تمنى أن تتوج العلاقات الروسية - الكويتية بزيارة سمو الأمير إلى موسكو «قريباً»

السفير الروسي لـ «الراي»: اقترحنا على دول الخليج منظومة للاستقرار في المنطقة ولاقت ترحيباً من البعض

تصغير
تكبير
• الكويت هي الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات ديبلوماسية معنا

• نعمل على تطوير علاقاتنا الاقتصادية بما يتناسب مع حجم علاقاتنا الممتازة

• لا نؤيد بشار... وأميركا والغرب ليسوا أعداءنا

• كييف اتهمتنا بالتدخل في شؤونها من دون دليل على وجود جندي روسي واحد

• العقوبات أثرت على اقتصادنا لكننا لن نطلب من الغرب أو أميركا إعادة النظر فيها

• لا أزمة روسية - أوكرانية والمشكلة داخلية لدى كييف

• ما يحدث في هذا الإقليم يؤثر على موسكو أكثر من أميركا

• نؤمن بأن حل الأزمة السورية يجب أن يكون في أيدي السوريين أنفسهم
نفى السفير الروسي لدى الكويت ألكسي سولوماتين ما يقال عن اعتبار روسيا للغرب والولايات المتحدة أعداء لها، مؤكدا أن «روسيا لم تعلن مثل هذه العبارات غير الصحيحة فهناك تعاون وثيق بينها وبين الدول الغربية والولايات المتحدة في الكثير من المجالات».

وفي حين شدد السفير الروسي في حوار مع «الراي» على أن بلاده لا تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد بل تؤمن بأن الحل يجب أن يكون بأيدي السوريين أنفسهم، أعرب عن تفاؤله بتطور علاقات بلاده مع الكويت خلال الفترة المقبلة بشكل كبير، متمنيا ان تتوج هذه العلاقات بزيارة سمو أمير الكويت لروسيا قريبا، قائلا «انهم يعملون مع أصدقائهم الكويتيين حاليا للتمهيد لهذه الزيارة، وان شاء الله خير».


وأشار إلى أن هناك مشاكل قديمة مرتبطة بانهيار الاتحاد السوفياتي أدت إلى ضعف العلاقات الاقتصادية الروسية مع الكويت بالاضافة إلى ضعف الاقتصاد الروسي أيضا خلال فترة التسعينيات، لافتا إلى أنهم نجحوا في تجاوز هذه المرحلة في روسيا التي أصبحت أقوى اقتصاديا واجتماعيا وأصبحت عملتها الأكثر ارتفاعا كقيمة سوقية خلال السنوات الماضية.

وبخصوص وجود أزمة روسية - اوكرانية قال «إن روسيا ليست طرفا في المشكلة الأوكرانية فالمشكلة داخلية لديهم فهم من قام بالانقلاب ضد رئيسهم رغم وجود اتفاقية بينه وبين المعارضة بشأن اجراء الانتخابات المبكرة»، قائلا: «ان العقوبات التي فرضها الغرب وأميركا ضد موسكو أثرت على اقتصادهم وعلى الاقتصاد الأوروبي أيضا بحسب اعترافاتهم»، مؤكدا أنهم لن يطلبوا أبدا من الغرب أو الولايات المتحدة إعادة النظر في هذه العقوبات، وفي ما يلي النص الكامل للحوار:

* بعد مرور أكثر من عامين على تواجدكم في الكويت، كيف تصفون تطور العلاقات بين البلدين؟

- لا يمكنني أن أقول إننا نجحنا في جميع المجالات بنسبة 100في المئة ولكننا أنجزنا الكثير من النجاحات في مجالات عدة وما زال أمامنا الكثير لنقوم به، حيث كانت هناك مشاكل قديمة مرتبطة بانهيار الاتحاد السوفياتي أدت لضعف العلاقات الاقتصادية الروسية مع الكويت بالاضافة لضعف الاقتصاد الروسي أيضا خلال فترة التسعينيات، وكان علينا تجاوزها في البداية، ونجحنا في تجاوز هذه المرحلة في روسيا التي أصبحت أقوى اقتصاديا واجتماعيا، وكما تعلمون فإن العملة الروسية الروبل سجلت تقدما كبيرا في قيمتها السوقية مقارنة ببقية العملات العالمية.

وعلاقاتنا السياسية كات ولا تزال جيدة وكانت هناك زيارات متعددة لمسؤولين من كلا البلدين، كما ان الكويت هي الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات ديبلوماسية مع روسيا، ولهذا عملت ومنذ بداية حضوري للكويت على تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات، وانا متفائل بتطور علاقاتنا وأتمنى ان تتوج هذه العلاقات بزيارة سمو أمير الكويت لروسيا قريبا، حيث اننا نعمل مع أصدقائنا الكويتيين حاليا للتمهيد لهذه الزيارة، وان شاء الله خير.

* ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

- هناك ارتفاع في حجم التبادل التجاري اخيرا، فعندما وصلت الى الكويت كان حجم التبادل التجاري حوالي 30 مليون دولار سنويا ووصل حاليا الى حوالي 50 مليونا وهو حجم قليل بالنسبة للامكانات التي يتمتع بها البلدان ونسبة الى حجم التبادل التجاري مع بعض دول المنطقة الذي يتعدى المليار دولار، لذلك نحن نعمل على تطوير علاقاتنا الاقتصادية بما يتناسب مع حجم علاقاتنا الممتازة في كافة المجالات الأخرى وبما يخدم مصلحة البلدين.

* احتفلتم هذه الأيام بذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية، فما الدروس التي استقيتموها من هذه الحرب؟

- هذه ذكرى أليمة ودرس مهم جدا فقد دفع الاتحاد السوفياتي ثمنا باهظا خلال هذه الحرب حيث قتل أكثر من 28 مليون شخص من شعبنا معظمهم من المدنيين، وعلى الذين عانوا من مثل هذه التجربة الأليمة العمل على وقف أي حرب والعمل على استتباب الأمن في جميع دول العالم ومع ذلك نفاجأ حاليا بأن هناك من يدعمون ويؤيدون تحرك«النازيون الجدد» متناسين قرار المحكمة الدولية الذي نص بأن النازية هي جريمة فظيعة، وما نقوله اننا لسنا الوحيدين الذين فازوا في الحرب العالمية الثانية ونعترف بدور حلفائنا الاميركان والانكليز والفرنسيين الذين ضحوا كثيرا في هذه الحرب لذلك هو انتصار مشترك وهذا اكبر دليل وشاهد على قدرة الدول المحبة للسلام على المحافظة على السلام في وقتنا المعاصر.

* هل تقصد أن حلفاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم؟

- نحن لا نعتبرهم أعداء، ومهما حصل لم يذكر خطابنا الرسمي على كافة المستويات أنهم أعداء لنا، وهناك تعاون وثيق بيننا وبين الدول الغربية والولايات المتحدة في الكثير من المجالات.

* الى أين وصلت الأزمة الروسية - الأوكرانية؟

- ليس هناك أزمة روسية - اوكرانية فروسيا ليست طرفا في المشكلة الأوكرانية والمشكلة داخلية لديهم فهم من قام بالانقلاب ضد رئيسهم بالرغم من وجود وقتئذ الاتفاقية بينه والمعارضة بشأن اجراء الانتخابات المبكرة وفي ظل مثل هذه الظروف طلبت بعض المناطق الاوكرانية بتوسيع صلاحياتها الادارية، ولكن ردة فعل سلطات كييف على ذلك كانت مبالغا فيها ما أدى لحدوث مجزرة اوديسيا من قبل المتطرفين الذين أحرقوا 48 شخصا داخل مبنى النقابات في مايو 2014 وقد طلبنا من السلطات الأوكرانية اجراء تحقيق عادل في ملابسات هذه الجريمة ولكن حتى اليوم لم يجر اي تحقيق في هذا الأمر وكانت نتيجة كل هذه التطورات السلبية في اوكرانيا شن كييف حربا على مناطق شرق البلاد باستخدام كل الانواع من الاسلحة مما أوقع ضحايا بينهم العديد من الابرياء.

وكتبرير لما يقومون به أطلقت سلطات كييف اتهامات بأن هناك تدخلا روسيا عبر تورط قوات روسية في مثل هذه الأحداث ولكنها في نفس الوقت لم تعط أي دليل على تدخل حتى جندي روسي واحد في هذا النزاع.

* ولكن هناك عقوبات على الاقتصاد الروسي، فلماذا؟

- كانت هناك عدة موجات للعقوبات ضد روسيا والتي ما زالت سارية حتى اليوم وبعد مرور عام على البدء فيها أعلنت بعض الدول الأوروبية أنها أصبحت تشكل ضررا كبيرا عليها، ومنذ البداية قلنا ان هذه العقوبات غير شرعية لأنها اتخذت على أساس منفرد من بعض الدول وليست تطبيقا لقرار من الأمم المتحدة، ونحن نعترف بأن هذه العقوبات قد أثرت على اقتصادنا لكننا لن نطلب أبدا من الغرب أو الولايات المتحدة إعادة النظر في هذه العقوبات، فهم من اتخذوا القرار وكان عليهم التفكير جيدا قبلها.

* ما موقفكم مما يحصل في اليمن؟

- موقفنا لم يغير فنحن لسنا مع طرف ضد طرف آخر ونحن مع الشرعية الدولية بحسب قرارات مجلس الأمن والشرعية الداخلية للبلد، ولكننا ندعو الجميع دائما لحل أي مشكلة عن طريق الحوار دون أي تدخل خارجي، ولدينا مصلحة مباشرة مرتبطة بالحفاظ على الأمن والاستقرار في روسيا، وإقليم الشرق الأوسط قريب جدا من حدود روسيا، وكل ما يحدث في هذا الإقليم يؤثر على موسكو أكثر مما يؤثر على أميركا، ونحن نعمل ما علينا ضمن إمكاناتنا لمساعدة الدول والشعوب في حل هذه المشاكل.

* هناك اتهام لروسيا بدعم النظام السوري وجعله يظل في الحكم حتى اليوم؟

- يمكن القول ان هناك قوى خارجية تدعم الجيش الحر ولكن رؤيتنا وسياستنا واحدة، ان أي مشكلة يمكن ان تحل دون تدخلات خارجية مهما كانت، نحن لا نؤيد بشار الأسد ونؤمن ان الحل يجب ان يكون في ايدي السوريين أنفسهم.

* ألا ترى أن هذه المواقف الروسية قد تؤثر على علاقاتها مع دول المنطقة؟

- نعم تأثرت بحسب ما يتم ذكره في وسائل الإعلام العربية ولكنني شخصيا لا أشعر بذلك من خلال لقاءاتي الرسمية مع المسؤولين في الكويت، فلا توجد دولة تتفق مع سياسات دولة أخرى بنسبة 100 في المئة، و لا يعرقل هذا تطوير العلاقات والتقدم في مجالات كثيرة.

* هل هناك اتفاقيات للدفاع المشترك بين الكويت أو دول الخليج مع روسيا؟

- لا توجد مثل هذه الاتفاقيات، ولكن هناك مناقشات دائمة ضمن الحوار الروسي - الخليجي، و قدمنا اقتراحاً روسياً لدول الخليج لتنفيذ منظومة الاستقرار والأمن في منطقة الخليج العربي، ولمسنا ترحيبا ايجابيا من بعض الدول لهذا الاقتراح الذي يشمل خطوات مفيدة جدا لدول المنطقة ككل نظرا للأوضاع الملتهبة في الاقليم خلال الآونة الأخيرة.

* كم يبلغ عدد الجالية الروسية في الكويت؟

حوالي 800 شخص يعمل معظمهم كخبراء في عدة مجالات.

* كيف تصف حرية الصحافة في الكويت؟

- قلتها أكثر من مرة ان حرية الصحافة في الكويت متطورة ومشهود لها وتمتاز بجرأة الطرح في مختلف المواضيع ونقدر تقديرا عاليا تقاليد الديموقراطية للمجتمع الكويتي.

* كيف رأيتم بنود الاتفاقية الايرانية مع دول 5+1 بشأن الملف النووي؟

- الاتفاقية ايجابية ونعمل على التوصل لاتفاقية نهائية معولين على حسن النوايا لجميع الاطراف الموقعة للوصول لحل نهائي لهذه القضية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي