offside / ... وأخيراً

تصغير
تكبير
وقت طويل مضى دون أن تعرف ملاعب كرة القدم الكويتية هذا الزخم الذي يسبق احدى المباريات ضمن المسابقات المحلية.

في الواقع، كان ثمة نوع من الاستسلام بأن الكرة لن تعود الى ما كانت عليه سابقاً وذلك لأسباب كثيرة فرضت نوعاً من الغبار على ملفات لم تبارح موقعها فوق رفوف النسيان.

الاحتراف وأرضية الملاعب والمنشآت والتفرغات وما إلى ذلك. كلها أمور أضنت الرياضيين وعشاق الرياضة، وجعلتهم يستسلمون لواقع مرير يؤكد بأن كرة القدم المحلية تعيش حال من «الموت السريري».

في بلاد الغرب، قد لا نعرف مثلاً اسم رئيس الاتحاد الانكليزي او الالماني او البرازيلي لكرة القدم، وقد نجهل اسماء رؤساء أندية من أمثال روما الإيطالي ومرسيليا الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني، بيد أننا لا يمكن أن نجهل سيرة الحياة الخاصة بتفاصيلها لنجوم من أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والإنكليزي واين روني وغيرهم.

ولأن رياضتنا المحلية باتت أداة في قبضة قيادات لا تهتم سوى بالكراسي، عزف الجمهور شيئاً فشيئاً عن المباريات لأن المنافسات انتقلت من أرضيات الملاعب إلى اجتماعات بالية لمجالس الإدارة وما شابه.

بات الـ«كلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين هو حلم المتابع، ودوري أبطال أوروبا منبع الإثارة في وقت لم يسعَ الاتحاد المحلي ولو إلى محاولة رأب الصدع بل استسلم للواقع «قصداً»... وإن كان ذلك على حساب الجمهور واللعبة.

في السعودية فرضت كرة القدم المحلية نفسها بقوة منذ سنوات وكذلك في قطر والامارات وجذبت الجمهور المحلي، فكانت الاستفادة متبادلة.

في المقابل، فقدت الكرة الكويتية الكثير من عبق الماضي، وباتت المدرجات مرتعاً للفراغ... إلى أن صحا العربي وبثّ نوعاً من الحياة في شرايين اللعبة المتهالكة من خلال جماهيره التي تعتبر بحق البطل الأول والأخير لدوري الموسم الراهن.

سيناريو دوري «فيفا ليغ» 2014-2015 استعاد كل شيء في موسم واحد: عودة العربي للمنافسة بجدية على اللقب، استفاقة السالمية، انفجار الجهراء، فضلاً عن الاصرار المعتاد لـ«الكويت».

وحده القادسية تراجع بيد أنه مدعو اليوم في مباراته و«الأخضر» إلى لعب الدور الأكبر في الموسم.

على «الملكي» يقع الدور في تحديد هوية البطل بعد أن كان لسنوات طويلة ينافس دون هوادة على الألقاب كافة.

حتى الرمق الأخير ستبقى درع الدوري معلقة ما بين المنصورية وكيفان، لذا تترقب الجماهير المحلية مباراتي اليوم بالروحية نفسها التي اعتادت أن تتابع فيها نهائي دوري أبطال أوروبا في السنوات القليلة الماضية.

هذا هو الشعور الذي تبثه مباراة اليوم في «معشر كرة القدم».

اللعبة ستستمر بغض النظر عمّن ستبتسم له الأقدار في نهاية المطاف، إلا أن المطلوب يتمثل في البناء على بعض أوجه النجاح التي عرفها الموسم الراهن.

فالعربي يبقى عرضة للتراجع فنياً في المواسم المقبلة، شأنه شأن الاندية كافة حول العالم، وبالتالي يجدر بالقيمين على اللعبة الأكثر شعبية استخلاص العبر والدروس للتمسك بالجمهور الوفي وجذبه لحضور المسابقات المحلية.

اليوم يعود الدم ليبث الحياة في عروق كرة القدم الكويتية التي نال منها «البعض»، فهل يُكتب لها أن تعيش طويلاً أم تعود لتحيا تحت كنف من يصرّ على خنقها؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي