عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

حجاب المزيونة

تصغير
تكبير
هناك قرار سهل وصعب في آن واحد، يتردد أحيانا في اتخاذه بعض المسلمات ألا وهو ارتداء الحجاب.

القرار سهل على كل من أيقنت بأنها خلقت لعبادة الله، وأدركت أن لبس الحجاب أحد صوره.


ويكون القرار صعبا على من كانت لديها بعض الشبهات، أو وقفت في وجهها بعض العقبات.

بعض الفتيات تعتقد - وبعض أهلها كذلك - أنها ما تزال صغيرة، ونقول إن الضابط في مسألة العمر هو الشرع، ولذلك متى بلغت الفتاة سن التكليف أصبح الحجاب واجبا عليها.

وأخرى ترى أن الإيمان في القلب، والحجاب مجرد شيء شكلي، ونقول إن الإيمان قول وعمل، وبما أن الله تعالى أوجب الحجاب على النساء فليس لها حرية الاختيار بعد ذلك.

من الفتيات من يقف بعض أفراد أسرتها ضد ارتدائها للحجاب كالأب أو الأم أو الزوج - هداهم الله - ونقول للفتاة هنا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

بعض الفتيات تخشى أن تفقد صديقاتها، ونقول من لا تعينك على طاعة الله فلا خير في صحبتها (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

فتاة أخرى تقول ماذا أصنع بالملابس التي لا تتناسب مع الحجاب وهي غالية الثمن، فنقول: اجعلي فوقها العباءة، أو ارتديها في حضرة النساء فقط.

أقول لكل فتاة وخاصة بنات الخليج انظري إلى أخواتك المسلمات اللائي يتم التضييق عليهن في لبس الحجاب، في بعض البلاد العربية والغربية، ومع ذلك فهي على استعداد أن تضحي بوظيفتها أو دراستها وأحيانا بسلامتها أو حريتها من أجل التمسك بحجابها.

ربما شاهدتِ الطفلة الصغيرة في تركيا - قبل قانون السماح بالحجاب - والتي حُرمت من المشاركة في حفل التكريم الذي أقامته المدرسة بسبب ارتدائها للحجاب.

ولعلك تتذكرين النائبة التركية (مروة قاوقجي) والتي حرمت من كرسي البرلمان، لكنها لم تخلع حجابها.

أود أن أسأل بعض المسلمات: لو أنك تقدمتِ لوظيفة تُحبّينها وفيها راتب مجزٍ واشترطوا عليك نوعا من اللباس، فهل ستوافقين؟، فإن قبلت فاعلمي أن دخول الجنة إنما يمر عبر طاعة الله، والحجاب أحد صوره.

فإذا قررت أيتها الفتاة المسلمة لبس الحجاب، فاسمحي لي أن أسأل: أي نوع سترتدين؟ لا تتعجبي فليس كل حجاب حجاب!

الحجاب الشرعي باختصار هو الذي يغطي كل الجسد عدا الوجه والكفين -وهو محل خلاف بين أهل العلم - كما أنه لا يصِف ولا يشِف، أي لا تكون الثياب ضيقة بحيث تبين تفاصيل الجسم، ولا شفافة فيظهر ما يجب ستره.

كما أنه لا يتناسب أن ترتدي الحجاب ثم تضعي مساحيق التجميل على الوجه، فالأصل في الحجاب الستر وعدم لفت النظر.

في هذا المقام أود أن أسأل بعض الأمهات والجدّات ممن تجاوزن الستين عاما: «يا حاجة متى تتحجبين» ؟ وكيف ستقابلين الله وهو غير راضٍ عنك لخلعك الحجاب؟

أما حجاب المزيونة، فقد اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب تغطية الفتاة لوجهها إذا كانت بالغة الجمال خوفا من الفتنة بها أو عليها.

قالت ممثلة أجنبية مشهورة في اليوم العالمي للحجاب والذي يوافق الأول من فبراير من كل عام: «الشمس لا تفقد جمالها حين تغطيها السحب، لذلك جمالك لا يتلاشى عندما تكونين محجبة».

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي