تجريم السحر تشريعياً بين رأيين ... مؤيد يراه ضرورة ورافض يعتبر ما قدّم غامضاً

u0635u0627u0644u062d u0639u0627u0634u0648u0631
صالح عاشور
تصغير
تكبير
• المؤيدون: انتشر في الكويت والإعدام عقوبة مستحقة لفاعله

• الرافضون: تنجيمه فلك وطلاسمه نقش على خاتم أو خرز

• لو أقر بما قدم لطالت العم العجيري وزملاءه عقوبة السجن

• عقوبة قتل الساحر شرعية وسار عليها المسلمون في عصورهم الفضلى

• سنعيد تعريف التنجيم حتى لا يُشمل فيه الفلكيون

• عقوبة الإعدام فيه قاسية ويجب ربط العقوبة بحجم الضرر

•الفلكيون أصبحوا مجرمين وفق القانون المقترح
حل قانون تجريم ممارسة أعمال السحر والشعوذة والمقدم من قبل النواب د.أحمد مطيع العازمي ود.حسين قويعان المطيري «مستقيل» ومحمد طنا العنزي ود.محمد هادي الحويلة في دور الانعقاد الماضي من الفصل التشريعي الحالي على جدول أعمال لجنة الشؤون التشريعية والقانونية البرلمانية الأسبوع الماضي للبت فيه.

وقد رفضت اللجنة بأغلبية أعضائها الحضور المقترح رغم اتفاق بعض أعضائها («كالنائبين صالح عاشور» الرافض للمقترح الحالي ود. عبدالرحمن الجيران»المؤيد للمقترح الحالي ) على ضرورة إصدار تشريع يجرم تلك الأعمال المحرمة شرعاً والمجرمة قانوناً في عدد من دول المنطقة وكذلك تأكيدهما على وجود نقص تشريعي بهذا الشأن من الضروري معالجته.


وكما قيل إن«الشيطان يكمن في التفاصيل»اصطدمت غاية سد ذلك النقص التشريعي والحاجة لإصدار قانون يجرم تلك الأعمال«الخبيثة»بتفاصيل المقترح المقدم من قبل الأعضاء لتضمنه تعاريف فضفاضة وغير دقيقة لمصطلحات عدة كـ«التنجيم»و«المنجم»و«الكهانة»وقد تدخل علماء الفلك والقائمين على الأرصاد الجوية تحت طائلة المساءلة القانونية لممارستهم اختصاصات قد تفسر على أنه من أعمال السحر والشعوذة.

وعرف المقترح«التنجيم»بأنه ادعاء معرفة أحكام النجوم ومدى تأثيرها من خلال الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، كما عرف«المنجم»بأنه الذي يستدل بالفلك على الحوادث الأرضية التي ستقع !! في حين عرف«الكاهن»بأنه من يدعي علم الغيب ويخبر رواده بالأمور الغيبية في المستقبل ووقت حدوثها !!

ونص المقترح في المادة الثامنة منه على أنه«يعاقب بالسجن ثلاث سنوات كل من يرتكب إحدى الجرائم التالية:

1- القيام بالفعل أو الكتابة أو الاشارة بممارسة الكهانة أو ضرب الرمل أو العرافة أو الشعوذة أو الدجل أو التنجيم أو اتخاذ أي منها مهنة أو حرفة أو حقيقة كان ذلك أم خداعاً وسواء حدث ذلك بمقابل أو من دونه.

ولوكتب لهذا القانون المرور بصيغته المقترح بها لوقع تحت طائلة التجريم علماء الأرصاد الجوية والفلك بالبلاد لشمول علمهم وأعمالهم التي تخدم البشرية ضمن تعريف مصطلحات التنجيم والمنجم والكهانة المقترحة».

ورغم مثالب المقترح فقد أجمع عضوا اللجنة التشريعية المعارض للمقترح المقدم «النائب عاشور» والمؤيد للمقترح «النائب الجيران» لـ «الراي» على ضرورة سد النقص التشريعي المحلي في هذا الجانب لكنهما اختلفا حول بعض التفاصيل:

عاشور: فضفاض والتفسير الخاطئ يوقع البعض في المحظور

كيف ترى مقترح تجريم السحر؟

- هناك نقص تشريعي محلي في تناول موضوع السحر والشعوذة، ولابد من قانون ينظم القضايا المتعلقة فيهما، لكنها يجب أن تكون ضمن قوانين الجزاء لأنها جزء من الأعمال الجنائية، ويمكن إضافة نصوص للمادة 230 وما يليها من مواد.

? ولماذا رفضت اللجنة التشريعية إذن مقترح قانون قدم بهذا الشأن ؟

- عدم موافقة اللجنة على القانون المقترح جاءت نتيجة توسع التعريفات الواردة فيه وشمولها غير السحرة فعلى سبيل المثال التنجيم عرف كتعريف علم الفلك بالضبط وبالتالي فإن القائمين على أعمال الفلك وفق القانون المقترح أصبحوا مجرمين.

? وكيف عرف المنجم في القانون المقترح ؟

- عرف على «أنه الشخص الذي يستدل بالفلك على أحداث ستقع في المستقبل» ووفق هذا التعريف سيكون العم صالح العجيري على سبيل المثال، وله الحشيمة عن ذلك، منجما وهذا غير مقبول.

? وما هي ملاحظاتك الأخــــرى عليه أيضــــا ؟

- على سبيل المثال فقد عرف المقترح «الطلسم» مفردة الطلاسم التي تستخدم بالسحر على أنها «خطوط وكتابات وجداول ورموز تستخدم بالسحر وتكتب عادة على ورق أو رقائق وقد تكون نقوشا على أحجار أو رموزا أو خرزا أو غير ذلك» وهو مفهوم عام وقد يفسر بناء عليه أي نقش أو رسم على خاتم على أنه طلسم، كما أن هناك مصطلحات أخرى غير واضحة ناهيك عن أن إحدى العقوبات الواردة في المقترح تصل إلى حد الإعدام وهي عقوبة كبيرة وقاسية جداً في حال عدم قيام هذا الساحر أو المشعوذ بقتل إنسان لافتا إلى أن العقوبة يجب أن تكون بمدد زمنية معقولة ومتوافقة مع حجم الضرر الذي قد يقع نتيجة هذه الأعمال الخبيثة.


عبدالرحمن الجيران


الجيران: يعالج ظاهرة انتشرت في الكويت وسأعيد تقديمه

? لماذا قدم القانون المقترح ؟

- قدم لوجود نقص تشريعي في تجريم السحر والشعوذة، وما يعتمد عليه الآن في التعاطي معه بعض مواد قانون الجزاء من المادة 231 إلى المادة 242 وكلها مواد تتعلق بالتحايل التجاري والوقوع ضحية الأعمال الوهمية فيما موضوع السحر مختلف تماما عن ذلك.

? وهل تجد حاجة فعلية في المجتمع لهذا القانون ؟

- السحر اليوم متفشٍ في الكويت وله آثار مدمرة على الأسرة وللأسف يمارس من قبل نساء في كثير من المناطق الشعبية والفقيرة ويستغلون فيها حاجة وجهل الناس بهذه الأمور، ويمارس تحت غطاء الطب الشعبي ولكنها في حقيقتها تتعامل بالطلاسم والشعوذة والاستعانة بالجن والشياطين، والكثير من أدوات السحر ترد من الخارج وتحديدا من العراق وإيران وهناك ضبطيات عدة لهذه الادوات من قبل الإدارة العامة للجمارك في المنافذ الحدودية وتداولت أخبارها وسائل الإعلام المختلفة.

? وما هو ردك على ضبابية التعريفات الواردة في المقترح ؟

- بعضها بحاجة إلى تعديل لكن العقوبات الواردة به كالإعدام هي عقوبة مستحقة وفي محلها وقد استقر عليها الفقة الاسلامي في القرون المفضلة بدءا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عهد الخلفاء الراشدين وهناك آثار استقر الحكم فيها على قتل الساحر أو الساحرة بالسيف.

? وكيف يمكن معرفة السحر أو الساحر ؟

- السحر ينقسم إلى نوعين سحر أول يمثل كفرا بالله تعالى وقائم على خدمة الشياطين وعبادتها وهو ردة عن الدين، وهذا لابد أن يقتل من يقوم به حيث يستند على الإساءة للقرآن أو خنق الحيوانات، أما النوع الثاني منه فهو لا يصل إلى مرحلة الكفر بالله تعالى، ولا يدعي القائم به علم الغيب وإنما يدعي القائم به الصرف والعطف بمعنى عطف الانسان على زوجته أو أهله أو صرفه عنهما وهذا لا يجوز ويعد من كبائر الذنوب، وهذا النوع من السحر استقر الشرع فيه على قتل القائم به لكن بعد أن يستتاب ويموت مسلما بخلاف الحالة السابقة والذي يقتل ويموت كافرا دون استتابة.

? وماذا عن العقوبات التي اقترحت في القانون المقدم ؟

العقوبات فيه تدرجت بدءا من الغرامة مرورا بالسجن وانتهاء بالإعدام على حسب حالة الضرر الواقع منها، وعلى سبيل المثال من أدت أعمال سحره إلى قتل أو جنون إنسان فإنه يعدم بشرط اكتمال أركان الجريمة كمسرحها وشهادة الشهود.

? وما الخطوة اللاحقة لك بعد رفض المقترح في اللجنة التشريعية ؟

- سأعيد تقديم المقترح خلال الأسبوع الجاري بعد تعديل بعض تعريفاته كالتنجيم التي سيتم تحديدها بمن يستدل بالأبراج الفلكية على ما سيقع على الانسان ومصائر الناس ويستثنى من ذلك علم الفلك وهو العلم الذي اشتهر به العم الدكتور صالح العجيري وعلم الارصاد الجوية الذي يفيد الناس بمعرفة احوال الطقس وهبوب الرياح وهطول الامطار ودخول فصل الصيف والشتاء وهو علم قائم على اسس نظرية وتجارب صحيحة اكدها العلم الحديث وذكرها الله تعالى في محكم التنزيل بقولة تعالى ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) خاصة وأن جميع الدول الخليجية يوجد بها قوانين تجرم أعمال السحر والشعوذة وسيتم الاستعانة ببعض تفاصيلها لإصدار تشريع بهذا الشأن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي