افتتح معرضه علي اليوحة في قاعة أحمد العدواني

عنبر وليد... يرصد في لوحاته انعكاسات روح الإنسان على الواقع

تصغير
تكبير
يتعامل الفنان التشكيلي عنبر وليد مع الفنون التشكيلية من منطلق وسيلة لتحقيق مدلولات انسانية خلاقة على ارض الواقع، وذلك عبر لغة رمزية تتوهج فيها الرؤى وتتداخل الخيالات وفق منظومة فنية متحركة في اكثر من اتجاه.

هكذا جاءت الفكرة الأساسية التي اعتمد عليها الفنان عنبر وليد في معرضه الشخصي الاخير، والذي افتتحه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة وبحضور الأمين العام المساعد في المجلس الوطني محمد العسعوسي، ونخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور.

وجاء المعرض تحت عنوان «انعكاسات»... وهو عنوان يختصر كل الاعمال التي يحتويها المعرض، ومن ثم فإن «الخيال» كان هو المحور الاساسي الذي اعتمده وليد في معرضه، وهو خيال مرتبط ارتباطا وثيقا بالانسان الذي تواصل الفنان مع تطلعاته وطموحاته واحزانه وافراحه. من خلال لعبة الاقنعة، وما تستحضره هذه اللعبة من مدلولات تنعكس بشكل مباشر على الإنسان.

ولقد عبر وليد عن هذه المشاعر الانسانية بالكثير من التكثيف والتفاعل الفني المفعم بالحيوية، وفي اشكال ومضامين حسية ذات علاقة بالواقع ولكن في انساق خيالية مختلفة.

ونتيجة لاهتمام الفنان عنبر وليد بالمسرح وما يتضمنه من افكار ورؤى، فقد جاءت اعمال معرضه متواصلة مع هذا الاهتمام ومن ثم احتوت الرؤى التشكيلية على مشاهد مسرحية رمزية، بدت فيها الحركة اكثر حضورا وتميزا.

كي تعبر لوحة «اصالة» عن «شجرة» تنمو من رأس رجل وهذه التقنية تشير الى الكثير من التعابير الفنية ذات المدلولات الرمزية، كما عبر الفنان في لوحة «نزف» عن الالم الذي يختلط بثلاثة الوان الاحمر والاسود والاخضر «دلالة على الوطن»، كما انه عبر في «رمزية سياسية اجتماعية» عن «السكوت».... واضعا على فم الرجل في لوحته عُملة ورقية «دولار»، ذلك السكوت الذي ربما يشير الى عدم قول الحق او تقبل الظلم او التستر عن الفساد، او ربما يعني ان السكوت من ذهب حينما يتعلق الامر بالبعد عن اذية الآخرين باللسان.

في ما جاءت لوحة «السيرك» معبرة عن الكثير من المشاعر، مثل الفرح او الحزن او الدهشة وغيرها، وهي مشاعر تتملك كل شخص بدرجات متفاوتة، وكأن الانسان يعيش على الارض في ما يشبه المهرج في سيرك.

و«الكسوف»... لوحة تتأكد فيها مظاهر انسانية مفعمة بالرمزية، كي يخفي الفنان وجه الرجل في قناع يظهره كالشبح، ثم تبدو لوحة «بداية النهاية» في انساق فنية تتفاعل فيها الرؤى وفق منظومة فنية متوهجة بالحيوية.

وفي لوحة «تطلع»... سنجد ان نبتة خضراء تنمو على مقربة من موضع القلب، في ما توضع على الخد قبلة حمراء وفي الوقت نفسه مظاهر الانتظار والتطلع بادية على الوجه.

ولوحة «قمر» تتفاعل مع عناصر حسية يتبدى فيها الخيال متجها الى الغموض، فالقمر بعيد والوجه مغطى الى نصفه تقريبا بألوان والعينين هما «هلالين».

في ما تناول وليد في اعماله بعض المظاهر الاجتماعية مثل لوحة «ضياع»، والتي تتحدث عن شاب ضائع في سلوكه الذي يجمع بين التشبه بالمرأة والرجل معا، وتشير لوحة الاعماق عن فقدان الشخص لروح المغامرة ففمه مغلق كما ان تفكيره لا يزيد شيئا عن تفكير السمكة.

بينما تعبر لوحة «اشراقة»، عن تجدد الامل في تعود الحياة لطبيعتها بأشجارها وطيورها واجوائها الهادئة، وترمز لوحة «تشابك» ارتباط الجذور والاغصان في جسدين وهو ارتباط طبيعي غير مفتعل او مصطنع.

في ما توهجت الرمزية في لوحة «الظل» والتي تتناول علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، الى جانب لوحة «بريق» وهي تعالج مفهوم الزيف والرياء كما ان لوحة «السر» تؤكد على ان المرأة هي مكمن السر، وذلك في حاستي النظر والكلام.

وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تقديمها للمعرض: «منذ انتسابه للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، يسهم الفنان عنبر وليد بقدر طيب في الانتاج الفني التشكيلي الذي ظهر بمستوى ابداعي لافت، وذلك لحسن اختياره لموضوعاته وجرأة لمساته اللونية وتنوع صياغاته... ومن خلال انطلاق مسيرته شهدت اعماله مزيجا من الرمزية والسيريالية- خصوصا في مرحلته الاولى بعد تخرجه في العام 1989- وكان الفعل الرمزي للقناع حاضرا في بعض اعماله على سبيل المثال (اللعبة 1991 زيتي 120 *100 سم- القناع الابيض 1993 زيتي 100*80) وسعى في مرحلة تالية اخيرا لاستخدام قصاصات الورق الملون (الكولاج) كي يجد فيه فرصا لخلق تكوينات لأشكال جديدة بألوان حرة مميزة، يصعب الحصول عليها من خامات ومواد الرسم التقليدية.

واضافت: «في معرضه اليوم يخوض الفنان تجربة ثرية حول (القناع المسرحي) تزهو بنضج خبرته الطويلة ومن قبل ومن بعد عشقه لـ «كريره» المسرحي نأمل ان تكون تجربته الابداعية المعروضة عامل تنشيط واغناء للحركة المسرحية، فعنبر وليد احد اهم الاسماء التي برزت على خارطة الفنون، وقد حظي بحضور محلي وعربي ويفخر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأن يكون الفنان عنبر وليد ثمرة من ثمرات جهوده في اكتشافاته المبكرة للمواهب الابداعية الشابة ورعايتهم وتوفير افضل السبل لاستمرار مسيرتهم الابداعية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي