الأخلاق الرياضية ... تحت الأقدام!

تصغير
تكبير
صحيح ان الجمهور هو ملح كرة القدم، وعصبها، ولكن الصحيح أيضاً ان تعمل هذه الجماهيرعلى «ضبط النفس» والابتعاد عن كل أشكال التعصب الرياضي عامة والكروي خاصة، بيد ان سلوك جماهير الغريمين القادسية والعربي، خرج عن النص في الموسم الحالي، وبلغ هذا «التعصب» مرحلة خطيرة جدا، متجاوزاً حدود التشجيع والولاء للنادي، فسلك منعطفاً خطيراً، وصل الى حد التعدي على الآخر بطرق وأشكال عدة.

وقد بدأت الشرارة الأولى في الموسم الماضي بعد حصول القادسية على لقب الدوري ومعادلته الرقم القياسي للعربي في عدد مرات التتويج (16 لقباً)، إضافة الى معادلة الأرقام أيضاً في التتويج بأغلى الكؤوس وهي كأس صاحب السمو الأمير بـ 15 لقباً لكل منهما، فيما تفوق «الاصفر» بعدد ألقاب كأس سمو ولي العهد على حساب «الاخضر» نفسه بعد فوزه عليه في المباراة النهائية 2-1، ليرفع «الملكي» رصيده الى 7 ألقاب، ويتجمد رصيد «الزعيم» عند 6 ألقاب.

وشهدت تلك المباراة احداثاً مثيرة، وصلت الى حد تهديد العربي بالانسحاب، بعد احتساب الحكم مبارك شعيب ركلة جزاء للقادسية، لقيت اعتراضاً شديداً من الجهازين الاداري والفني ولاعبي وجماهير العربي.

وكان من الممكن أن يتحول هذا «العرس الكروي» الى ماسأة لولا تدخل العقلاء، ونجاحهم في إعادة الأمور إلى نصابها.

لم تنس الجماهير العرباوية تلك المباراة «الأليمة»، وما زالت تعتقد حتى الآن بأنها «سرقت» منها بـ «فعل فاعل» لـ«العيون الصفراء».

وما زاد «الطين بلة» هو اللقب الجديد الذي أطلقته جماهير القادسية على فريقها، واصفة اياه بـ «الزعيم الملكي» بعد تخطي الغريم الأزلي بعدد الألقاب.

وتلك التسمية الجديدة أثارت حفيظة «القلعة الخضراء» إدارة ولاعبين وجماهير، فلقب «الزعيم» كان يتغنى به العربي مذ فرض فريقه سطوته على البطولات المحلية، وخاصة الدوري الذي وصل فيه الفارق بينه وبين القادسية الى 7 ألقاب، إلا أن «الاصفر» فعل المستحيل ونجح في معادلته، مستفيداً من فترة مرور العربي بمرحلة من «الشح» منذ 2001.

الشرارة الأولى في الموسم الراهن، بدأت تقترب الى حد الاشتعال الفعلي، فـ «السكين وصلت العظم» بين الجماهير القدساوية والعرباوية، وأشعلت الحرب الكلامية النارية، مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استخدم فيها الطرفان كل أنواع «الأسلحة» بشكل مبالغ فيه، لا يمكن معه التوصل الى حلٍ «سلمي» أو القبول بـ «التسوية» بين الطرفين المتنازعين على الأقل، خاصة بعدما استرد العربي بريقه وعاد الى الواجهة عبر تصدره الدوري، واقترابه من استعادة اللقب.

ولعل ما حدث في مباراة الاهلي مع مضيفه المصري فى 2011 ضمن الدوري المصري، يكشف لنا مصائب التعصب، حين بلغ عدد القتلى 72 شخصا معظمهم من «القلعة الحمراء»، وتسببت تلك الاحداث المأسوية بتوقف الدوري قرابة سنة، تأثرت خلالها الكرة المصرية وما زالت تعاني، فدفعت الضريبة غالياً.

كما انكوت أوروبا بنيران التعصب الجماهيري، ومازالت أحداث الشغب التي سبقت المباراة النهائية لكأس الأندية الأوروبية البطلة بمسماها القديم (دوري أبطال أوروبا حالياً) بين يوفنتوس الايطالي وليفربول الانكليزي على استاد «هيسل» في بروكسل في عام 1985، ذهب ضحيتها أكثر من 30 شخصاً معظمهم من الجمهور الايطالي، وتمت معاقبة الفرق الانكليزية بالإيقاف 5 سنوات «أوروبياً».

يجب أن تدرك جماهير القادسية والعربي، أن التعصب لا حدود له، وعواقبه وخيمة، فقد تزهق ارواحاً بريئة ذنبها الوحيد... أنها تعشق «الأصفر» أو «الأخضر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي