حوار / «صنّاعها فتحوا الأبواب للدخلاء وأنصاف الفنانين»!

غزلان لـ «الراي»: الدراما الخليجية... ليست سوى أزياء وإكسسوارات!

تصغير
تكبير
• درستُ علم النفس لأستطيع التعامل مع الناس... خصوصاً الطامعين

• «نصباية» مسلسل اجتماعي يطرح قضايا الشباب ومعاناتهم

• غيّرت اسمي إلى «غزلان» حتى أصل سريعاً إلى الجمهور

• مسلسل «الحب سلطان» لم يكن بقدر الطموح والأمنيات

• أحمد بدير «عرّابي» الفني... ولا أتَّجه خطوةً إلا بإشارة منه
ما أصعب أن «تنطفئ» فنانة وهي لا تزال عند خط البداية!والأكثر صعوبةً أن يكون وراء الانطفاء أشخاص يضعونها أمام الخيار الصعب: «إما التقدم سريعاً على طريق الفن مقابل تنازلات باهظة... وإما البقاء (مكانك راوح) إلى الأبد»!الفنانة المغربية الشابة غزلان - العائدة إلى الفن بعد سنوات من الغيبة الإجبارية - عاشت التجربة وعانت قساوتها... لكن بالرغم من عشقها للفن منذ نعومة أظفارها، لم تشأ حينها الصعود على حساب «أشياء» كثيرة تعتز بها! «الراي» التقتْ «غزلان» (أو نور الغزل)، واستمعتْ إليها مطوَّلاً، بينما تروي قصتها، إذ غادرت بلدها المغرب، وهي محض «صبية» لتشد الرحال إلى القاهرة، يحدوها حلمها القديم بالنجومية، حيث ظنت - ببراءة أعوامها الثمانية عشر - أن طريق الفن الساحر يبدأ بخطوة واحدة! غزلان أردفت: «فوجئت بأن الخطوة الأولى تتطلب مقابلاً باهظاً من التنازلات في منحدر محفوف بالمخاطر»، معقبةً: «غير أنني رفضتُ الخضوع لأي ابتزاز، ولم تستهوني أرجوحة التنازل عن مبادئي، ولو كان الثمن أن أدفن حلمي في اللحظة التي كنت أتأهب فيها لإطلاقه»! وواصلت غزلان أنها توقفت بالفعل سنوات التحقت خلالها بالجامعة، حيث درست علم النفس الذي علمها كيف تتعامل مع بني البشر، لتعود مجدداً، كي تبعث الروح في حلمها، خصوصاً أن الحظ ابتسم لها أخيراً عندما اكتشفها الفنان الكبير أحمد بدير، فتبنى موهبتها الغضة، وأعاد إلى قدميها الطريق مجدداً، لتخطو سريعاً هذه المرة، متخذةً من الفنان القدير أباً روحياً ومرشداً فنياً... وها هي تبدأ رحلة الألف ميل على طريق الشهرة والأضواء!

«غزلان» أفاضت، في حديثها مع «الراي»، عن مسلسليها المقبلين «نصباية» وسيتكوم «عائلة حاحا»، في حين أفصحت عن سعادتها باقتحام «هوليوود الشرق» في الفيلم المصري «عاصمة جهنم» الذي نال أخيراً جائزة ساويرس لأفضل سيناريو للمؤلف محمد أمين راضي، وكشفت السبب وراء تغيير اسمها إلى «غزلان». والتفاصيل نسردها في السطور الآتية:


? في البداية، هل تحدثيننا كيف اكتشفتِ موهبتك الفنية؟

- منذ الطفولة، وأنا أطمح إلى أن أكون نجمةً ذائعة الصيت، وعندما كبرتُ وأنهيتُ دراستي في الثانوية - القسم العلمي - تركتُ بلدي المغرب وسافرت إلى أرض الكنانة مصر في العام 2008، لتحقيق حلمي القديم في مجال التمثيل. كنت أظن آنذاك أن طريق الفن الساحر يبدأ بخطوة، وأن الموهبة وحدها تكفي لسطوع نجمي كفنانة شابة، لكنني اكتشفتُ أنني أخطأتُ التقدير، فهناك تنازلات باهظة كثيرة كان لا بد أن أقدمها أولاً قبل الشروع في أي عمل فني، لكنني قررتُ منذ البداية أنني لن أخضع لأي ابتزاز من أي نوع، ولم تستهوني أرجوحة التنازل، ولو كان المقابل أن أدفن حلمي الكبير في لحظة كنتُ أتطلع فيها لإطلاقه عالياً!

? واضح أنك خضتِ تجربةً قاسية؟

- كان الوضع صعباً للغاية، خصوصاً على فتاة مثلي، غادرت بلادها وهي لم تتجاوز بعد الثامنة عشرة، فقد فوجئتُ بتعرضي لمضايقات شديدة ومتتالية، كان من شأنها أن دفعتني إلى الابتعاد عن الحقل الفني بأسره، فقررتُ التوقف، وتغيير اتجاهي مؤقتاً، حيث التحقتُ بالجامعة لدراسة علم النفس الذي أفادني كثيراً، وأكسبني فن التعامل مع الأشخاص، ولا سيما الطامعين منهم، وعندما تيقنت من أنني صرتُ أمتلك الخبرة والمهارة الكافيتين لمواجهة الحياة والناس، قررتُ العودة من جديد إلى ساحات الفن، متسلحةً بالموهبة والخبرة والعلم معاً.

? ومتى انطلقت رحلتك الفعلية إلى عوالم الدراما والمسرح؟

- بدأت مسيرتي الفنية في شهر رمضان الماضي، من خلال المسلسل الخليجي «الحب سلطان» الذي ألفه إسلام محمد وتصدى لإخراجه محمد البكر، وشاركتُ في بطولته مع نخبة من نجوم الدراما الخليجية، من بينهم الفنانون عبد المحسن النمر وزهرة الخرجي وفاطمة عبد الرحيم، إلى جانب كوكبة من الوجوه الفنية الشابة.

? وكيف وجدتِ العمل في الوسط الفني الخليجي؟

- أصارحك القول إن التجربة الوحيدة التي قدمتُها في الساحة الفنية الخليجية لم تكن بقدر الطموح، ولم ترتق إلى مستوى الأمنيات، والسبب أن بعض المنتجين وصنّاع الدراما شرّعوا الأبواب على مصاريعها لكل من هب ودب، وأتاحت الفرصة لـ «الدخلاء» وأنصاف الفنانين، حتى تجرد كثير من الفن الخليجي من مضمونه العميق، وأمست بعض الأعمال الدرامية الخليجية فارغةً من القيمة والهدف، لكنها في الوقت ذاته ممتلئة بكميات من الماكياج المبالغ فيه تضعها الممثلة على وجهها، إضافة إلى كثرة عمليات التجميل التي تخضع لها كثير من الفنانات في الخليج، فضلاً عن المبالغة والاستعراض بالأزياء والإكسسوارات، وغيرها من الكماليات التي لا تخدم العمل الفني، ولا تنسجم مع الدور والشخصية الدرامية، بل تفقدهما عنصري البساطة والمصداقية.

? وأنتِ، ألم تخضعي لأي عمليات تجميل؟

- إطلاقاً والحمد لله، فملامحي لا تزال كما هي، لم تتغير منذ الصغر وإلى حد الآن، وإذا عرضتُ عليك صوري القديمة والحديثة وقارنتَ بينها، لتأكدت من صحة كلامي، كما أنني أحافظ على رشاقتي بممارسة الرياضة اليومية تحت إشراف مدرب محترف.

? معنى كلامكِ أنك ضد خضوع الفنانة لهذه النوعية من الابتكارات التجميلية؟

- أنا أؤيدها، لكن بشرط أن يكون هدفها إصلاح العيوب الخلقية أو التشوهات الناجمة عن الحروق أو الحوادث الأخرى، غير أن البعض من الفنانات أصبحن يستبدلن الملامح التي خلقهن بها الله سبحانه وتعالى، بطريقة تفوق مراحل التجميل، لتصل أحياناً إلى حد التغيير الجذري في الوجوه والقسمات.

? هل تعتقدين أنك في موقع فني رفيع، يؤهلك لتقييم الدراما الخليجية وتوجيه النقد لنجومها؟

- معذرةً، لا أحد يستطيع تقييم الدراما الخليجية التي فرضت نفسها بقوة في الوسط الفني العربي، لكنني أتحدث عن ثُلة بعينها من الفنانين والمنتجين ممن أقحموا أنفسهم قسراً في هذا المجال، بينما تعج الساحة الخليجية بكبار النجوم أمثال الفنانين عبد الحسين عبدالرضا وسعاد عبد الله وحياة الفهد وسعد الفرج وناصر القصبي، والقائمة طويلة.

? حسناً، ما الأعمال التي تعتزمين المشاركة فيها قريباً؟

- انتهيتُ أخيراً من تقديم العروض الخاصة لمسرحية «غيبوبة» برفقة «عرّابي» الفنان المصري القدير أحمد بدير، وقد لاقت المسرحية نجاحاً كبيراً خلال عرضها في طنطا والإسكندرية، إذ جسدتُ فيها دور الإعلامية التي دأبت على تزييف الحقائق وتلفيق الأكاذيب لذر الرماد في عيون الناس وتغييبهم عما يجري في الواقع المصري من أحداث وفظائع مريبة. ومن المقرر أن نستأنف الموسم الثاني من عروض هذه المسرحية عقب شهر رمضان المبارك.

? هل لكِ أن تحدثينا عن قصة المسلسل المصري الجديد «نصباية»، الذي انتهيتِ من تصويره أخيراً؟

- «نصباية» مسلسل درامي مصري يقوم على كوميديا الموقف، وهو من إخراج أحمد حبيب، فيما تولى مهمة إنتاجه محمود سويلم، وبينما يقتسم بطولته كل من ياسر النجار، سليمان عيد، رغد اللبنانية، شيرين منجي، محمد حسام، محمود سعيد.

? وماذا يقول المسلسل؟

- المسلسل يحمل مضامين عدة، ويوجه رسائل اجتماعية وسياسية عدة، ويدور حول مجموعة من الشباب المثقفين الذين يسعون إلى الحصول على وظائف مناسبة، لا سيما بعد سنوات الدراسة الطويلة التي قضاها كل منهم في فصول المدرسة وقاعات الجامعات، بغية تحقيق أحلامه التي رسمها ولوّنها في دفاتره، لكنه يصطدم بعد التخرج بصخرة الواقع المرير عندما يجد نفسه عاطلاً عن العمل، ولأن «الشيطان شاطر» (كما يقولون)، يلجأ هؤلاء الشباب إلى أساليب النصب والاحتيال على الناس.

? وماذا عن ملامح دورك في العمل؟

- أجسد دور فتاة نصابة تُدعى «ماسة»، ولأنها محترفة في الاحتيال فهي لا تكتفي بالسرقة من الناس فقط، بل تسطو كذلك على بقية أفراد العصابة، بالتآمر مع شريكها «فطين» الذي يلعب دوره الفنان سليمان عيد.

? سمعنا أنك تحاولين هذه الفترة اقتحام «هوليوود الشرق»، فما صحة هذه الأقاويل؟

- بالفعل، لقد شاركت في الفيلم العربي الجديد «عاصمة جهنم» الحاصل على جائزة ساويرس كأفضل سيناريو لتميزه الفني الشديد. ومن المقرر أن يرى الفيلم النور في السينما المصرية خلال إجازة عيد الفطر المقبل، وأقدم من خلاله شخصية بنت الحارة الشعبية، غير أنها فتاة مثقفة وطموحة وهي بـ «100 راجل»، وفق التعبير المشهور. الفيلم من تأليف محمد أمين راضي وإخراج خالد مطاوع وإنتاج الشركة العربية للإنتاج الفني.

? وماذا بعد؟

- أيضاً سأكون ضيفة شرف في سيتكوم «عائلة حاحا» مع الفنان طلعت زكريا، إضافةً إلى مشاركتي في سيتكوم آخر سأعلن عنه لاحقاً ريثما تتضح فيه ملامح شخصيتي الجديدة.

? ما القضية التي تودين ترجمتها درامياً في أعمالك المقبلة؟

- أود لو أنني أجسد معاناة الشباب المغاربة الذين يكابدون الفقر والبطالة في ظل الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، فنحن لدينا مواهب دفينة في كل المجالات الفنية والأدبية والعلمية، لكنها لم تحظ بفرصة الظهور إلى العلن.

? كيف استطعتِ التنقل من الدراما الخليجية إلى نظيرتها المصرية، وصولاً إلى السينما العربية في غضون عام واحد؟

- صدقني، المسألة ليست سوى توفيق من الله، ثم بفضل الدعم المعنوي الكبير الذي تلقيته، ولا أزال، من جانب الفنان أحمد بدير الذي تبنى موهبتي الفنية منذ بدايتها، وكان بمنزلة الوالد الذي لا يضن على ابنته بتقديم النصح والإرشاد، ولأنني مقتنعة للغاية بأبوته لا أستطيع أن أخطو خطوة من دون الحصول على موافقة منه، لأنه صاحب خبرة طويلة في المجال الفني، لذا فُتحت أمامي كل الأبواب، وأضحى مشواري الفني سلساً وواضحاً.

? أخيراً، لماذا طلبتِ تغيير اسمك، من خلال «الراي»، إلى «غزلان» بعد أن كان «نور الغزل»؟

- لأن «غزلان» من الأسماء الفنية الجميلة التي أعتقد أنها تصل بسرعة، وتتخطى مثيلاتها إلى قلوب الناس. هكذا أظن وأتمنى أن يكون ظني في محله.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي