رئيس مركز الصحافة والإعلام في جامعة بارك الأميركية حاضر عن صحافة السلام ووصف الإعلامين الغربي والعربي بغير الحياديين
ستيف يونغبلود لـ«الراي»: الصحافيون الكويتيون هم الأكثر مهنية
يونغبلود متحدثاً للزميل خالد الشرقاوي (تصوير نور هنداوي)
يونغبلود ومستشارة الشؤون الثقافية ليزا هيلبرون وأخصائية الاعلام رشا البديري والزميل خالد الشرقاوي
• «صحافة السلام» مصطلح يعني كتابة الخبر بتوازن مع الابتعاد عن تأجيج العاطفة
• وجدت في الكثير من الدول العربية ترحيباً واهتماماً كبيراً بصحافة السلام
• نقاشاتي مع الصحافيين الكويتيين كانت الأفضل على مستوى محاضراتي في دول العالم
• فوجئت بمستوى الكويت في الصحافة ومستوى الحرفية والمهنية الموجودة فيها
• زيارتنا لـ«البدون» جاءت في إطار تدريب عملي للمشاركين في الدورة التدريبية
• الإعلام الأميركي ضحية للتقليدية... و«اللبناني» يتناول اللاجئين السوريين بطريقة مغلوطة
• وجدت في الكثير من الدول العربية ترحيباً واهتماماً كبيراً بصحافة السلام
• نقاشاتي مع الصحافيين الكويتيين كانت الأفضل على مستوى محاضراتي في دول العالم
• فوجئت بمستوى الكويت في الصحافة ومستوى الحرفية والمهنية الموجودة فيها
• زيارتنا لـ«البدون» جاءت في إطار تدريب عملي للمشاركين في الدورة التدريبية
• الإعلام الأميركي ضحية للتقليدية... و«اللبناني» يتناول اللاجئين السوريين بطريقة مغلوطة
كشف رئيس مركز الصحافة والإعلام في جامعة بارك الأميركية الصحافي ستيف يونغبلود عن اعجابه وانبهاره الشديدين بمدى مهنية الصحافيين الكويتيين، واصفا إياهم بـ«الأكثر مهنية».
وقال يونغبلود خلال حوار خص به «الراي» على هامش زيارته الى الكويت للمشاركة في دورة تدريبية حول صحافة السلام إن نقاشاته مع الصحافيين الكويتيين كانت الأفضل على مستوى محاضراته في مختلف دول العالم، موضحا أن «صحافة السلام تعمل من منطلق سماع وجهات نظر كل الأطراف المتنازعة بعيدا عن البروباجاندا التي تستخدمها الأطراف المتنازعة، وتسليط الضوء على لقاءاتهم مع الاشخاص العاديين بعيدا عن آراء القادة المتنازعين او طرفي النزاع».
وذكر أن «مهمة صحافة الســلام الرئيسية هي العمل على توقف تلويث آذان وعيون وعقول الناس بمفردات إعلامية عنيفة وخطابات تعبوية تحريضية ولغة تثير الفتن وتشجع على العنف ونقل الأحداث بموضــوعية واتــــزان، مع عدم الاهـــــتمام بعرض الوقــائع فقط ولكن التفــسير للقــــــارئ أو المشاهد أو المستمع خلفية النزاعات وأسبابها من خلال الأدوات العلمية لتحليل النزاع».
وحول زيارته لمنطقة الصليبية وما كتبه عن «البدون» وعلاقته بصحافة السلام، أوضح يونغبلود أن زيارتهم كانت بسبب مبدأ من مبادئ صحافة السلام الذي ينص على إعطاء الصوت لمن لا صوت له، لافتا إلى أن «هذا كان تدريبا عمليا للمشاركين في الدورة التدريبية حيث إن بعضهم لم يسبق له الذهاب إلى تلك المناطق من قبل»... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• ما المقصود بصحافة السلام؟
- يقصد بمصطلح صحافة السلام كتابة الخبر الصحافي بتوازن مع الابتعاد عن تأجيج عاطفة القارئ وأنواع الاثارة في الصياغة، وبالذات خلال تغطية النزاعات المختلفة مع تسليط الضوء على الانسانية منها، وليس من مسؤوليات من يعمل بهذا المجال ايقاف أو المشاركة في هذه الحروب ولكن العمل على تخفيف وطأتها ومحاولة الكتابة بشكل حيادي والابتعاد عن الاسلوب التقليدي ليظهر دوره كسلطة رابعة في دعم حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار، والسلم، والمصالحة والعدالة الاجتماعية للوصول إلى عالم أقل عنفا.
وعندما نتمكن من اعطاء الصوت لمن لا صوت له فقط حينها سنتمكن من خلق مناخ عادل لهؤلاء وهذه هي مهمة صحافي السلام، لذلك فإن مهمة صحافة السلام العمل على توقف تلويث آذان وعيون وعقول الناس بمفردات إعلامية عنيفة وخطابات تعبوية تحريضية ولغة تثير الفتن وتشجع على العنف ونقل الأحداث بموضوعية واتزان، مع عدم الاهتمام بعرض الوقائع فقط ولكن التفسير للقارئ أو المشاهد أو المستمع خلفية النزاعات وأسبابها من خلال الأدوات العلمية لتحليل النزاع. بالإضافة إلى ذلك، تتوجه إلى تقديم حلول للجمهور عبر الخبراء والمتخصصين، وتركيز الضوء على الجوانب الإنسانية دائما وللذين يحاولون أداء دور ايجابي في النزاعات.
كما تعمل صحافة السلام على سماع وجهات نظر كل الأطراف المتنازعة بعيدا عن «البروباجاندا» التي تستخدمها الأطراف المتنازعة، وتسليط الضوء على لقاءاتنا مع الاشخاص العاديين بعيدا عن آراء القادة المتنازعين او طرفي النزاع كالقضية السورية مثلا ليس كل الامر ان نسلط الضوء على نظـــــام بشار الأسد بل لابد ان ننزل للأشخاص العاديين من نازحين لمعرفة آرائهم خصوصا ان هناك امورا غير مرئية يعانون منها.
• هل يعني هذا عدم نقل الحقيقة كاملة في حال رؤية حادث سيارة قاس؟
- لا أعتقد أن موضوع الحوادث قد يكون مثالا جيدا، ودعنا نقول مثلا ان هناك اعتصاما ومظاهرة نتج عنها تكسير بعض النوافذ واصابات بين المتظاهرين، هنا ستعمل الصحافة التقليدية على ابراز العنف في هذه المظاهرة من نزيف دماء المتظاهرين والشرطة والضرب المتبادل لهم بطريقة مؤثرة مما قد يشكل موجة غضب تجاه المتظاهرين والشرطة والذي قد يزيد الأمر سوءا، ولكن صحافة السلام ستأخذ الموضوع بطريقة أخرى بحيث إنها لن تتجاهل ما حدث ولكنها لن تضع الزيت على النار ولن تتحدث عن مدى دموية المظاهرة وسيكون تركيزها على أسباب هذه المظاهرة وكيفية وضع الحلول لأسبابها.
• ما أهداف مركز صحافة السلام وكيف يمكن للصحافيين الانضمام اليه؟
- مقر مركز الصحافة العالمية للسلام في جامعة بارك في ولاية ميسوري وسط الولايات المتحدة الأميركية، وهدفه هو تعزيز مفاهيم السلام ونشر صحافة السلام وهو يدعو دائما لاستصدار قرارات وقف النزاعات بالوسائل السلمية من خلال الندوات والدورات التدريبية داخل وخارج الولايات المتحدة من خلال موقعه على الانترنت أو المجلات أو من خلال شراكاته مع المنظمات الدولية والأفراد الذين يحملون نفس الفكر.
وعملي كمدير للمركز يتطلب مني اصدار مجلتين سنويا تتضمن جميع ما يتعلق بمشاريع صحافة السلام وأمثلة حية لما تم فعله حيال قضايا النزاعات في مختلف دول العالم، ومن مهامي أيضا العمل مع الطلاب في هذا المجال بالاضافة لجميع المهتمين بصحافة السلام، وقد شعرت بالسعادة لاستضافتي في الكويت وسأغادر هذا الأسبوع لتركيا للعمل على مشروع صحافة السلام هناك، وهي زيارتي الثانية بعد ان التقيت بعدد من اللاجئين السوريين هناك وذلك لتخفيف وطأة ما يكتب عنهم في وسائل الإعلام المختلفة، وقد أعطيت محاضرات ودورات في كيفية اختيار الكلمات وطريقة التغطية الإعلامية للأحداث.
وبعدها سأذهب للهند في يوليو المقبل للمشاركة في دورات تتعلق بهذا المجال والاستماع لآراء قد تطور مجال العمل في صحافة السلام.
ولا يوجد آلية للانضمام لهذا المركز ولكن بامكان المهتمين تسلم المجلات ومتابعة نشاطاته وحضور ورش العمل التي يقوم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
• هل لاحظتم وجود اهتمام عالمي أو عربي بهذا النوع من الصحافة؟
- نعم، فهناك منظمة «MAP» وهي منظمة شبابية غير طائفية وغير سياسية، وهي الأولى من نوعها في لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتختص بطرح مفهوم صحافة السلام للإعلام ولها دور يتخطى نقل الأخبار، إذ إنه يساهم في بناء السلام خصوصا في مناطق النزاعات كلبنان، ويعملون على تطــــبيق المفهوم من خلال الدقة في تغطياتهم وكتاباتهم، لدعم حقوق الإنـــســـــان، وتعزيز الحوار، السلـــم، المصالحـــة والعدالة الاجتماعية للوصول إلى عالم أقل عنفا.
وايضا من خلال جولاتي في الكثير من الدول العربية وجدت ترحيبا واهتماما كبيرا بصحافة السلام.
• بعد قضاء ثلاثة أيام في الكويت، كيف تصف مستوى مهنية من قابلتهم من الصحافيين خلال الدورة التي قمتم بها؟
- الصحافيون الذين شاركوا في الدورة كانوا من القطاعين الحكومي والخاص ولاحظت انهم يتمتعون بمستوى عال من المهنية والاحترافية والتعليم العالي ولديهم إلمام كبير بمبادئ الصحافة وقد كانت نقاشاتي معهم الأفضل على مستوى محاضراتي في مختلف دول العالم.
ولأقولها صراحة انني فوجئت بمستوى الكويت في الصحافة ومستوى الحرفية والمهنية الموجودة فيها.
• ذكرت في موقعك الالكتروني بعض مشاهداتك في مناطق الكويت فما علاقتها بصحافة السلام؟
- تمنيت لو كان لدي مزيد من الوقت لعمل زيارات أكثر، وأنا كصحافي للسلام فانه ليس من مسؤولياتي ابداء رأيي في كيفية التعامل مع أي قضية، وكانت زيارتنا لمناطق البدون لأن أحد مبادئ صحافة السلام هو اعطاء الصوت لمن لا صوت له، وهذا كان تدريبا عمليا للمشاركين بالدورة التدريبية حيث إن بعضهم لم يسبق له الذهاب لتلــــك المنــاطق.
• ماذا عن مشروعكم القادم مع تركيا؟
- هذا مشروع أطلق عليه تقرير لمذكرة تفاهم مع اللاجئين السوريين في تركيا برعاية القنصلية الأميركية في اسطنبول، حيث بدأ شركاؤنا في جامعة اسطنبول بكتابة التقارير حول كيفية تغطية أخبار هؤلاء اللاجئين في الصحافة التركية ومدى السلبية التي تسببت بها، لذلك فان مشروعنا يعمل على تقريب المجتمع المضيف على هؤلاء اللاجئين، ونحن نعلم ان هذا ربما لن يغير أفكار بعض الطرفين ضد الآخر ولكننا على الأقل نعمل على عدم تفاقم الأمور بينهم وعدم تأجيج الكراهية بين اللاجئين وابناء المجتمع التركي.
ففي يناير الماضي كنا في أضنا وعملنا مع صحافيين هناك عبر تمرين عملي على كيفية كتابة هذه النوعية من التقارير التي تفيد الطرفين.
ودورنا هو تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين من كلا الفريقين المتضررين، فرواياتنا حول وضع اللاجئين السوريين لا تختلف في كل من لبنان وتركيا والأردن وهناك للأسف بعض المجتمعات في تركيا لا تحبذ التعامل مع السوريين، فجاء دورنا لنقرب وجهات النظر، فهم يعيشون في خيام وضعها غير انساني ولا يوجد فيها صرف صحي ولا مدارس والمرأة معرضة فيها للعنف، كما ان لدينا نية لعمل مشروع مماثل في شأن اللاجئين السوريين في الأردن قريبا.
• هل تعتقد انه بإمكان الصحافي ان يكون حياديا فيما يكتب في بلادنا وقبلها في بلادكم؟
- ان الإعلام موجه بشكل عام ومن الصعب أن يكون الإعــــــلام موضــوعياً، ولكن طريقة الطرح يجب أن تكون موضوعية ويجب أن نعرف من نخاطب ونسمع صوت الناس الحقيقي بدون تضليل.
وكما هو معروف عـــــادة فان كـــل الموظفيــن في كل أنحاء العالم يطبقــــون سياســـــــة القــــنـــــاة أوالـــــجريدة، لكن رغم ذلك يجب أن يكون هناك موضوعيــــة وتوظــــيف للكلمات بشكل جيد وموضوعي دون تجاوز سياسة الوسيلة الإعلامية.
كما ان الإعلامين الغربي والعربي غير حياديين فالإعلام الأميركي ضحية للإعلام التقليدي، كما يتناول الإعلام اللبناني اللاجئين السوريين بطريقة مغلوطة وغير منصفة.
وقال يونغبلود خلال حوار خص به «الراي» على هامش زيارته الى الكويت للمشاركة في دورة تدريبية حول صحافة السلام إن نقاشاته مع الصحافيين الكويتيين كانت الأفضل على مستوى محاضراته في مختلف دول العالم، موضحا أن «صحافة السلام تعمل من منطلق سماع وجهات نظر كل الأطراف المتنازعة بعيدا عن البروباجاندا التي تستخدمها الأطراف المتنازعة، وتسليط الضوء على لقاءاتهم مع الاشخاص العاديين بعيدا عن آراء القادة المتنازعين او طرفي النزاع».
وذكر أن «مهمة صحافة الســلام الرئيسية هي العمل على توقف تلويث آذان وعيون وعقول الناس بمفردات إعلامية عنيفة وخطابات تعبوية تحريضية ولغة تثير الفتن وتشجع على العنف ونقل الأحداث بموضــوعية واتــــزان، مع عدم الاهـــــتمام بعرض الوقــائع فقط ولكن التفــسير للقــــــارئ أو المشاهد أو المستمع خلفية النزاعات وأسبابها من خلال الأدوات العلمية لتحليل النزاع».
وحول زيارته لمنطقة الصليبية وما كتبه عن «البدون» وعلاقته بصحافة السلام، أوضح يونغبلود أن زيارتهم كانت بسبب مبدأ من مبادئ صحافة السلام الذي ينص على إعطاء الصوت لمن لا صوت له، لافتا إلى أن «هذا كان تدريبا عمليا للمشاركين في الدورة التدريبية حيث إن بعضهم لم يسبق له الذهاب إلى تلك المناطق من قبل»... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• ما المقصود بصحافة السلام؟
- يقصد بمصطلح صحافة السلام كتابة الخبر الصحافي بتوازن مع الابتعاد عن تأجيج عاطفة القارئ وأنواع الاثارة في الصياغة، وبالذات خلال تغطية النزاعات المختلفة مع تسليط الضوء على الانسانية منها، وليس من مسؤوليات من يعمل بهذا المجال ايقاف أو المشاركة في هذه الحروب ولكن العمل على تخفيف وطأتها ومحاولة الكتابة بشكل حيادي والابتعاد عن الاسلوب التقليدي ليظهر دوره كسلطة رابعة في دعم حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار، والسلم، والمصالحة والعدالة الاجتماعية للوصول إلى عالم أقل عنفا.
وعندما نتمكن من اعطاء الصوت لمن لا صوت له فقط حينها سنتمكن من خلق مناخ عادل لهؤلاء وهذه هي مهمة صحافي السلام، لذلك فإن مهمة صحافة السلام العمل على توقف تلويث آذان وعيون وعقول الناس بمفردات إعلامية عنيفة وخطابات تعبوية تحريضية ولغة تثير الفتن وتشجع على العنف ونقل الأحداث بموضوعية واتزان، مع عدم الاهتمام بعرض الوقائع فقط ولكن التفسير للقارئ أو المشاهد أو المستمع خلفية النزاعات وأسبابها من خلال الأدوات العلمية لتحليل النزاع. بالإضافة إلى ذلك، تتوجه إلى تقديم حلول للجمهور عبر الخبراء والمتخصصين، وتركيز الضوء على الجوانب الإنسانية دائما وللذين يحاولون أداء دور ايجابي في النزاعات.
كما تعمل صحافة السلام على سماع وجهات نظر كل الأطراف المتنازعة بعيدا عن «البروباجاندا» التي تستخدمها الأطراف المتنازعة، وتسليط الضوء على لقاءاتنا مع الاشخاص العاديين بعيدا عن آراء القادة المتنازعين او طرفي النزاع كالقضية السورية مثلا ليس كل الامر ان نسلط الضوء على نظـــــام بشار الأسد بل لابد ان ننزل للأشخاص العاديين من نازحين لمعرفة آرائهم خصوصا ان هناك امورا غير مرئية يعانون منها.
• هل يعني هذا عدم نقل الحقيقة كاملة في حال رؤية حادث سيارة قاس؟
- لا أعتقد أن موضوع الحوادث قد يكون مثالا جيدا، ودعنا نقول مثلا ان هناك اعتصاما ومظاهرة نتج عنها تكسير بعض النوافذ واصابات بين المتظاهرين، هنا ستعمل الصحافة التقليدية على ابراز العنف في هذه المظاهرة من نزيف دماء المتظاهرين والشرطة والضرب المتبادل لهم بطريقة مؤثرة مما قد يشكل موجة غضب تجاه المتظاهرين والشرطة والذي قد يزيد الأمر سوءا، ولكن صحافة السلام ستأخذ الموضوع بطريقة أخرى بحيث إنها لن تتجاهل ما حدث ولكنها لن تضع الزيت على النار ولن تتحدث عن مدى دموية المظاهرة وسيكون تركيزها على أسباب هذه المظاهرة وكيفية وضع الحلول لأسبابها.
• ما أهداف مركز صحافة السلام وكيف يمكن للصحافيين الانضمام اليه؟
- مقر مركز الصحافة العالمية للسلام في جامعة بارك في ولاية ميسوري وسط الولايات المتحدة الأميركية، وهدفه هو تعزيز مفاهيم السلام ونشر صحافة السلام وهو يدعو دائما لاستصدار قرارات وقف النزاعات بالوسائل السلمية من خلال الندوات والدورات التدريبية داخل وخارج الولايات المتحدة من خلال موقعه على الانترنت أو المجلات أو من خلال شراكاته مع المنظمات الدولية والأفراد الذين يحملون نفس الفكر.
وعملي كمدير للمركز يتطلب مني اصدار مجلتين سنويا تتضمن جميع ما يتعلق بمشاريع صحافة السلام وأمثلة حية لما تم فعله حيال قضايا النزاعات في مختلف دول العالم، ومن مهامي أيضا العمل مع الطلاب في هذا المجال بالاضافة لجميع المهتمين بصحافة السلام، وقد شعرت بالسعادة لاستضافتي في الكويت وسأغادر هذا الأسبوع لتركيا للعمل على مشروع صحافة السلام هناك، وهي زيارتي الثانية بعد ان التقيت بعدد من اللاجئين السوريين هناك وذلك لتخفيف وطأة ما يكتب عنهم في وسائل الإعلام المختلفة، وقد أعطيت محاضرات ودورات في كيفية اختيار الكلمات وطريقة التغطية الإعلامية للأحداث.
وبعدها سأذهب للهند في يوليو المقبل للمشاركة في دورات تتعلق بهذا المجال والاستماع لآراء قد تطور مجال العمل في صحافة السلام.
ولا يوجد آلية للانضمام لهذا المركز ولكن بامكان المهتمين تسلم المجلات ومتابعة نشاطاته وحضور ورش العمل التي يقوم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
• هل لاحظتم وجود اهتمام عالمي أو عربي بهذا النوع من الصحافة؟
- نعم، فهناك منظمة «MAP» وهي منظمة شبابية غير طائفية وغير سياسية، وهي الأولى من نوعها في لبنان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتختص بطرح مفهوم صحافة السلام للإعلام ولها دور يتخطى نقل الأخبار، إذ إنه يساهم في بناء السلام خصوصا في مناطق النزاعات كلبنان، ويعملون على تطــــبيق المفهوم من خلال الدقة في تغطياتهم وكتاباتهم، لدعم حقوق الإنـــســـــان، وتعزيز الحوار، السلـــم، المصالحـــة والعدالة الاجتماعية للوصول إلى عالم أقل عنفا.
