كنت... وما زلت... وسأظل بإذن الله تعالى أنظر إلى الأمور والحياة نظرة التفاؤل، وأحاول أن ألتمس من بين حنايا المِحن المنح، ومن بين ثنايا الآلام الآمال، مسترشدا بقول الله تعالى «فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا».
فرحت سابقا - كما فرح الملايين من الشعوب العربية - بالربيع العربي الذي أسقط أنظمة استبدادية سابقة، وحزنت بالمؤامرات التي تمت حياكتها لإفشاله.
لكنني مع تلك المؤامرات كنت أنظر إلى الفوائد التي من الممكن أن نجنيها من وراء مجريات الأحداث.
فوجدت أن هذه الشدائد أظهرت معادن الناس، وكشفت مصداقية الأحزاب من عدمها، واتضح أن البعض كان قد ركب موجة الثورات من أجل مصالحه، وآخرون لأنهم لم يستطيعوا -وقتها- أن يعلنوا معارضتهم لها أو الوقوف في وجهها، فلما جاءت الشدائد تساقطوا عن طريقها، ونفضوا أيديهم عنها، فتبين بعد ذلك النائحة الثكلى من النائحة المستأجرة.
كما أن الأحداث الحالية جعلت البعض يعلن صراحة -بتعمد أو بغباء- عن تآمره لإفشال الثورات العربية، كما صرح بذلك أحد الأثرياء المعروفين بأنه ساهم من أجل إسقاط ما يسمى بالربيع العربي وأن الضربة القاصمة كانت في مصر، وكما بين أحد الإعلاميين المصريين المشهورين حين قال: «نحن من سعينا لإفشال حكم مرسي، وأن تفشل مصر لعبة نحن عملناها»، ومن كلامه: «هل تذكرون عندما أغلقنا المحافظات بالجنازير، هل تذكرون عندما تم تعيين محافظ للأقصر من الجهاديين ونحن من قام بإزاحته!».
ومع تلك المحن كنت أقول بأن الله تعالى سينصر الحق لا محالة، وأن تأخير انكشاف الغمة إنما هو لحكمة علمها عند الله.
الحراك الثوري القوي الذي تشهده مصر مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، والتطور في الأساليب والتنوع في الوسائل، وانضمام كتل ومجموعات جديدة كانت في السابق تعزف عن النزول إلى الشوارع أو الوقوف في وجه قادة الانقلاب، و التطورات الإقليمية الحاصلة، مشاركة تركيا وقطر في المؤتمر المنعقد في أديس أبابا حول ليبيا في الوقت الذي تعتذر فيه مصر والامارات عن حضور الافتتاح، تحجيم دور العلمانيين في المملكة العربية السعودية، الحراك الثوري القوي الذي تشهده مصر مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، والتطور في الأساليب والتنوع في الوسائل، وانضمام كتل ومجموعات جديدة كانت في السابق تعزف عن النزول إلى الشوارع أو الوقوف في وجه قادة الانقلاب.
كل هذا يجعلنا نتفاءل بأن المنطقة مقبلة بإذن الله تعالى على واقع أفضل - برغم المخاطر التي تتهددها - و نقول لليائسين والمتشائمين اخلعوا نظاراتكم السوداء.
Twitter:@abdulaziz2002