اعتذرَتْ عن «في أمل»... كي تتمسَّك بـ «ذاكرة من ورق» !

ريم أرحمة لـ «الراي»: أنا متمرّدة ... واخترقتُ الخطوط الحُمر!

تصغير
تكبير
• لا أحب الظهور الإعلامي لمجرد الإدلاء بحديث مكرر بلا مبرر

• لو لم أكن فنانة... لوددت أن أكون «سيدة مجتمع»

• وجدت ضالّتي في الدراما الكويتية بعد تراجع الفن في البحرين

• السينما الخليجية بدأت تتطور في الاتجاه الصحيح... ولكن ببطء

• لا تعنيني كثرة الأعمال أو حجم الدور... بل قوة الشخصية والمضمون

• أدين بالفضل لمنتجين كُثر ... وتعلَّمتُ في مدارس مخرجين كبار
في «رسالة من تحت الماء»، كُتبت بدايتها الفنية... وعلى يد «ليلى» طرقت أبواب النجومية، حتى بلغت «درة الخليج» فوجدت ضالتها الحقيقية!

إنها الفنانة البحرينية ريم أرحمة، التي تقول عن نفسها: «أنا متمردة، لا أعبأ بالتقاليد، وأهوى اختراق الخطوط الحمراء»!


«الراي» التقت أرحمة في حوار مطوّل، وسألتها عن السر وراء تمردها وتجاوزها الحدود، لتجيب بقولها: «هذه هي ملامح شخصيتي في مسلسل (ذاكرة من ورق) الذي فرغتُ من تصوير مشاهدي فيه قبل أيام»، معربةً عن سعادتها بالدور، الذي تراه مختلفا عما قدمته من قبل من أدوار، وموضحةً: «هذه الشخصية مستفزة للغاية، فهي فتاة طائشة غير مبالية، ولا تفكر في عواقب ما ترتكبه من أفعال، كما أنها لا تخضع لقانون العادات والتقاليد، وفي نهاية المطاف لا تنعكس مغبة تصرفاتها عليها وحدها، بل أيضاً على جميع رفيقاتها من الطالبات المبتعثات في بلد الاغتراب»!

وبررت ريم أرحمة انسحابها من مسلسل «في أمل» للمخرج محمد دحام الشمري، بأنها رأت أن انسحابها هو الحل الأمثل، خصوصاً أن المسلسل الأخير كان يتعارض تصويره مع الأول.

الفنانة أرحمة، دفعت مراكب الحديث إلى مرافئ أبعد في بحار الدراما، متطرقةً إلى التجارب السينمائية والمسرحية التي خاضتها في الفترة السابقة، ومعنى فوزها بلقب أحسن ممثلة في مهرجان «المميزون في رمضان» العام 2012، معرجةً على حياتها الخاصة، وفردت شراع أحلامها إلى أقصى مداه... أما التفاصيل فنسردها في السطور التالية:

• في بادئ الأمر، هل لكِ أن تحدثينا عن دورك في مسلسل «ذاكرة من ورق»؟

- أجسد في العمل دوراً جريئاً جداً، لفتاة تُدعى «مشاعل»، وهي إحدى الطالبات المبتعثات لاستكمال الدراسة في ألمانيا، ولأنها تختلف عنهن في الطباع والتصرفات، فإنها تتجاوز في طيشها وتمردها أسوار العادات والتقاليد، بل وتتخطى الخطوط الحمر أحياناً، الأمر الذي ينعكس سلباً على زميلاتها الأخريات. العمل من إنتاج شركة «صبّاح بيكتشرز»، وتأليف عادل الجبري، فيما تصدى لإخراجه البحريني علي العلي، ويتشارك في بطولته «شجون الهاجري وفخرية خميس وصمود وعبد الله الطراروة وسليمان الياسين وغرور وفاطمة الصفي، وغيرهم».

• وما سبب انسحابك من مسلسل «في أمل» للمخرج محمد دحام الشمري؟

- قرار الانسحاب من هذا المسلسل كان خارجاً عن إرادتي، حيث تزامن تصويره مع مسلسل «ذاكرة من ورق» الذي كنتُ قد شرعت في تصوير مشاهدي خلاله، لذا اعتذرت لممثل شركة «صبّاح بيكتشرز» للإنتاج الفني عن عدم المشاركة درءاً لتعارض التصوير في ما بين العملين، على أمل أن يجمعني عمل في مرة أخرى مع المخرج محمد دحام، لو سنحت الفرصة، لاسيما أنه مخرج مبدع وذو رؤية ثاقبة.

• وماذا في جعبتك من أعمال فنية أخرى؟

- لديّ عدد من النصوص الفنية لأعمال درامية عديدة، لكن هذه النصوص لا تزال حبراً على ورق، حيث إنني أفاضل بينها، كي أنتقي الدور الملائم بدقة شديدة، وليس بالضرورة أن كل ما يعرض علي، هو مشروع لعمل جديد.

• على رغم بدايتك الفنية المبكرة، التي انطلقت من خلال مسلسل «حزاوي الدار»، لاتزال شهرتك حبيسة دائرة ضيقة، فكيف تفسرين تأخر سطوع نجمك الفني؟

- «حزاوي الدار» لا يعد مسلسلاً متكاملاً، لأنه قُدِّم على المسرح المدرسي عندما كنت طالبة في السابعة من عمري، حتى أنني لم أشارك فيه كممثلة، بل كطفلة تؤدي بعض الفقرات الاستعراضية و«الاسكتشات» ليس إلا، ضمن جوقة الأطفال المدرسية، لكن بدايتي الفعلية تحققت عبر الفيلم البحريني القصير «ليلى» الذي ألفه الكاتب حسين المهدي فيما تصدى علي العلي لمهمة إخراجه سينمائياً. ثم توالت الأعمال الأخرى مثل مسرحيات «رسالة من تحت الماء»، و«قصر العجائب» و«القراصنة» وغيرها من الأعمال التي حظيت بإشادة الجماهير، ولاقت النجاح وقتذاك، إضافة إلى مشاركتي في عدد من الأعمال الدرامية على غرار «سماء ثانية»، «وجع الانتصار»، «على موتها أغني»... والقائمة طويلة، إلى أن تراجع الفن في مملكة البحرين في السنوات الأخيرة، فطرقتُ أبواب الدراما الكويتية، التي وجدت من خلالها ضالتي الفنية، خصوصاً عبر مشاركتي في مسلسلات مثل «ساهر الليل»3، «مسكنك يوفي»، «جرح السنين»، «ماي عيني»، وغيرها.

• كيف وجدت أصداء فيلم «الدلافين» الذي عُرض في مهرجان دبي الفائت، لاسيما أنه التجربة الثانية لك في دور السينما، بعد تجربتك في الفيلم القصير «ليلى»؟

- «الدلافين» هو عمل سينمائي طويل، ألفه الكاتب أحمد سالمين وأخرجه وليد الشحي، وحقق الفيلم ردود فعل إيجابية من جانب النقاد والجماهير على السواء، ولقد شعرت حقاً بالسعادة، خصوصا أن النجاح في السينما ليس سهلاً، بل إنه اختبار حقيقي لكل الفنانين ولاسيما الشباب منهم.

• في رأيك، ما فرص صناعة سينما خليجية توازي من حيث زخم الإنتاج والإقبال الجماهيري نظيراتها في الدول التي سبقتها في هذا المجال؟

- أعتقد أن السينما الخليجية أصبحت تتخذ طريقها الصحيح، كما أضحن ملامح تطورها تتجلى من عام إلى آخر، وإن كان ذلك يتحقق ببطء شديد، ولذلك تحتاج إلى وقت حتى تصل إلى مستوى السينما المصرية، والسبب يعود إلى خشية المنتجين من المغامرة في خوض غمار الإنتاج السينمائي، غير المربح، لكن على الرغم من ذلك، فإنني أرى بصيص أمل، لصناعة سينما خليجية قوية في السنوات القليلة المقبلة.

• ما الذي يهمك في عالم الفن، الكم أم الكيف؟

- لو كنت أبحث عن الكم، لما اكتفيت هذا العام بتقديم مسلسل «ذاكرة من ورق»، على رغم كثرة العروض التي تلقيتها، لكن ما يهمني حقاً هو نوعية وقوة الشخصية التي أجسدها في هذا العمل أو ذاك، إذ لا بد أن تقنعني أولاً، وتقدمني بشكل جيد إلى المشاهدين، بغض الطرف عن مساحة الدور المنوط بي أو عدد المشاهد التي سأقوم بتصويرها، والدليل أنني في مسلسل «كسر الخواطر» قبلت تقديم دور محدود المساحة، لكنه عميق المضمون.

• من وجهة نظرك، هل أصبحت ناضجة فنياً؟

- أعتقد أنني قادرة على التلون في الأداء، ولا أظن أن تقمص أي دور يشكل عقدة بالنسبة إلي، سواء كان الدور مُركّباً أو غير ذلك.

• إلى من تدينين بالفضل في اكتشافك وصقل موهبتك؟

- لكل منتج عملت معه، فضْل عليّ، سواء المنتج عامر صبّاح أو أحمد الجسمي أو محمد حسين المطيري، إضافة إلى باقة من المخرجين منهم، على سبيل المثال لا الحصر، علي العلي، ومحمد القفاص وأحمد المقلة ومحمد دحام الشمري الذين تعلمت في مدارسهم الفنية العريقة الشيء الكثير، حتى اكتسبت الخبرة في التمثيل، ونضجت مواهبي.

• لديك معجبون كثر في «السوشيال ميديا»، هل تتواصلين معهم؟

- بالطبع، فأنا لا أنقطع عنهم إلا بسبب ارتباطي في عمل ما، وفيما عدا ذلك فإنني لا أتوانى عن التواصل معهم، كما أكشف عن أعمالي أولاً فأولا لجمهوري الذي أعتبره رفيق درب النجاح، فهو الداعم لي والناقد الحقيقي بالنسبة إليّ.

• هل يبرر ذلك غيابك عن وسائل الإعلام، وخصوصاً الصحف والمجلات؟

- الفن والإعلام كلاهما يكمل الآخر، لكنني لا أحبذ الظهور في القنوات الفضائية لمجرد الظهور، وإعادة إسطوانة الكلام ذاته في وسائل الإعلام المختلفة، ما لم تكن لديّ أعمال فنية جديدة للحديث عنها.

• ماذا يمثل لك حصولك في العام 2012 على جائزة أفضل ممثلة شابة في مهرجان «المميزون في رمضان»؟

- صدقني، أنا لا أتعقب الجوائز، ولا أسعى إلى اقتناص الألقاب، بل يهمني حب الجمهور، وتقديم أعمال ترسخ في ذاكرة المشاهدين وتترك بصمة في الحقل الفني الخليجي، علماً بأن تكريمي من جانب مهرجان «المميزون» بمنزلة وسام فخر واعتزاز، كما أعطاني التكريم دفعة معنوية كبيرة نحو الأفضل.

• ما أقصى اتساع لشراع أمنياتك، سواء الفنية أو الخاصة؟

- الأمنيات كثيرة، وسقف الطموحات عالٍ جداً، لكن كل ما أتمناه لا يساوي شيئاً، أمام أمنيتي الأساسية، في أن يحفظ الله عائلتي ويديم عليها الخير والمحبة.

• المجال الفني لا يختلف عن غيره من المجالات الأخرى، فهو يضم الطيبين والداعمين، كما يختبئ في دهاليزه الحاسدون والغيورون والساخطون، فكيف تحصنين نفسك أمام النوع الثاني من البشر؟

- علاقتي مع الفنانين، كعلاقتي مع الناس العاديين، فالكل عندي سواء، حيث إنني أتعامل مع الجميع بدماثة الخلق والنية الحسنة، بغض الطرف عما تضمره القلوب في ثناياها سواء كان شراً أو خيراً، هكذا تربيت منذ الطفولة على المحبة والاحترام لكل الناس.

• وماذا عن الغيرة الزوجية، لاسيما أن زوجك لا ينتمي إلى الوسط الفني؟

- صحيح أنه من خارج الوسط، لكنه يعرفني جيداً، ويثق بي كثيراً، فأنا محل ثقة لديه، وأنا متشبثة بأن أحافظ على مكانتي في قلبه وعقله ما حييت.

• لو لم تكوني فنانة، فماذا كنت تودين أن تكوني؟

- أن أكون سيدة مجتمع، لكي أتبنى جميع القضايا الإنسانية، التي من شأنها ترسيخ دور المرأة في الكيان الوطني أسوة بالرجل.

• لكن هذا الأمر يحتاج إلى المرأة القيادية، فهل ترين نفسك مؤهلة للقيام بهذه المهمة؟

- أرى أنني امرأة قوية، وصاحبة مبادئ، ولا أتضعضع إن اشتدت أمامي العواصف، ولا أنحرف عن المكان الذي اخترت الوقوف فيه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي