مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

أسماء لما أسميتموها؟

تصغير
تكبير
تعودت على زيارة أكثر من عشرة دواوين أسبوعياً، ألتقي فيها بالعشرات من المواطنين، سألتهم جميعاً إن كان أحدهم يعرف شيئاً عن شخص اسمه الراعي النميري، وكانت إجابتهم جميعاً لا، فعجبت من تسمية وزارة التربية الكويتية مدرسة ثانوية باسم هذا الشخص، وبسؤال السيد «جوجل» أجاب: أنه أحد شعراء القرن الهجري الأول، تركوا شعراء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحاب المعلقات واختاروا اسم شاعر مجهول.

وفي خيطان هناك شارع رئيسي موازٍ للمطار باسم «مازن» كتبت عنه السيدة إقبال الأحمد في جريدة «القبس» متسائلة: كنت قد سألت عنه كل من رأيته من أهل خيطان وهم كثر، ورجوتهم أن يسألوا مسؤولي المنطقة، فلم يجبني أحد عن هذا المازن، وماذا فعل للكويت ليسمى باسمه شارع رئيسي فيها.


وفي الخالدية فوجئت أن هناك شارعين أحدهما باسم بلودان، والآخر باسم الزبداني، وهما منطقتان سياحيتان في سورية مليئتان بالمطاعم والمقاهي، لم يكن للكويت أي شيء فيهما، ولم تجر فيهما أحداث تهم الكويت.

كنا نرضى لو سميت هاتان المنطقتان باسم حلب أو حماة، فهما مدينتان كبيرتان لهما تاريخ عميق.

أما تسمية الشوارع والطرق السريعة والدائرية، بأسماء أشخاص مجاملة لأسرهم الكريمة دون حتى أن نعرف سيرتهم الذاتية وما قدموه للوطن من جليل الأعمال، فهو نوع من الإجهاد والضياع والتوهان، يعاني منه المواطن أو الضيف العربي أو الأجنبي عند البحث عن أي عنوان لا يعرفه.

وإن أرادت الدولة أن تكرم أحداً فلو تسمي باسمه منشأة حسبما اشتهر به من أعمال مثل المساجد والمدارس والمكتبات والمسارح والساحات وفي ترقيم الشوارع مساواة بين الناس وتسهيل عليهم.

المحزن في الأمر أن يطلق اسم باني الكويت الحديثة وأبي الدستور سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح، طيب الله ثراه، على شارع طوله 500 متر فقط وأن يطلق اسم مواطن عادي على طريق دائري طويل.

****

إضاءة:

لا يهمنا ولا حكامنا رأي الرئيس الأميركي باراك أوباما فينا وفيهم، ولكني أود أن أسأله: هل سمع يوماً عن مواطن خليجي يدخل إيران متسللاً مخاطراً بحياته ليعمل بأشق المهن وأقلها دخلاً ويعيش في غرف مشتركة في أفقر مناطق طهران، بحثاً عن لقمة العيش؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي