مديرة «التنمية الأسرية» في الوزارة اعتبرت أن المناداة بتحرّر حواء «أمر غير مقبول»

بوحمرا لـ «الراي»: المرأة تحتاج إلى «التلميع» في «الأوقاف»

تصغير
تكبير
• حق المرأة مهضوم
في المناصب الإدارية
قياساً بالرجل رغم ان مسطرة «الخدمة المدنية» واحدة

• نحاول إرشاد الفتاة للسلوكيات المعتدلة لمكافحة ظاهرة «البويات» و«الجنوس»
في المجتمع

• لا نملك القدرة على فرض رأينا على أحد لمنع المسلسلات التي تشوّه صورة المجتمع الكويتي المحافظ

• لا يجوز للمرأة التعالي على الرجل وفي أحيان كثيرة نجدها أكثر حكمة وعقلانية منه

• السلبيات لا تقتصر على «الأوقاف» فقط لكن في المقابل يجب نشر الايجابيات

• لا نريد خلق شخصية متشددة ولا بد ان يكون لدينا من تتمتع بنوع من الاتزان الفكري والانفتاح وتقبل الرأي الآخر

• المرأة الكويتية حصلت كل ما تريد وأثبتت جدارتها في مختلف المجالات
اعترفت مديرة إدارة التنمية الأسرية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سعاد صالح بوحمرا بعدم وجود توازن بين ما يحصل عليه الرجل وما تتحصل عليه المرأة من مناصب في «الأوقاف» قياساً مع الوزارات الأخرى رغم ان مسطرة ديوان الخدمة المدنية واحدة.

وأوضحت بوحمرا في حوار لـ «الراي» ان ما يحدث في وزارة الأوقاف ان المرأة لا تأخذ حقها في المناصب الإدارية، فقد تصل إلى موقع مراقبة وتتوقف ترقيتها عند هذا الحد فقط.


وذكرت ان وزارة الأوقاف تضم مديرة واحدة فقط مشيرة الى ان المرأة في الوزارات الثانية هي نفس المرأة في وزارة الأوقاف لديها القدرة والإمكانية على العطاء.

ووصفت بو حمرا العمل النسوي الاسلامي على المستوى الحكومي في وزارة الاوقاف بـ«الرائع» ولكن لا يفتقد «التلميع» ولا يوجد له إبراز بالدرجة الكبيرة موضحة ان ما ينتشر في الاعلام هو الصورة السلبية لوزارة الاوقاف وقد وضحت ذلك لوزير الاوقاف.

وتابعت «لا يوجد وزارة تخلو من السلبيات ولكن في مقابل نشر السلبيات يجب ان ننشط في نشر الايجابيات لافتة إلى ان الدعوة إلى تحرر المرأة أمر غير مقبول فمصطلح «تحرر المرأة» عام وفضفاض، فهل يحررها من الاسلام؟».

و حول دور ادارة التنمية الأسرية في مكافحة انتشار ظاهرة«البويات»في المجتمع أوضحت بوحمرا «نحاول قدر المستطاع ان نوصل البنت إلى السلوكيات المعتدلة في الحياة وكيف تفهم طبيعتها كفتاة ودينها ببساطة».

ورأت ان الإنسانة عندما تستقر حياتها النفسية والايمانية والروحانية ستكون فتاة مستقيمة وهذا هو الفعل الصحيح من غير«الزن على الراس» فعندما تفهم ذاتها وما يعطيها القوة الايمانية فأحيانا الفتاة تقوم بتصرفات تعتقد انها تعطيها نوعا من التميز أو لفت الانتباه وغيرها بفهم خاطئ ولكن عندما تفهم ماهيتها كفتاة ومهاراتها وقدراتها ومجال انجازات المرأة في مجتمعها قد تتجنب الجوانب السلبية.

وإلى نص الحوار:

? بداية حدثينا عن ادارة التنمية الأسرية ورؤيتها ورسالتها ؟

-إدارة التنمية الأسرية تتبع قطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية والتنمية الاسرية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهي الادارة الوحيدة في هذا القطاع مع إدارة شؤون القرآن الكريم التي تقوم بدور توعوي تثقيفي وليس تعليمي، ودورها تثقيفي ولها شراكات مع مؤسسات مختلفة على اعتبار انها إدارة تسير على اعتبارات الإستراتيجية الخاصة في وزارة الأوقاف التي تهدف إلى الشراكة المجتمعية والمؤسسية

? ما أبرز أهداف ادارة التنمية الأسرية ؟

-أبرز أهدافنا تتمثل في تنمية المرأة والعناية باستقرار الاسرة بالدرجة الاولى ان تكون الاسرة مستقرة و بالتالي يكون المجتمع الكويتي مجتمعا مستقرا و من اهدافنا تثقيف المرأة في مهارات الحياة المختلفة والتعاون والتنسيق بين المؤسسات ذات الأهداف المشتركة معنا.

-في الأونه الأخيرة كثرت مسألة الطلاق في الكويت وهناك تزايد للمشاكل الأسرية مثل الانحلال التربوي للأبناء والبنات وغيرها وعدم سيطرة الأسرة على تربية أبنائها...ماتعليقك؟

? نحن نتعاون مع وزارة العدل وهي بالدرجة الأولى معنية بمشكلة الطلاق فعندما يحدث الطلاق أو نية الطلاق فهناك ما يسمى بقسم «اصلاح ذات البين» وهذا القسم موجه بين لأي زوجين حال وجود مشروع للطلاق بينهما.

ودور إدارة التنمية الأسرية تكميلي ورديف فنحن نعمل وقاية ضد الطلاق ولدينا برامج من ضمنها برنامج «أبنائنا معاريس»وهذا البرنامج يؤهل المتقدمين للزواج لحياتهم الزوجية وكيف يتلافون المشاكل التي تحدث في بداية الزواج وكيف يستطيع كل طرف منهم ان يفهم نفسية الآخر وكيف يتأقلم معها وكيف تصبح لديه القدرة على ضبط الانفعالات بنفسه بحيث يصبح بمثابة وقاية من الوقوع في المشاكل التي تكون بداية للمدخل في الطلاق.

?مادور وزارة الأوقاف في معالجة والتصدي لقضية انتشار البويات والجنوس التي شغلت الرأي العام الكويتي في الآونة الأخيرة ؟

-«الأوقاف» تلعب بالتعاون مع وزارة التربية دوراً كبيراً للتصدي لهذه الظاهرة فثلاثة أرباع أنشطتنا وبرامجنا تقدم لوزارة التربية سواء في مدارس البنين أو مدارس البنات ومدارس الأطفال كذلك من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة هؤلاء جميعا لدينا برامج لهم وفعاليات وأنشطة.

ونحن نحاول قدر المستطاع ان نرشد الفتاة إلى السلوكيات المعتدلة في الحياة وكيف تفهم طبيعتها كفتاة وكيف تفهم دينها ببساطة و التأكيد على ان الإنسانة عندما تستقر حياتها النفسية والايمانية والروحانية تصبح فتاة مستقيمة وهذا هو الفعل الصحيح من غير «الزن على الراس» كما يقولون.

وأحياناً الفتاة تقوم بتصرفات خاطئة تعتقد انه يمنحها نوعا من التميز أوللفت الانتباه ولكن عندما تفهم ما هيتها كفتاة وماتتمتع به من مهارات وقدرات ومجال انجازات المرأة في مجتمعها تتجنب الجوانب السلبية وتحاول استثمار مهاراتها وطاقتها في أمور إيجابية.

?لاحظنا في الآونة الأخيرة ان بعض البرامج والمسلسلات الدرامية دأبت على تشويه الصورة العامة للمجتمع الكويتي المحافظ فهل هناك رسالة وجهتها الوزارة لوزارة الإعلام لوقف الابتذال في البرامج والمسلسلات التي توسم بالكويتية ؟

- تربطنا صلة مع الكثير من الاعلاميين فحتى في مؤتمراتنا التي بلغت إلى الآن تقريباً أربعة مؤتمرات منذ العام 2005 وكل مؤتمر من المؤتمرات وكل موضوع من المواضيع نستدعي معنا الاعلاميين ويساهمون معنا مساهمة ايجابية في طرح صورة المرأة الكويتية الصحيحة سواء في الأسرة وهو مكان تكامل الأدوار بين الزوجين والمسؤولية على الشباب ودورهم في المجتمع وأسرتهم ودينهم.

ونحن نتعاون مع بعض الإعلاميين ولنا صلة كبيرة معهم لكن ليس لدينا القدرة على ان نفرض رأياً على أحد وهناك شريحة كبيرة من الإعلاميين لديهم قناعة تامة بأهمية الحفاظ على الاستقرار الأسري في المجتمع الكويتي وأهمية صياغة شخصية الفتاة بصورة ايجابية بما يتناسب مع مجتمعنا المحافظ وعاداتنا وتقاليدنا بالدرجة الاولى وديننا الإسلامي الحنيف ولكن كما يقولون«اليد الواحدة لا تصفق»

?ما أهم وأبرز إنجازاتكم ؟

- الحمد لله الانجازات كثيرة جداً، فعلى مستوى المرأة ونحن فخرون لأن بيت الأمم المتحدة اعتبر ان ادارة التنمية الأسرية في وزارة الأوقاف كمؤسسة حكومية كان لها السبق في الاتصال بشريحة كبيرة من النساء.

كما قدمت إدارتنا مبادرات عدة مثل مبادرة الظل الوظيفي التي قدمها قسم محافظة العاصمة لتعليم الأسرة كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تثقيف نفسها وتربية أبنائها.

وهناك مبادرة الجانب الصحي للمرأة لتعليم المرأة كيفية المحافظة على صحتها وعلى غذائها ونموها ولدينا أيضا«نادي المعالي» وهو نادي ثقافي يبين للمرأة كيفية ان تعيش في محيط عملها براحة، فهناك نفسية لدى النساء وهي التملل من الدوام ونحن حاولنا ان نكسر هذا الروتين ان نجعل لهم يوم حر للموظفات ويكون فيه محاضرات نستضيف فيه مثلاً طبيب نفسي ومعالج طبي وداعية وغيرها من مختلف التخصصات وفي أحيان نجعله يوماً حراً ينطلقون فيه وهذه المبادرات لاقت الاستحسان من بيت الأمم المتحدة.

?كيف ترين العمل النسائي في المجال الاسلامي ؟

-العمل النسوي الإسلامي على المستوى الحكومي في وزارة الأوقاف العمل للأمانة رائع ولكن يفتقد التلميع والإبراز بالدرجة الكبيرة للأسف ان ما ينتشر في الإعلام الصورة السلبية لوزارة الأوقاف وأنا قلت هذا الكلام لوزير عندما اجتمع بالمدراء وقلت له ان هناك انجازات رائعة في داخل وزارة الأوقاف وللمرأة تحديداً يا ليت ان تساهموا فيه في ابرازه».

وهناك سلبيات في وزارة الأوقاف ولا يوجد وزارة تخلو منها ولكن في مقابل نشر السلبيات يجب ان ننشط في نشر الايجابيات مثل ادارة شؤون القرآن الكريم وهي حلقات التحفيظ لديهم مشروع اسمه حافظ وحافظة في كل بيت نجح خلال العام 2011 في تحفيظ القرآن الكريم لـ 875 بنتاً وهذا تعزيز للمجتمع والقرآن الذي نعرف دوره في حياة الانسان وعقليته فالقرآن الكريم منهج حياة إضافة إلى الاترجة التابعة لدور القرآن الكريم فيدخلها ويحفظ القرآن الكريم طبيبات وأكاديميات وعميدات كليات.

ونحن لا نريد خلق شخصية متشددة فقط لآرائها بل لابد ان يكون لدينا شخصية تتمتع بنوع من الاتزان الفكري والانفتاح وتقبل الرأي الآخر وتستوعب الآخرين و لديها مهارة في الحوار مع الآخرين.

ولدينا قسم الطفولة يرعى عدد كبير من الأطفال في المدارس ومركز السرطان وفي كل الأماكن ويعطونهم البرامج عن طريق اللعب وتعزيز بعض المعاني التي تعطي الهدوء النفسي والايجابية وكيف تتعامل مع الوالدين والأصدقاء وحتى نسعى الى القضاء على العنف الاسري، فالآن نرى للآسف بعض الشباب في المجتمع يؤذي من يقابله دون تردد وهذا أمر يجب ان تتعاضد له كل المؤسسات المعنية بالتربية وليس فقط وزارة الأوقاف للقضاء على هذه الظاهرة.

? و ما دور المرأة في العمل الاسلامي المجتمعي غير الحكومي ؟

- وجهة نظري الشخصية العمل النسوي المجتمعي يحتاج إلى مجال كبير من التجاذب والاندماج والفهم و الوعي وإدراك أهمية الدور وليس كأشخاص فالعمل الإسلامي ليس معنيا بالأشخاص ولا بالافكار ولو كان كل شخص سيسير بفكره وشخصه لن تعتدل الأمور لابد ان يحصل نوع من الحوار والرؤية المشتركة لما يخدم المجتمع وليس ما يخدم الفكر الشخصي والاسلام ليس مفصلاً على شخص معين فلا تستطيع ان تقول ان هذه إمرأة إسلامية وهذه غير إسلامية فكلنا مسلمون ويجب ان نسهم قدر المستطاع في الحفاظ على هوية بلدنا.

?هناك من ينادي بتحرر المرأة ومساواتها كلية مع الرجل...ماتعليقك؟

-تحرير المرأة مصطلح عام وفضفاض ولم يعرف من أطلقه أو حدده، ولنا ان نتساءل تحرير المرأة من ماذا ؟ فلابد ان نحدد تحررها من ماذا ؟ فهل يحررها من الإسلام ؟ هذا هو الامر ولأجل ذلك لابد ان نعرف أولاً تحديد المصطلح فأحياناً تطلق مصطلحات عامة جداً ولا نفهمها.

وأنا أرى ان المرأة في المجتمع الكويتي تحديداً أخذت كل ما تريد فهل هناك اكثر من تعيينها وزيرة ووكيلة مساعدة ووكيلة وزارة ونائبة في البرلمان...إذن ماذا تريد أكثر من ذلك حيث أثبتت جدارتها في مختلف المجالات.

والمساواة في الاسلام تكاملية وليست كلية والإنسان لا يمكن ان يتخلى عن ما وهبه الله تعالى حتى فسيولوجياً فعلماء النفس يقولون ان المرأة لها خصائص فسيولوجية تختلف عن الرجل وبالتالي هي تتحرك في هذه الحدود والرجل يتحرك في حدوده وهذا لا يعني اننا نلغي دور المرأة أو نقول ان المرأة لا تستطيع ان تصل إلى ما وصل له الرجل والمرأة في أحيان تجدها أكثر حكمة وعقلانية من الرجل وليس من المفروض ان يتم تحقير المرأة ولا المرأة تتعالى على الرجل وهذا ما قاله لنا الاسلام و بالعكس لو نرجع إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أكثرها يكرم المرأة ويعتز فيها ويبين مدى أهميتها وخصائصها الجسمانية والنفسية وحتى العاطفية فلا أحد يستطيع ان يتحدث بعد كلام الرسول صلى الله عليه و سلم.

?هل المرأة مظلومة في وزارة الأوقاف ؟

- نستطيع القول انه لا يوجد توازن ما بين ما يحصل عليه الرجل وما تتحصل عليه المرأة فلا يوجد أي نوع من التوازن قياساً مع الوزارات الأخرى رغم ان مسطرة ديوان الخدمة المدنية واحدة كما ان المنصب الذي تستحقه في هذه الوزارة تستحقه في وزارة أخرى.

والمرأة في وزارة الأوقاف تصل إلى منصب مراقبة وتقف ترقيتها عند هذا الحد فوزارة الأوقاف فيها مديرة واحدة فقط ولمنها تخلو من منصب وكيلة مساعدة رغم ان الوزارات الأخرى لديها أكثر من وكيلة مساعدة ووكيلة وزارة فالمرأة في الوزارات الأخرى هي نفس المرأة في وزارة الاوقاف لديها القدرة والامكانية على العطاء ولانعلم الشروط التي يتم القياس بها في هذه المناصب وهل تختلف عن الشروط المقرة من ديوان الخدمة المدنية وبالتالي أرى ان المسألة تحتاج إلى إعادة نظر.

وفي بعض الأحيان نجلس مع مجموعة من النساء ونلمس منهن شعوراً بالغبن بأنها لا تحصل على نصيبها مثل ما تحصل عليه المرأة في خارج وزارة الأوقاف سواء من المهام الرسمية وغيرها مع انها تنجز وتعطي وتدفع وتبذل كل ما تستطيع وأنا حالياً لدي رئيسة قسم ومراقبات إذا توقف النشاط على ميزانية فليس لديهن مشكلة في أن تدفعن من جيوبهن الخاصة فلأهم هو ألا يتوقف النشاط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي