معرضها افتتح في قاعة أحمد العدواني

شيماء أشكناني... تستنطق نساء لوحاتها تشكيلياً وتتحاور مع ثمرة الرمّان في سياق رمزي أخّاذ

تصغير
تكبير
يظل الرمز بكثافته ورؤاه المتحركة في اتجاهات تجريدية عدة... هو العنصر الأكثر أهمية وفعلا في أعمال الفنانة التشكيلية شيماء اشكناني، وهو الرمز الذي يتطلب من المتلقي قراءة محتواه التشكيلي والإنساني قراءة متأنية، وذلك من أجل الوصول بسهولة ويسر إلى محتواه الفكري والحسي، والوقوف عند جوانبه الفنية المتناسقة مع بعضها البعض، تلك التي تبدو فيها الرؤى ذات إيقاعات تشكيلية متسارعة في اتجاه الحياة بكل ما تتضمنه من متناقضات وأحداث. هكذا جاءت الفكرة الرئيسية لمعرض الفنانة الكويتية شيماء اشكناني، والذي افتتح في قاعة أحمد العدواني بحضور الشيخ صباح جابر المبارك، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة... تلك الفكرة التي وضعتها الفنانة تحت عنوان «حديث النساء»، وذلك عبر مسارات فنية متواصلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.

ومن الملفت للنظر، أن معظم لوحات المعرض- إن لم يكن كلها- تتدافع في النهل من رمزية محددة وهي رمزية اخذت محتواها الفنانة من ثمرة «الرمان»، ومن ثم فقد اتسمت هذه الرمزية بالبعد الدلالي والجمالي المتوازي مع ما حددته الفنانة في عنوان معرضها، والمحتوى التشكيلي الذي ظهرت فيه الأعمال بشكل عام.

وعلى هذا الأساس فقد منحت اشكناني أعمالها رؤى جمالية، تشير إلى تداخلات حسية تخص المرأة، واعترافات نفسية، وتقلبات في المزاج، إلى جانب استلهامات تتدفق فيها المشاعر بقدر كبير من الصدق والشفافية.

وعلى إثر هذه الجدلية الرمزية المتوازية مع الفكرة الرئيسية للمعرض، جاءت عناوين الأعمال متضامنة مع الرؤى الحسية للمرأة فجاءت العناوين على النحو التالي: النجوى، انتظار، اعترافات، عطر السحاب، عناق الروح، تنهدات لونية، الوصية، وجع الغياب والانتظار، جرح، السقوط، كبرياء، كيدهن عظيم، كتمان... وهكذا.

ومن خلال هذه العناوين، ذات الصلة باللغة الشعرية، توهجت المعاني التي تعكس التداعيات والتحولات والرؤى، في أنساق فنية مفعمة بالحيوية والحركة، وبروح فنية ذات مدلولات إنسانية متحركة في أكثر من اتجاه.

وبقراءة متأنية لأعمال المعرض سنجد أننا نتأمل تفاصيل دقيقة ورمزية لحياة المعرض بكل طموحاتها وأحلامها وآلامها وأفراحها تتحدث عنها من خلال رمز «الرمان»، ومن ثم فإن الفنانة حينما وضعت عنوان «اعترافات» في إحدى لوحاته تضامنت حركات الجسم واليدين والكفين مع هذه الجدلية في سياق فني يتحدث عن المرأة وما يتصادم معها من أحداث وتحديات، تريد أن تفصح عنها كي تستريح. في ما عمدت الفنانة إلى اظهار عملها في تفرد ووحدة عند الحديث عن «النرجسية»، وفي لوحة «وجع الغياب والانتظار»، ثمة رمزية حرصت الفنانة على تضمين رؤيتها في العمل والتي تشير إلى وضعية الجلوس وانسدال الرأس والارتكاز على تيمة التوتر، إنها إشارات توحي بالوجع الذي ينتج عن الغياب والانتظار.

بينما جاءت لوحة «كبرياء» في أنساق جمالية تحتفي بالمرأة التي تتسم بالاعتزاز بنفسها، والكبرياء، ثم تفاعلت الفنانة مع البعض المشاعر المتعلقة بالمرأة مثل الحزن والفرح وهو تفاعل رمزي اتسم بالموضوعية والقدرة على تحريك سكون اللوحة بأكبر قدر من الإيحاء.

وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «نحتفي بمعرض الفنانة شيماء أشكناني، ونتذكر إنجازاتها في الأعوام الأخيرة وإنتاجها الإبداعي الذي نالت عليه أكثر من جائزة، خلال مشاركتها الفنية داخل وخارج الكويت، ومعرض اليوم هو المعرض الشخصي الثالث للفنانة شيماء اشكناني، بعد معرضها الأول في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والمعرض الثاني في غاليري تلال، ويتمحور المعرض حول المرأة، هذا المخلوق ذو المشاعر والأحاسيس المرهفة، وتتخذ شيماء من ثمرة الرمان المبهجة رمزا ونصرا أساسيا لأعمالها المعروضة».

وتحدثت الفنانة شيماء أشكناني عن استخدامها الرمان كرمز في معرضها لتقول: «إن منظوري إلى الرمان كثمرة لذيذة وجميلة ذات جلد قرمزي اللون، حيث تحوي هذه الثمرة مئات الحبوب المائية اللامعة الحمراء، وفي كل حبة بذرة صلبة، أو لينة وفقا للنوعية أو الصنف، بالإضافة إلى العناصر الغذائية المهمة التي تحتويها». وأضافت: «لذلك اخترت العنصر الأساسي للوحات وهي ثمرة الرمان، لأشبه هذه الحبوب الحمراء بالمرأة فمنها الصلبة ومنها اللينة، ومنها اللامعة، فهي مزيج وخليط من الثقافات النسائية، المتعددة، عندما تجتمع مع بعضها لتتناجى وتصرح وتعبر كل واحدة عن مكنونها اللاواعي، وتشعر وكأنها صاحبة التاج الذي يعلو ثمرة الرمان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي