رسالتي

«تحياتي... وأشواقي»... خرّبت الدِّين

تصغير
تكبير
في المقال السابق نقدت بعض من قاموا بتشويه صورة الإسلام من خلال تصرفاتهم التي اتسمت بالشدة أو الغلظة أو الوحشية، أو الذين اتهموا الإسلام -من بعض بني الإسلام - فجعلوه دين تطرف وإرهاب.

وفي هذا المقال أود الإشارة إلى قوم هم في الطرف النقيض لهؤلاء، وهم مجموعة أرادت أن تنفي عن الإسلام التطرف والجمود، فجعلته دين ميوعة وتساهل بما يؤدي إلى الوقوع ببعض المحاذير الشرعية، وهم بذلك ينطبق عليهم المثل القائل: «يبي يكحّلها فعماها».


من أمثلة هؤلاء شخص درج على ترديد عبارة: «تحياتي وأشواقي»، فأخذ يقدم نصائح دينية بطريقة فيها تميع وأقرب ما تكون إلى الأنوثة.

وأخذ يستهزئ ببعض الشعائر الدينية، وتحت هدف ترغيب الناس في الدين وإذ به يشوّه الدين، فيطرح مثلا شكلا جديدا لطريقة أداء صلاة الجمعة بحيث يكون حول المسجد جلسات للشواء ولا مانع من اختلاط الرجال بالنساء، وحتى لو شرب سجائر وشيشة!

وفي مقطع آخر يتحدث عن إعجاب أم وابنتها بجماله، مما استدعى أن يجلس لوحده مع البنت - من أجل تحقيق رغبتها - وقد «استانست البنت» كما يزعم في حديثه، حتى أنها فتحت له قلبها وقالت له أسرارا خاصة لا تعرفها حتى الأم!

وهناك مقاطع أخرى لا أريد أن أزعج السادة القراء بسردها، لكن أعتقد أن مثل هؤلاء يحتاج إلى التحجير عليه، ولو أنه كان في زمن عمر بن الخطاب، فلا أشك لحظة أنه كان سينجو من «درته». ودرة عمر هي سوط كان يستخدمه الفاروق لتأديب من يخرج عن الآداب العامة، أو يقع ببعض المحاذير الشرعية.

المشكلة أن هذا النوع من الناس يتصدر لتقديم الفتاوى والنصائح الاجتماعية والنفسية، وهو لا يملك أي مؤهلات تجعله أهلا للقيام بهذا الدور، ونقول له ولأمثاله: اتقوا الله فيما تقدمون، واعلموا أن حُبّ الشهرة والظهور قصم الظهور.

هناك نوعية أخرى أساءت للدين وهم بعض الذين اتجهوا إلى الإنشاد، ومع أن الإنشاد في حد ذاته لا غبار عليه، وليس من المحذورات الشرعية، إلا أن البعض كذلك أساء استخدامه، فأصبح للبعض كليبات تتصدرها صوره التي لا تكاد تخلو من وضع المكياج الصارخ، وهناك بعض الأناشيد التي تصاحبها أنواع من الموسيقى التي لا خلاف في تحريمها، وهناك من اقتبس ألحان بعض الأغاني وركب عليها الأناشيد، والبعض الآخر أصبحت أناشيده أقرب إلى الدعوة للميوعة منها إلى غرس الرجولة والقيم ومكارم الأخلاق.

أود التنويه إلى أننا لا نطعن في نيات من ذكرت سابقا، وربما كان قصدهم نشر الخير، لكن صدق النية وإخلاصها، لا يبيح فساد الوسيلة ومخالفتها.

ومثال ذلك من تعمدوا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الترغيب بفعل أعمال صالحة أو الترهيب من بعض المعاصي، فهم وإن صدقت نيتهم إلا أنهم أوقعوا أنفسهم تحت عقوبة حديث: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

أدعو هؤلاء إلى استفتاء مشايخ معتبرين فيما يقومون به من أعمال، وليلتزموا بما يقدم لهم من نصح وأحكام شرعية إن كانوا بالفعل يريدون نشر الخير بين الناس.

لكم تحياتي، ومن غير أشواقي.

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي