حوار / «تغييبي أنا وهاني شاكر عن المهرجانات الوطنية حرمان للجمهور الخليجي»

وليد توفيق لـ «الراي»: شركات الإنتاج الفني تحتكر المهرجانات لمطربيها!

تصغير
تكبير
• رجوع فضل شاكر إلى الغناء شأنُه وحده... وأسعدتني عودة سميرة توفيق

• أغنياتي «الضاربة» في لبنان... لا يعرفها الخليجيون!

• ألبومي الجديد في الطريق... وغالبية أغانيه من ألحاني

•عدم الاستقرار حال دون تعاوني مجدداً مع كاظم الساهر

• من يحترم فنه وجمهوره لا يلهث وراء شركات الإنتاج الفني
«أغنياتي (الضاربة) في لبنان... لا يعرفها الخليجيون»!

حين ينطق مطرب كبير بهذه العبارة، فالأمر يحتمل خللاً أوقصوراً في أحد أطراف المعادلة الفنية... أو ربما فيها جميعاً!


لكن صاحب التصريح السابق الفنان اللبناني وليد توفيق، الذي أعرب عن استيائه من الأوضاع الفنية السائدة حالياً في الوطن العربي، ألقى بالمسؤولية كلها على «شركات الإنتاج الفني، التي دأبت على حصر المشاركة في المهرجانات الفنية في فنانين بأعينهم، في حين تتجاهل - عمداً - فنانين آخرين، لأنهم غير محسوبين عليها ولا منتسبين إليها»!

وليد توفيق، الذي حاورته «الراي» أثناء زيارته الأخيرة للكويت، لفت إلى أنه «حاضر بقوة على صعيد الغناء»، مكملاً: «قدَّمتُ في السنوات الخمس الماضية أكثر من 10 كليبات غنائية، غير أنها لم تنل نصيبها من الشهرة والأضواء، لأنها لم تُعرض على الشاشات الخليجية الأعلى مشاهدةً واستقطاباً للمشاهدين»، وكاشفاً عن انهماكه حالياً «في تحضير ألبوم جديد يضم باقة من الأغنيات ذات الإيقاعات المتعددة والألوان الغنائية المختلفة»، ومبيناً أن غالبية أغنيات الألبوم الجديد من ألحانه. «أبو الوليد» عبر عن سعادته بإعلان رفيقة دربه الفنانة الكبيرة سميرة توفيق عودتها إلى ساحات الطرب من جديد، مؤكداً «أن الأغنية العربية واللبنانية على وجه الخصوص، سوف تكون أجمل برجوع (صوت البادية)، بعد الغياب»، في حين علق على عودة المطرب المعتزل فضل شاكر إلى الغناء بقوله: «ما علينا... هذا شأنه وحده»!

«الراي» تجاذبت أطراف الحديث حول قضايا عدة مع الفنان اللبناني وليد توفيق، الذي أبدى استعداده للعودة إلى السينما، متى توافرت الظروف، ورحب بالتعاون مع الفنان كاظم الساهر مجدداً متى سنحت الفرصة. وأدلى بوجهات نظره في جوانب كثيرة من الفن والمجتمع... وفي ما يأتي التفاصيل:

• في البداية، حدِّثنا عن سبب زيارتك للبلاد، وكيف وجدت الكويت بعد غيابك عنها سنوات طوالاً؟

- زيارتي جاءت تلبيةً لدعوة كريمة تلقيتُها من وزارة الإعلام، حيث سجلتُ جلسة طرب لمصلحة تلفزيون دولة الكويت، كما حللتُ ضيفاً في مقابلات عدة مع قنوات محلية ومحطات إذاعية جمعتني بوسائل الإعلام الكويتية، وأنا ممتن لها، إذ استقبلتني بحفاوة بالغة وأحاطتني بالمحبة والتقدير. وأنا أعتبر أن الكويت ولبنان لهما نبض واحد في جسد الأمة العربية، فهما يتقاسمان الفؤاد ويسريان في الدم، ولطالما أحييت حفلات فنية على هذه الأرض العزيزة على قلوب الملايين.

• بعد الكويت، ما المحطة التي تنتوي التوجه إليها في الأيام المقبلة؟

- سوف أعود إلى حضن لبنان ثم مصر والأردن، لتسجيل ما تبقى من أغاني ألبومي الجديد المزمع طرحه خلال إجازة الصيف المقبل. وسيضم الألبوم الذي لم أستقر على عنوان له إلى الآن سلة من الأغاني ذات النكهات الموسيقية المختلفة وبإيقاعات خليجية وعربية، كما لا يخلو من الدبكة اللبنانية أيضاً، إضافة إلى الغناء باللهجة المغربية، وستكون معظم أغاني الألبوم من ألحاني، ومنها أغنية «الدنيا ليش» كلمات نزار فرانسيس، وأغنية «لا تقولي عمري خمسين» كلمات مارون روحانا، فيما سأهدي الشعب السوري أغنية بعنوان «شامي وسماري حلو» كلمات الشاعر العراقي كاظم السعدي.

• هل تلقيتَ عروضاً للتعاون الفني مع الشعراء أو الملحنين أو حتى المطربين الكويتيين؟

- بالفعل، قابلت البعض منهم، واتفقنا مبدئياً على كل ضروب التعاون، سواء كان شعراً أو لحناً أو غناءً، لكن لا تزال هذه الاتفاقيات حبراً على ورق، ولا أستطيع الإفصاح عن اسم شاعر أو ملحن بعينه، ما لم يتحول المشروع الفني إلى واقع ملموس.

• قبل فترة قصيرة أعلنت الفنانة اللبنانية القديرة سميرة توفيق عبر«الراي» استعدادها للعودة إلى الغناء بعد سنوات من الانقطاع عن ساحات الطرب العربي، فهل نحن في موسم «عودة الكبار»؟

- في حقيقة الأمر، لا علم لديّ بعودة الفنانة سميرة توفيق، وإن صدق هذا الخبر وعادت فسيسعدني هذا للغاية، إذ سيكون للغناء طعم آخر، وبالطبع فإن الأغنية اللبنانية خاصة والعربية بشكل عام ستكون أجمل بعودة «صوت البادية» التي لا يزال مكانها خاليا ولم يملأه أحد، وأنا أرحب بالتعاون معها مجدداً حال طلبت مني ذلك، لاسيما أنني قمت بتلحين 4 أغنيات لها في السابق، منها أغنيتا «اسأل النجوم» و«قالوا مجنونة» اللتان لاقتا نجاحاً ملحوظاً لدى ظهورهما.

• وكيف تلقيتَ خبر عودة الفنان فضل شاكر الذي كان اعتزل سابقاً ثم تراجع عن قراره؟

- «ما علينا» من فضل شاكر فهو شيء، والفنانة الكبيرة سميرة توفيق شيء آخر، فإن عاد إلى الفن هو حر، وإذا اعتزل يظل هذا شأنه وحده.

• تغنيتَ قبل سنوات بأغنية من ألحان الفنان كاظم الساهر وكلمات الشاعر عزيز الرسام بعنوان «منين سامع هالخبر»، غير أن الأغنية لم تحظ بالنجاح كما كان متوقعاً لها، فهل ستعاود التجربة مع الساهر في عمل ثان لتعويض الإخفاق الأول؟

- لا شك أن شرف التعامل مرة أخرى مع موسيقار كبير بحجم الفنان كاظم الساهر أمر يسعدني كثيراً، كذلك الحال مع الشاعر العراقي المبدع عزيز الرسام، لكن ما يؤجل مثل هذه المشاريع الفنية عدم الاستقرار الذي يعيشه غالبية الفنانين بسبب ظروف السفر والتنقل المستمر من بلد إلى آخر، علماً أن أغنية «منين سامع هالخبر» تعد واحدة من أجمل الأغاني التي طرحتها في ألبوماتي الماضية، غير أنها لم تنل نصيبها من الشهرة والنجاح كغيرها من الأغنيات التي لم أصورها بطريقة الفيديو كليب، وإن كنت قدمتُ خلال السنوات الخمس الماضية ما يقرب من 10 كليبات غنائية، لكن الجمهور الخليجي لم يرها، لأنها لم تعرض على القنوات الخليجية الكبرى.

• وماذا عن تعاونك مع الفنان القطري علي عبد الستار؟

- قريباً سيرى النور، حيث أهديته لحناً لأغنية جديدة من كلمات الشاعر العراقي كاظم السعدي، وستُطرح ضمن الألبوم الغنائي الجديد للمطرب القطري.

• ما سبب غيابك عن المهرجانات الوطنية في دول الخليج، خصوصاً حفلات «هلا فبراير»؟

- أنا حاضر بقوة في المهرجانات الوطنية الخليجية، حيث أحييت أخيراً ليالي فنيةً عدة في دولة قطر والإمارات العربية المتحدة، في حين لا يخفى على الجميع أن مهرجان «هلا فبراير» أضحى حكراً على بعض الفنانين المنتسبين إلى شركات الإنتاج الراعية للمهرجان، لذا فمن الطبيعي أن أكون غائباً عن المشاركة في احتفالات الكويت.

• إلى متى سيبقى «أبو الوليد» بعيداً عن «ليالي فبراير»؟

- أنا أُنحى باللائمة على شركات الإنتاج الفني التي تسهم في إظهار فنانيها على حساب المطربين الآخرين الذين يجري تغييبهم، وإلا فلماذا يغيب الفنان هاني شاكر - مثلاً - سنوات عن المهرجانات العربية، بينما غيره يسجل حضوره في كل عام؟ ألا يعد هذا حرماناً للجمهور في الخليج!

• إذاً لماذا لا تنتسب إلى هذا النوع من شركات الإنتاج الفني؟

- الفنان الذي يحترم فنه وجمهوره لا يلهث وراء شركات الإنتاج الفني، ولا أريد أن أفرض نفسي على أحد، فالجميع يعرفونني، وأرحب بكل من يريد التعاون معي.

• لا تزال الجماهير تتذكر الفيلم العربي الرائع «من يطفئ النار؟» الذي كان يتناول الحرب الأهلية في لبنان، إلى جانب قصة مطرب هاوٍ يطمح إلى النجومية، فهل يراودك تقديم عمل سينمائي مشابه؟

- الأفلام العربية في الوقت الحالي لا تعدو كونها «أفلام مقاولات»، وأنا لن أتوانى عن تقديم فيلم سينمائي شريطة أن يتوافر النص الجيد والإمكانات الإنتاجية الضخمة، وأذكرك بأن الفيلم الذي ذكرتَه لفورك، شارك فيه نجوم كبار في السينما العربية بينهم فريد شوقي ورغدة وآثار الحكيم، وقدمتُ فيه عدداً من الأغاني التي لا تزال عالقة في الأذهان، مثل أغنية «يا حبيبي في المدينة» وأغنية أعياد الميلاد «انزل يا جميل عَ الساحة»، إضافة إلى مشاركتي في فيلم «سمك بلا حسك» مع الفنان السوري الكبير دريد لحام، فضلاً عن فيلم «قمر الليل» مع النجمة المصرية ليلى علوي، والقائمة الطويلة. وأود أن أوضح شيئاً مهماً أنني لم أشارك بالمرة كممثل في فيلم عربي، بل دأبت على الظهور كمطرب.

• على ذكر الحرب الأهلية في لبنان، كيف ترى المشهد السياسي في بلادك؟

- لا خوف على لبنان في ظل تكاتف شعبه، ولا أخشى عليه من حرب أهلية، لأن «من جرب الكيّ لا ينسى مواجعه»، فالحكومات «بتجي وبتروح»، ولكن لبنان باقٍ بإذن الله. وللأسف الشديد الوضع السياسي في جميع البلاد العربية لا يبشر بالخير، ولا يقتصر الأمر على لبنان وحسب، وإن كنت أرى بصيصاً من الأمل يلوح في أفق الجمهورية العربية المصرية التي بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً بعد الكبوة التي أصابتها أخيراً، غير أن الأوضاع الأمنية تزداد سوءاً في اليمن والعراق وليبيا، والتي تنذر بما لا تحمد عقباه.

• معروف أنك تتحدر من أصول «حلبية»، فهل يؤثر هذا على موقفك من الحرب الدائرة منذ 4 سنوات في سورية؟

- أنا مواطن لبناني أولاً وأخيراً، وموقفي من سورية كموقفي من لبنان، فكل ما أتمناه أن تنقشع الفتن وتنتهي الحروب في المنطقة إلى غير رجعة. كما أعتبر نفسي حمامة سلام تغرد بحب الشعوب العربية، ولا أحبذ التدخل في شؤون بلدان أخرى غير بلدي.

أطفأ شمعته الستين ... واحتفل مع عائلته

| بيروت – «الراي» |

الفنان ذو القلب الأخضر اجتاز «عتبة الستين».

فوسط عائلته، احتفل أشهر من غنّى للمناسبة «هابي بيرثي تو يو»، في الثامن من أبريل الجاري ببلوغه سن الستين، معلناً أنه من مواليد العام 1954. وعندما سألته «الراي» عما إذا كان ينزعج من ذكر ذلك، أجاب: «أبداً أنا أفخر بسني، وأحب كل لحظة عشتها، أو مكتوب لي أن أعيشها، مؤكدا أنه يشعر بسعادة غامرة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي