسار الصورة
بوش الأب مداعباً المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول خلال أحد لقاءاتهما
• نجاح بوش الأب في قيادة حرب تحرير الكويت ألقى بظلاله على كثير من إنجازاته المهمة الأخرى
• بوش قال لدى غزو الكويت: «هذا العدوان لن يصمد»... وبالفعل لم يصمد
• ديك تشيني أخفق في وضع خطة كفؤة لحرب الخليج الأولى فأمره بوش الأب بوضع خطة جديدة تماماً
• كولن باول انشغل خلال حرب الخليج الأولى بتحسين صورته أمام الرأي العام وتسريب معلومات إلى الصحافي بوب وودوارد
• ريغان وميتران كانا متنافرين لكن براعة ديبلوماسية بوش غيّرت هذا الوضع
• إنجازات بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية لم يحققها سوى رؤساء من أمثال روزفلت وجونسون
• اثنان من مراسلي «واشنطن بوست» ساوما سنونو كي يزودهما بمعلومات سرية عن بوش لكنه رفض وطردهما
• بوش الأب كان مولعاً بإجراء المكالمات الهاتفية الشخصية من جهاز هاتف تقليدي ذي قرص دوار في البيت الأبيض
• المستشار الألماني هيلموت كول التهم «درزنين» من قطع المعجنات خلال اجتماع مع بوش في البيت الأبيض!
• بوش صرّح بأنه يكره البروكولي فغضب مزارعوه الأميركيون وأرسلوا شاحنتين معبأتين بالبروكولي إلى البيت الأبيض!
• نقّاد: اهتمام سنونو بامتداح الرئيس الأسبق أنساه أنه كان له دور في المشاكل التي تركها سلفه ريغان وأنه أطاح بمانويل نورييغا ثم تعاون مع حكام مستبدين حول العالم
• بوش قال لدى غزو الكويت: «هذا العدوان لن يصمد»... وبالفعل لم يصمد
• ديك تشيني أخفق في وضع خطة كفؤة لحرب الخليج الأولى فأمره بوش الأب بوضع خطة جديدة تماماً
• كولن باول انشغل خلال حرب الخليج الأولى بتحسين صورته أمام الرأي العام وتسريب معلومات إلى الصحافي بوب وودوارد
• ريغان وميتران كانا متنافرين لكن براعة ديبلوماسية بوش غيّرت هذا الوضع
• إنجازات بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية لم يحققها سوى رؤساء من أمثال روزفلت وجونسون
• اثنان من مراسلي «واشنطن بوست» ساوما سنونو كي يزودهما بمعلومات سرية عن بوش لكنه رفض وطردهما
• بوش الأب كان مولعاً بإجراء المكالمات الهاتفية الشخصية من جهاز هاتف تقليدي ذي قرص دوار في البيت الأبيض
• المستشار الألماني هيلموت كول التهم «درزنين» من قطع المعجنات خلال اجتماع مع بوش في البيت الأبيض!
• بوش صرّح بأنه يكره البروكولي فغضب مزارعوه الأميركيون وأرسلوا شاحنتين معبأتين بالبروكولي إلى البيت الأبيض!
• نقّاد: اهتمام سنونو بامتداح الرئيس الأسبق أنساه أنه كان له دور في المشاكل التي تركها سلفه ريغان وأنه أطاح بمانويل نورييغا ثم تعاون مع حكام مستبدين حول العالم
عندما يكون الحديث عن إنصاف تاريخ الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب (أو جورج اتش دابليو بوش) من خلال إبراز أهم انجازاته خلال فترة رئاسته، فلابد من أن يأتي ذِكرُ الكويت في الصدارة، وذلك لأنها كانت أول اختبار مهم له على صعيد السياسة الخارجية فنجح ببراعة في أن يلعب دورا محوريا وحاسما في تحريرها من براثن الاحتلال الصدّامي الغاشم في العام 1991 محققا بذلك إنجازا سياسيا وعسكريا ضخما أضيف إلى سجل إنجازاته المهمة الأخرى.
وهذا بالضبط ما حصل في كتاب جديد مهم نُشر في التاسع من يونيو الجاري في الولايات المتحدة تحت عنوان «الرجل الهادئ»، وهو كتاب مذكرات من تأليف جون سنونو كبير موظفي البيت الأبيض سابقا خلال فترة رئاسة بوش الأب التي امتدت من العام 1989 إلى العام 1993 وشهدت أحداثا وتطورات كبرى أميركيا وعالميا.
فاسم الكويت يتكرر بقوة في مواضع كثيرة في سياق الكتاب الذي يسعى سنونو من خلاله إلى «تمجيد تراث وتاريخ بوش الأب ومنحه الفضل الذي يستحقه في كثير من التأثيرات والبصمات الايجابية التي تركها وراءه سواء على الولايات المتحدة أو على العالم».
فبنفس القدر الذي يسلط به سنونو الضوء في كتابه الجديد على الدور الذي لعبه الرئيس الأميركي الـ41على صعيد الحرب الباردة وما بعدها وعلى صعيد السياسات الداخلية الأميركية، فإن الكتاب يستعرض ويناقش ويحلل بإسهاب مشوّق ما حدث خلال المباحثات والجهود الديبلوماسية التي سبقت عملية عاصفة الصحراء التي سرعان ما تم تنفيذها لاحقا بقيادة جورج بوش الأب على نحو سلس وسريع وأسفرت عن تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في العام 1991.
وفي بدايات كتابه يسطر سنونو ما نصه: «على الرغم من أن العالم بأسره يتذكر بوش الأب عن جداره بفضل تنسيقه وقيادته الناجحة لواحدة من أضخم الحملات العسكرية وأكثرها فعالية على مر التاريخ – ألا وهي حرب الخليج الأولى التي حررت دولة الكويت من الاحتلال العراقي – فإن ذلك النجاح ألقى بظلاله على كثير من إنجازاته المهمة الأخرى، والتي كان من أهمها قيادته الهادئة والمحنكة خلال فترة انهيار الاتحاد السوفياتي وما أعقبها وصولا إلى إسقاط سور برلين».
ومن بين المواقف الأكثر إثارة للاهتمام التي يكشف عنها سنونو في كتابه للمرة الاولى حول الاستعدادات لحرب تحرير الكويت في أوائل العام 1991 أن الجنرال كولن باول – الذي كان آنذاك رئيسا لهيئة الأركان المشتركة – أبلغ بوش الأب في الساعات الأخيرة قبيل بدء شن عملية «عاصفة الصحراء» بأنه سيحتاج إلى مضاعفة أعداد القوات والمخصصات المالية التي كان قد طلبها في البداية من أجل تنفيذ تلك العملية.
وتعليقا على ذلك الموقف تحديدا يقول سنونو إنه ظن في بادئ الأمر أن الجنرال باول كان يختبر مدى عزيمة وإصرار الرئيس بوش الأب، مضيفا: «لكنني أدركت أنه (باول) كان يهدف فقط إلى أن يوضح بشكل كاف أن تلك (عملية عاصفة الصحراء) ستكون مغامرة عالية المخاطر».
ثم يستطرد سنونو معلقا على ذلك الموقف ذاته: «لكنني ارتبت أيضا بأن ذلك التكتيك كان أيضا محاولة من جانب الجنرال باول كي يحمي ظهره في حال سارت الأمور على نحو خاطئ... وخلال مناقشات باول خلال ذلك اليوم مع بوش، لاحظت أن باول كان يطلب كل الموارد والإمكانات المتاحة، وربما كان يتوقع أن بوش لن يقدمها إليه».
ويمضي سنونو واصفا ذلك الموقف العصيب بالقول: «لكن الرئيس بوش ألزم نفسه. فبينما ثبّت ناظريه على الجنرال باول قال له: (حسنا يا كولن، لك ما تريد. وإذا احتجت أي شيء آخر لإنجاز هذه المهمة على الشكل الصحيح، فما عليك سوى أن تبلغني)». وتعليقا على ذلك يقول سنونو ممتدحا بوش الأب: «بهدوئه وأسلوبه المحتشم، نجح في أن يبحر ببراعة في خضم واحدة من أهم لحظات القيادة الرئاسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».
وفي معرض امتداح سنونو للصفات والسجايا القيادية التي تحلّى بها بوش الأب خلال فترة رئاسته، كتب واصفا إياه: «كان قائدا حازما. كان بمجرد أن يصل إلى نقطة يتخذ عندها قرارا، فإن الأمر كان يصبح محسوما، مثلما كان الحال مع دولة الكويت عندما غزاها صدام حسين. فلقد أعلن جورج بوش الأب آنذاك قائلا: (هذا العدوان لن يصمد)، وبالفعل لم يصمد ذلك العدوان»، مؤكدا (سنونو) على أن الأميركيين «يحتاجون الآن مثل هذا النوع من القادة في البيت الأبيض».
كما جاء اسم الكويت عندما أشار سنونو في مقدمة الكتاب إلى انه حصل على موافقة مسبقة من بوش الأب كي يكتب هذه المذكرات الشاملة التي تسرد وتستعرض بالتفصيل كافة الانجازات التي حققها الرئيس الأميركي الأسبق في مجالات السياسة الداخلية والخارجية، و«التي لم يكن أقلها تلك الحملة الديبلوماسية والعسكرية الماحقة التي أرغمت الديكتاتور العراقي صدام حسين على إنهاء احتلاله لدولة الكويت».
وفي ملف السياسة الخارجية لبوش الأب، يكشف سنونو في الكتاب عن أن وزير دفاع بوش الأب، ديك شيني، واجه صعوبات ومشاكل في وضع خطة قتالية كفؤة لحرب الخليج الأولى ضد صدام حسين، وهو الأمر الذي أصاب بوش بعدم الرضا وطلب إلى تشيني أن يبدأ في وضع خطة جديدة تماما. وأشار سنونو إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كولن باول كان مهتما جدا آنذاك بتحسين صورته أمام الرأي العام إلى درجة أنه كان يشغل نفسه بتمرير تسريبات تصب في مصلحته إلى الصحافي الأميركي الأكثر شهرة بوب وودوارد كي يتم نشرها في وسائل الإعلام.
ويتألف الكتاب من 3 فصول يركز كل واحد منها على عدد من المفاصل المحورية في فترة رئاسة بوش الأب التي امتدت من العام 1989 إلى العام 1993، بما في ذلك الأحداث التي سبقت وتزامنت مع انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب تحرير الكويت وغير ذلك.
ويوضح سنونو أنه اقتبس عنوان كتابه الجديد «الرجل الهادئ» من كلمات كان قالها الرئيس الأسبق عن نفسه خلال كلمة ألقاها في العام 1988بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية آنذاك إذ قال نصا: «إنني رجل هادئ، لكنني أستمع إلى الناس الهادئين الذين لا يستمع إليهم الآخرون».
وفي ملف السياسة الخارجية أيضا يسرد سنونو الكثير من التفاصيل المهمة التي يسعى من خلالها إلى إبراز مدى براعة بوش الأب، حيث يصف كيف أن الرئيس الأسبق تعاون باجتهاد مع قادة وزعماء أوروبيين في كثير من القضايا المتعلقة بفترة ما بعد الحرب الباردة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. ويوضح سنونو أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان والرئيس ميتران كانا متنافرين وكانا لا يكاد أحدهما يتحدث مع الآخر، لكن براعة بوش الأب في الديبلوماسية الشخصية – حسب ما يرى سنونو - غيرت هذا الوضع إلى درجة أن فترة رئاسته شهدت أوثق تعاون عبر التاريخ بين الولايات المتحدة وفرنسا.
ويواصل سنونو إطراءه في كتابه على بوش الأب قائلا: «من خلال قيادته المحنّكة وبراعته الخاصة التي تفرّد بها في مجال الديبلوماسية، استطاع بوش الأب أن يصوغ عالما برزت الولايات المتحدة فيه كقوة عظمى وحيدة»، مشيدا بالدور الذي لعبه بوش الأب إبان فترة انهيار الاتحاد السوفياتي وتحطيم سور برلين وصولا إلى فرض هيمنة الولايات المتحدة كقطب أوحد على مستوى العالم.
ويشير سنونو إلى أنه، وبصفته رئيسا لموظفي البيت الأبيض، كان مراقبا لصيقا ومشاركا نشطا في الأحداث الأكثر أهمية التي حصلت خلال فترة رئاسة بوش الأب، منوها إلى أنه كان «شاهد عيان على صراعات ومصادمات سياسية، وتحالفات داخلية بين شخصيات متنوعة سواء من داخل أو خارج البيت الأبيض».
أما في ما يتعلق بالانجازات التي حققها بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية، كتب سنونو: «صحيح ان انجازات بوش الأب على صعيد السياسة الخارجية جديرة وحدها بأن تمنحه مكانة كواحد من أهم الرؤساء الأميركيين، لكن انجازاته الداخلية كانت مثيرة للإعجاب بدرجة مساوية».
ويوضح سنونو أن أحد الأهداف من وراء كتابة تلك المذكرات هو أن ينقذ تراث بوش الأب في مجال السياسة الداخلية من «أولئك الذين يرونه فقط كرئيس لم ينجح سوى في السياسة الخارجية، وكوريث للأصوات الانتخابية التي كان الفضل فيها يعود إلى شعبية سلفه الجمهوري رونالد ريغان»، مؤكدا على أن إنجازات بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية لم يحققها قبله سوى رؤساء من أمثال تيودور روزفلت وليندون جونسون.
ويضيف: «لقد نجح (بوش الأب) في أن يجمع شمل أعضاء الكونغرس وزعماء الحزبين الديموقراطي والجمهوري كي يتحاور معهم باستمرار وكي يتفاوض معهم من أجل التوصل إلى ما يريدونه وإيجاد أجندة مشتركة، لذا فإنني أؤمن بأنه يمكننا أن نرجع إلى ذلك النموذج إذا أردنا أن نحصل على القيادة الرئاسية الحقيقية في المنظومة الحاكمة».
ويكشف سنونو في سياق الكتاب عن واقعة ذات دلالة خطيرة ومثيرة للاهتمام حصلت معه شخصيا في بداية عمله كرئيس لموظفي بوش الأب، وهي الواقعة التي مفادها أن اثنين من مراسلي صحيفة واشنطن بوست لدى البيت الأبيض زاراه في مكتبه آنذاك وساوماه على أن يزودهما أسبوعيا بمعلومات سرية خاصة بهما حول كل ما يفكر فيه الرئيس وما يقوله على أن ينسبا تلك المعلومات إلى مصدر مجهول لدى نشرها، وأكدا له أنهم سيضمنا له في المقابل أن يتم تلميع وإبراز اسمه في ما تنشره صحيفتهما المرموقة، لكنه (سنونو) رفض عرضهما وطردهما من مكتبه بعد أن هدداه ضمنا بأنه لن يكون سعيدا بالنتيجة في حال رفض عرضهما.
لكن سنونو يستعيد أيضا في سياق الكتاب ذكريات أخرى طريفة وخفيفة الظل، والتي من بينها مثلا أن الرئيس بوش الأب كان مولعا جدا بإجراء المكالمات الهاتفية الشخصية من جهاز هاتف تقليدي ذي قرص دوار في البيت الأبيض. وتعليقا على ذلك كتب سنونو: «كنت أمازحه دائما بالقول إن أصبع سبابته أصبح أقصر بنحو بوصة (2.5 سنتيمتر) في نهاية فترة رئاسته مقارنة بما كان عليه في بدايتها»، وذلك في إشارة ساخرة إلى كثرة استخدامه لذلك الأصبع في إدارة قرص الهاتف.
ومن بين المواقف الطريفة الأخرى التي يسترجعها سنونو في سياق مذكراته، يحكي كيف أن المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول التهم «درزنين» على الأقل من قطع المعجنات خلال اجتماع مع بوش الأب في البيت الأبيض. وكتب سنونو عن ذلك الموقف قائلا: «لم نتمالك أنا و(برينت) سكوكروفت نفسينا من أن نتبادل نظرات الدهشة والذهول».
كما يكشف سنونو للقراء عن تمتعه بروح الدعابة من خلال سرده لواقعة مشهورة حصلت عندما صرح بوش الأب في إحدى المناسبات بأنه يكره البروكولي، وهو التصريح الذي أثار غضب وسخط مزارعي البروكولي الأميركيين فأرسلوا شاحنتين معبأتين به إلى البيت الأبيض، وعند ذلك سمع سنونو السيدة الأولى باربرا بوش وهي تقول إنها ستوزع ذلك البروكولي على المشردين فاقترب منها هامسا في أذنها: «ولماذا في رأيك أصبحوا مشردين أساسا؟» وذلك في إشارة مازحة من جانبه إلى أن مزارعي البروكولي سيصبحون مشردين بدورهم إذا كسدت زراعاتهم بسبب تصريحات الرئيس.
لكن بعض المنتقدين علقوا على الكتاب بالقول إنه يؤخذ على سنونو أن انهماكه في التركيز على إهالة الإطراء والمديح على الرئيس الأسبق جعله يتحدث في سياق الكتاب عن المشاكل التي تركتها إدارة ريغان وراءها وكأن بوش الأب لم يكن له أي دور فيها على الإطلاق أو كأنه كان مجرد متفرج منعدم النفوذ عندما كان نائبا لريغان. فالكتاب يبدو في أجزاء منه وكأنه يلقي باللائمة على ريغان في ما يتعلق بمشاكل تباطؤ الاقتصاد واتساع هوة العجز المالي وتوتر العلاقة مع الكونغرس. ومع ذلك فإن سنونو ينسب إلى بوش الأب وحده الفضل في الانجازات الايجابية التي تحققت خلال فترته الرئاسية في مجالات الاقتصاد والتعليم والرفاه الاجتماعي والصفقات التجارية، دون أن يشير إلى فداحة المشاكل التي تركها وراءه لخلفه الرئيس بيل كلينتون.
كما يرى أولئك المنتقدون أن سنونو لم يهتم بمناقشة أو توضيح بعض التناقضات التي شابت سياسات بوش الأب والتي كان من بينها – على سبيل المثال – أنه أعلن في وقت من الأوقات أن «أيام الحكام المستبدين قد ولّت وانتهت» قبل أن يطيح بحاكم بنما آنذاك مانويا نورييغا، ومع ذلك فإنه (بوش الأب) تعاون بنشاط – والكلام مازال للمنتقدين – مع حكام مستبدين آخرين حول العالم بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط ومع زعماء الصين وآخرين حول العالم.
جدير بالذكر أن جون سنونو عمل مع جورج بوش الأب منذ أن كان هذا الأخير نائبا للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، ثم واصل العمل معه خلال حملته الانتخابية الرئاسية المحمومة التي أسفرت عن فوزه في العام 1988. وبحكم منصبه ككبير لموظفي البيت الأبيض خلال الفترة من 1989 إلى 1991، وجد سنونو نفسه في خضم الكثير من الأحداث والتطورات المهمة، والتي يكشف النقاب عن كثير منها للمرة الأولى في كتاب مذكراته «الرجل الهادئ» الذي ألقينا عليه الضوء بإيجاز آنفاً.
- عنوان الكتاب: «الرجل الهادئ: رئاسة جورج اتش دابليو بوش التي لا غنى عنها» (The Quiet «The Quiet Man: The Indispensable Presidency of George H.W. Bush»)
- المؤلف: جون إتش سنونو
- الناشر: دار Broadside Books
- عدد الصفحات: 412
نبذة عن جون سنونو
ولد جون هنري سنونو في العام 1939 لأسرة فلسطينية مهاجرة في العاصمة الكوبية هافانا ثم هاجرت الأسرة لاحقا إلى الولايات المتحدة.
هو سياسي أميركي مخضرم شغل منصب حاكم ولاية نيوهامبشر الأميركية من العام 1983 إلى العام 1989 ثم رئيسا للحزب الجمهوري في الولاية ذاتها. وبعد ذلك شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الاب.
اشتهر سنونو بأنه كان حاكم الولاية الأميركية الوحيدة التي لم ترفض قرار الامم المتحدة رقم 3379 الذي وصف الصهيونية بالعنصرية. كما اشتهر أيضا بآرائه السياسية الحادة والتي أدت في النهاية إلى جعل الرئيس بوش الاب يستغني عنه بعد أن عمل معه لثلاث سنوات في البيت الأبيض.
يحمل سنونو شهادة الدكتوراه من جامعة MIT، وله ثمانية أبناء من بينهم السيناتور جون ادوارد سنونو.
وهذا بالضبط ما حصل في كتاب جديد مهم نُشر في التاسع من يونيو الجاري في الولايات المتحدة تحت عنوان «الرجل الهادئ»، وهو كتاب مذكرات من تأليف جون سنونو كبير موظفي البيت الأبيض سابقا خلال فترة رئاسة بوش الأب التي امتدت من العام 1989 إلى العام 1993 وشهدت أحداثا وتطورات كبرى أميركيا وعالميا.
فاسم الكويت يتكرر بقوة في مواضع كثيرة في سياق الكتاب الذي يسعى سنونو من خلاله إلى «تمجيد تراث وتاريخ بوش الأب ومنحه الفضل الذي يستحقه في كثير من التأثيرات والبصمات الايجابية التي تركها وراءه سواء على الولايات المتحدة أو على العالم».
فبنفس القدر الذي يسلط به سنونو الضوء في كتابه الجديد على الدور الذي لعبه الرئيس الأميركي الـ41على صعيد الحرب الباردة وما بعدها وعلى صعيد السياسات الداخلية الأميركية، فإن الكتاب يستعرض ويناقش ويحلل بإسهاب مشوّق ما حدث خلال المباحثات والجهود الديبلوماسية التي سبقت عملية عاصفة الصحراء التي سرعان ما تم تنفيذها لاحقا بقيادة جورج بوش الأب على نحو سلس وسريع وأسفرت عن تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في العام 1991.
وفي بدايات كتابه يسطر سنونو ما نصه: «على الرغم من أن العالم بأسره يتذكر بوش الأب عن جداره بفضل تنسيقه وقيادته الناجحة لواحدة من أضخم الحملات العسكرية وأكثرها فعالية على مر التاريخ – ألا وهي حرب الخليج الأولى التي حررت دولة الكويت من الاحتلال العراقي – فإن ذلك النجاح ألقى بظلاله على كثير من إنجازاته المهمة الأخرى، والتي كان من أهمها قيادته الهادئة والمحنكة خلال فترة انهيار الاتحاد السوفياتي وما أعقبها وصولا إلى إسقاط سور برلين».
ومن بين المواقف الأكثر إثارة للاهتمام التي يكشف عنها سنونو في كتابه للمرة الاولى حول الاستعدادات لحرب تحرير الكويت في أوائل العام 1991 أن الجنرال كولن باول – الذي كان آنذاك رئيسا لهيئة الأركان المشتركة – أبلغ بوش الأب في الساعات الأخيرة قبيل بدء شن عملية «عاصفة الصحراء» بأنه سيحتاج إلى مضاعفة أعداد القوات والمخصصات المالية التي كان قد طلبها في البداية من أجل تنفيذ تلك العملية.
وتعليقا على ذلك الموقف تحديدا يقول سنونو إنه ظن في بادئ الأمر أن الجنرال باول كان يختبر مدى عزيمة وإصرار الرئيس بوش الأب، مضيفا: «لكنني أدركت أنه (باول) كان يهدف فقط إلى أن يوضح بشكل كاف أن تلك (عملية عاصفة الصحراء) ستكون مغامرة عالية المخاطر».
ثم يستطرد سنونو معلقا على ذلك الموقف ذاته: «لكنني ارتبت أيضا بأن ذلك التكتيك كان أيضا محاولة من جانب الجنرال باول كي يحمي ظهره في حال سارت الأمور على نحو خاطئ... وخلال مناقشات باول خلال ذلك اليوم مع بوش، لاحظت أن باول كان يطلب كل الموارد والإمكانات المتاحة، وربما كان يتوقع أن بوش لن يقدمها إليه».
ويمضي سنونو واصفا ذلك الموقف العصيب بالقول: «لكن الرئيس بوش ألزم نفسه. فبينما ثبّت ناظريه على الجنرال باول قال له: (حسنا يا كولن، لك ما تريد. وإذا احتجت أي شيء آخر لإنجاز هذه المهمة على الشكل الصحيح، فما عليك سوى أن تبلغني)». وتعليقا على ذلك يقول سنونو ممتدحا بوش الأب: «بهدوئه وأسلوبه المحتشم، نجح في أن يبحر ببراعة في خضم واحدة من أهم لحظات القيادة الرئاسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».
وفي معرض امتداح سنونو للصفات والسجايا القيادية التي تحلّى بها بوش الأب خلال فترة رئاسته، كتب واصفا إياه: «كان قائدا حازما. كان بمجرد أن يصل إلى نقطة يتخذ عندها قرارا، فإن الأمر كان يصبح محسوما، مثلما كان الحال مع دولة الكويت عندما غزاها صدام حسين. فلقد أعلن جورج بوش الأب آنذاك قائلا: (هذا العدوان لن يصمد)، وبالفعل لم يصمد ذلك العدوان»، مؤكدا (سنونو) على أن الأميركيين «يحتاجون الآن مثل هذا النوع من القادة في البيت الأبيض».
كما جاء اسم الكويت عندما أشار سنونو في مقدمة الكتاب إلى انه حصل على موافقة مسبقة من بوش الأب كي يكتب هذه المذكرات الشاملة التي تسرد وتستعرض بالتفصيل كافة الانجازات التي حققها الرئيس الأميركي الأسبق في مجالات السياسة الداخلية والخارجية، و«التي لم يكن أقلها تلك الحملة الديبلوماسية والعسكرية الماحقة التي أرغمت الديكتاتور العراقي صدام حسين على إنهاء احتلاله لدولة الكويت».
وفي ملف السياسة الخارجية لبوش الأب، يكشف سنونو في الكتاب عن أن وزير دفاع بوش الأب، ديك شيني، واجه صعوبات ومشاكل في وضع خطة قتالية كفؤة لحرب الخليج الأولى ضد صدام حسين، وهو الأمر الذي أصاب بوش بعدم الرضا وطلب إلى تشيني أن يبدأ في وضع خطة جديدة تماما. وأشار سنونو إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كولن باول كان مهتما جدا آنذاك بتحسين صورته أمام الرأي العام إلى درجة أنه كان يشغل نفسه بتمرير تسريبات تصب في مصلحته إلى الصحافي الأميركي الأكثر شهرة بوب وودوارد كي يتم نشرها في وسائل الإعلام.
ويتألف الكتاب من 3 فصول يركز كل واحد منها على عدد من المفاصل المحورية في فترة رئاسة بوش الأب التي امتدت من العام 1989 إلى العام 1993، بما في ذلك الأحداث التي سبقت وتزامنت مع انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب تحرير الكويت وغير ذلك.
ويوضح سنونو أنه اقتبس عنوان كتابه الجديد «الرجل الهادئ» من كلمات كان قالها الرئيس الأسبق عن نفسه خلال كلمة ألقاها في العام 1988بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية آنذاك إذ قال نصا: «إنني رجل هادئ، لكنني أستمع إلى الناس الهادئين الذين لا يستمع إليهم الآخرون».
وفي ملف السياسة الخارجية أيضا يسرد سنونو الكثير من التفاصيل المهمة التي يسعى من خلالها إلى إبراز مدى براعة بوش الأب، حيث يصف كيف أن الرئيس الأسبق تعاون باجتهاد مع قادة وزعماء أوروبيين في كثير من القضايا المتعلقة بفترة ما بعد الحرب الباردة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. ويوضح سنونو أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان والرئيس ميتران كانا متنافرين وكانا لا يكاد أحدهما يتحدث مع الآخر، لكن براعة بوش الأب في الديبلوماسية الشخصية – حسب ما يرى سنونو - غيرت هذا الوضع إلى درجة أن فترة رئاسته شهدت أوثق تعاون عبر التاريخ بين الولايات المتحدة وفرنسا.
ويواصل سنونو إطراءه في كتابه على بوش الأب قائلا: «من خلال قيادته المحنّكة وبراعته الخاصة التي تفرّد بها في مجال الديبلوماسية، استطاع بوش الأب أن يصوغ عالما برزت الولايات المتحدة فيه كقوة عظمى وحيدة»، مشيدا بالدور الذي لعبه بوش الأب إبان فترة انهيار الاتحاد السوفياتي وتحطيم سور برلين وصولا إلى فرض هيمنة الولايات المتحدة كقطب أوحد على مستوى العالم.
ويشير سنونو إلى أنه، وبصفته رئيسا لموظفي البيت الأبيض، كان مراقبا لصيقا ومشاركا نشطا في الأحداث الأكثر أهمية التي حصلت خلال فترة رئاسة بوش الأب، منوها إلى أنه كان «شاهد عيان على صراعات ومصادمات سياسية، وتحالفات داخلية بين شخصيات متنوعة سواء من داخل أو خارج البيت الأبيض».
أما في ما يتعلق بالانجازات التي حققها بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية، كتب سنونو: «صحيح ان انجازات بوش الأب على صعيد السياسة الخارجية جديرة وحدها بأن تمنحه مكانة كواحد من أهم الرؤساء الأميركيين، لكن انجازاته الداخلية كانت مثيرة للإعجاب بدرجة مساوية».
ويوضح سنونو أن أحد الأهداف من وراء كتابة تلك المذكرات هو أن ينقذ تراث بوش الأب في مجال السياسة الداخلية من «أولئك الذين يرونه فقط كرئيس لم ينجح سوى في السياسة الخارجية، وكوريث للأصوات الانتخابية التي كان الفضل فيها يعود إلى شعبية سلفه الجمهوري رونالد ريغان»، مؤكدا على أن إنجازات بوش الأب على صعيد السياسة الداخلية لم يحققها قبله سوى رؤساء من أمثال تيودور روزفلت وليندون جونسون.
ويضيف: «لقد نجح (بوش الأب) في أن يجمع شمل أعضاء الكونغرس وزعماء الحزبين الديموقراطي والجمهوري كي يتحاور معهم باستمرار وكي يتفاوض معهم من أجل التوصل إلى ما يريدونه وإيجاد أجندة مشتركة، لذا فإنني أؤمن بأنه يمكننا أن نرجع إلى ذلك النموذج إذا أردنا أن نحصل على القيادة الرئاسية الحقيقية في المنظومة الحاكمة».
ويكشف سنونو في سياق الكتاب عن واقعة ذات دلالة خطيرة ومثيرة للاهتمام حصلت معه شخصيا في بداية عمله كرئيس لموظفي بوش الأب، وهي الواقعة التي مفادها أن اثنين من مراسلي صحيفة واشنطن بوست لدى البيت الأبيض زاراه في مكتبه آنذاك وساوماه على أن يزودهما أسبوعيا بمعلومات سرية خاصة بهما حول كل ما يفكر فيه الرئيس وما يقوله على أن ينسبا تلك المعلومات إلى مصدر مجهول لدى نشرها، وأكدا له أنهم سيضمنا له في المقابل أن يتم تلميع وإبراز اسمه في ما تنشره صحيفتهما المرموقة، لكنه (سنونو) رفض عرضهما وطردهما من مكتبه بعد أن هدداه ضمنا بأنه لن يكون سعيدا بالنتيجة في حال رفض عرضهما.
لكن سنونو يستعيد أيضا في سياق الكتاب ذكريات أخرى طريفة وخفيفة الظل، والتي من بينها مثلا أن الرئيس بوش الأب كان مولعا جدا بإجراء المكالمات الهاتفية الشخصية من جهاز هاتف تقليدي ذي قرص دوار في البيت الأبيض. وتعليقا على ذلك كتب سنونو: «كنت أمازحه دائما بالقول إن أصبع سبابته أصبح أقصر بنحو بوصة (2.5 سنتيمتر) في نهاية فترة رئاسته مقارنة بما كان عليه في بدايتها»، وذلك في إشارة ساخرة إلى كثرة استخدامه لذلك الأصبع في إدارة قرص الهاتف.
ومن بين المواقف الطريفة الأخرى التي يسترجعها سنونو في سياق مذكراته، يحكي كيف أن المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول التهم «درزنين» على الأقل من قطع المعجنات خلال اجتماع مع بوش الأب في البيت الأبيض. وكتب سنونو عن ذلك الموقف قائلا: «لم نتمالك أنا و(برينت) سكوكروفت نفسينا من أن نتبادل نظرات الدهشة والذهول».
كما يكشف سنونو للقراء عن تمتعه بروح الدعابة من خلال سرده لواقعة مشهورة حصلت عندما صرح بوش الأب في إحدى المناسبات بأنه يكره البروكولي، وهو التصريح الذي أثار غضب وسخط مزارعي البروكولي الأميركيين فأرسلوا شاحنتين معبأتين به إلى البيت الأبيض، وعند ذلك سمع سنونو السيدة الأولى باربرا بوش وهي تقول إنها ستوزع ذلك البروكولي على المشردين فاقترب منها هامسا في أذنها: «ولماذا في رأيك أصبحوا مشردين أساسا؟» وذلك في إشارة مازحة من جانبه إلى أن مزارعي البروكولي سيصبحون مشردين بدورهم إذا كسدت زراعاتهم بسبب تصريحات الرئيس.
لكن بعض المنتقدين علقوا على الكتاب بالقول إنه يؤخذ على سنونو أن انهماكه في التركيز على إهالة الإطراء والمديح على الرئيس الأسبق جعله يتحدث في سياق الكتاب عن المشاكل التي تركتها إدارة ريغان وراءها وكأن بوش الأب لم يكن له أي دور فيها على الإطلاق أو كأنه كان مجرد متفرج منعدم النفوذ عندما كان نائبا لريغان. فالكتاب يبدو في أجزاء منه وكأنه يلقي باللائمة على ريغان في ما يتعلق بمشاكل تباطؤ الاقتصاد واتساع هوة العجز المالي وتوتر العلاقة مع الكونغرس. ومع ذلك فإن سنونو ينسب إلى بوش الأب وحده الفضل في الانجازات الايجابية التي تحققت خلال فترته الرئاسية في مجالات الاقتصاد والتعليم والرفاه الاجتماعي والصفقات التجارية، دون أن يشير إلى فداحة المشاكل التي تركها وراءه لخلفه الرئيس بيل كلينتون.
كما يرى أولئك المنتقدون أن سنونو لم يهتم بمناقشة أو توضيح بعض التناقضات التي شابت سياسات بوش الأب والتي كان من بينها – على سبيل المثال – أنه أعلن في وقت من الأوقات أن «أيام الحكام المستبدين قد ولّت وانتهت» قبل أن يطيح بحاكم بنما آنذاك مانويا نورييغا، ومع ذلك فإنه (بوش الأب) تعاون بنشاط – والكلام مازال للمنتقدين – مع حكام مستبدين آخرين حول العالم بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط ومع زعماء الصين وآخرين حول العالم.
جدير بالذكر أن جون سنونو عمل مع جورج بوش الأب منذ أن كان هذا الأخير نائبا للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، ثم واصل العمل معه خلال حملته الانتخابية الرئاسية المحمومة التي أسفرت عن فوزه في العام 1988. وبحكم منصبه ككبير لموظفي البيت الأبيض خلال الفترة من 1989 إلى 1991، وجد سنونو نفسه في خضم الكثير من الأحداث والتطورات المهمة، والتي يكشف النقاب عن كثير منها للمرة الأولى في كتاب مذكراته «الرجل الهادئ» الذي ألقينا عليه الضوء بإيجاز آنفاً.
- عنوان الكتاب: «الرجل الهادئ: رئاسة جورج اتش دابليو بوش التي لا غنى عنها» (The Quiet «The Quiet Man: The Indispensable Presidency of George H.W. Bush»)
- المؤلف: جون إتش سنونو
- الناشر: دار Broadside Books
- عدد الصفحات: 412
نبذة عن جون سنونو
ولد جون هنري سنونو في العام 1939 لأسرة فلسطينية مهاجرة في العاصمة الكوبية هافانا ثم هاجرت الأسرة لاحقا إلى الولايات المتحدة.
هو سياسي أميركي مخضرم شغل منصب حاكم ولاية نيوهامبشر الأميركية من العام 1983 إلى العام 1989 ثم رئيسا للحزب الجمهوري في الولاية ذاتها. وبعد ذلك شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الاب.
اشتهر سنونو بأنه كان حاكم الولاية الأميركية الوحيدة التي لم ترفض قرار الامم المتحدة رقم 3379 الذي وصف الصهيونية بالعنصرية. كما اشتهر أيضا بآرائه السياسية الحادة والتي أدت في النهاية إلى جعل الرئيس بوش الاب يستغني عنه بعد أن عمل معه لثلاث سنوات في البيت الأبيض.
يحمل سنونو شهادة الدكتوراه من جامعة MIT، وله ثمانية أبناء من بينهم السيناتور جون ادوارد سنونو.