وايضا من خلال جولاتي في الكثير من الدول العربية وجدت ترحيبا واهتماما كبيرا بصحافة السلام.
• بعد قضاء ثلاثة أيام في الكويت، كيف تصف مستوى مهنية من قابلتهم من الصحافيين خلال الدورة التي قمتم بها؟
- الصحافيون الذين شاركوا في الدورة كانوا من القطاعين الحكومي والخاص ولاحظت انهم يتمتعون بمستوى عال من المهنية والاحترافية والتعليم العالي ولديهم إلمام كبير بمبادئ الصحافة وقد كانت نقاشاتي معهم الأفضل على مستوى محاضراتي في مختلف دول العالم.
ولأقولها صراحة انني فوجئت بمستوى الكويت في الصحافة ومستوى الحرفية والمهنية الموجودة فيها.
• ذكرت في موقعك الالكتروني بعض مشاهداتك في مناطق الكويت فما علاقتها بصحافة السلام؟
- تمنيت لو كان لدي مزيد من الوقت لعمل زيارات أكثر، وأنا كصحافي للسلام فانه ليس من مسؤولياتي ابداء رأيي في كيفية التعامل مع أي قضية، وكانت زيارتنا لمناطق البدون لأن أحد مبادئ صحافة السلام هو اعطاء الصوت لمن لا صوت له، وهذا كان تدريبا عمليا للمشاركين بالدورة التدريبية حيث إن بعضهم لم يسبق له الذهاب لتلــــك المنــاطق.
• ماذا عن مشروعكم القادم مع تركيا؟
- هذا مشروع أطلق عليه تقرير لمذكرة تفاهم مع اللاجئين السوريين في تركيا برعاية القنصلية الأميركية في اسطنبول، حيث بدأ شركاؤنا في جامعة اسطنبول بكتابة التقارير حول كيفية تغطية أخبار هؤلاء اللاجئين في الصحافة التركية ومدى السلبية التي تسببت بها، لذلك فان مشروعنا يعمل على تقريب المجتمع المضيف على هؤلاء اللاجئين، ونحن نعلم ان هذا ربما لن يغير أفكار بعض الطرفين ضد الآخر ولكننا على الأقل نعمل على عدم تفاقم الأمور بينهم وعدم تأجيج الكراهية بين اللاجئين وابناء المجتمع التركي.
ففي يناير الماضي كنا في أضنا وعملنا مع صحافيين هناك عبر تمرين عملي على كيفية كتابة هذه النوعية من التقارير التي تفيد الطرفين.
ودورنا هو تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين من كلا الفريقين المتضررين، فرواياتنا حول وضع اللاجئين السوريين لا تختلف في كل من لبنان وتركيا والأردن وهناك للأسف بعض المجتمعات في تركيا لا تحبذ التعامل مع السوريين، فجاء دورنا لنقرب وجهات النظر، فهم يعيشون في خيام وضعها غير انساني ولا يوجد فيها صرف صحي ولا مدارس والمرأة معرضة فيها للعنف، كما ان لدينا نية لعمل مشروع مماثل في شأن اللاجئين السوريين في الأردن قريبا.
• هل تعتقد انه بإمكان الصحافي ان يكون حياديا فيما يكتب في بلادنا وقبلها في بلادكم؟
- ان الإعلام موجه بشكل عام ومن الصعب أن يكون الإعــــــلام موضــوعياً، ولكن طريقة الطرح يجب أن تكون موضوعية ويجب أن نعرف من نخاطب ونسمع صوت الناس الحقيقي بدون تضليل.
وكما هو معروف عـــــادة فان كـــل الموظفيــن في كل أنحاء العالم يطبقــــون سياســـــــة القــــنـــــاة أوالـــــجريدة، لكن رغم ذلك يجب أن يكون هناك موضوعيــــة وتوظــــيف للكلمات بشكل جيد وموضوعي دون تجاوز سياسة الوسيلة الإعلامية.
كما ان الإعلامين الغربي والعربي غير حياديين فالإعلام الأميركي ضحية للإعلام التقليدي، كما يتناول الإعلام اللبناني اللاجئين السوريين بطريقة مغلوطة وغير منصفة.