«الأوركسترا الوطنية» ألهبت مشاعر جمهور متحف الكويت
«باربيس الفرنسية» أسرت القلوب بـ «الروك» ... واجتاحت تراث «البربر»
فرقة باربيس (تصوير طارق عزالدين)
عزف على الأوكورديون
تفاعل الجمهور مع الفرقة
من عاصمة الجمال والأناقة باريس، جاؤوا ببزات أنيقة، معتمرين فوق رؤوسهم قبعات مستديرة؛ اقتحموا أرض المحبة والسلام فأسروا القلوب عبر الموسيقى الأمازيغية، وألهبوا المشاعر بحمى أنغام البربر. ومن الريف الجزائري أخذوا حفنة من لون «التراب»، ولم يكتفوا بذلك، بل خضبوا ألوان الموسيقى الغربية مثل «الريغي والراغا والروك والجاز»، وقدموها في لوحات شعبية عبر آلات عديدة، منها «الغيتار والبيس غيتار والتيوبا والسكسفون والأورغ والأكورديون والهورن والدف»، إلى جانب آلة «الدربكة»، التي تشبه الطبلة في شكلها، لكنها تختلف من حيث نغمة الإيقاع.
وما أن حط أعضاء فريق «الأوركسترا الوطنية باربيس» رحاله في متحف الكويت الوطني، حتى فاح رحيق الزهور الفرنسية، المُطّعمة برائحة الزعفران المغربي الأصيل، فتمايلت الأجساد رقصا، ولوحت الأيادي ابتهاجا بالسحر الموسيقي الأخاذ، الذي بدأ مفعوله منذ المعزوفة الأولى.
قصة حقيقية جسدها أعضاء فرقة «LORCHESTRE NATIOAL BARBES»، أو «الأوركسترا الوطنية باربيس»، حيث شهد مسرح متحف الكويت الوطني، مساء أول من أمس الأربعاء، حضورا جماهيريا فاق التوقعات، يتقدمهم أعضاء السلك الديبلوماسي الفرنسي، فضلا عن جمهور غفير من أبناء الجاليات الأوروبية والعربية، ولاسيما من بلاد المغرب العربي.
ولم تكن ساعتان من الغناء المتواصل كافيتان، لكي ترتوي الجماهير الظمأى من شلالات «جافارني» الخلابة، أونهر «إيفيان» العذب، حيث تسمرت الجماهير في مقاعدها طوال الأمسية الغنائية، ولم تغادر قاعة المسرح حتى غادر آخر عضو في الفرقة الموسيقية الفرنسية.
جاءت بداية الحفل مختلفة، حيث هزت الفرقة أركان المسرح بلون «الراغا»، عبر أغنية «السلام عليكم»، لتلهب الحماسة، حتى تعالت الزغاريد (على الطريقة الفرنسية –المغربية)، واشتعلت الأكف تصفيقا.
بعد ذلك، ساد الهدوء أرجاء القاعة، وانسجم الجميع مع نغمة «الأكورديون» الحزينة، ليصدح صوت الشجن الذي خرج من أغوار الموروث الشعبي الجزائري، في موال «أمّان أمّان»، تلاه أغنية «لماذا تكلمتم؟»، فيما أبدعت الفرقة بالعزف الانفرادي على آلة «الدربكة»، قبل أن يعود الصخب الموسيقي مرة أخرى، في أغنية مغربية الأصل وشعبية اللحن بعنوان «قلبي»، ثم انطلق صوت آلة «التيوبا» النفخية، لتبث نسائم الغبطة.
وعلى إيقاع «رقصة العلاوي»، التي تشبه الدبكة اللبنانية، دقت طبول الفرح، لأغنية «قولوا لأبي يساعدني»، وهي تروي حكاية شاب عربي، أوصلته رحلة الهجرة إلى ربوع باريس، فانبهر بالجمال الفرنسي الآسر.
ولم تُفَوِّت الفرقة الفرنسية لحظة من دون أن تغرس مقطوعاتها في كل زاوية من زوايا القاعة، كما لم تمنح الفرصة للجماهير أن تلتقط أنفاسها، بل كانت تقدم الجرعة تلو الجرعة لسد رمق الحضور، من طيب ثمارها التي قطفتها من التراث الأمازيغي، وغلفتها بالنغم الغربي الحديث، فقدمت أغنية «باعونا بخمس ريال»، وأعقبتها بأغنية «امشوا ولا تعَودوا»، فأغنية «يا سيدي لا تنسانا»، قبل أن تتوقد الأمسية الموسيقية، على إيقاع أغنية الهبان الفولكلورية «دور بيها يا الشمالي» التي تفاعلت معها الجماهير كثيرا.
وأبت الجماهير أن تغادر القاعة، قبل أن تشدو الفرقة مجددا بالأغنية ذاتها، ولم يتردد أعضاء الأوركسترا الوطنية في تلبية رغبة الجماهير المنتشية بروائع «الروك» و«الجاز» و«الريغي»، بشرط أن يشارك الجميع في الغناء، ووافق الفريقان على الاتفاق، لينحني كل منهما لتحية الآخر في مشهد بديع، قلما نراه في المسارح الوطنية.
وبعد انتهاء الحفل، كشف قائد فرقة الأوركسترا الوطنية عازف الأورغ توفيق الميموني في تصريح خاص لـ «الراي»، عن أن جميع أعضاء الفرقة يتحدرون من أصول عربية من بلاد المغرب العربي، مبينا أن الأوركسترا الوطنية مضى على تأسيسها تسعة عشر عاما، وقدمت خمسة ألبومات غنائية، آخرها ألبوم «سيدة القلب»، مشيراً إلى أن جميعهم يحملون الجنسية الفرنسية، لكن تبقى الهوية المغربية عنوانهم الأساسي.
وأوضح أن «باربيس» تستمد فنونها من الموروث الشعبي المغاربي، الزاخر بالدرر الغنائية الثمينة، إلى جانب التراث البدوي الوهراني من الجزائر، مؤكدا أن أغنياتهم لا تنحصر في قالب واحد، بل أنها متعددة الألوان والألحان الشعبية، التي تكسوها الثياب الفرنسية الأنيقة.
وأشار إلى أن اسم الفرقة مأخوذ من مدينة «باربيس» الفرنسية، التي يقطنها خليط من السكان من جنسيات مختلفة، حيث تلتقي فيها كل حضارات العالم الأوروبية واللاتينية والإغريقية والعربية، موضحاً أن زيارة الأوركسترا الوطنية للبلاد، تأتي من باب التبادل الثقافي بين فرنسا والكويت.
وقال الميموني: «تجولنا في أكثر من 35 بلدا حول العالم، وقمنا بإحياء ما يقارب 1000 أمسية غنائية على أكبر المسارح العالمية، وها نحن الآن نحلق بموسيقانا في الأجواء الخليجية، في رحلة فنية انطلقت من الدوحة، مرورا بالمنامة وصولاً إلى الكويت، بينما سنتوجه يوم غد إلى المملكة العربية السعودية، لإحياء حفل في منطقة«الخبر»، يليه حفل آخر في مدينة الرياض.
وما أن حط أعضاء فريق «الأوركسترا الوطنية باربيس» رحاله في متحف الكويت الوطني، حتى فاح رحيق الزهور الفرنسية، المُطّعمة برائحة الزعفران المغربي الأصيل، فتمايلت الأجساد رقصا، ولوحت الأيادي ابتهاجا بالسحر الموسيقي الأخاذ، الذي بدأ مفعوله منذ المعزوفة الأولى.
قصة حقيقية جسدها أعضاء فرقة «LORCHESTRE NATIOAL BARBES»، أو «الأوركسترا الوطنية باربيس»، حيث شهد مسرح متحف الكويت الوطني، مساء أول من أمس الأربعاء، حضورا جماهيريا فاق التوقعات، يتقدمهم أعضاء السلك الديبلوماسي الفرنسي، فضلا عن جمهور غفير من أبناء الجاليات الأوروبية والعربية، ولاسيما من بلاد المغرب العربي.
ولم تكن ساعتان من الغناء المتواصل كافيتان، لكي ترتوي الجماهير الظمأى من شلالات «جافارني» الخلابة، أونهر «إيفيان» العذب، حيث تسمرت الجماهير في مقاعدها طوال الأمسية الغنائية، ولم تغادر قاعة المسرح حتى غادر آخر عضو في الفرقة الموسيقية الفرنسية.
جاءت بداية الحفل مختلفة، حيث هزت الفرقة أركان المسرح بلون «الراغا»، عبر أغنية «السلام عليكم»، لتلهب الحماسة، حتى تعالت الزغاريد (على الطريقة الفرنسية –المغربية)، واشتعلت الأكف تصفيقا.
بعد ذلك، ساد الهدوء أرجاء القاعة، وانسجم الجميع مع نغمة «الأكورديون» الحزينة، ليصدح صوت الشجن الذي خرج من أغوار الموروث الشعبي الجزائري، في موال «أمّان أمّان»، تلاه أغنية «لماذا تكلمتم؟»، فيما أبدعت الفرقة بالعزف الانفرادي على آلة «الدربكة»، قبل أن يعود الصخب الموسيقي مرة أخرى، في أغنية مغربية الأصل وشعبية اللحن بعنوان «قلبي»، ثم انطلق صوت آلة «التيوبا» النفخية، لتبث نسائم الغبطة.
وعلى إيقاع «رقصة العلاوي»، التي تشبه الدبكة اللبنانية، دقت طبول الفرح، لأغنية «قولوا لأبي يساعدني»، وهي تروي حكاية شاب عربي، أوصلته رحلة الهجرة إلى ربوع باريس، فانبهر بالجمال الفرنسي الآسر.
ولم تُفَوِّت الفرقة الفرنسية لحظة من دون أن تغرس مقطوعاتها في كل زاوية من زوايا القاعة، كما لم تمنح الفرصة للجماهير أن تلتقط أنفاسها، بل كانت تقدم الجرعة تلو الجرعة لسد رمق الحضور، من طيب ثمارها التي قطفتها من التراث الأمازيغي، وغلفتها بالنغم الغربي الحديث، فقدمت أغنية «باعونا بخمس ريال»، وأعقبتها بأغنية «امشوا ولا تعَودوا»، فأغنية «يا سيدي لا تنسانا»، قبل أن تتوقد الأمسية الموسيقية، على إيقاع أغنية الهبان الفولكلورية «دور بيها يا الشمالي» التي تفاعلت معها الجماهير كثيرا.
وأبت الجماهير أن تغادر القاعة، قبل أن تشدو الفرقة مجددا بالأغنية ذاتها، ولم يتردد أعضاء الأوركسترا الوطنية في تلبية رغبة الجماهير المنتشية بروائع «الروك» و«الجاز» و«الريغي»، بشرط أن يشارك الجميع في الغناء، ووافق الفريقان على الاتفاق، لينحني كل منهما لتحية الآخر في مشهد بديع، قلما نراه في المسارح الوطنية.
وبعد انتهاء الحفل، كشف قائد فرقة الأوركسترا الوطنية عازف الأورغ توفيق الميموني في تصريح خاص لـ «الراي»، عن أن جميع أعضاء الفرقة يتحدرون من أصول عربية من بلاد المغرب العربي، مبينا أن الأوركسترا الوطنية مضى على تأسيسها تسعة عشر عاما، وقدمت خمسة ألبومات غنائية، آخرها ألبوم «سيدة القلب»، مشيراً إلى أن جميعهم يحملون الجنسية الفرنسية، لكن تبقى الهوية المغربية عنوانهم الأساسي.
وأوضح أن «باربيس» تستمد فنونها من الموروث الشعبي المغاربي، الزاخر بالدرر الغنائية الثمينة، إلى جانب التراث البدوي الوهراني من الجزائر، مؤكدا أن أغنياتهم لا تنحصر في قالب واحد، بل أنها متعددة الألوان والألحان الشعبية، التي تكسوها الثياب الفرنسية الأنيقة.
وأشار إلى أن اسم الفرقة مأخوذ من مدينة «باربيس» الفرنسية، التي يقطنها خليط من السكان من جنسيات مختلفة، حيث تلتقي فيها كل حضارات العالم الأوروبية واللاتينية والإغريقية والعربية، موضحاً أن زيارة الأوركسترا الوطنية للبلاد، تأتي من باب التبادل الثقافي بين فرنسا والكويت.
وقال الميموني: «تجولنا في أكثر من 35 بلدا حول العالم، وقمنا بإحياء ما يقارب 1000 أمسية غنائية على أكبر المسارح العالمية، وها نحن الآن نحلق بموسيقانا في الأجواء الخليجية، في رحلة فنية انطلقت من الدوحة، مرورا بالمنامة وصولاً إلى الكويت، بينما سنتوجه يوم غد إلى المملكة العربية السعودية، لإحياء حفل في منطقة«الخبر»، يليه حفل آخر في مدينة الرياض.